المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الانشغال بالدنيا وترك الاخرة



محمد الصمادي
27-05-2011, 10:13 AM
الانشغال بالدنيا وترك الاخرة


يقول سبحانه: (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون - مايأتيهم من ذكر
من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون - لاهية قلوبهم(
وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح, وإذا أصبحت فلاتنتظر
المساء, وخذ لصحتك لمرضك, ومن حياتك لموتك".
من الأماني الغفلة عن الزمن، وما يحمل في طيّاته من مفاجآت؛ ومن أكبر هذه المفاجآت
الأجل الذي يترصّد الإنسان في كلّ منعطف، وفي كلّ لحظة، ولو أن الإنسان حسب حساب
الأجل وما يحمله لـه من مفاجآت بعده لاعتدل في أمانيه، وحدّد أمله واتجه اتجاهاً
كلّياً الى العمل الصادق.
قال ابن القيم رحمه الله : "ما مضى من الدنيا أحلام ، وما بقي منها أماني ، والوقت
ضائع بينهما "


طوبى لعبد بادر ساعته ، واستعد للقاء ربه ، وكان لسان حاله" وعجلت إليك رب لترضى "
طه84


" الأمل يلهي ، والمطامع تغر ، والعمر يمضي ، والفرصة تضيع والأمل البراق ما يزال
يخايل لهذا الإنسان وهو يجري وراءه ، وحتى يغفل عن الله ،وعن القدر ، وعن الأجل
وحتى ينسى أن هنالك واجبا ، وأن هنالك محظورا ، بل حتى لينسى أن هنالك إلها ، وأن
هنالك موتا ، وأن هنالك نشورا،
وهذا هو الأمل القاتل "
فبصحيح البخاري
من حديث ابن مسعود-رضي الله عنه- قال :" خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا ،
وخط خطا في الوسط خارجا منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي
في الوسط وقال: هذا الإنسان وهذا أجله محيط به -أو قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج
أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه
هذا "
" والمراد بالأعراض : الآفات العارضة له ، فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا ، وإن سلم
من الجميع ولم يصبه آفة من مرض ، أو فقد مال ، أو غير ذلك بغته الأجل . والحاصل أن
الأجل له مسببات.
وفي الحديث إشارة إلى الحض على قصرالأمل ، والاستعداد لبغتة الأجل ، وعبر بالنهش
وهو لدغ ذات السم مبالغة في الإصابةوالإهلاك
والشاهد أن الإنسان تتجاوز آماله حدود أجله ، و يخترمه أجله دون أمله ، وقد أوضح
النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى
ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..


وطول الأمل له سببان :


أحدهم :حب الدنيا،
والآخر : الجهل
أما حب الدنيا : فهو أن الإنسان إذا أنس بها وبشهواتها ولذاتها و علائقها ، ثقل على
قلبه مفارقتها ، فامتنع قلبه من الفكر
في الموت الذي هو سبب مفارقتها ، وكل من كره شيئا دفعه
عن نفسه ، والإنسان مشغول بالأماني الباطلة ، فيمني نفسه أبدا بما يوافق مراده
فيصير قلبه عاكفا على هذا الفكر موقوفا عليه ،فيلهو عن ذكر الموت ، فلا يقدر قربه ،
فإن خطر له في بعض الأحوال أمر الموت ،والحاجة إلى الاستعداد له سوف ، ووعد نفسه ،
وقال : الأيام بين يديك
أغلب الناس لو سألتهم عن سبب انهماكهم في الحياة الدنيا لقالوا : نؤمن مستقبل
أولادنا . ومن يؤمن مستقبلهم هم ؟! الإنسان تنتظره مخاوف عدة : من سكرات الموت ،
وضمة قبر ، وسؤال ملكين ، و عرض مقعد ، وطول انتظار في أرض محشر ، ودنو شمس ، وإلجام
عرق ، وزفرة نار، وغضب جبار ، وتطاير صحف ، وميزان ، وصراط.....
وآخر ذلك إما إلى الجنة ، وإما إلى النار .
فلا يزال يسوف و يؤخر،إلى أن تخطفه المنية في وقت لم يحسبه فتطول عند ذلك حسرته،
وأكثر أهل النار وصياحهم من (سوف) ، والمسكين لا يدري أن الذي يدعوه إلى التسويف
اليوم هو معه غدا .


ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..


وأما الجهل : فهو أن الإنسان قد يعول على شبابه فيستبعد قرب الموت مع الشباب ، وقد
يستبعد الموت لصحته ، و يستبعد الموت فجأة ، و لا يدري أنذلك غير بعيد ، فالموت ليس
له وقت ونهار ، ولكن الجهل بهذه الأمور ، وحب الدنيا ، وغواه إلى طول الأمل ، و إلى
الغفلة عن تقدير الموت القريب وهو مشاهدة موت غيره ،فأما موت نفسه فلم يألفه ، ولم
يتصور أن يألفه فإنه لم يقع .


وإن عرفت أن سببه حب الدنيا ، و الجهل ،


فعلاجه دفع سببه .



اما حب الدنيا فعلاجه إخراجه من القلب،


وهو الداء العضال الذي أعيا الأولين والآخرين ، ولا علاج له إلا بالإيمان باليوم
الآخر،
و بما فيه من عظيم العقاب ، و جزيل الثواب ، فإذا حصل اليقين بذلك ارتحل عن قلبه حب
الدنيا ، فإن حب الخطير هو الذي يمحو عن القلب حب الحقير .


وأما الجهل فيدفع بالفكر الصافي ، والحكمة البالغة .


ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..



ومن أعظم من هذا وذاك أن يعلم الإنسان أن لو متع من السنين



، ثم انقضى ذلك المتاع ، وجاءه العذاب ، أن ذلك المتاع الفائت لا ينفعه ، ولا يغني
عنه شيئا بعد انقضائه وحلول العذاب محله ، وقد أوضح الله جل جلاله هذاالمعنى في
كتابه العزيزفقال :" أفبعذابنا يستعجلون* أفرايت إنمتعناهم سنين * ثم جاءهم ما
كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون"


الشعراء 204-207
فقصر العمر لا يمنع من دخول الجنة ، كما أن طول العمر لا يمنعمن دخول النار ، وإنما
المحك في الأعمال من خير و شر ، و لذا كان الصالحون يقللون من الدنيا ، ولا يبادرون
الموت لمعرفتهم ذلك.


ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..



و يتولد من طول الأمل خمسة أشياء :



الكسل عن الطاعة


والتسويف بالتوبة،


والرغبة في الدنيا،
والنسيان للآخرة،والقسوة في القلب .
لأن رقة القلب وصفاءه إنما تقع بتذكير الموت والقبر والثوابوالعقاب و أهوال القيامة
.



ندااء لمن بدنياه اشتغل..وغرّه الأمل..


واخيرا:


يا من بدنياه اشتغل...........وغرّه طول الأمل



الموت يأتي فجأة...............والقبر صندوق العمل


دقائق العمر تسير بالأيام والسنوات إلى هاوية الانحدار والنهاية ولكن أسفي لما أرى


أبناء آدم يلهون ويلعبون وفي الملذات يغرقون .... والنهاية يتناسون وعن الاعمال
الصالحة يبتعدون


وإلى الآمال والاحلام دائماً يصبون ولكن لا يتذكرون يوماً فيه سيموتون وفي القبر
يدفنون وعند الله يحشرون


ويقفون ويسألون عن الأيام والسنون ... كيف مرت وكيف كانت عليهم تهون


يامن بدنياه اشتغـل وغره الأمل



أصاب الناس الغرور بالأمل وغرق الكثيرون في بحار ومحيطات ليس لها نهايةكما يظنون


وآه حين يزورهم الموت فجاة ويطرق الأبواب ليطلب الروح ليرتفع بهاإلى السماء .....
ليكرمها أو يهينها


آه من الحياة إنها مسرحية الرابح فيها خاسر واألمي لمن نسي أن الحفرة الصغيرة هي
النهاية هي آخر المطاف آخر النقاط التي توضع على حروف الحياة ........


تؤمّل في الدنيا طويلا ولا تـدري إذا جنّ ليل هل تعيش إلى الفجـر
وكم من فتى يمسي ويصبح آمنـا وقد نسجت أكفانه وهو لا يـدري
وكم من صحيح مات من غير علة وكم من عليل عاش حينا من الدهر




اللهم إنا نعوذ بك من الضلالة بعد الهدى ،



ومن المعصية بعدالطاعة


اللهم اهدنا ،واغفر لنا وتب علينا



انك انت السميع العليم...

khaled alwaked
27-05-2011, 02:30 PM
جزاك الله خيرا اخ محمد