نجيب ايوب
22-04-2011, 01:00 AM
((( العربي التائه )))
ليس ضروريآ أن يقطع الرأس من جذوره في العنق
كي يبقى الإنسان مذبوحآ وبلا علامة بين الكتفين .
ولهذا تفتخر أوروبا بإختراع المقصلة لأن هناك من يقطعون اللسان ويبقون على الرأس وذلك عقابآ أنكى من قطع الرأس .
العربي التائه الذي إقتادته المصادفات رغمآ عنه إلى طرق ينعدم فيها الماء والزاد وحتى الرفيق وقد يفقد الإنسان ظله أيضآ تعبيرآ عن ضياع المعنى وفقدان الهدف .
العربي مطالب في هذا الوقت الراهن بتحسس موقع رأسه ليتأكد من كونه لا يزال مكانه ، ومطالب أيضآ بتحسس موقع القدمين في الأرض الرخوة أحيانآ خوفآ من أن تبتلعه وهو لا يشعر ولا يحس .
فالخطر لا يستهدف العقل فقط بل الأرض أيضآ، وما بين الرأس والقدمين ستبقى رحلة الإنسان من مهده إلى لحده .
ومن رغيف الضرورة إلى وردة الحرية .
وحين تختل المعادلة تعلو العين على الحاجب لأن الإنسان عندئذ يمشي على رأسه وليس على قدميه .
هناك في وطننا العربي كتاب وفلاسفة ومؤرخون وشعراء وأبطال ومبدعون ربما كانوا محظوضين لأنهم ماتوا قبل أن يروا ما نرى ويسمعوا ما نسمع .
وإذا كان لكل عصر شعار مكتوب على أعلى بوابته فإن شعار
عصرنا هذا هو طفلان ينزفان على مدار اللحظة
ولد وبنت كلاهما ودع الحياة وهو لا يزال يلثغ بها ويدنوا
من عتباتها أنهما محمد الدرة وإيمان حجو
اللذين أصابا العالم بالقشعريرة لبعض الوقت وتقاسما إسماء شوارع ومدارس ثم أسدل الستار لتبدأ فصول أخرى من الدراما القومية العربية المزمنة .
قد تكون الرؤوس كلها في مواقعها بين الأكتاف لكن هناك
ذبحآ سريريآ يبقي على الرأس من الخارج ويستأصل ما في داخله .
أن تحسس الرؤوس ومن ثم الأقدام هو الآن الرهان الحي على ما تبقى وما لم يفسد من الملح . فالرأس ليس قمة بحد ذاته إذا لم يكن مسكونآ بالوعي .
وطوبى إلى اللغة التي أطلقت كلمة رأس حتى على البصلة .
مع تحياتي لكم
نجيب ايوب
ليس ضروريآ أن يقطع الرأس من جذوره في العنق
كي يبقى الإنسان مذبوحآ وبلا علامة بين الكتفين .
ولهذا تفتخر أوروبا بإختراع المقصلة لأن هناك من يقطعون اللسان ويبقون على الرأس وذلك عقابآ أنكى من قطع الرأس .
العربي التائه الذي إقتادته المصادفات رغمآ عنه إلى طرق ينعدم فيها الماء والزاد وحتى الرفيق وقد يفقد الإنسان ظله أيضآ تعبيرآ عن ضياع المعنى وفقدان الهدف .
العربي مطالب في هذا الوقت الراهن بتحسس موقع رأسه ليتأكد من كونه لا يزال مكانه ، ومطالب أيضآ بتحسس موقع القدمين في الأرض الرخوة أحيانآ خوفآ من أن تبتلعه وهو لا يشعر ولا يحس .
فالخطر لا يستهدف العقل فقط بل الأرض أيضآ، وما بين الرأس والقدمين ستبقى رحلة الإنسان من مهده إلى لحده .
ومن رغيف الضرورة إلى وردة الحرية .
وحين تختل المعادلة تعلو العين على الحاجب لأن الإنسان عندئذ يمشي على رأسه وليس على قدميه .
هناك في وطننا العربي كتاب وفلاسفة ومؤرخون وشعراء وأبطال ومبدعون ربما كانوا محظوضين لأنهم ماتوا قبل أن يروا ما نرى ويسمعوا ما نسمع .
وإذا كان لكل عصر شعار مكتوب على أعلى بوابته فإن شعار
عصرنا هذا هو طفلان ينزفان على مدار اللحظة
ولد وبنت كلاهما ودع الحياة وهو لا يزال يلثغ بها ويدنوا
من عتباتها أنهما محمد الدرة وإيمان حجو
اللذين أصابا العالم بالقشعريرة لبعض الوقت وتقاسما إسماء شوارع ومدارس ثم أسدل الستار لتبدأ فصول أخرى من الدراما القومية العربية المزمنة .
قد تكون الرؤوس كلها في مواقعها بين الأكتاف لكن هناك
ذبحآ سريريآ يبقي على الرأس من الخارج ويستأصل ما في داخله .
أن تحسس الرؤوس ومن ثم الأقدام هو الآن الرهان الحي على ما تبقى وما لم يفسد من الملح . فالرأس ليس قمة بحد ذاته إذا لم يكن مسكونآ بالوعي .
وطوبى إلى اللغة التي أطلقت كلمة رأس حتى على البصلة .
مع تحياتي لكم
نجيب ايوب