المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بروتوكولات حكماء صهيون



عامر النوايسه
05-08-2011, 10:51 PM
تقديم


بروتوكولات حكماء صهيون



للاستاذ الكبير عباس محمود العقاد


ظهرت أخيراً في اللغة العربية نسخة كاملة من هذا الكتابالعجيب: كتاب "برتوكولات حكماء صهيون".



ومنعجائبه أن تتأخر ترجمته الكاملة في اللغة العربية إلى هذه السنة، مع انالبلاد العربية أحق البلاد أن تعرف عنه الشيء الكثير في ثلث القرنالأخير،وهي الفترة التي منيت فيها بجرائر "وعد بلفور" وبالتمهيد لقيامالدولة الصهيونية على أرضفلسطين.





انهذا الكتاب لا يزال لغزاً من الالغاز في مجال البحث التاريخي وفي مجالالنشر والمصادرة، فقلما ظهر في لغة من اللغات الا أن يعجل إليه النفاد بعدأسابيع أو أيام من ساعة ظهوره، ولا نعرف أن داراً مشهورة من دور النشروالتوزيع اقدمت على طبعه من تكاثر الطلب عليه، وكل ما وصل الينا من طبعاتهفهو صادر من المطابع الخاصة التي تعمل لنشر الدعوة ولا تعمل لأرباح البيعوالشراء.





ومنعجائب المصادفات على الأقل أن تصل إلى يدي ثلاث نسخ من هذا الكتاب فيالسنوات الأخيرة: كل نسخة من طبعة غير طبعة الأخرى، وكل منها قد حصلت عليهمن غير طريق الطلب من المكتبات المشهورة التي تعاملها.اما النسخة الأولىفقدأعارني اياها رجل من قادتنا العسكريين الذين يتتبعون نوادر الكتب فيموضوعات الحرب وتدبيرات الغزو والفتح وما اليها، وقد اعدتها إليه بعدقراءتها ونقل فصول متفرقة منها.





وأماالنسخة الثانية فقد اشتريتها مرجوعة لا يعلم بائعها ما اسمها وما معناها،وقد ضاعت هذه النسخة وأوراق النسخة المنقولة مع كتب وأوراق أخرى اتهمتباختلاسها بعض الخدم في الدار.



وأماالنسخة الثالثة وهي من الطبعة الإنجليزية الرابعة فقد عثرت عليها فيمخلفات طبيب كبير وعليها تاريخ أول مايو سنة 1921 وكلمة "هدية" بالفرنسية Souvernir وكدت أعتقد من تعاقب المصادفات التي تتعرض لها هذه النسخ أنها عرضة للضياع.





والترجمةالعربية التي بين أيدينا اليوم منقولة من الطبعة الانجليزية الخامسة،نقلها الأديب المطلع "الأستاذ محمد خليفة التونسي"،وحرص على ترجمتها بغيرتصرف يخل بمبناها ومعناها فأخرجها في عبارة دقيقة واضحة وأسلوب فصيح سليم.





صدرالمترجم الفاضل لهذا الكتاب الجهنمي بمقدمة مستفيضة قال فيها عن سبب وضعهان زعماء الصهيونيين "عقدوا ثلاثة وعشرين مؤتمراً منذ سنة 1897 وكان آخرهاالمؤتمر الذي انعقد في القدس لأول مرة في 14 أغسطس سنة 1951، ليبحث فيالظاهر مسألة الهجرة إلى إسرائيلومسألة حدودها ـكما جاء بجريدة الزمان ـ وكان الغرض من هذه المؤتمرات جميعاً دراسة الخططالتي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية، وكان أول مؤتمراتهم في مدينةبال بسويسرة سنة 1897 برئاسة زعيمهم هرتزل، وقد اجتمع فيه نحو ثلثمائة منأعتى حكماء صهيون كانوا يمثلون خمسين جمعية يهودية،وقرروا فيه خطتهم السريةلاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود" ثم اجمل الأستاذ المترجم مااشتملت عليه فصول الكتاب من شرح الخطط المتفق عليها، وهي تتلخص في تدبيرالوسائل للقبض على زمام السياسة العالمية من وراء القبض على زمام الصيرفة،وفيها تفسير للمساعي التي انتهت بقبض الصيارفة الصهيونيين على زمام الدولارفي القارة الأمريكيةومن ورائها جميعالاقطار،وتفسير الى جانب ذلك للمساعي الأخرى التي ترمي إلى السيطرة على المعسكرالآخر من الكتلة الشرقية، وانتهت بتسليم ذلك المعسكر الى أيدي اناس منالصهيونيين أو الماديين الذين بنوا بزوجات صهيونيات يعملن في ميادينالسياسة والاجتماع.





وتتعددوسائل الفتنة التي تمهد لقلب النظام العالمي وتهدده في كيانه باشاعةالفوضى والاباحة بين شعوبه وتسليط المذاهب الفاسدة والدعوات المنكرة علىعقول ابنائه، وتقويض كل دعامة من دعائم الدين أو الوطنية أو الخلق القويم.





ذلكهو فحوى الكتاب وجملة مقاصده ومراميه، وقد ظهرت طبعته الأولى منذ خمسينسنة، ونقلت من الفرنسية إلى الروسية والانجليزية فغيرها من اللغات، وثارتحولها زوابع من النقد والمناقشة ترددت بين الآستانة وجنيف وبروكسل وباريسولندن وأفريقية الجنوبية، وشغلت الصحافة والقضاء ورجال المتاحف والمراجع،وصدرت من جرائها احكام شتى تنفي تارة وتثبت تارة أخرى، ثم اختفى الكتاب كماقدمنا ولا يزال يختفي كلما ظهر في احدى اللغات.





ويتقاضاناانصاف التاريخ، أن نلخص هنا ما يقال عنه من الوجهة التاريخية نقداً لهوتجريحاً لمصادره، أو اثباتاً له، وترجيحاً لصدقه في مدلوله.





فالذينينقدونه ويشككون في صحة مصادرة يبنون النقد على المشابهة بين نصوصه ونصوصبعض الكتب التي سبقت ظهوره بأربعين سنة أو باقل من ذلك في أحوالأخرى. ومنها حوار بين مكيافيلي ومسكيو يدور حول التشهير بسياسة نابليون الثالثالخارجية، ومنها قصة ألفها كاتب الماني يدعى هرمان جودشي ضمنها حواراً تخيلأنه سمعه في مقبرة من احبار اليهود بمدينة براغ دعي إليهامؤتمر الزعماء الذين ينوب كل واحد منهم على سبط من اسباط إسرائيل.





ويعتمد الناقدون ايضاً على تكذيب صحيفة "التيمس" للوثائق بعد اشارتها إليهاعند ظهورها اشارة المصدق المحذر مما ترمي إليه.





أماالمرجحون لصحة الوثائق أو لصحة مدلولها فخلاصة حجتهم أنها لم تأت بجديدغير ما ورد في كتب اليهود المعترف بها ومنها التلمود وكتب السنن اليهودية،وغاية ما هنالك أن التلمود قد أجملت حيث عمدت هذه الوثائق إلى التفصيلوالتمثيل.





ويقول الصحفي الانجليزي "شسترتون" A.K.Chesterton في مناقشته للكاتب الإسرائيلي لفتوتش Leftwich أقوالاً مختلفة لتعزيز الواقع المفهوم من تلك البروتوكولات، خلاصتها أنلسان الحال أصدق من لسان المقال، وأن مشيخة صهيون أو حكماء صهيون قد يكونلهم وجود تاريخي صحيح، أو يكونون جميعاً من خلق التصور والخيال، ولكنالحقيقة الموجودة التي لا شك فيها أن النفوذ الذي يحاولونه ويصلون إليهقائم ملموس الوقائع والآثار.





قالفي المجموعة التي نشرت باسم "فاجعة العداء للسامين" ان المارشال "هايج" سمع باختياره للقيادة العامة من فم اللورد "ورتشليد" قبل أن يسمع به منالمراجع الرسمية وان بيت روتشيلد خرج بعد معركة واترلو ظافراً كما خرجزملاءه وأبناء جلدته جميعاً ظافرين بعد الحرب العالمية الأولى والثانية،وأنه لا يوجد بيت غير بيت روتشيلد له اخوة موزعون بين لندن وباريس وبرلين،وبدا كلامه قائلاً: "انني من جهة يبدو لي أن البروتوكولات تستوي روحياً علىنفس القاعدة التي استوت عليها فقرات من كتاب التلمود تنزع إلى رسمالعلاقات التي يلتزمها اليهود مع عالم الامم أو الغرباء، وانني من جهة أخرىلا اعرف احداً يحاول أن يزعزع عقائد اليهود في دينهم الا كغرض من إغراضالتبشير العامة، ولكني أعرف كثيراً من اليهود الذين يعملون على تحطيم يقينالأمم بالديانة المسيحية".





ونستطيعنحن أن نضيف إلى قول شسترتون أقوالاً كثيرة من قبيلها وفي مثل معناهاواستدلالها، فهذا الدولاب الهائل الذي دار على حين فجأة من الآستانة إلىأمريكا إلى افريقية الجنوبية لتنفيذ البروتوكولات شاهد من شواهد العصبةالعالمية التي تعمل باتفاق في الغاية،أن لم تعمل باتفاق في التدبير، وهذهالثقة التي تسمح لصعلوك من صعاليك العصابات أن يهدد سفير الولايات المتحدةويكلفه أن ينذر حكومته بما سوف يحل بها إذا خالفت هوى العصابة، شاهد آخر منشواهد تلك السطوة العالمية التي تملي أوامر على الرؤساء والوزراء من وراءستار، وهذه الشهوة "العالمية" التي يلعب بها الصهيونيون لاغراء ضعاف الكتابشاهد آخر من شواهد أخرى لا تحصى، فلم يترجم كتاب عربي قط لكاتب تناولالصهيونية بما يغضبها في وقت من الأوقات.





ولستأذهب بعيداً وعندي الشواهد من كتبي التي ترجمت إلى الفرنسية والانجليزية،ونشرت فصولاً منها في مجلات مصر وأوربا، فقد توقف طبعها ـ بعد التعب فيترجمتها ـ لأنني كتبت واكتب ما يفضح السياسة الصهيونية.. وقد تحدثت إلىفتاة من دعاتهم في حضرة صديق بقيد الحياة فجعلت تومئ إلى مسألة الترجمة،وتسألني سؤال العليم المتغابيء "عجبي لمثلك كيف لا تكون مؤلفاته منقولة إلىجميع اللغات".





سألتنيهذا السؤال وهي فيما أظن لا تصدق أن الشهرة العالمية على جلالة قدرها شيءنستطيع أن نحتقره إذا قام على غير اساسه وأصبح ألعوبة في أيدي السماسرةوالدعاة، فقلت لها: "انبلوتارك قد سبقني إلى جواب هذا السؤال".





فعادتتسأل: "وماذا قال؟" قلت: "روي على لسان بطل من ابطال الرومان أنهسئل:لماذا لا يقيمون لك تمثالاُ بين هذه التماثيل؟ فأجاب سائله: لأن تسألنيسؤالك هذا خير من أن تسألني: لماذا اقيم لك هذا التمثال؟".





وأغلب الظن بعد هذا كله على ما ترى ان البروتوكولاتمنالوجهة التاريخية محل بحث كثير، ولكن الأمر الذي لا شك فيه كما قالشسترفيلد: أن السيطرة الخفية قائمة بتلك البروتوكولات أو بغير تلكالبروتوكولات.





عباس محمود العقاد
















مقدمة الطبعة الثانية







أصداء الطبعة الأولى





أيها القارئ الصديق..





بيدالأخوة التي تحتضن في بر وحنان كل من تجمعهم بها الرحم الانسانية دون أنتفرق بين أحد منهم، أقدم هذه الطبعة الثانية لكتاب "الخطر اليهودي: بروتوكولات حكما ء صهيون"كما قدمت سابقتها التي نفذت منذ سنوات، ثم توالىالطلب والإلحاح عليها من قراء بعد السكوت عن تلبية ندائهم تقصيراً جديراًبالاعتذار، ولكن تمحل الأعذار ليس من شمائل الأحرار.





ولستأقدمها لقومي وحدهم بل لكل الأمم، لعل عقلاءها يرشدون، ويعملون بمايعلمون، دون ان يحيد بهم عن طريق الحق تشجيع من هنا أو تخذيل من هناك.





1ـ ترجمة الكتاب واثرها:





وترجمتيهذه ـ فيما علمت بعد البحث المستفيض ـ أول ترجمة عربية لهذا الكتاب العجيبوأوفاها، وأن شعوري بمسؤوليتي الانسانية مع مسؤوليتي القومية وأشد منها هوأكبر الأسباب التي حفزتني على ترجمته منذ حصلت على نسخته الانجليزية بشقالنفس بعد بحث طويل، بل أن هذا الشعور هو الذي حفزني على طلبها وتجشمالمتاعب في سبيلها والرغبة في ترجمتها قبل العثور عليها، وذلك بعد ان أطلعتعلى فقر وخلاصات منها بالانجليزية والعربية في الكتب والصحف،حتى قضى اللهلي بكلما أردت منها بعد اليأس ، فتحقق لي ما ينسب الى الشاعر المتيمالمجنون بليلاه:





"وقد يجمع الله الشتيتين بعدما

يظنان كل الظن ان تلاقيا"





فالحمد لله الذي يجمع بعد شتات، وقضى باللقاء والإئتلاف بعد مواجع اليأس وطول الفراق.





هذهالترجمة أمينة على روح النص تمام الامانة، وتكاد لدقتها أن تكون حرفية فيمجمل ملامحها سطراً سطراً، لا فقرة فحسب، فلم أحد قيد شعرة عن النصالانجليزي في أي موضع،مع مراعاة المحافظة على فصاحة الترجمة العربية وسلامةعباراتها، ومراعاة ما يستلزمه الفرق بين اللغتين في النظم، ولست أبالغ اذاادعيت أن المترجم الانجليزي لو ترجمها إلى العربية لم ضمن لها من الوضوحوالدقة والبلاغة أعظم من ترجمتنا، وهذا ما جعلني أكتب في صدر الترجمة أنها "أولترجمة امينة كاملة" دون تبجح ولا استعلاء .





وأحمدالله حق حمده أيضاً بما أولى الطبعة الأولى من عناية القراء الذي تعدعنايتهم بكتاب تشريفاً له ولصاحبه، وان لم تكن شرفاً لهما، إذ لا شرفلانسان ولا لعمل الا بما فيه. لا باقبال عليه أو باعراض عنه، وحسب الإنسانالفانيشرفاً أن يبذل مخلصاً لغيره غاية وسعه على ما تقتضي الكرامة والمروءةوتقوى الله، فأما الاقبال والاعراض وما اليهما من رواج وكساد وحظوظ عارضةقد تكون عادلة أو جائرة.





ولقدتمثلت عناية هؤلاء القراء الأماثل في صور شتى، فتناوله كثير منهم بالدرسأو النقد، وتناوله غيرهم بالتلخيص أو التوضيح كتابة في الصحف أو محاضرة فيالمجامع والندوات في كثير من البلاد العربية والشرقية والأوربيةوالأمريكية،وقام آخرون بترجمته كله أو بعضه إلى لغاتهم: ومنها الفارسية فيإيران والاردية في الهند، كما ترجم في مصر ثانية إلى الفرنسية، ونشرت خلاصةله بالانجليزية، وأنسَ به وبمقدمته العربية كثير من الباحثين فاتخذوهمامرجعاً يستندون إليه أو يقتبسون منه ويستشهدون به في مقالاتهم وكتبهم معالصهيونية العالمية،ونوه بمضامينه كثير من الأدباء والمفكرين والزعماءوالرؤساء والوزراء فيما يكتبون وما يقولون.





ولقدعرفت بعض ذلك بنفسي، وحدثني ببعضه قصداً أو عفواً مطلعون من الاصدقاءوالخلطاء ممن تقلبوا في البلاد شرقاً وغرباً، وكان أشد أهل هذه البلاداهتماماً به المغاربة والمصريون والعراقيون والسوريون، وبلغ من حماسة احدىسيداتنا المصريات الجليلات ـ كما حدثني موزعوه ـ أنها اشترت من نسخة نسخهبضع مئات ثم بضع خمسينات أهدتها إلى تعرف ومن لاتعرف، وألقت محاضرتين أشادتفيهما بمضامينه في ناديين نسائيين على غير معرفة بي، وإن أنسَ لا أنسىأمسية طرق بابي فيها فلاح كهل، لو كان بين جمهرة من أوساط فلاحينا أو مندونهم لاقتحمته أحصف العيون. ولم أكن أعرفه ولكن ما كاد يستقر بمجلسي حتىعرفت انه من قرية خاملة في اطراف الصعيد، وأنه جاء يستوضحني مواضع منالكتاب، ويستزيدني غيرها، واستمر ساعات يسألني ويحاسبني ويستوثق مما يسمعكأنه من ملائكة الحساب، وأنا أفرغ له وعيي بين الغبطة والدهشة، فوالحق لقدكانت غبطتي بزيارته عدلاً لأعظم جزاء، ولقد كان الرجل الى جانب حصافتهكريماً فاعتدني من الأصدقاء وكرر وصالي بهذا الولاء فحيا الله "الشيخ عبدالحميد روق" في قريته من مركز الصف بالجيزة.





وكنتقبل خروج نسخ الكتاب من الطبعة أترقب أن يحاول اليهود جمعها كدأبهم معهحيثما ظهر في أي لغة، فكنت أناشد موزعيه وطنيتهم أن لا يبيعوها الا نسخةنسخة، الا أن يجدوا سبباً مرضياً لشراء جملة منها، إذ كانت غايتي الأولى مناظهاره نشر فكرته وتدبر خطته ابتغاء وجه الله ومصلحة عباده جميعاً، وأنيعتبره قارئه كأنه رسالة شخصية من صديق، وما يسرني غير ذلك ان تنفد منهمائة طبعة لكي تمضي آلاف نسخها إلى الظلام أو النار أو ما يشبه ذلك، أياًكان ما تجنيه لي من عروض الدنيا التي يتهافت عليها من يزنونها بغير ميزانيوحسبي في نهاية المطاف أن أشير إلى أن ندائي بهذا الكتاب لم يكن صوت صارخفي البرية.

محمد الصمادي
06-08-2011, 12:18 AM
شكرا لك اخي عامر وينقل الى مكتبة المنتدى