نجيب ايوب
18-04-2011, 01:34 PM
((( الأصوات المصبوغة )))
لا تفي عبارة ( الفن الهابط) بالغرض إذا كانت المناسبة هي توصيف مشهد أو مشاهد غنائية من الفيديو كليب في أيامنا هذه . ثــمة ما هو دون الهابط بدرجات ، وقد تتعدد الأسماء ولكنه يبقى في محتواه واحد ،وآخر ما آل إليه الغناء هو أن الصم وحدهم من يستخفهم الطرب . خصوصآ إذا ســمعوا بعيونهم وليس بأذانهم .
وآخر ما تفتق عنه صانعي النجوم حتى لو كانوا من ورق أو من برادة حديد هو ما أعلنت عنه شركات متخصصة في تجميل الأصوات ، فهي تعرض على زبائنها بل على ضحاياها مقايضة ســخية ، بأن يدفعوا مبالغ من المال مقابل تجميل أصواتهم ، ورحم الله ...... الذي علق على مكالمة هاتفية مع إحدى المذيعات قائلآ لها إنني أعرف أن الناس يصبغون شعرهم إذا غزاه الشيب ولكن هذه هي المرة الأولى التي أعرف فيها أن المرأة تصبغ صوتها بعد إن تسلل إليه شيب البحة . وعندما أخترع المايكروفون : قال من يعتزون بأصواتهم وحناجرهم الفضية أنه سوف يزور الأصوات ويتيح لمن يعاني من الإختناق أن يكبر صوته ويضاعف من صداه ، ولو شهد هؤلاء ما نشهده اليوم من الفيديو كليب في حجب الأصوات لمصلحة الحركات والإستعراضات لإعتذروا للمايكروفون المسكين .إننا جميعنا في هذه الأيــام نســمع بعيوننا ونرى بأذاننا ونشم بأصابعنا لا بإنوفنا . فالحواس تشوشت . وأصابها التلوث ، فالكلام عن تلوث البيئة يشمل الأصوات والمشاهد والبصر . وقد يكون التحالف الغاشم بين تلوث السمع والبصر منذرآ بحرمان الإنسان من نعمة كانت ذات يوم تستحق الحسد . وما أعلنته هذه الشركات ليس جديدآ ، فقد سبق لدور نشر تجارية وعدت زبائنها بأن يصبحوا مليونيرات خلال شهر واحد ، ووعدت من يريد أن يتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية خلال ثلاثة أسابيع فقط . ومن صدق هذا الوعد دفع الثمن ، لأنه بعد ثلاثة سنوات وليس ثلاثة أسابيع غير قادر على شراء ساندويتش فلافل بأي من تلك اللغات . أن العبث والتلاعب بالقيمة الجمالية لكل شيىء هو تحويل الموهبة إلى سلعة والفنون كلها إلى بورصة ، ما دام هناك سحرة قادرون على تعليم الغراب كيف يهدل والأفعى كيف تحول فحيحها إلى حفيف .
ودمتم بالعوافي
نجيب ايوب
لا تفي عبارة ( الفن الهابط) بالغرض إذا كانت المناسبة هي توصيف مشهد أو مشاهد غنائية من الفيديو كليب في أيامنا هذه . ثــمة ما هو دون الهابط بدرجات ، وقد تتعدد الأسماء ولكنه يبقى في محتواه واحد ،وآخر ما آل إليه الغناء هو أن الصم وحدهم من يستخفهم الطرب . خصوصآ إذا ســمعوا بعيونهم وليس بأذانهم .
وآخر ما تفتق عنه صانعي النجوم حتى لو كانوا من ورق أو من برادة حديد هو ما أعلنت عنه شركات متخصصة في تجميل الأصوات ، فهي تعرض على زبائنها بل على ضحاياها مقايضة ســخية ، بأن يدفعوا مبالغ من المال مقابل تجميل أصواتهم ، ورحم الله ...... الذي علق على مكالمة هاتفية مع إحدى المذيعات قائلآ لها إنني أعرف أن الناس يصبغون شعرهم إذا غزاه الشيب ولكن هذه هي المرة الأولى التي أعرف فيها أن المرأة تصبغ صوتها بعد إن تسلل إليه شيب البحة . وعندما أخترع المايكروفون : قال من يعتزون بأصواتهم وحناجرهم الفضية أنه سوف يزور الأصوات ويتيح لمن يعاني من الإختناق أن يكبر صوته ويضاعف من صداه ، ولو شهد هؤلاء ما نشهده اليوم من الفيديو كليب في حجب الأصوات لمصلحة الحركات والإستعراضات لإعتذروا للمايكروفون المسكين .إننا جميعنا في هذه الأيــام نســمع بعيوننا ونرى بأذاننا ونشم بأصابعنا لا بإنوفنا . فالحواس تشوشت . وأصابها التلوث ، فالكلام عن تلوث البيئة يشمل الأصوات والمشاهد والبصر . وقد يكون التحالف الغاشم بين تلوث السمع والبصر منذرآ بحرمان الإنسان من نعمة كانت ذات يوم تستحق الحسد . وما أعلنته هذه الشركات ليس جديدآ ، فقد سبق لدور نشر تجارية وعدت زبائنها بأن يصبحوا مليونيرات خلال شهر واحد ، ووعدت من يريد أن يتقن اللغة الإنجليزية والفرنسية والألمانية خلال ثلاثة أسابيع فقط . ومن صدق هذا الوعد دفع الثمن ، لأنه بعد ثلاثة سنوات وليس ثلاثة أسابيع غير قادر على شراء ساندويتش فلافل بأي من تلك اللغات . أن العبث والتلاعب بالقيمة الجمالية لكل شيىء هو تحويل الموهبة إلى سلعة والفنون كلها إلى بورصة ، ما دام هناك سحرة قادرون على تعليم الغراب كيف يهدل والأفعى كيف تحول فحيحها إلى حفيف .
ودمتم بالعوافي
نجيب ايوب