نجيب ايوب
09-04-2011, 10:41 PM
تراب وماء وكرامة
لو تنبأ مؤرخ عربي قبل قرون
لأرض الرافدين بأنها سـوف تبحث عما يبل الريـق والضمــأ لوصفه معاصروه بالجنون .
وحين نسمع أن ثـمانية ملايين عراقي شردوا في الأرض لا نتوقع أن هناك ثـمانية ملايين دونم من الأرض السواد شققها العطش.
ما الذي حدث لهذا العالم الذي كان يشكوا من الفيضانات وتقديم القربان للأنهار إسترضاءآ لها .
النيل أصبح يجري بحذر .
ودجلة الذي روى الجنائن المعلقة
وقال عنه الشــعراء شقيق العذارى الخالدات قاصدآ
أشجـار النخيـــل .
والفرات الذي شيد من حرير مهدد بالضمأ .
فهل جاء التصحر الذي أصاب الأرض موازيآ لتصحر أصاب العقل والروح .
إن من كان يزهو بالربيع الحضاري دائنآ للعالم
أصبح الآن مدينآ وينوء بالديون ويورثها بعد إضافة الربا إلى الأحفاد وأحفاد الأحفاد ، هذه مفارقات التاريخ أن يتحول الفائض إلى نقصان والكثير إلى القليل ، فبأي معجزة قلب الإنسان النعمة إلى نقمة .
ورغم كثرة الأجراس التي تقرع على مدار الساعة
لا حياة لمن تنادي ، فإما أن تكون الأجراس خرســاء ومقلوعة الألسن النحاسية أو أن الناس أصابهم صمم وبائي . وكما أن للتاريخ أكثر من وجه فإن للطبيعة أيضآ عدة وجوه .
فالهواء الذي نتنفسه ونموت إذا غاب و يقتلنا إذا تحول إلى إعصــار وكذلك الماء الذي يكون ســببآ للموت من شدة الضمأ وســببآ أيضآ للموت غرقآ .
وعندما نقول إن الأنهار جافة وظامئة لا نعبر بشكل مجازي عن واقع بالغ الجفاف ، فثمة شعوب هاجرت بحثآ عن جرعة ماء . وهناك قصائد ســاخرة
يقال فيها أن العرب بددوا أنهارهم في الغرغرة
لكن الحقيقة هي أن العرب بحاجة إلى وقفة تأمل جادة ليدافعوا عما تبقى ســواء كان من تراب أو ماء أو كرامة .
مع تحيات
نجيب ايوب
لو تنبأ مؤرخ عربي قبل قرون
لأرض الرافدين بأنها سـوف تبحث عما يبل الريـق والضمــأ لوصفه معاصروه بالجنون .
وحين نسمع أن ثـمانية ملايين عراقي شردوا في الأرض لا نتوقع أن هناك ثـمانية ملايين دونم من الأرض السواد شققها العطش.
ما الذي حدث لهذا العالم الذي كان يشكوا من الفيضانات وتقديم القربان للأنهار إسترضاءآ لها .
النيل أصبح يجري بحذر .
ودجلة الذي روى الجنائن المعلقة
وقال عنه الشــعراء شقيق العذارى الخالدات قاصدآ
أشجـار النخيـــل .
والفرات الذي شيد من حرير مهدد بالضمأ .
فهل جاء التصحر الذي أصاب الأرض موازيآ لتصحر أصاب العقل والروح .
إن من كان يزهو بالربيع الحضاري دائنآ للعالم
أصبح الآن مدينآ وينوء بالديون ويورثها بعد إضافة الربا إلى الأحفاد وأحفاد الأحفاد ، هذه مفارقات التاريخ أن يتحول الفائض إلى نقصان والكثير إلى القليل ، فبأي معجزة قلب الإنسان النعمة إلى نقمة .
ورغم كثرة الأجراس التي تقرع على مدار الساعة
لا حياة لمن تنادي ، فإما أن تكون الأجراس خرســاء ومقلوعة الألسن النحاسية أو أن الناس أصابهم صمم وبائي . وكما أن للتاريخ أكثر من وجه فإن للطبيعة أيضآ عدة وجوه .
فالهواء الذي نتنفسه ونموت إذا غاب و يقتلنا إذا تحول إلى إعصــار وكذلك الماء الذي يكون ســببآ للموت من شدة الضمأ وســببآ أيضآ للموت غرقآ .
وعندما نقول إن الأنهار جافة وظامئة لا نعبر بشكل مجازي عن واقع بالغ الجفاف ، فثمة شعوب هاجرت بحثآ عن جرعة ماء . وهناك قصائد ســاخرة
يقال فيها أن العرب بددوا أنهارهم في الغرغرة
لكن الحقيقة هي أن العرب بحاجة إلى وقفة تأمل جادة ليدافعوا عما تبقى ســواء كان من تراب أو ماء أو كرامة .
مع تحيات
نجيب ايوب