المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مخترع أردني يرفض عرضاً إسرائيلياً بمليوني دولار



محمد الصمادي
09-09-2011, 10:56 PM
مخترع أردني يرفض عرضاً إسرائيلياً بمليوني دولار


الأردن غني بالنفط والغاز واليورانيوم ومشروعه النووي مكلف بسبب الصدع الزلزالي ..


قال المخترع الأردني فايز عبود ضمرة الذي سجل مؤخرا اختراعا هو الاول من نوعه في العالم ويعالج الاحتباس الحراري وغبار الاسمنت والكلنكر أن اسرائيل عرضت عليه مليوني دولار للتعاون معها في مشروعه الجديد .


وأضاف المخترع ضمرة ان المبدع العربي نبتة برية في وطنه بينما ينطلق عقله من عقاله ويبتكر عندما يتبناه الغرب مشددا على ان مشروع الطاقة النووية في الأردن مكلف وخطير كون الأردن يقع على صدع زلزالي .كما أكد المخترع ضمرة ان الأردن غني بالنفط والغاز واليورانيوم.


وقال أيضا ان العقول العربية هي ذهبنا الأصفر حينما ينضب الذهب الأسود في اشارة منه الى ضرورة قيام الحكومات العربية بدعم وتبني المبدعين العرب بدلا من تركهم فريسة للغرب.


وفيما يلي نص الحوار:


> هلا تحدثت لنا عن اختراعك الجديد؟
- الاختراع هو الأول من نوعه في العالم وهو عبارة عن محطة بيئية لمنع غازات الاحتباس الحراري وغبار الأسمنت والكلنكر من الانبعاث للجو وهي الغازات المسببة لمشكلة التغيير المناخي العالمية التي باتت تهدد الحياة على سطح كوكبنا وقد حصلت على براءة اختراع أردنية صادرة عن مديرية حماية الملكية الفكرية بوزارة الصناعة الأردنية عمان تحت الرقم 2511 منحت لي بعد إجراء الفحص الموضوعي والمعاينة من قبل المنظمة الدولية لحماية الملكية الفكرية wipo التابعة للأمم المتحدة وجهات عالمية أخرى تعتمدها الوزارة لهذه الغاية


> ما هي نقاط الإبداع الجديدة في اختراعك؟

- لقد صُمم الاختراع من مجموعة ابتكارات وخطوات مترابطة مع بعضها البعض كل منها يكمل عمل الآخر، بطريقة تضمن التخلص من غازات الاحتباس الحراري والأكاسيد الحمضية ومنع انبعاثها للجو، وجمع الغبار وتحويله الى مكعبات طين ،ولتحقيق هذه الغاية فقد اعتمدت في الاختراع على تقنيات وأنظمة ميكانيكية وكيميائية مساندة، وقد تم تصنيع فلاتر حجرية مائية لإنجاح طريقة الترسيب الرطبة للغبار، وتصميم فلاتر وغرف تمكن الاختراع من فصل الغبار عن الهواء وإجراء التفاعلات الكيماوية اللازمة للتخلص من الغازات والأكاسيد ومنع انبعاثها للجو بشكل قاطع، خلافاً لأنظمة الفلاتر الكيسية وأنظمة الترسيب الكهروستاتيكية المستعملة حالياً في صناعة الأسمنت عجزت عن التصدي لغبار مصانع الاسمنت والكلنكر ولم تحقق الأهداف المرجوة منها بشكل قاطع.

ولأول مرة في تاريخ صناعة الأسمنت والصناعات العملاقة التي تستعمل مشتقات النفط والفحم الحجري والغاز السائل كوقود لتشغيلها والتي ينتج عنها غاز ثاني أكسيد الكربون، ستتمتع تلك الصناعات بعائدات مالية ضخمة تضاف لأرباحها السنوية نتيجة لإلتقاط الكربون ومنع انبعاثه للجو حيث يتحول إلى سندات قابلة للصرف والتحويل في أسواق وبورصات الكربون العالمية عملاً ببرتوكول كيوتو التابع للأمم المتحدة حيث بلغ سعر طن كربون يُمنع انبعاثه للجو 40 دولارا.

كما إنها المرة الأولى التي سيحول فيها الاختراع تلك الصناعات من صناعة ملوثة للبيئة إلى صناعة صديقة لها.

> ماهي انعكاسات الاختراع على البيئة والصحة العالمية والاقتصاد للدول والرعايا؟
- إن المصانع العملاقة المنتشرة في جميع أنحاء العالم ومنها مصانع الاسمنت تطلق عِبر مداخنها ملايين الأطنان من غاز ثاني اكسيد الكربون وغاز ثاني اكسيد الكبريتيك والهيدروجين وغيرها من الغازات والأكسدة وملايين الأطنان من الغبار والدخان والزنك والقصدير والرصاص والتيتانيوم والكثير من الغازات السامة التي تضر البيئة وصحة الإنسان والكائنات الحية.
فالخطر المحدق بالبيئة والطبيعة ومكونات الحياة (ماء تربة هواء) يتزايد يوما بعد يوم بسبب نشاطات الإنسان والصناعات العملاقة وما تبثه للجو من ملوثات، فهناك نزاعات متبادلة بين الطبيعة والإنسان الذي يستغل مواردها استغلالاً بشعا لتحقيق رفاهيته دون أن يحدد شروط التوازن بينه وبينها.

أهمية الاختراع للبيئة
إن صناعة الاسمنت والصناعات العملاقة الأخرى التي تستعمل مشتقات النفط والفحم الحجري والغاز السائل كوقود لتشغيلها تتسبب في انبعاث الغازات التالية للجو:-


1- غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 : وهو غاز يتسبب في ظاهرة الاحتباس الحراري
CO - 2 غاز أول أكسيد الكربون : وهو الغاز الذي يُكوّن الضباب الدخاني، وهوغاز شديد السمية وينتج عن عمليات الاحتراق غير الكاملة لمشتقات النفط
3- كبريتيد الهيدروجين H2S : وهو غاز خانق له رائحة كريهة
4- غاز ثاني اكسيد النيتروجين NO2 : وهذا الغاز من أهم ملوثات الهواء وأكثرها شيوعا واستنشاقه يسبب التسمم.

وهذه الغازات نتيجة تفاعلات جوية تكوّن أحماض الكربونيك والكبريتك والنيريك وعندما تتحد مع ماء الشتاء تكوّن المطر الحمضي. هذا بالإضافة إلى الدخان والغبار
لذا فللاختراع أهمية كبيرة في المساهمة بحل مشكلة الاحتباس الحراري العالمية وحماية البيئة بسبب مايلي:-

1- إن منع غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الدفيئة من الانبعاث للجو، يساهم مساهمة كبيرة في حل مشكلة الاحتباس الحراري التي أدت إلى تدهور البيئة وتداعياتها، ويحمي طبقة الغلاف الجوي الخارجية (الثيرموسفير) من الانكماش ويعيد لها توازنها الطبيعي، ويدعم خطط التنمية المستدامة للتنوع الحيوي والبيولوجي الضرورية لاستدامة الحياة على سطح كوكبنا. ويحمي مكونات الحياة لكل الكائنات الحية على كوكبنا.

2- إن منع الاكاسيد والغازات الحمضية من الانبعاث للجو وأهمها اكاسيد الكبريت والنتروجين يمنع تكوّن المطر الحمضي ويؤدي لحماية مصادر المياه الجوفية ومياه الأنهار والبحيرات وحماية الثروة السميكة، ويحمي الأثارات التاريخية، والممتلكات الحكومية والخاصة وشبكات المياه والأجهزة من التآكل، ويؤدي للحد من تدهور النظام البيئي والخصائص الطبيعية للتربة فيزيد من قدرتها الإنتاجية ويعزز رئة الطبيعة المتمثلة في الغابات والأحراش ويزيد في اتساع الرقع الخضراء والرقع الزراعية مما ينعكس سلباً على سلة الغذاء العالمي، ويكفي أن نعلم أيها السادة أن العالم يفقد سنوياً بسبب التلوث ما مساحته عشرة ملايين هكتار من الأراضي الزراعية قادرة على إنتاج غذاء يكفي ل25 مليون شخص.

3 - إن منع غبار الأسمنت المشبع بالغازات والاكاسيد الحمضية نتيجة للصنيع، وغبار اليورانيوم والفوسفات المشبعين بالمواد المشعة، يحسن من جودة الهواء وينقيه من الغازات السامة ويحمي الإنسان والكائنات الحية من خطر التعرض للمواد المشعة ويحمي قشرة الأرض وتربتها، ويمنع انحسار الغطاء النباتي ومناطق الرعي الطبيعية، ويدعم استدامة خطط التنمية المستدامة للتنوع الحيوي والبيولوجي التي تنتهجها الدول لإعادة التوازن بين البيئة والطبيعة.


> ما أثر الاختراع على الصحة ؟
- إن منع انبعاث غبار مصانع الاسمنت والكلنكر وغبار اليورانيوم والفوسفات، يساهم مساهمة فعالة في حماية وتخليص الإنسان وخصوصاً الأطفال والنساء القاطنين بجوار المصانع التي تصدر هذا الغبار من الأمراض التالية:
1- أمراض الجهاز التنفسي والجملة العصبية
2- مرض التليف الرئوي السيليكوز نتيجة لاستنشاق غبار الأسمنت
3- أمراض الرئة كالربو والسل وخصوصاً لدى الأطفال
4- التهاب القصبات الهوائية
5- فقدان حاستي التذوق والشم
6- التصلب الرئوي
7- أمراض الجلد والتورمات الخبيثة في أنسجة الرئتين
8- تهيج ملتحمة العين وانعدام الرؤية أو فقدان البصر
9- أمراض الصداع الدائمة
10- أمراض العقم لدى النساء
11- الإصابة بمرض السرطان نتيجة لغبار غبار الفوسفات واليورانيوم اللذين يحتويان على مواد مشعة.

أثر الاختراع على الاقتصاد

إن اهتمام الحكومات والأفراد تركز على دعم موارد الدولة لإنعاش اقتصادها وتعزيز دخلها القومي ومن هنا تأتي أهمية الاختراع اقتصاديا للدول وخصوصاً النامية للأسباب التالية:-
1- رفد خزينة الدولة والأفراد بعوائد مالية كبيرة نتيجة لتجارة الكربون، فالاختراع يلتقط الكربون ويمنع انبعاثه للجو ويحوله إلى سندات صرف قابلة للتحويل عملاً ببروتوكول كيوتو التابع للأمم المتحدة، حيث بلغ السعر40 دولارا تقريباً لكل طن كربون يمنع انبعاثه للجو.
2- تخفيف كلفة المصاريف التي تتكبدها الدولة وأفراد المجتمعات نتيجة الحد من التلوث البيئي والصحي.
3- إن تحويل الصناعات الملوثة للبيئة إلى صناعات صديقة لها. يدفع بالدول للاندفاع نحو التوسع بالاستثمار بالصناعات العملاقة، لقدرة الاختراع على التخلص من انبعاثها الملوث للجو سواءّ أكانت غازات أو غبارا الأمر الذي يُمكنّ الدول من جذب استثمارات لرفد خزينتها.
4- يساهم الاختراع بزيادة حجم صادرات مصانع الاسمنت نتيجة لازدياد الطلب العالمي عليها مما يزيد من دخل الدولة وأفراد المجتمعات.
5- يساهم الاختراع في التوسع بالتنقيب عن اليورانيوم والفوسفات وتصديرها، الأمر الذي يشكل عوائد مالية ضخمة للدول.
6- يساهم الاختراع بإنعاش وتنمية الاقتصاد الأخضر والثروة الزراعية نتيجة لاتساع الرقع الخضراء وإنعاش وتطوير اقتصاد الثروة الحيوانية نتيجة لاتساع المناطق الرعوية. مما يزيد من دخل الدولة والأفراد.
7- يحد الاختراع من البطالة ويوفر ملايين فرص العمل بسبب الاستثمار في الصناعات العملاقة وانتعاش الاقتصاد الأخضر والثروة الزراعية والتوسع بها.

> كيف تنظر الى البحث العلمي والاختراعات في الوطن العربي عموما والأردن بوجه خاص مقارنة مع اسرائيل التي انبثقت عن عصابات مسلحة وأصبحت دولة نووية وفي مصاف الدول المخترعة؟
- البحث العلمي ضئيل ومهمل ولا يلقى الاهتمام المأمول في عالمنا، فدولنا العربية تنفق مبالغ طائلة على رفاهية زائفة ،مقابل أرقام تافهة تحشوها في ميزانياتها إرضاء للدول المانحة للبحث العلمي علماً بأن غالبية البحوث العلمية تستقر في أدراج المسؤولين أو على رفوف المستودعات والوزارات والمكاتب ،وهناك تقصير عربي رسمي في موضوع دعم البحث العلمي وتبني الإبداعات التي تنتجها العقول العربية سواء في الأردن أو الدول العربية المجاورة مقارنة بإسرائيل التي تنفق مبالغ طائلة على البحث العلمي وشراء الخبرات والعقول من كل أنحاء المعمورة، تصور أن إسرائيل دفعت 2مليون دولار كي أتعاون معها في موضوع اختراعي في حين أن وزير بيئة أردني سابق قال لي بالحرف الواحد (سامع باختراعك) على الرغم من أن التلفزيون الأردني أجرى معي لقاءين أحدهما بثه التلفزيون 16 مرة خلال ثلاثة شهور وعلى الرغم من أن كل الصحف اليومية الرئيسية والعديد من المواقع الألكترونية تناولت الختراع.

> لماذا يجد المبدع العربي نفسه مخنوقا في بلده لكنه ينطلق في عالم الابداع والابتكار عندما يحتضنه الغرب؟
- المبدع العربي في الوطن العربي كالنبتة البرية يرعى نفسه بنفسه، فعندما يحتضنه الغرب يرعاه ويسهل له سبل المعرفة ويكافئه فينطلق العقل من عقاله فيبتكر ويبدع.

> برأيك ما تأثير المبدعين العرب في الغرب على الحضارة والتقدم هناك؟
- في التسعينيت كان لدينا إحصائية عن العقول العربية المهاجرة لدول العالم تفيد بوجود 25 مليون عربي يعمل من مختلف التخصصات هاجروا الوطن العربي واستقروا في الغرب وقدموا له العديد من البحوث والاختراعات في الذرة والطب والفيزياء والكيماء وغيرها انعكست على شعوب اوروبا وأثرت التكنولوجيا واقتصاديات حكوماتها.

وقمنا نحن مجموعة من الأردنيين والعرب بتسجيل جمعية بسويسرا باسم النخبة العربية هدفها إعادة توطين العقول العربية المهاجرة عن طريق التزاوج بين المال العربي والعقل العربي.

> كيف تنظر إلى سعي الأردن للحصول على الطاقة النووية من خلال بناء المفاعلات النووية فوق أراضيه؟
- الموضوع مكلف وخطير وسيشكل عبئا مالياً على الأردن ويحتاج إلى المياه لتبريد المفاعلات ويشكل مصدراً للخطر يؤرق الأردنيين لأن بلدهم واقع في منطقة زلزالية متقلبة، مع الأخذ بعين الاعتبار مشكلة التغير المناخي التي بدأت تعصف بالعالم، فها نحن نشهد بدايات تململ الطبيعة وغضبها ،متمثلاً بتغير كبير في مناخ الشرق الأوسط والعديد من مناطق العالم وارتفاع درجات الحرارة والجفاف والمزيد من التصحر والفيضانات وسقوط مئات الألوف من البشر في تسونامي والهند وباكستان وأفغانستان واستراليا واليابان وحرائق الغابات في روسيا، وبدء ذوبان الجليد في القطبين الشمالي والجنوبي وفي منطقة جبال هملايا والمناطق المجاورة لها، لتقدم للعالم إنذاراً للإسراع في التعامل مع الطبيعة والبيئة بشكل متوازي في الأخذ والعطاء وحل مشكلة الاحتباس الحراري وتلوث طبقة الجو المحيطة بالكرة الأرضية.

فمن السابق لأوانه في مثل هذه الظروف التفكير بالطاقة النووية الآن، فالأردن بلد صغير وصناعاته متوسطة ولديه الصخر الزيتي بكميات تجارية تكفيه لاستخراج الطاقة وفيه ثروات معدنية هائلة ومن ضمنها النفط والغاز واليورانيوم.

> هل واجهت صعوبات عند تسجيل براءة الاختراع و ما هي رسالتك للحكومات العربية على وجه العموم؟
- كانت هناك صعوبات فنية من قبل منظمة wipo العالمية التابعة للأمم المتحدة وهي الجهة التي عاينت الاختراع وأخضعته للفحص الموضوعي وبالنتيجة أجازت للحكومة الأردنية بمنحه شهادة براءة اختراع.
رسالتي للحكومات العربية أن تنتهج دعما وتعزز وتبني المبدعين العرب واحترام العقول العربية ونتاجها فهي الذهب الأصفر حين ينضب الذهب الأسود.

> كيف كان شعورك عند أول اختراع لك ..ما هو وما ردة فعل المحيطين بك؟
- أول اختراع لي كان إيجاد معادلات لتراكيب مواد كيماوية للمطابع تستعمل في طباعة الاوفسيت وجاءت التراكيب منافسة للصناعات الأوروبية المستوردة وعندي الآن مصنعان واحد في الأردن والآخر في سوريا وهما أول مصنعين في الشرق الأوسط لصناعة المواد المطبعية وكنت سعيداً وأنا أجد منتجاتي منافسة فأشعر بسعادة لأنني أنجزت شيئاً لخدمة مهنتي وهي الطباعة واشعر بالسعادة عندما أرى البسمة تعلو شفاه أصحاب المطابع وهم يثنون على منتجاتي.

> ماهي خططك لتطبيق الاختراع على أرض الواقع ؟
- كما ذكرت لك فالاختراع عملاق بيئي واقتصادي، له أهمية كبيرة في تجارة الكربون العالمية ويحمي البيئة وصحة الإنسان ويساهم في حل مشكلة التغيير المناخي العالمية التي باتت تهدد كوكبنا وتؤرق ساكنيه ويحسن من جودة الهواء وسلة الغذاء العالمي فانا أبحث عن جهات دولية داعمة وممولين وهناك اتصالات مع أطراف عربية لتحقيق هذه الغاية.