المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالفديو : قاتل يسلم كفنه لأهل المقتول ...



ابو زهره
14-09-2011, 08:23 AM
بالفيديو.. "قاتل مصري" يقدم كفنه لأهل القتيل حقناً للدماء



http://sabq.org/sabq/misc/get?op=GET_NEWS_IMAGE&name=news98626074.jpg&width=256&height=176


في واقعة نادرة بالعاصمة المصرية القاهرة، قدّم قاتل في منطقة فيصل بالجيزة، مساء الثلاثاء، كفنه لأهل القتيل منعاً لعادة الأخذ بالثأر، وحقناً للدماء، على أن تتسلمه العدالة لتتم محاكمته.

وفي مجلس صلح ضخم حضرته "سبق" جاء حشد من نحو ثلاثة آلاف شخص، يضم العائلتين المتنازعتين وأهالي المنطقة، بالإضافة إلى العديد من رجال الأمن والسياسة والإعلام، قدم الجاني عبد الرحيم سلطان "45 عاماً"، كفنه إلى سيد عبد اللطيف والد القتيل.

وبدأت تفاصيل القضية يوم 9 يوليو الماضي، حين وقعت مشاجرة بين أفراد من عائلة سلطان من ناحية، وعائلتي ضاحي وعلي جعفر الأقارب من ناحية أخرى، في منطقة فيصل بالجيزة، ووسط ذهول الجميع انطلق عيار ناري ليصيب محمد سيد عبد اللطيف "17 عاماً" فيرديه قتيلاً، وتم اتهام عبد الرحيم سلطان بالقتل، لكنه فر من موقع الحادث، قبيل وصول قوات من الشرطة والجيش.

ورفضت عائلتا ضاحي وعلي جعفر تلقي العزاء في قتيلهما، ما يعني أنهما ينويان الأخذ بالثأر.

ولأن العائلات الثلاث تعود أصولهم إلى بلدة واحدة، هي مركز أبو تيج من محافظة أسيوط بصعيد مصر، ويقطنون في المنطقة نفسها في الجيزة، فقد نشطت جهود الصلح التي قادها عميد الشرطة أحمد سعد أبو عقرب، عضو مجلس الشعب السابق عن مركز أبو تيج.

ويروي لـ "سبق" خلف علي جعفر، رجل أعمال من عائلة جعفر، جهود الصلح قائلاً:
"القاتل ظل هارباً، وكانت عائلتانا (ضاحي وجعفر) تغليان من الغضب، وبعد مرور نحو 40 يوماً على الحادث، بدأت جهود الصلح بين عائلتينا وعائلة سلطان".

وأضاف خلف على جعفر: "عرضوا علينا دية تبلغ مليون جنيه، فرفضنا وطلبنا أن يأتي القاتل ويقدم كفنه حقناً للدماء، وحتى لا يطالب أحد بالثأر، وأخيراً تم الصلح".

وشرح شروط الصلح قائلاً: "الصلح كان على الكفن والونيسة (عجل يتم ذبحه)، وتم الصلح على الدم (أي لا يحق لأحد طلب الثأر)، ويتم ذبح عجل على التعدي (تعدي القاتل على شخص منا)، على أن تتسلم العدالة القاتل لمحاكمته", وعلمت "سبق" أن القاتل لم يظهر إلا ليلة الصلح.

وفي الفيديو الذي يبلغ نحو دقيقتين، يتقدم القاتل وقد وضع الكفن على يديه، ويسير إلى جواره عميد الشرطة أحمد سعد أبو عقرب، وأحد أقاربه، ثم يتقدم إلى سيد عبد اللطيف، والد القتيل، ويضع الكفن بين يديه، وهو يطلب العفو على الملأ، فيرد والد الضحية: "عفونا عنك لوجه الله"، وفي تلك اللحظة يتم ذبح العجل وإتمام الصلح، وتبدأ عائلة الضحية في تلقي العزاء.

وعن وضع هذا الصلح، قال لـ "سبق" شريف عافية، المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة: "إن الثأر عادة ذميمة سادت في صعيد مصر، ولا تزال بعض العائلات تصر على الثأر، حيث تقتل العائلة فرداً من العائلة الأخرى، فترد العائلة الأخرى بقتل شخص من هذه العائلة، وهكذا تستمر سلسلة القتل، لذا لجأ المجتمع في الصعيد إلى أساليب لحقن الدماء، منها: دفع الدية وتقديم القاتل كفنه، كما حدث الليلة".

وعن الإطار القانوني لتقديم الكفن والدية قال: "تقديم الكفن عُرف ويترتب عليه نتيجة مهمة وهي وقف المطالبة بالثأر، لكن لا تترتب عليه نتائج قانونية".

وأضاف: "أما عن الدية، فرغم أنه لا يوجد بها نص في القانون المصري، لكن يمكن للمحكمة أن تأخذ بها في حال تأديتها لأهل القتيل، في هذه الحالة تكون الدية سنداً للقاضي في تخفيف العقوبة بالقانون، وذلك استناداً من القاضي إلى الشريعة الإسلامية، التي هي المصدر الرئيسي للتشريع، ومثال ذلك قضية رجل الأعمال المصري هشام طلعت مصطفى، المتهم بقتل المطربة سوزان تميم".
وفي نهاية الصلح، يقول أحد الحضور من الجمهور: "من يقدم كفنه يعد ميتاً بين الناس".

ويقول خلف علي جعفر: "نحن نحس بالراحة الآن، أخذنا حقنا، والقانون يقتص منه".


والفيديو من هنا (http://www.youtube.com/watch?v=KknFpwakbm4&feature=player_embedded)