المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حملة ترويع الفضائيات!



marj
06-11-2010, 12:41 PM
حملة ترويع الفضائيات!





يبدو أننا قادمون بحول الله على أيام سوداء، وليال غبراء، بعد أن تحول الحاكم بأمره انس الفقي وزير الإعلام المصري إلى شمشون الجبار، وانقض على حالة (السماح) الديمقراطي التي عرفتها مصر في الخمس السنوات الأخيرة.
حتى لا نكون في حكم من يبخسون الناس أشياءهم، فان حالة السماح هذه كانت بفضل الضغوط الأمريكية، لكن الرئيس الأمريكي الحالي لا يخيف أحداً في عالمنا العربي، وكما يقولون فان الحاكم الضعيف فتنة.
خلال السنوات الخمس الماضية، كانت برامج 'التوك شو' على الفضائيات المصرية الخاصة تنافس الفضائيات الكبرى، مثل 'الجزيرة' وغيرها في نقل حالة الحراك إلى الشاشة، لكن شمشون الجبار خرج ليهدم المعبد على من فيه، بهدف أن يعيدنا إلى زمن كان فيه تلفزيونه هو التلفزيون المعلم. فقد أغلق بعض القنوات، وهدد البعض الآخر، وضيق على البرامج سالفة الذكر، وفرض قيوداً على حركة المراسلين، كما لو كانت مصر وقعت في قبضة الاحتلال، وصار هو الحاكم العسكري للبلاد.
تذكر الفقي أن بعض الفضائيات خرجت على شروط الترخيص، وان القانون يمنع التصوير في الشوارع إلا بتصريح، وان البث المباشر لا يكون إلا من المنطقة الإعلامية الحرة 6 أكتوبر، وان إرسال المواد الإعلامية يكون من هناك، وبالتالي فيجب أن تمر عبر الرقيب.
والمعنى، انه لو خرجت مظاهرة تواً فلن تستطيع الفضائيات تغطيتها، وإذا تم الإعلان عن مظاهرة قبل قيامها بفترة كافية، فلا بد من الحصول على الترخيص بالتغطية، من الجهات الأمنية، وهي لن تمنحه إلا للأحبة!
أما بخصوص إرسال المادة الإعلامية فالرقيب الحكومي لن يمرر شيئا فيه إساءة لأهل الحكم ولو من بعيد.. والمعنى أننا انتقلنا من مرحلة (السماح) الديمقراطي إلى مرحلة تكميم الأفواه.
حالة السماح هذه كانت تستند إلى حماية عرفية أرسي بنيانها صفوت الشريف، لاحظ أنني أشيد بالرجل وقد دعوت الله تضرعاً وخفية ان يموت، لكن لا يعرف قيمة أمه إلا من يتعامل مع زوجة أبيه، ولم نعرف قدر الحرس القديم في الح** الحاكم إلا في زمن الحرس الجديد.
كان الإعلام يطلق على كمال الشاذلي الرجل الحديدي بالح** 'البعبع'، وهو رجل مخيف، ونظرت حولي ولم أجد أحداً يقترب من رحابه، فجعلته هدفاً استراتيجيا لقلمي، وفي كل مرة يتصل بي هاتفياً موضحاً، ومعاتباً، ومازحاً أيضا، وذات مرة قال لي انه يتمنى ان أصبح عضواً في مجلس الشعب، لأكون في متناول يده باعتباره وزيراً للبرلمان، وخضت الانتخابات وعلى جدول أعمالي ان أواجهه داخل المجلس لكني سقطت بإرادة الجماهير، وقد تمت إزاحته من موقعه الوزاري والح**ي بعد ذلك، وجيء بالنطيحة، والموقوذة، وما أكل السبع.
كان الشاذلي مخيفاً، لكنه لم يكن أبداً مؤذياً، وظل مرهوب الجانب حتى بعد الإطاحة به، وذات مرة استضافته منى الشاذلي مذيعة برنامج 'العاشرة مساء'، بعد خروجه، وقررت أن تستأسد عليه، لكنه نظر إليها نظرة حادة اشتهر بها، فشعرت وقتها أنها قطعت الخلف من الخوف.
منذ أيام شاهدت له صورة في مؤتمر انتخابي بدائرته، بعد أن هده المرض، وحوله إلى شخص آخر، وبعد أن صرنا نتحسر على أيامه، ورأيت من الواجب أن أقول كلمة في حق صفوت الشريف، قبل أن يكون كلامنا في الوقت الضائع، ويصبح اقرب ما يكون إلى كلمات الرثاء في سرادقات العزاء.
الضد يظهر حسنه الضد، وأداء انس الفقي يجعلنا نترحم على أيام صفوت الشريف وزير الإعلام الأسبق، واعلم أن وزير الإعلام الحالي لا ينفذ سياسته، فهذه سياسة حكومة، لكن والشهادة لله أن الشريف كانت لديه قدرة على المناورة عندما يكون الاتجاه العام هو العصف بالحريات.
أنس الفقي من مجموعة جمال مبارك، وهي مجموعة لو وسد الأمر إليها، فان باطن الأرض سيكون حتماً خيرا من ظاهرها، حتى مع وجود ناكر ونكير!.
والمشكلة انه في ظل العصف بالحريات الذي يمارسه وزير الإعلام بدت القوى الوطنية في مصر مشغولة بقضايا مفتعلة، وكأن صانعيها يهدفون إلى التغطية على ما يحدث، مع انه على درجة بالغة من الخطورة.
حملة الترويع التي يتزعمها الفقي بدأت بضرب القنوات الدينية، وكثيرون لديهم مشكلة مع هذا النوع من الفضائيات فأطربهم الوزير بما فعل، مع أن التاريخ علمنا أن الاستبداد كالسبراي تطلقه في اتجاه فيصل إلى كل اتجاه.
وها هي المنطقة الإعلامية تعنف قناة 'الحياة' على برنامج عن حرية الصحافة، مما يشير إلى انه لن يكون مسموحاً بكلمة خارج المقرر الحكومي، وهذا عيب الحرية التي لا تستند إلى حماية من الشعب، ولا يصونها قانون، فقد قلنا ان حالة السماح هذه كانت تستند الى عرف، في حين ان ترسانة القوانين، تكبل الحريات، وتمنع الجنين في بطن أمه من الحلم.
وهناك ملاحظة مهمة هنا تتمثل في سياسة الكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي تم التنبيه على قناة 'الجزيرة' والـ 'بي بي سي' بعدم البث المباشر إلا من مدينة الإنتاج الإعلامي في 6 أكتوبر، فان قناة 'العربية' هي الوحيدة دون سائر القنوات التي لا تسري عليها التعليمات الجديدة، وهو تصرف يؤكد ان السيد الوزير الفاضل يتصور ان مصر 'ع**ة' وانه هو ' ناظر' هذه 'الع**ة'، ويتصرف في الأمور فيها وفق أريحيته.
قولوا لهم إن مصر كبيرة عليهم.
سحر الجزيرة
أكتب هذه السطور من تونس الخضراء، وكلما ذهبت إلى أي مكان سألوني عن جمانة نمور؟ والإجابة لا ادري، ومن قال لا ادري فقد أفتى، فمنذ ان تركت 'الجزيرة' اختفت أخبار جمانة نمور، ومعها أخبار الرقيقة لونة الشبل، والمذيعات الأخريات اللاتي استقلن.
ربما لا يصدق البعض أنني لم أر جمانة نمور وجهاً لوجه، وقد ذهبت إلى الدوحة مرتين في حياتي، وعندما زرت فيهما 'الجزيرة' لم أشاهد من طاقم المذيعين في الأولى سوى جمال ريان (سلام.. سلام) وفي الثانية شاهدت جميل عازر من بعيد وقد ابتسم لي مرحباً.. أي والله ابتسم جميل عازر، وتمنيت لو التقطت صورته وهو على هذه الحالة، لكي أتقدم بهذا السبق لجائزة الصحافة العربية.
لم تعجبني في البداية هذه 'العجرفة' في تعامل المذيعات الخمس مع الإدارة، لكن بمرور الوقت كنت أتمنى أن تكون الإدارة ترهب ولا تقتل، فلونة وأخواتها ارتبطت 'الجزيرة' بهن، وليس صحيحا انه يمكن ملء الفراغ بمذيعات جدد.
لا يعجبني البرنامج الصباحي في الفضائية القطرية، وأفضل أي برنامج صباحي في أي محطة تلفزيونية عدا 'صباح الخير يا مصر'، ورأيي أن أفضل برنامج من هذا النوع هو 'صباح دريم' الذي تقدمه دينا عبد الرحمن، لكن سيد علي بـ 'الأهرام' اخذ عليها أنها تتكلم أكثر من ضيوفها.. فقلت لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع والمذيعات.
لقد ذهبت الى 'الجزيرة' صباحا ووجدت مذيعة صغيرة، لدرجة أنها عندما خاطبت جلنار موسى بـ 'جلنار' مجرداً لفت هذا انتباهي، إذ كان الأولى ان تقول ومعكم 'عمتو جلنار'، واشهد ان الفتاة كانت ممتلئة بالحماس، وتتمتع بدرجة عالية من القبول، لكن وجودها وغيرها من الخريجين الجدد ينبغي ان يكون بجانب الجيل المؤسس.
'الجزيرة' صنعت هؤلاء، وهم شاركوا في مجدها، ومن ذهبوا بعيداً عنها انطفأ بريقهم، وقد نشاهد جمانة في فضائية أخرى، لكنها لن تكون بنفس بريقها في 'الجزيرة' وقد نشاهد لونة الشبل في فضائية كبرى لكنها لن تكون كما هي في 'الجزيرة' ولا اعرف لهذا سبباً!
قبل ساعات من كتابة هذه الزاوية، شاهدت منتهى الرمحي على قناة 'العربية'.. بنفس لباقتها، وحضورها، لكنها ليست هي منتهى الرمحي التي كانت تعمل في 'الجزيرة'، انه 'سحر الجزيرة'، لكن هذه القناة لم تعد قادرة الآن على ان تصنع نجوما كخديجة بن قنة، وليلى الشايب، وإيمان عياد، وفيصل، وجمال.. الوحيد الذي لن تنطفأ نجوميته حتى ولو ذهب للتلفزيون المصري هو جميل عازر.
مطلوب من إدارة 'الجزيرة' ان تحافظ على كوادرها المؤسسة ولا تكابر، وان تعمل من اجل عودة جمانة نمور وأخواتها، وإلا سأدعو عليهم بالسلب بعد العطاء، وبغلبة الدين، وقهر الرجال.

التلفزيون السوداني مرة أخرى

عشرات الرسائل من الأشقاء في الجزائر يطلبون مني مشاهدة قناتهم اليتيمة، والبعض تحداني ان افعل ولو لمدة ربع ساعة، واعتذرت فليس لدي فائض من عقل لأشاهد تلفزيوننا رسمياً، فيكفيني أنني أشاهد أحيانا وبحكم أكل العيش التلفزيون المصري.
وعلى الرغم من هذه السماحة الجزائرية، إلا أن غضب بعض الأشقاء السودانيين لم يتوقف حتى بعد التوضيح الذي كتبته في الأسبوع الماضي، فسطر عن تلفزيونهم نظروا إليه على انه استمرار لنهج الاستعلاء الذي يمارسه المصريون على أهل السودان.
نصف السودانيين في القاهرة أصدقائي، ولو كانت شعبيتي في بلدتي مثل شعبيتي بينهم لما سقطت في الانتخابات ولأعلنت منافستي للرئيس مبارك على الإمامة العظمى.
حاولت ان اقرأ ما بين السطور، في الرسائل الكثيرة التي وصلتني على ايميلي الخاص، فاكتشفت ان المشكلة ربما تكمن في نكات المصريين على أهلنا في السودان، والدارس لطبيعة الشعب المصري سيقف على ان المصريين بطبيعتهم ساخرون.. يسخرون من الحاكم، ومن غيرهم، ومن أنفسهم.. الفئة الوحيدة غير الساخرة في مصر هم الكتاب الذين يقولون عن انفسهم انهم ساخرون.
وهناك ملايين النكات على عباد الله الصعايدة، ونحن لا نغضب لها، لان معظمها من إنتاج الصعايدة أنفسهم.
وما دام البعض خلط بين التلفزيون السوداني والشعب، فها أنا ذا اسحب كلامي وأعلن ان تلفزيون السودان هو أفضل تلفزيون عرفته البشرية طوال تاريخها.. مبسوطين؟!

آحمےد آلوحےيدي,
06-11-2010, 12:44 PM
مشكور يا غالي ويعطيك الف عافيه