المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة أصحاب الكهف



محمد الصمادي
24-09-2010, 11:08 AM
ذكرت قصة أصحاب الكهف في القرءان الكريم، وفيها عبر وءايات وبراهين تدل على عظيمقدرة الله تعالى وحكمته في تدبير مخلوقاته.
وتفاصيل القصة كما رويت أن ملكا اسمه "دقيانوس" أمر أهل مدينته "أفسوس" - في نواحيتركيا حاليا – بعبادة الأصنام.
وذات يوم زار المدينة أحد أصحاب سيدنا عيسى المسيح عليه السلام وهم المسمونبالحواريين وكان مسلما داعيا إلى دين الإسلام، فعمل في حمام يغتسل فيه الناس، ولمارأى صاحب الحمام بركة عظيمة من هذا العامل سلمه شؤون العمل كلها. وتعرف ذلك الحواريإلى فتيان من المدينة فعلمهم التوحيد وتنزيه الله تعالى عن الولد والشكل والتحيز فيالمكان وأنه لا يشبه شيئا ودعاهم إلى الإسلام فأسلموا وءامنوا بالله وطبقوا ماعلمهم إياه من التعاليم والأحاكم.

اشتهر أمر هؤلاء الفتية المسلمين الذين التزموا الإسلام وعبادة الله وحده، فرفعأمرهم إلى الملك "دقيانوس" وقيل له: "إنهم قد فارقوا دينك واستخفوا بما تعبد منأصنام وكفروا بها"، فأتى بهم الملك إلى مجلسه وأمرهم بترك الإسلام، وهددهم بالقتلإن لم يفعلوا ذلك، ثم زعم أنهم ما زالوا فتيانا صغارا لا عقول لهم وقال إنه لنيقتلهم فورا، بل سيعطيهم مهلة للتفكير قبل تنفيذ تهديده، وأرسلهم إلى بيوتهم.
ثم إن الملك "دقيانوس" سافر خلال هذه الفترة، فاغتنم الفتية الفرصة وتشاوروا فيالهروب بدينهم، فقال أحدهم: "إني أعرف كهفا في ذاك الجبل كان أبي يدخل فيه غنما،فلنذهب ولنختف فيه حتى يفتح الله لنا"، واستقر رأيهم على ذلك

فخرجوا يلعبون بالكرة وهم يدحرجونها أمامهم لئلا يشعر الناس بهم حتى هربوا وكانعددهم سبعة وأسماؤهم:‏ مكسلمين، أمليخا، ‏مرطونس، ينيونس، سازمونس، ‏دوانوانس،وكشفيطط، وتبعهم كلب صار ينبح عليهم فطردوه فعاد، فطردوه مرارا ورموه بالحجارةمخافة أن ينتبه الكفار إلى مكانهم بسماعهم نباحه، فرفع الكلب يديه إلى السماءكالداعي وأنطقه الله تعالى فقال: "يا قوم، لم تطردونني، لم ترجمونني، لم تضربونني،لا تخافوا مني فوالله إنني لا أكفر بالله"، وكان اسم الكلب "قطمير"، فاستيقن الفتيةأن الله تعالى سيمنع الأذى عنهم، واشتغلوا بالدعاء والالتجاء إليه سبحانه فقالوا: "ربنا ءاتنا من لدنك رحمة، وهيئ لنا من أمرنا رشدا".

وما زالوا في سيرهم حتى وصلوا إلى الكهف، وهناك وجدوا ثمارا فأكلوها، وماء فشربوه،ثم استلقوا قليلا لترتاح أقدامهم، وما هي إلا لحظات حتى أحسوا بالنعاس يداعبأجفانهم فتثاقلت رءوسهم وناموا على الأرض نوما عميقا، من دون أن يغمضوا أعينهم
وتعاقب ليل إثر نهار،ومضى عام وراء عام، والفتية راقدون، والنوم مضروب على ءاذانهم،أي منعوا من أن يسمعوا شيئا، لأن النائم إذا سمع استيقظ، لا تزعجهم زمجرة الرياح،ولا يوقظهم قصف الرعد، تطلع الشمس فلا تصيبهم بحرها كرامة لهم، فإذا طلعت مالت عنيمين كهفهم وإذا غربت تمر عن شماله فلا تصيبهم في ابتداء النهار ولا في ءاخره، ولاتعطيهم إلا اليسير من شعاعها، ولا تغير ألوانهم ولا تبلي ثيابهم.
وكانوا لو نظر إليهم ناظر لحسبهم مستيقظين وهم رقود، لأن أعينهم مفتوحة لئلا تفسدبطول الغمض ولأنها إذا بقيت ظاهرة للهواء كان أنسب لها.
وكانوا كذلك يقلبون يمينا وشمالا مرتين في العام، وذلك لئلا تأكل الأرض لحومهم،وقيل إن ملكا من الملائكة الكرام كان موكلا بتقليبهم.
ولو نظر إليهم شخص لهرب وملئ رعبا منهم لما غشيتهم من الهيبة وحفوا به من رعب،لوحشة مكانهم، وكان الناس محجوبين عنهم حماهم الله من أن يطلع عليهم الناس فلا يجسرأحد منهم على الدنو إليهم.

ولما مضت ثلاثمائة وتسع من السنوات منذ نومهم الكهف،بعثهم الله تعالى من نومهم وهم لا يكادون يمسكون نفوسهم من الجوع وتساءلوا فيمابينهم:‏ "كم لبثنا؟" فقال بعضهم: "لبثنا يوما أو بعض يوم"، وقال أحدهم: "نحن رقدنافي الصباح وهذه الشمس تقارب الغروب"، وقال الرابع: "دعونا من تساؤلكم، فالله أعلمبما لبثتم، ولكن فلنبعث واحدا منا ولنعطه من دراهمنا ليجلب لنا طعاما، وليكن حذراذكيا، حتى لا يعرفه أحد، فيلحق به ويصل إلينا، فيخبر الملك دقيانوس وجماعته فيعلموابمكاننا ويعذبونا بأنواع العذاب أو يفتنونا عن ديننا".
وكان‏ دقيانوس ملك تلك المدينة قد مات وتولى ملك المدينة رجل مسلم صالح، وفي زمانهاختلف أهل بلده في الحشر وبعث الأجساد من القبور، فشك في ذلك بعض الناس واستبعدوهوقالوا "إنما تحشر الأرواح فقط وأما الأجساد فيأكلها التراب" ولا تعود، وقال بعضهم: "بل تبعث الروح والجسد جميعا"، وقولهم هذا هو الحق فاغتم الملك لهذا وكادت أن تحصلفتنة، فتضرع إلى الله تعالى أن يسهل الحجة والبيان لإظهار الحق، وفي هذا الوقت دخلإلى المدينة"أفسوس" واحد من أصحاب الكهف اسمه ‏"أمليخا" لجلب الطعام، وكان خائفاحذرا، ودهش من تغير المعالم وشكل الأبنية، فهذه الناحية لم تكن إلا مساحات لرعيالغنم فصارت قصورا عالية، وهناك قصور صارت خرائب مدمرة، وتلك وجوه لم يعرفها، وصورلم يألفها، وتحيرت نظراته، وكثرت لفتاته، وظهر الاضطراب في مشيته، فالتفت إليهأحدهم قائلا: "أغريب أنت عن هذا البلد؟ وعم تبحث؟" قال: ‏"لست غريبا، ولكني أبحث عنطعام أشتريه، فلا أرى مكان بيعه الذي كنت أعرفه"، فمضى به إلى بائع طعام، فلما أخرجدراهمه وأعطاها للتاجر، استغرب منظرها إذ كان عليها صورة الملك‏ دقيانوس الذي ماتمنذ ثلاثمائة سنة وأكثر، فحسب أنه عثر على كنز، وأن معه أموالا كثيرة ودراهم وفيرة،فاجتمع الناس من حوله وأخذوه إلى الملك الصالح.

ووصل الخبر إلى الملك الصالح، فكان ينتظر بفارغ الصبر رؤيةهذا الشخص الذي سمع عنه من أجداده، فسأله عن خبره، فحكى له "أمليخا" ماجرى معه ومعأصحابه. فسر الملك بذلك وقال لقومه: "لعل الله قد بعث لكم ءاية لتبين ما اختلفتمفيه". وسار الملك مع أهل المدينة يرافقهم‏ "‏أمليخا"، فلما دنوا من الكهف قال لهم: "أنا أدخل عليهم لئلا يفزعوا"، فدخل عليهم فأعلمهم الأمر وطمأنهم أن الملك دقيانوسمات وأن الملك الحالي مسلم صالح، فسروا بذلك وخرجوا إلى الملك وحيوه وحياهم ثمرجعوا إلى كهفهم، فلما رءاهم من شك في بعث الأجساد تراجع واعتقد الصواب أن الحشريكون بالروح والجسد معا.
وحينئذ أعمى الله تعالى أبصار الناس عن أثر الكهف وحجبه عنهم فقال بعضهم: "ابنوابنيانا ليكون معلما لهم ودليلا على مكانهم". وقال ءاخرون: "ابنوا مسجدا للتبركبهم".
وهكذا كانت قصة أصحاب الكهف التي جعلها الله تعالى تذكرة للناس وعبرة وموعظة ودليلاعلى قدرته العظيمة وأنه لا يعجزه شئ.

waelz
24-09-2010, 10:28 PM
http://www.samygames.com/forumim/shokr/2/dsfsdf.gif

المرحوم رعد الزغير
25-09-2010, 09:22 AM
جزاك الله الخير