أدب وإنتفاضة و حجـر

[نجيب ايوب]

((( أدب وإنتفاضة وحجر )))
فلا يختلف إثنان في الوطن العربي حول الدور البارز الذي لعبته الإنتفاضة الفلسطينية في دحر إسطورة وصورة أعتى قوة في المنطقة ، في حين أن الجيوش العربية المالكة للأساطيل الجوية والبحرية والبرية المتطورة المدججة بأرقى أنواع الأسلحة ظلت عاجزة حتى عن مجرد التفكير الجدي في إنتشال الأقصى من أيدي الصهاينة الجبناء وإقامة الدولة الفلسطينية على كامل محيط القدس الشريف . فلم يبقى إلا أن يلعب الحجر دوره ليعوض مكانة تلك الأمة المتخاذلة وتلك الجيوش العاجزة وأولئك القادة المسبحين بحمد الصهاينة وحلفائهم الأمريكان . الحجر ذلك الرمز المقدس والأكسير الخارق الذي أصبح حجر الزاوية وعمود الرحى الذي عليه مدار الأنتاج الأدبي بكل أشكاله ومظاهره ، لم يجد من يواسيه ولا من يثني عليه سوى ربابنة الأدب العربي الذي سخروا الحرف والرمز في سبيل القضية المقدسة .رغم إنني لا أعتقد أن الأدب العربي كان له كبير الشأن في إيصال
رسالة الإنتفاضة إلى السواد الأعظم من الأمة .
إلا أنه نجح على الأقل في كسر الصمت الأدبي الذي لف القضية الفلسطينية ما قبل الإنتفاضة .
رغم أن الشعر والقصة والمقال قد حظيت بنصيب الأسد من معركة ظلت عاجزة عن الوصول إلى ضمير الأمة وتحريك الشارع لنصرة القضية الفلسطينية العادلة . وبقي عاجزآ إلى يومنا هذا عن تكوين أي رأي عام يجعل من القاعدة الجماهيرية التي تشكل السواد الأعظم من الأمة المرتكز الذي يعمل على تغيير الواقع الإنهزامي والتعويل الأعمى على الغير في إنتزاع الحقوق السليبة للشعب الفلسطيني .
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب