المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز التشريعي في تخصيص مكة المكرمة بالقبلة



Raed Saadeh
04-09-2010, 11:31 AM
الإعجاز التشريعي في تخصيص مكة المكرمة بالقبلة

مقدمة:
http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image001.jpgمكة المكرمة هي أشرف البلدان وخير الأماكن, والبلد الحرام هو اختيار الله سبحانه وتعالى, اختاره لنبيه عليه الصلاة والسلام, وجعل فيه العديد من المناسك لعباده, فكانت الكعبة المشرفة قبلة الصلاة لكل المسلمين, قال تعالى: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾[البقرة: 144].
وأوجب على عباده المؤمنين الإتيان إلى بيته الحرام من كل فج عميق, فيدخلوه متواضعين خاشعين متذللين, كاشفين رؤوسهم متجردين عن كل لباس إلا من لباس واحد هو لباس المحرم الأبيض فقيراً كان أو غنياً.
وجعلها الله تعالى حرماً آمنا لا يسفك فيه دم ولا تعضد به شجرة ولاينفر صيده ولا يختلى خلاه ولا تلتقط لقطته للتمليك بل للتعريف ليس إلا, وجعل قصده مكفراً لما سلف من الذنوب, ماحياً للأوزار, حاطاً للخطايا, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه"(1), ولم يرض لقاصده من الثواب دون الجنة, فقد جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".(2)
وفي اختصاص مكة المكرمة بهذه الأحكام العديد من الحِكم التشريعية, ولعل منها ما كشف عنه العلم الحديث وهو أن مكة المكرمة تتوسط العالم, وهي مسألة تتناسب مع اختيار مكة من بين كل البلدان لتكون مبعث خاتم الأنبياء والمرسلين, والمكان الذي تنطلق منه الدعوة المحمدية إلى كل العالم, يقول تعالى: ﴿وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[الأنعام: 92], ويقول تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[الشورى: 7], وقد تم اختيار مكة المكرمة لتكون المكان الذي يتجمع فيه المسلمون لأداء فريضة الحج, وجعلت الكعبة المشرفة بها قبلة لجميع المصلين على وجه الأرض.
وفي بحثنا هذا سنتطرق للحديث عن توسط مكة للعالم, من خلال أقوال العلماء قديماً, ولن نهمل الاكتشافات العلمية الحديثة التي توصلت إلى هذه الحقيقة, وبهذا كله تتجلى إحدى الحِكم التشريعية من اختصاص مكة المكرمة بتلك الأحكام العديدة من بين سائر البلدان.
مكة المكرمة تتوسط العالم عند علماء المسلمين:
http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image002.jpgذهب عدد من علماء اللغة إلى أن سبب تسمية مكة بهذا الاسم هو أنها وسط الأرض, يقول ال**يدي: «وقيل: إِنَّ مكة مأَخوذة من المُكاكَةِ وهي اللّبُّ والمُخُّ الذي في وَسَطِ العَظْمِ, سمِّيَتْ بها لأنَّها وَسَطُ الدُّنْيا ولُبُّها وخالِصُها»(3), ويقول في موضع آخر مبيناً سبب تسمية مكة بأم القرى: «وأم القرى مكة -زيدت شرفاً-؛ لأنها توسطت الأرض فيما زعموا, قاله ابن دريد, أو لأنها قبلة جميع الناس يؤمونها أي يقصدونها, أو لأنها أعظم القرى شأناً, وقال نفطويه سميت بذلك لأنها أصل الأرض منها دحيت, وفسر قوله تعالى: ﴿حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً﴾[القصص: 59], على وجهين أحدهما أنه أراد أعظمها وأكثرها أهلاً, والآخر أراد مكة, وقيل سميت لأنها أقدم القرى التي في جزيرة العرب وأعظمها خطراً فجعلت لها أماً لاجتماع أهل تلك القرى كل سنة وانكفائهم إليها وتعويلهم على الاعتصام بها لما يرجونه من رحمة الله تعالى, وقال الحيقطان:

غزاكم أبو يكسوم في أم داركم * وأنتم كفيض الرمل أو هو أكثر
يعنى صاحب الفيل, وقيل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها»(4)
وقال صاحب معجم البلدان: «وقال ابن دريد سميت مكة أم القرى لأنها توسطت الأرض والله أعلم, وقال غيره لأن مجمع القرى إليها, وقيل بل لأنها وسط الدنيا فكأن القرى مجتمعة عليها»(5).
وفي ثنايا حديث العلماء المسلمين قديماً عن فضل مكة على سائر البلدان جاءت الإشارة إلى أن مكة المكرمة تقع في وسط العالم, يقول القرطبي: «قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً﴾[البقرة: 143], المعنى: وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطاً أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم, والوسط: العدل, وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها»(6), ويقول ابن عطية في تفسيره: «وأم القرى مكة سميت بذلك لوجوه أربعة، منها أنها منشأ الدين والشرع, ومنها ما روي أن الأرض منها دحيت, ومنها أنها وسط الأرض وكالنقطة للقرى, ومنه ما لحق عن الشرع من أنها قبلة كل قرية, فهي لهذا كله أم وسائر القرى بنات»(7).
ومن ذلك أيضاً ما قاله أبو حيان في تفسيره: «﴿وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[الأنعام: 92] أم القرى مكة وسميت بذلك لأنها منشأ الدين, ودحو الأرض منها, ولأنها وسط الأرض, ولكونها قبلة وموضع الحج ومكان أول بيت وضع للناس»(8), ويقول النسفي في تفسيره: «وسميت أم القرى لأنها سرة الأرض وقبلة أهل القرى وأعظمها شأناً»(9).
وقال بهذا القول عدد من المفسرين كالشوكاني(10), والرازي(11), والنيسابوري(12), وغيرهم, وجاء في تفسير حقي: «وأما الكعبة فهي وسط الأرض المسكونة»(13), وفي تفسير اطفيش: «ويقال وسط الأَرض مكة لو بسط خيط إِلى الجهات منها لتساوت إِليها»(14).
والمسجد الحرام بمكة المكرمة هو أول مسجد وضع للعبادة على وجه الأرض, قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾[آل عمران: 96], يقول ابن كثير: «يخبر تعالى أن أول بيت وضع للناس أي لعموم الناس لعبادتهم ونسكهم يطوفون به ويصلون إليه ويعتكفون عنده ﴿لَلَّذِي بِبَكَّةَ﴾ يعني الكعبة التي بناها إبراهيم الخليل عليه السلام الذي يزعم كل من طائفتي النصارى واليهود أنهم على دينه ومنهجه ولا يحجون إلى البيت الذي بناه عن أمر الله له في ذلك ونادى الناس إلى حجه ولهذا قال تعالى: ﴿مُبَارَكاً﴾ أي وضع مباركاً ﴿وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾»(15).
وعن أبي ذرt قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟, قال: "المسجد الحرام", قال: قلت: ثم أي؟, قال: "المسجد الأقصى", قلت: كم كان بينهما؟, قال: "أربعون سنة, ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصله فإن الفضل فيه"(16).
موقع مكة المكرمة من العالم في ضوء الدراسات العلمية الحديثة:
منذ ما يقارب ربع بليون سنة كانت اليابسة قارة واحدة جمعت كل القارات يحيط بها بحر واحد محيط, سميت أم القارات Pangea؛ هذا ما انتهى إليه ألفرد فيجنر Alfred Wegener وأعلنه عام 1915م استناداً إلى جملة شواهد تأكدت لاحقاً ضمن نظرية انزياح القاراتContinental Drift, وخلاصتها أن القارة الأم قد تصدعت مع الزمن إلى قطع متجاورات، وتنزاح حتى اليوم عن بعضها البعض ببطء شديد نتيجة لتيارات الصهير، وموران الباطن تحت القشرة، فانزاحت قطع جهة الشرق، وأخرى جهة الغرب، وتميزت سبعة أبحر, وكان موقع المنطقة العربية في الوسط كما هو اليوم.
وتلتقي تلكالمعلومات الحديثة مع جملة آيات في القرآن الكريم كقوله تعالى: ﴿أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ﴾[الملك: 16], وقوله تعالى: ﴿وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مّتَجَاوِرَاتٌ﴾[الرعد: 4]، وأما الحركة البطيئة للقارات التي تحملها تيارات الباطن إذا ميزناها بحركة الجبال، ومثلناهابحركة السحاب تحمله تيارات الهواء فإنها تلتقي تماماً مع الدلالة العلمية المكنونةفي قوله تعالى: ﴿وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ﴾[النمل: 88]؛ لأن حركة قطع الغلاف الصخري المميز بالجبال بالنسبة لما دونها تماثل تماماً حركة السحاب بالنسبة للجبال في البطء النسبي، وطبيعة الحركة حيث أن كليهما محمول.
ومن هنا ذهب قوم إلى القول بوسطية مكة المكرمة لأمة العرب التي تتوسط بقية الأمم، وأن الكعبة التي تتوسط البيت الحرام هي (مركز الأرض)؛ أو بالأحرى التماساً لدقة التعبير منعاً للالتباس يمكن القول أنها (وسط المعمورة)؛ لأن مركز الجسم الكروي نقطة تقع في اللب والمعلوم أن كوكب الأرض جسم كروي، لذا لا يليق هندسياً وصف منطقة على سطحه بأنها مركز الكوكب.(17)
كما يقول الدكتور محمد عوض في بحثه في مجلة الهلال -أغسطس 1953م-: إن الكعبة مركز الأرض بمفهوم القارات، أي: اليابسة، لأن المحيط الهادي وهو أكبر المحيطات يشكل انقطاعاً كبيراً جداً بين القارات بمساحته الكبيرة التي تصل اليابسة، لذلك ترسم مصورات العالم بدءاً من استراليا واليابان والصين شرقاً، وانتهاء بأمريكا غرباً لتمثل كل اليابسة، ولو مسحنا هذه القارات بما فيها القارة القطبية الجنوبية والشمالية، وكتبنا عليها مساحاتها، ورحنا نفتش عن مركز يتوسطها، أو عن مركز ثقلها بدقة تامة، لوجدناه في الكعبة المشرفة بالذات، لهذا يقول تعالى لنبيه الكريم: ﴿لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾[الشورى: 7],وعبارة: ﴿وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ تعطي المركزية لمكة المكرمة، لذلك اقترح أحد علماء باكستان أن تكون مكة المكرمة بداية لخطوط الطول بدلاً من جرينتش، كما أن هذه الوسطية لموقع مكة المكرمة مع حقيقة كروية الأرض تؤديان إلى انحناء الطرق المؤدية لمكة المكرمة عن المستوى الأفقي، نظراً لبعد المسافات بينها وبين الأماكن التي حولها حتى نهاية اليابسة من كل فج، http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image006.gifأي: من جميع الجهات، لهذا اختار الله سبحانه وتعالى وصفاً قرآنياً معجزاً لهذه النهايات بالتعبير في آية أخرى عن كل فج بلفظ: (عميق) بدلاً من لفظ: (بعيد)، نظراً لكروية الأرض، كما في قوله تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ﴾[الحج: 27].(18)
http://www.jameataleman.org/agas/Geologist/Geologist11.files/image004.jpg
وقد قام العالم المعاصر الدكتور حسين كمال الدين أحمد إبراهيم أستاذ الهندسة المساحية والفلك الكروي في جامعات القاهرة وأسيوط والملك السعود، منذ أكثر من عشرين عاماً أثناء عمله بجامعة الملك سعود بإثبات أن مكة المكرمة هي مركز الكرة الأرضية, ويروي هذا العالم المصري قصة اكتشافه فيذكر: أنه بدأ البحث وكان هدفه مختلفاً تماماً, حيث كان يجري بحثاً ليعد وسيلة تساعد كل شخص في أي مكان من العالم على معرفة وتحديد مكان القبلة, لأنه شعر في رحلاته العديدة للخارج أن هذه هي مشكلة كل مسلم عندما يكون في مكان ليست فيه مساجد تحدد مكان القبلة, أو يكون في بلاد غريبة, كما يحدث لمئات الآلاف من طلاب البعثات في الخارج, لذلك فكر الدكتور حسين كمال الدين في عمل خريطة جديدة للكرة الأرضية لتحديد اتجاهات القبلة عليها, وبعد أن وضع الخطوط الأولى في البحث التمهيدي لإعداد هذه الخريطة ورسم عليها القارات الخمس, ظهر له فجأة هذا الاكتشاف الذي أثار دهشته .. فقد وجد أن موقع مكة المكرمة في وسط العالم, وأمسك بيده (فرجاراً) وضع طرفه على مدينة مكة, ومر بالطرف الآخر على أطراف جميع القارات فتأكد له أن اليابسة على سطح الكرة الأرضية موزعة حول مكة توزيعاً منتظماً, ووجد مكة -في هذه الحالة- هي وسط الأرض اليابسة, وأعد خريطة العالم القديم -قبل اكتشاف أمريكا وأستراليا- وكرر المحاولة فإذا به يكتشف أن مكة هي أيضاً وسط الأرض اليابسة, حتى بالنسبة للعالمالقديم يوم بدأت الدعوة للإسلام. ويضيف العالم الدكتور حسين كمال الدين: «لقد بدأت بحثي برسم خريطة تحسب أبعاد كل الأماكن على الأرض, عن مدينة مكة, ثم وصلتبين خطوط الطول المتساوية لأعرف كيف يكون إسقاط خطوط الطول وخطوط العرض بالنسبة لمدينة مكة, وبعد ذلك رسمت حدود القارات وباقي التفاصيل على هذه الشبكة من الخطوط, واحتاج الأمر إلى إجراء عدد من المحاولات والعمليات الرياضية المعقدة بالاستعانة بالحاسب الآلي لتحديد المسافات والانحرافات المطلوبة, وكذلك احتاج الأمر إلى برنامج للحاسب الآلي لرسم خطوط الطول وخطوط العرض لهذا الإسقاط الجديد»(19).
ومن تلك الدراسات ما توصل إليه الدكتور المهندس يحيى وزيري في بحثه الموسوم بـ(الكعبة المشرفة دراسة تحليلية للخصائص التصميمية), وأشار في بحثه إلى عدد من الدراسات التي تثبت أن مكة تتوسط العالم القديم والحديث, ومن تلك الدراسات التي أشار إليها دراسة تم فيها اختيار تسع مدن وجزر لتكون هي حدود العالم القديم، وتم تحديد موقعها وبعدها عن مكة المكرمة، وقد وجد أن المسافة القوسية The arch distance بين هذه المدن والجزر وبين مكة المكرمة تقريباً 8039 كم في المتوسط، مما يعنى أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة يمر محيطها بالثلاث قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا التي كانت تكوّن وتمثل العالم القديم قبل اكتشاف الأمريكتين.
وبالنسبة لتوسط مكة المكرمة ليابسة العالم الجديد فقد تم حساب المسافة بين مكة المكرمة والمدن الآتية:
1- مدينة ويلنجتون تقع في نيوزيلندة بشرق قارة استراليا: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13040 كم.
2- كورن هورن أبعد نقطة في أمريكا الجنوبية: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13120 كم.
3- شمال ألاسكا أبعد نقطة في شمال أمريكا: وجد أن المسافة بينها وبين مكة المكرمة 13600 كم.
وعلى ذلك فإن المسافة المتوسطة بين أبعد نقاط العالم الجديد وبين مكة المكرمة هي تقريباً 13253 كم، مما يعنى أيضاً أن مكة المكرمة تقع في مركز دائرة تمر بحدود قارات العالم الجديد، وهذه الدائرة تمر أيضاً بالحدود الشرقية والحدود الغربية للقطب الجنوبي.
إن موقع مكة المكرمة الفريد من نوعه أدى إلى أن يطالب أحد الباحثين الغربيين، واسمه أرنولد كيسرلنج Arnold Keysrling، إلى أن يكون خط طول مكة المكرمة 39 درجة و49 دقيقة شرقاً هو خط الطول الأساسي بدلاً من خط طول جرينتش بانجلترا والذي تم فرضه على العالم سنة 1882م، وقت أن كانت الإمبراطورية البريطانية هي أكبر قوة موجودة في العالم.(20)
وجه الإعجاز:
أظهرت الأبحاث والدراسات الحديثة أن الموقع الجغرافي لمكة المكرمة موقع عبقري لا نظير له فهو يقع في مركز اليابسة سواء بالنسبة للعالم القديم (آسيا وأفريقيا وأوروبا) أو العالم الجديد بعد اكتشاف الأمريكتين واستراليا.
فالمسلمون عندما يتجهون في صلاتهم إلى مكة المكرمة فهم يتجهون إلى موقع يتوسط اليابسة, وهنا يظهر لنا أن اختيار موقع مكة المكرمة لتكون مبعث خاتم النبيين, ولتكون فيها الكعبة المشرفة قبلة المسلمين، ولا يقصد المسلمون غيرها للحج والعمرة, هو اختيار إلهي فيه حكمة كبرى لم تكن لتعرف إلا بعد ظهور الحقائق والاكتشافات العلمية الحديثة، فالمسلمون عندما يتجهون في صلاتهم إلى مكة المكرمة فهم يتجهون إلى موقع يعتبر بمثابة وسط اليابسة، كما أنه لا يخفى دلالة توسط موقع مكة المكرمة على تسهيل الحج والعمرة للمسلمين من مختلف بقاع الأرض، فموقعها متوسط بالنسبة لكافة القارات فهي لا تقع في أقصى الشرق أو الغرب، أو في أقصى الشمال أو الجنوب.
إن هذا الاختيار ليس مبنياً على المصادفة، وإنما هو مبني على العلم بأنها وسط المعمورة, وفي هذا دليل واضح على أن هذه الشريعة الإسلامية التي جاء بها النبي الأمي محمد r إنما هي وحي من العليم الخبير, يقول تعالى: ﴿قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً﴾[الفرقان: 6], ونزل هذا الوحي مشتملاً على علم الله تعالى ﴿لَّـكِنِ اللّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلآئِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللّهِ شَهِيداً﴾[النساء: 166].

ammar95
11-09-2010, 12:10 PM
بارك الله فيك يا غالي