المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف نصل الى الجنه في رمضان



المرحوم رعد الزغير
19-08-2010, 07:37 AM
http://a1ash.com/up/uploads/dcadac2833.png



إن شهر رمضان جسر ممدود إلى الجنة ، من عرف كيف يسير في دربه وضع أقدامه في الجنة يوم تزّل أقدام وأقدام في النار .


أخي أختي: إذا أردنا أن نكون من سعداء رمضان وعتقائه من النار فلابد أن نفهم وندرك ونعقل عدة أمور .




أولا :



أنّ الصوم ليس مجرد امتناع عن الأكل والشرب والجماع :




فخاب وخسر من ظن أن هذا هو الصيام فحسب، فهل الله تعالى في حاجة إلى تعذيبنا ؟ أم الله تعالى في حاجة إلى أن يجوعنا ويعطشنا ؟
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فالله غني عنا، فهو الحي القيوم سبحانه ،لا تضره معصية العاصي ولا تنفعه طاعة الطائع .
ولكنّ الصوم تربية متكاملة للإنسان ، لهذا فالصيام الحقيقي هو صيام القلب وصيام العقل والفكر وصيام الجوارح .
فليس بصائم من يصوم بفيه عن الأكل والشرب , ولا يصوم بقلبه عن أمراض النفوس من حسد وبغض وحقد وشحناء , فعن ‏ ‏أبي هريرة ‏رضي الله عنه أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: "‏ ‏ ‏إياكم ‏ ‏ والحسد ‏ ‏فإن ‏ ‏الحسد ‏ ‏يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ‏ ‏أو قال العشب."
وليس بصائم من صام عن الأكل والشرب ولم يصم بجوارحه عن أذيّة الناس بالغيبة والنميمة والإستهزاء والسخرية والوقوع في الأعراض والكذب والغش والخداع والبطش بالمؤمنين بيده ورجله , فعن ‏ ‏أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال: "‏ ‏ ‏من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه ‏."
وليس بصائم من صام بفيه عن الأكل والشرب ولم يصم بعقله عما يغضب الله ، فتجده يُحَكِّمُ عقله على نصوص الوحي الكريم الشريف ، فما وافق هواه قبله وما خالفه رده .
وإذا ذُكِّرَ بأمر الله وبأمر رسوله صلى الله عليه وسلم , أعرض وأستكبر,
" {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ }البقرة206"
"
"
أخي الحبيب / أختي الحبيبة :



الصوم الصحيح الذي يدخل صاحبه الجنة هو صوم العقل والقلب والجوارح عن كل ما يغضب الله سبحانه.
"
"
:
ثانيا :



أنّ الصوم عبادة وليس عادة :



فالصوم الذي يضمن لصاحبه الجنة هو صوم العقلاء , أولوا الألباب :
والعاقل هو الذي يعرف ماذا يفعل , ولماذا يفعل .
وإنّك ترى كثيرا من الصائمين لا أثر للصوم على أخلاقهم وسلوكهم , لأن صومهم ليس صوم عقل مؤمن, بل صوم عادة جامدة ومتابعة للناس ليس أكثر ، وجدوا الناس يصومون فصاموا , وجدوا أبائهم يصومون فصاموا.
لهذا لم يكن رمضان عنصرا فاعلا حيّا مؤثرا في حياتهم , بل هو شهر ولد ميتا في قلوبهم ونفوسهم , فلم يعرفوا له قيمة , ولم يرفعوا له قدرا . ولا أقصد بالعقلاء هنا أصحاب الشهادات ، بل العقلاء هم الذين يعرفون أنهم بصومهم يسجدون في محراب العبادة بقلوبهم وعقولهم وجوارحهم تعظيما وإجلالا لرب العالمين , واستسلاما لمالك الملك فيما يأمر وينهي ، بروح مفعمة بالمحبة للمعبود العظيم الواحد الأحد سبحانه وتعالى
"
http://a1ash.com/up/uploads/afe1ba2b42.png