أبطـال بأقنعة

[نجيب ايوب]

((( أبطال بأقنعة )))

مثل عربي يقول

عندما تشح الخيول يشدالسرج على الكلاب
وعندما تتبدل الأحوال وتصبح السنة
بأيامها وشهورها وفصولها خريفآ مزمنآ،
يتخلخل كل شيىء وتضطرب منظومات القيم و المعايير،
ويصبح الشعر بحاجة إلى قواميس جديدة،
ولأن الحروف واحدة لكن الكلمات
تنفصل عن كل معانيها ودلالاتها المعروفة .
إن الموت أرحم ألف مرة من حياة مرتهنة ، تأخذالحكمة
من الزواحف لا من الأشجار التي تموت واقفة فوق جذورها .
أقل ما يمكن قوله الآن أن التراجيديا التي نعيشها بل التي نموتها في النطاق القومي كله أطول قامة من كل ما يقال عنها . التصديق قاصر لأنه ينزلق على القشرة
أما التحليلات والتفسيرات فهي مملوكة ومطوبة للفضائيات، وكأن ما يحدث الآن يحدث في المريخ وكوكب الزهـرة ،
رغم أن المنشــار بلغ العظم ،
وما ســال في الشوارع ليس الدم فقط بل وصل النخاع .

لقد بلغ التواضع في الأحلام والرجاء ما هو دون وأضعف الإيمان،
لكن متوالية الخنوع و التأقلم الحربائي أوصلت الضحية إلى هذا المستوى غير المسبوق لا في تاريخ البشر ولا في تاريخ الحيوان .
لأنه ما من حيوان يفرط بجحره

وما من طائر يتخلى عن عشه وفراخه بهذه البساطة .


متسامحون حد التفريط بكل شيىء ،
يعلفون العدو بأطفالهم وفراخهم وإناثهم طلبآ للنجاة
لكنهم لم ينجوا .
تبريرات عسيرة الهظم على العقول قبل البطون ،
الهزيمة فرخت هزائم و الإنشطار تواصل حتى شمل الفرد
فإنقسم على نفسه وإستبدت به هذه الشيزوفرينا التي بدأت تتحول إلى جائحة نفسية ، تتحالف مع أوبئة أخرى لاتعترف بالحدود والقوميات . هكذا تحول الكومبارس إلى بطل ،
أو توهم بأنه أصبح بطل والحقيقة أنه يتخفى خلف قناع البطل
أو أنه مجرد صدى لصوت أخر و ظل لشيىء ما.
إننا مضطرون لفهم ما يجري او الإبتعاد قليلآ عن الحدث والتحليق فوقه أو حوله لأن الوقائع عندما تتكرر تتحول إلى ظاهرة ،
وعندها لم ينفع معها التوصيف.
لقد خدعونا ونحن أطفال عندما قالوا لنا
أن الفأر علق الجرس في عنق القط ،
لأنهم نسوا أن هناك ملايين القطط الأخرى
تتحرك وتتربص بلا أجراس ،
فما حدث هو تعليق جرس واحد في عنق قط واحد .
مع خالص تحياتي
نجيب ايوب