المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : منهج عظيم في تزكية النفوس



Raed Saadeh
22-08-2010, 09:57 AM
منهج عظيم في تزكية النفوس
http://s9.rimg.info/462ec7f84647d0ca4d1a898e6840bb 51.gif


http://www.balagh.com/woman/shaksi/images/188010.jpg

مرور الليالي والأيام، وانقضاء الشهور والأعوام دليل على قدرة ذي العزة والإنعام، وشاهد على انقضاء الآجال، وانقطاع الآمال، لذا ينبغي عليك- أخي الحبيب/ أختي الحبيبة- أن تعتبر بمرور الأيام، وأن تقف مع نفسك تحاسبها، وتنظر الرابح من الخسران، فقد دل على المحاسبة قوله تعالى: (يَا أَيُّهاَ الَّذينَ آمَنُوا اتَّقوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفسٌ مّا قَدَّمَتْ لَغَد وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر/ 18).
النعمة والجناية: أخي الحبيب/ أختي الحبيبة: قارن بين نعمة الله وجنايتك، ذكِّر نفسك نعم الله عليك! نعمة الأمن، والعافية، والرزق الحلال، فقد ورد في الحديث أن رسول الله (ص) قال: "من أمسى آمناً في سربه، معانى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
ذكِّرها نعمة الصحة والفراغ، كما قال رسول الله (ص): "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ".
قل: يا نفسُ خُلقت مسلمة بين أبوين مسلمين في مجتمع مسلم، خلقك الله في أحسن تقويم، وأجمل صورة، قال تعالى: (لَقَد خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) (التين/ 4)، يا نفس تبصرين، وتتكلمين، وتتحركين، وتتمتعين، وسواك يرقد في المستشفى، أو يقبع في السجن، أو يتقلب في نيران الجوع والخوف؟!.
قال تعالى: (إِنَّ اللهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يشْكُرُونَ) (غافر/ 61)، ثم ذَكّرها تقصيرها، وجنايتها.. ذكرها تفريطها في حق خالقها ومولاها.. ذكرها الغيبة والنميمة والحسد، ذكّرها سوء الظن، والوقوع في أعراض الخلق.
فإذا ذكرتها نعم الله عليها وجنايتها، ظهر لك التفاوت، وحينئذ تعلم أنه ليس إلا عفو الله، ورحمته، أو الهلاك، والعطب، وعندها تقول: "أبوء بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي فاغفرلي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت".
مالك وماعليك: ثم قارن بين حسناتك وسيئاتك، فإذا رجحت الحسنات على السيئات فقل: يا نفسُ هذا من فضل الله وجوده وكرمه، والثواب عليها من فضل الله وجوده وكرمه، ثم ذكّرها ما في تلك الحسنات من آفات، من سهوٍ وتقصير، وغرور وعجب، ورياء وكبر، وحينئذ يتبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق، ثم تذكر الخطايا والسيئات، من: تفريط في الصلوات، وهجر للقرآن، وعقوق للوالدين، وقطع للأرحام، وسماع للمنكرات، ونظر إلى المحرمات، وتفريط في تربية الأبناء والبنات، ثم قل: "ربي اغفر لي وتب عليَّ" صادقاً من قلبك عازماً على اجتناب تلك الآثام، نادماً على فعلها، فمن استغفر الله صادقاً من قلبه راجياً ثواب ربه قبله الله، قال سبحانه: (اللهَ يَجْتَبِي إِلَيْه مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْه مَن يُنِيبُ) (الشورى/13).
ثم تذكر أن قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن، فقد روي عن النبي الكريم (ص): "ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجلً، إن شاء أقامه، وإن شاء يزيغه أزاغه"، ثم قال: "اللهم مقلّب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، اللهم مصرّف القلوب صرّف قلوبنا على طاعتك"، فكن أخي الحبيب صاحب رأي رشيد، وعزم على الخير أكيد، في استغلال ليالي وأيام عمرك المحدود.
قال الشاعر:
إذا كنتَ ذا رأيٍ فكُن ذا عزيمة
فإن فسادَ اًلرأي أن تترددا
وإن كنتَ ذا عزمٍ فأنفذه عاجلاً
فإن فساد العزم أن يتأخرا.

http://www.sat-pal.net/vb/images/smilies/011.gif

المرحوم رعد الزغير
22-08-2010, 10:02 AM
بارك الله فيك اخي وليد

raad
24-08-2010, 05:58 PM
جزانا واياك ربي خيرا ...