المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تاريخ كأس العالم



marj
13-05-2010, 10:01 AM
http://www.roo7oman.com/gallery/displayimage.php?imageid=2424




أوروجواي 1930:
http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 30.jpg
مع بلوغه سن المائة، بات الأرجنتيني فرانسيسكو فارايو "بانشو" آخر رجل لا يزال على قيد الحياة ممن شاركوا في النهائي التاريخي لبطولة كأس العالم الأولى عام 1930 ، التي أحرزت فيها أوروجواي اللقب بالفوز على الأرجنتين 4/2 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "سنتيناريو" بالعاصمة مونتفيديو.
وقال اللاعب السابق في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "أحب أهل أوروجواي كثيرا. أبعث لهم بتحية... عندما عدت من مونتفيديو كنت أصرخ في وجوههم من الغضب لأننا خسرنا، لكن ذلك النهائي نحن من خسرناه".
ويروي أن زملاءه عندما عادوا إلى غرف الملابس بعد نهاية الشوط الأول بتقدم الأرجنتين 2/1 ، قال أحدهم "لو فزنا هنا، سيقتلوننا"، وكان هو من ثار ضد ذلك الموقف الانهزامي.
ويتذكر قائلا "لم يكن أحد يريد اللعب... أما أنا فكنت أريد الموت". لكن موقفه ذلك لم يثمر شيئا حيث قلبت أوروجواي النتيجة في الشوط الثاني وفازت بالمباراة وباللقب.
ويعيش فارايو الآن في مدينة لابلاتا عاصمة مقاطعة بوينس آيرس، حيث وضع له عدد من زملائه القدامى ميدالية تكريما ل"دون بانشو"، في إحدى صور الاحتفاء القليلة التي حصل عليها كبطل لأول مباراة نهائية في بطولات كأس العالم.
ومع ذلك، فإن لحظات الرضا تأتي من جانب آخر. فمنذ بضعة أعوام، حضر فارايو أحد الحفلات. "وجاء فتيان في سن 14 و18 عاما إلى طاولتي ليروني. وسألتهم، لكن كيف تعرفونني؟ فأجابوني: أباؤنا حكوا لنا عن طريقة لعبك وكيف كنت تركل الكرة".
ويضيف بتأثر "أثارني ذلك لأنه كان أمرا رائعا. يبدو كما لو كان غير حقيقي. لكن كم هي جميلة كرة القدم. السبب في ذلك أننا لعبناها بحب، وبرغبة عارمة".
وفي شباط/فبر*** 2010 ، كان هو البطل الرئيسي في حفل التكريم الذي حمل اسم "فرانسيسكو بانشو فارايو ، قرن من المجد"، وأقامته له السلطات المحلية والكروية في الأرجنتين، على أحد المسارح الكبيرة في لابلاتا بمناسبة بلوغه عامه المائة.
ورغم المرارة الكبيرة التي تسبب فيها عدم تتويجه بطلا للعالم في سن العشرين، فإن فارايو لا يتوقف عن تكرار أنه تعلم كيف يحب أبناء أوروجواي.
وهو يبدي إعجابا خاصا بنجم أوروجواي السابق إنزو فرانشيسكولي، الذي كان أحد أبرز نجوم ريفر بليت، المنافس التقليدي لبوكا جونيورز، الفريق الذي عشقه الرجل العجوز إلى جوار خيمناسيا لابلاتا.
ويقول "أتذكر فرانشيسكولي الذي أتى إلى زيارتي في منزلي. حكيت له كل ذكرياتي عن 1930 وعن حياتي... إنه سيد حقيقي. إننا هنا نعشقه كثيرا. زوجتي وابنتي عندما كانتا تسمعانه يتحدث أو تريانه في التلفاز، كانتا تخبراني أن علينا استقباله".
ويجتهد كي يتذكر ثم يقول "كنت أعرف أناسا كثيرين، بما فيهم (مطرب التانجو) كارلوس جارديل... كنا نخرج معا في المساء لتناول القهوة... لكنني لا أتذكر أحدا، إنني الآن أنسى كل شئ".

marj
13-05-2010, 10:02 AM
إيطاليا 1934
كان على إيطاليا الفوز ببطولة كأس العالم عام 1934 التي أقيمت على أرضها كي تثبت للعالم علو شأن نظامها الفاشي.
وكانت تلك هي الرسالة التي تلقاها فيتوريو بوتسو من بينيتو موسوليني، وتمكن المدير الفني القادم من تورينو من تنفيذها عبر تطبيق نظام شبه عسكري على لاعبيه.
وبعد البطولة بسنوات ، كشف المدرب الملقب بالأستاذ العجوز والذي وافته المنية عام 1968 “كنت أفتح خطابات اللاعبين، وكنت أحملها لهم مفتوحة دون أن يشعر أحدهم بالإهانة. كنت أقرأها لأعرف إذا ما كان لأحدهم عشيقة أو أي شاغل آخر. كانت أشياء علي أن أعرفها، من أجل مصلحة الفريق".
وقبل انطلاق كأس العالم ، حمل بوتسو لاعبيه إلى جبال الألب كي يستعيدوا نشاطهم بعد المجهود الذي بذلوه في الدوري الإيطالي. بعد ذلك أقام لهم معسكرا في روفيتا بالقرب من فلورنسا، حيث حفظهم نظامه التكتيكي وأعدهم من أجل "الصراع".
وكانت مميزات العزلة واضحة بالنسبة للمدير الفني. “كنا بعيدين عن الجماهير، دون أن يتمكن أحد من كتابة مقالات عن ألوان القمصان، ودون أن تظهر شكوك حول وجود خلافات داخلية مزعومة. كان هناك صوت واحد فقط : كيف يمكن لمطرقة أن تضرب مرة ثم أخرى لمدة شهر في نفس الموضع وعلى نفس المسمار. الفريق خرج من هناك متحدا كالكتلة، منصهرا، وعاقدا العزم، ولديه ذات الرغبة".
لكن الأيام السابقة لم تخل من المشكلات. “أفضل اللاعبين في حراسة المرمى كان كارلو تشيريزولي. لكنه أصيب في مرحلة الاستعدادات بكسر في ذراعه وهو يحاول التصدي لإحدى الكرات بطريقة استعراضية. حدث ذلك أمام ناظري، لأنني كنت أستند إلى قائم المرمى الذي يتدرب عليه. وداعا كأس العالم".
وكان عائق آخر قد وقع قبل شهور من ذلك خلال مباراة ودية أمام النمسا. ففريق "المعجزات" تغلب في تورينو على منتخب "الآزوري" ليبذر الشكوك حوله.
ومع ذلك، أعلن بوتسو التحدي عقب اللقاء قائلا "لو جمعنا القدر بالنمسا في كأس العالم، سأدفع بنفس الفريق الذي لعب اليوم، باستثناء من غابوا الآن من الأساسيين. ولنرى حينها كيف ستختلف النتيجة".
وجاء كأس العالم، وكان المنافس في الدور الأول فريقا في المتناول ، وهو منتخب الولايات المتحدة.
وعلق المدير الفني الإيطالي على ذلك اللقاء بقوله "لم تكن مباراة رائعة، ولم تخلق فينا إثارة خاصة. الفريق الأمريكي كان يفتقر إلى كل شئ، ولاسيما القدرات الخططية".
وفي دور الثمانية، كانت أسبانيا هي الخصم الأشد من جميع الجوانب ، فالمباراة كانت دموية تماما، ولم ينس بوتسو صداما وقع بين قلبي الدفاع الأسباني سيرياكو وكينكوسيس.
وقال بوتسو "اصطدم المدافعان بقوة لدرجة أنهما تحولا إلى شبه جسد واحد، وسمع ارتطام عظامهما. كان سيرياكو يتألم وجسده ممددا على الأرض وأورسي (لاعب إيطالي) على مسافة خطوتين منه ، يشير لي وأنفاسه تتوالي بشكل متلاحق سريع ، ما معناه أنه كان يفترض به أن يكون مسحوقا بينهما".
وانتهت المباراة بالتعادل 1/1 . وعندما أعيدت في اليوم التالي فازت إيطاليا 1/ صفر بهدف جوزيبي مياتسا أمام منتخب أسباني عانى من غياب العديد من لاعبيه.
وفي الدور قبل النهائي استجاب القدر لبوتسو وكانت النمسا هي المنافس. ولم يف المدير الفني بوعده بالدفع بنفس الفريق الذي خسر في تورينو، لكنه فاز 1/صفر وعبر إلى المباراة النهائية حيث ينتظر الإنجاز الأكبر. تحقيق الواجب الوطني بات على بعد خطوة.
ويضيف المدرب "لابد من الإشادة بعزم وشخصية لاعبينا، الذين تحملوا ثلاث معارك في أربعة أيام أمام أسبانيا والنمسا. كانت 300 دقيقة من اللعب الشاق، بل والعنيف، دون أن يتهاونوا سواء أمام المنافس أو أمام الإرهاق. كانوا يتمتعون بإرادة حديدية، مثل جندي جريح لا يريد الرحيل عن خط المعارك أو ترك زملائه، فيواصل القتال رغم الآلام".
وكانت البلاد كلها، التي اهتزت ثقتها عقب الخسارة أمام النمسا، تقف الآن بكل حماس خلف "الآزوري".
وأضاف "المباراتان أمام الأسبان أشعلتا الأجواء. لم يعد الأمر كما كان وقت الرحلة من فلورنسا إلى روما، عندما نعت بعض الظرفاء في محطة كيوزي لاعبينا بأنهم كأعمدة الإنارة القديمة، ولحسن الحظ لم يتلقوا الرد الذي كانت تستحقه حماقاتهم. فالكل أصبحوا معنا. الجميع أو الكثيرون باتوا يقولون "توقعنا ذلك". لم يعد أحد يتحدث عن فريق غير مستقر، وهش إلى حد كبير".
العقبة الأخيرة كانت تشيكوسلوفاكيا. كل شئ كان معدا لفوز الفريق المضيف ، 50 ألف متفرج يشجعون الفريق في ملعب الح** الوطني الفاشي الذي امتلأ عن آخره. وفي المقصورة "الدوتشي" موسولويني لم يكن ينتظر أمرا آخر خلاف انتصار.
ويصف بوتسو ذلك اليوم بقوله "لم يكن مستوى المباراة مرتفعا. الفريقان كانا شديدي التأثر لدرجة لم تساعدهما على اللعب جيدا. نفس المشكلة الدائمة. أهمية الحدث شلت السيقان. الشوط الأول لم يشهد أي شيء".
وكان الشوط الثاني في طريق سابقه، حتى الدقيقة 78 عندما أطلق الجناح الأيسر التشيكي بوك تسديدة بعيدة المدى نحو الزاوية الأرضية اليمنى للحارس كومبي، الذي ارتمى متأخرا ولم يتمكن من إيقاف الكرة.
ويقول بوتسو "كان لذلك الهدف الفضل في إيقاظنا، كان له فضل جرح كرامتنا". فقبل تسع دقائق على النهاية، تعادل أورسي بلعبة فردية رائعة أنهاها بتسديدة بالقدم اليسرى. وفي الدقيقة التسعين انتهت المباراة بالتعادل، لتخوض إيطاليا تمديدا آخر يقام هذه المرة عبر وقت إضافي.
ويضيف "وقبل الوقت الإضافي لم ندخل إلى غرف الملابس. بقينا في الملعب، ولاعبونا بدوا أشبه بالجثث بعد الإثارة التي عاشوها. قلت لهم : هيا أيها الفتيان إلى الفوز، فكم من معارك خضتم".
وفي الوقت الإضافي جاء أروع قرارات بوتسو ، حيث قال "كانت هناك ضوضاء كبيرة في الملعب، والجماهير كانت على بعد أمتار من خطوط التماس، ولم يكن أحد يسمعني. عدوت حول الملعب واقتربت من جوايتا كي أطلب منه أن يغير موقعه كل دقيقتين أو ثلاث دقائق مع شيافيو لخلخلة الخصم. وجاءت تلك المناورة بنتيجة مذهلة".
فكان شيافيو ، على وجه التحديد ، هو من تمكن عبر تصويبة في الدقيقة 95 من تحقيق المهمة الوطنية المتمثلة في تحقيق اللقب. وانتابت الملعب حالة من الجنون ، وأصبح الفريق الإيطالي هو البطل.
وقال "توجه اللاعبون وأعينهم محمرة من التأثر إلى استلام الكأس من يدي الدوتشي. أيام كالتي عشناها في مرحلة الإعداد في جبال الألب وفي روزيتا ومعارك كالتي خضناها في تلك البطولة لا يمكن أن تنسى. ولا يمكن لأي ممن عاشوها أن ينساها. إنها تجارب تجعل المرء

marj
13-05-2010, 10:04 AM
فرنسا 1938:


قبل قليل من وفاته ، تذكر بييترو رافا آخر أعضاء الفريق المتوج بلقب كأس العالم عام 1938 كيف كانت كرة القدم في تلك الأعوام التي سبقت الحرب العالمية لعبة سياسية أكثر منها رياضية بالنسبة لإيطاليا تحت حكم موسوليني.

وروى اللاعب السابق في مقابلة مع صحيفة "لاستامبا" قائلا "كنا في خضم فاشية كاملة، وكنا مشبعين بروح فاشية كبيرة... كان علينا اللعب من أجل الفوز. فالأعذار لم تكن تجدي. الدوتشي (موسوليني) كان واضحا ومحددا ، علينا تحقيق ذلك من أجل النظام على وجه الخصوص، بصرف النظر حتى عن مدى الاستمتاع الشخصي".

وكان رافا ، الذي توفي نهاية عام 2006 عن عمر ناهز التسعين بعد قليل من رفع فابيو كانافارو وفرانشيسكو توتي كأس العالم في برلين للمرة الرابعة في تاريخ البلاد ، يلعب في مركز الظهير الأيسر، حيث تصفه صحف تلك الفترة بأنه كان مدافعا "صلدا وقويا".

وعلى مدار مشواره الناجح، الذي قضى الجانب الأكبر منه مع يوفنتوس والمنتخب الإيطالي ، أحرز رافا العديد من الألقاب ، والتي تتضمن مجموعة فريدة مثل تتويجه بطلا للعالم والأولمبياد (في برلين عام 1936)، والدوري والكأس بإيطاليا. وفي بطولة كأس العالم التي استضافتها فرنسا عام 1938 لعب مباريات فريقه الأربع أساسيا.

وبدأ رافا اللعب مع المنتخب الإيطالي في نيسان/أبريل 1937 بالفوز على المجر 2/صفر. وحجز رافا لنفسه مقعدا أساسيا لم يتخل عنه حتى قيام الحرب العالمية الثانية ، التي خدم خلالها على الجبهة الروسية لمدة ستة شهور متطوعا، بانتهاء مسيرته.

وقبل الحرب، حظي رافا ببعض الوقت من أجل الفوز بكأس العالم، لكن الأمر لم يكن سهلا. فعلى المستوى الكروي، وصلت إيطاليا إلى فرنسا من أجل الدفاع عن لقب مثير للجدل. ففوزها على أرضها قبل أربعة أعوام أحيط بالتشكيك.

ولكن المشكلات الأكبر كانت على المستوى السياسي. فالعالم كان يتجه نحو الحرب، وإيطاليا موسوليني، الحليف الأقرب لأدولف هتلر، لم تكن تتمتع برأي جيد لدى أغلب الدول.

وكان موسوليني قد حقق هدفي الدعائي بالفوز "بكأس عالم تخصه"، لكنه كان يريد المزيد بعد أربعة أعوام. وكانت إحدى الدول التي تغار من إيطاليا هي فرنسا مستضيفة البطولة. ولاحظ لاعبو إيطاليا هذا الأمر على الفور.

وقال رافا "لم يكن الفرنسيون يحبوننا كثيرا بسبب نظامنا الفاشي، ونزولنا إلى الملعب لخوض أولى مبارياتنا أمام النرويج في مارسيليا كان مصحوبا بصافرات تصم الآذان".

ولكن عندما تركت السياسة حيزا لكرة القدم وبدأت الكرة في التحرك، أظهر منتخب "الآزوري" أنه يتفوق كثيرا، رغم أنه كان بحاجة إلى التمديد من أجل التغلب على النرويج. وكان المدرب فيتوريو بوتسو لا يزال مدربا للفريق ، كما اعتمد على نفس مجموعة اللاعبين وفي مقدمتهم جوزيبي مياتسا ، لكن الأسلوب كان مختلفا ، فقد كانوا مستعدين لإزالة أي شكوك تسبب فيها لقب عام 1934 .

المنافس التالي كان فرنسا صاحبة الضيافة، ويتذكر المدافع الراحل تلك المباراة بقوله "كنا بمنتهى التواضع أقوى بكثير. أحرزنا الفوز بهدفين لبيولا".

وأضاف "بعد ذلك تغلبنا على منتخب البرازيل المهاري في الدور قبل النهائي، وعلى المجر القوية في النهائي. وفي النهاية أمطرت السماء مديحا، ولم يعد هناك المزيد من الصافرات".

في المباراة النهائية أمام المنتخب المجري ، الذي كان قادرا في ذلك الحين على تحطيم منافسيه ، كان الأمر أكثر من مجرد لقاء في كرة القدم. عمر رافا كان بالكاد 22 عاما، لكنه يؤكد أنه لم يشعر بالخوف ، وقال "على الإطلاق. رغم أن الحقيقة هي أنني ربما انتابني الخوف ولم أشعر به من شدة تركيزي في مواجهة المجريين".

وبعد المباراة النهائية، كان من الصعب على رافا تصديق ما حدث. وقال "الأمر كان يعني لي كل شئ. إن ذلك أكبر شعور بالرضا قد يحظى به لاعب ما في حياته. لقد حظيت بذلك، وأعتقد أنه كان كثيرا".

في ذلك الحين ، تجسد هذا الرضا في رحلة العودة المظفرة إلى الديار. "عدنا بالقطار. ففي عام 1938، لم يكن الوضع كما هو الآن حيث يتم السفر إلى كافة الأنحاء بالطائرة الخاصة للنادي أو للاتحاد. المحطة الأولى لمسارنا حملتنا إلى مدينتي تورينو، لأسباب يوضحها قربها من الحدود. ولم يكن ليستقبلنا في تورينو من هو أقل من والدي، الذي كان رئيسا للمحطة".

وكانت هناك زيارة لا غنى عنها. وأوضح "بعد ذلك استقبلنا الدوتشي في روما بقصر فينيسيا. كافأنا موسوليني على خدماتنا المقدمة للوطن. مكافأتي كانت شهادة تقدير وثمانية آلاف ليرة. بتلك الأموال قمت بشراء سيارة جديدة من طراز توبولينو 9500. يا لها من أزمان".

marj
13-05-2010, 10:07 AM
البرازيل 1950:


أحرزت أوروجواي لقب بطولة كأس العالم عام 1950 بالفوز على البرازيل 2/1 في مباراة حاسمة لا تنسى، بفضل هدفي ألسيدس جيجيا وخوان ألبرت شيافينو، لكن البطل الحقيقي كان قائد المنتخب السماوي أوبدوليو خاسينتو فاريلا.

وكان "القائد الأسمر"، كما كان يطلق عليه زملاؤه، لاعبا في قلب خط الوسط تمكن من فرض شخصية من حديد على أصحاب الدار في ملعب "ماراكانا" الحديث -في ذلك الوقت- والضخم بمدينة ريو دي جانيرو.

وكان التعادل كافيا لتفوز البرازيل بكأس جول ريميه، لكن فرياكا بدا كما لو كان يريد تأكيد الانتصار بالهدف الذي سجله لمنتخب "السامبا" مطلع الشوط الثاني، ليصبح فريقه في موقف أفضل.

حينها، فاجأ أوبدوليو الجميع عندما أخذ الكرة ووضعها تحت إبطه وتوجه للاعتراض على الحكم. وحكى أوبدوليو للصحفي الأوروجواني أنطونيو بيبو في كتاب "من الروح" الذي نشر عام 2000 بعد أربعة أعوام من وفاة قائد المنتخب السابق قائلا "الحقيقة ؟ لقد رأيت الراية مرفوعة على الخط. بالطبع الرجل أنزلها على الفور، ربما كان الأمر قد وصل بهم إلى قتله".

وأضاف "كان الملعب كله يسبني، لكنني لم أخش شيئا... لو كان الخوف قد انتابني في كل تلك المعارك على أرض الملعب، معارك مصيرها القتل أو الموت، لكنت خفت هناك حيث كانت كل الأجواء ملائمة. كنت أعرف ما علي فعله".

وعندما أنهى نقاشه، الذي ربما كان الأطول في حياة لاعب عرف بقلة الكلام، أعاد القائد الأسمر الكرة إلى الملعب وقال لزملائه بنبرة لا تقبل المناقشة "حسنا، انتهى الأمر، الآن سنفوز على هؤلاء اليابانيين" وهو المصطلح الذي كان يطلق للإشارة إلى أي أجنبي.

واعترف قائد منتخب أوروجواي عام 1950 بعدما كشف عن المشكلات التي تعرض لها الفريق قبل السفر إلى البرازيل "كان الأمر مصادفة. لو لعبنا 99 مباراة أخرى لخسرنا كل المباريات. هذه هي كرة القدم، أحيانا تلعب بعفوية وتلقائية وهي الأمور التي تبعد تماما عن أي عقل وأي منطق".

وقال "كنا قريبين من عدم السفر. كان هناك قدر كبير من الحيرة. الأغلبية كانت تعتقد أننا صيد سهل ولا نتمتع بحظوظ. مع تفكيري الممعن بالأمر، لست متأكدا حتى إذا ما كان ذلك أفضل فريق كان يمكن إعداده في ذلك الوقت".

وأضاف "كان علينا اجتياز عقبات كثيرة. وصلنا إلى المباراة النهائية بعد خوض ثلاث مباريات بالكاد، إحداها أعتقد أنه لا يجب حسابها وهي ذلك الفوز الكبير على بوليفيا التي كان منتخبها ضعيفا للغاية. فزنا بثمانية أهداف. بعد ذلك تعادلنا مع أسبانيا 2/2، وأحرزت هدفا بمنتهى الحظ، وفزنا على السويد 3/2 .

وواصل أوبدوليو استدعاء تفاصيل الماضي "البرازيل تأهلت بتحقيق انتصارات عريضة عبر أداء طيب وممتع للجماهير. كما أعتقد أنه كان هناك استعداد مسبق لدى الجميع لتتويجها بطلة قبل خوض النهائي، فصدقني لم يكن ممكنا مقارنة ما كانوا يقدمونه بما كنا نقدمه".

وبالعودة إلى المباراة النهائية يتذكر القائد الأسمر أنهم كانوا قد لعبوا "ضد ذلك الفريق البرازيلي في بطولة كأس ريو برانكو، في آيار/مايو، والفارق كان كبيرا. خسرنا، لكننا لم نكن نعرف أنهم يخشون مواجهتنا، خاصة بسبب القوة والأداء البدني والرقابة اللصيقة التي كان يمكننا فرضها عليهم والعفوية التي كنا نهاجم بها".

وكان أوبدوليو فاريلا يتميز بكثرة الحديث داخل الملعب وإعطاء التوجيهات وتشجيع زملائه، ورغم أنه لم يكن باللاعب الذي يثير المشكلات ، كان لاعبا مخيفا.

وقال فاريلا "لذا تكلمت كثيرا مع اللاعبين في غرف الملابس. ثم في الممر المؤدي إلى الملعب وقلت لهم : تحلوا بالهدوء، ولا تنظروا إلى أعلى. لا تنظروا إلى المدرجات أبدا. المباراة تلعب بالأسفل".

وأضاف "مع التفكير أكثر في كل ذلك، أتأكد من أنها مباراة تحقق الفوز فيها بالعقل، وليس بالمهارة. ضيقنا عليهم المساحات في البداية، جعلناهم يشعرون بالضغط في الوسط وفي الخلف. وعندما كنا نستحوذ على الكرة كنا نستغل سرعة (ألسيدس) جيجيا في اليمين ومهارات خوليو (بيريز) و(عمر) ميجيز في تخطي المنافسين وهدوء (خوان ألبرتو) شافينو... وجاء الأمر في النهاية كما كنت أنتظره، مباراة متكافئة".

بقية القصة معروف "أحسست بأننا كرمنا رجال 1924 و1928 و1930. حافظنا على التاريخ"، في إشارة إلى الذين أحرزوا ميداليتين ذهبيتين أوليمبيتين، ثم كأس العالم الأولى قبل 20 عاما في مونتفيديو.

لاعبو أوروجواي كانوا يقيمون في ريو دي جانيرو بفندق بايساندو المتواضع، وروى القائد الأسمر أن "الفتيان خرجوا للتسلية في كوباكابانا" عقب المباراة. كلهم عداه "كنت حزينا بسبب معاناة ذلك الشعب وتلك الهزيمة التي لا يستحقها".

وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عام 1993 "جلست في إحدى الحانات أتناول الجعة وأنا أتمنى ألا يتعرفوا علي، لأنني كنت أظن أنهم لو عرفوني فإنهم سيقتلونني. لكنهم تعرفوا على فورا، ولدهشتي هنأوني وعانقوني والكثيرون منهم ظلوا يشاركونني الشراب حتى الفجر".

وظل أوبدوليو يتذكر تلك الليلة حتى وفاته عام 1996 . وظل أكثر رجل يتسبب في ألم البرازيل يكرر حتى وفاته أن “البرازيليين هم أفضل شعوب الأرض".




http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 50.jpg








سويسرا 1954
كان فالتر فريتز هو الرجل الحاسم في الفريق الألماني الذي فاجأ الكثيرين بحصوله على لقب كأس العالم 1954 بسويسرا من خلال الفوز على المنتخب المجري المرشح الأول وأقوى فرق البطولة.
وكان المنتخب المجري قد قطع مشوارا امتد لنحو أربعة أعوام دون هزيمة.
وكان فالتر، الذي توفي في 17 حزيران/يونيو 2002 خلال إقامة بطولة كأس العالم في كوريا واليابان، هو القائد والعقل المفكر ل"أبطال برن"، كما أطلقت كتب تاريخ الكرة على ذلك المنتخب الذي تحول إلى رمز حقيقي لإعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب، أو "المعجزة الألمانية".
وحكى فالتر في مذكراته "أتذكرها كما لو كانت اليوم" في إشارة إلى المباراة النهائية في برن. وأوضح "كانت الأمطار تهطل بغزارة، ويبدو أنني كنت دوما ما أقدم مباريات جيدة في تلك الظروف".
ومنذ ذلك الوقت ، يقال "طقس فريتز-فالتر" لوصف المباريات التي تقام على ملعب موحل في أيام ممطرة.
ويقول فالتر "أرسلنا سيب هيربرجر (المدير الفني الأسطوري)، الذي كان الصانع الحقيقي لتلك البطولة، إلى الملعب بتعليمات أن نحافظ على التعادل السلبي لأطول فترة ممكنة"، مشيرا إلى أنه رغم كونه "الذراع الممتدة للمدير الفني داخل الملعب" فإنه لم يتمكن من الحيلولة دون وقوع الأمور بالعكس ، فالماكينة المجرية مع بوشكاش وتشيبور وكوسيس "بدأت اللعب بسرعة الصاروخ وتفوقوا علينا حرفيا"، وبعد مرور ثماني دقائق كانوا قد تقدموا على الألمان 2/صفر.
لكن مورلوك تمكن من تقليص الفارق. وقال "بدأت العصبية تصيب المجريين، وانتبهنا نحن إلى أن الخسارة لم تكن محققة".
وأضاف "جاء التعادل 2/2 عبر هيلموت ران.. وانتابهم الخوف، بدا كما لو كان الشلل قد أصابهم. في غرف الملابس خلال الاستراحة قلت لزملائي : يمكننا صنع الملحمة وفعلناها، بالهدف الثاني لران، عندما كانت تتبقى ست دقائق فحسب على نهاية المباراة".
لعب فالتر إجمالا 61 مباراة دولية، نصفها كقائد للفريق، وأحرز 33 هدفا.
وفي عام 1942 ، تم استدعاؤه للخدمة كجندي في الحرب العالمية الثانية وأرسل إلى "الجبهة الشرقية"، حيث تعرض للأسر على يد القوات السوفيتية. وأعرب عن تذمره من ذلك الأمر لاحقا في مذكراته "الحرب سرقت مني أجمل سنواتي".
وفي عام 1945 ، تمكن من الرحيل عن معسكر أسرى الحرب والعودة إلى بلاده، حيث استأنف مشواره الرياضي.
وكان لاعبا لا غنى عنه في فريقه كايزر سلاوترن، الذي لعب له بين عامي 1937 و1959، رافضا إغراءات بالملايين من أتلتيكو مدريد وانتر ميلان.
ويذكر قائد الألمان في مونديال 1954 ، الذي اعترف بأنه حصل بعد الفوز باللقب على 2500 مارك وطاقم استقبال من عدة كراسي وأريكة ، "في 1951 كان كايزر سلاوترن يدفع لي ما يزيد قليلا عن 300 مارك. وعلى الفور ، ظهر أتليتكو مدريد وعرض علي نصف مليون مارك ما كان يمثل ثروة مقابل عامين، مبلغ رائع. سألت زوجتي إيتاليا، وهي قررت أن نبقى".
وبعد كأس العالم 1954 بسويسرا، عاد إلى المشاركة وهو في سن السابعة والثلاثين في مونديال 1958 بالسويد حيث لم يتمكن الفريق من الحفاظ على لقبه وسقط في الدور قبل النهائي أمام أصحاب الأرض ليحتل في النهاية المركز الرابع.
وعلى الرغم من حضوره المميز داخل الملعب وقيامه بدور مخطط ممتاز يسيطر على مساحة كبيرة من الملعب ، اعترف فالتر بأن حالته النفسية على المستوى الشخصي كانت أمرا مختلفا.
وقال فالتر "لأعوام كانت المباريات الدولية تصيبني بعصبية شديدة، حتى أنني كنت أمرض. كان من المعتاد أن يكون علي الذهاب إلى المرحاض، وكنت أغلق على نفسي حتى ما قبل بداية المباراة بدقائق قليلة".

رائد عبيد
13-05-2010, 10:09 AM
مشكور يا غالي

marj
13-05-2010, 10:10 AM
السويد 1958 :


http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 58.jpg

وصلت البرازيل إلى بطولة كأس العالم 1962 في شيلي وهي المرشح الأول للقب، لكنها في المباراة الثالثة من الدور الأول أمام أسبانيا كانت قريبة من التعرض لخسارة كان من الممكن أن تتسبب في إضاعة حلم الاحتفاظ باللقب.

وذكر نيلتون سانتوس أحد نجوم الفريق الأسطوري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لم أكن أرتكب تقريبا ضربات جزاء على الإطلاق... لكن في ذلك اليوم وأسبانيا متقدمة 1/صفر، أوقفت بضربة جزاء هجمة مرتدة لهم. وعلى الفور أبعدت الكرة ورفعت يداي. كان الحكم بعيدا واحتسب ضربة حرة. لو كانت أسبانيا قد أحرزت هدفا ثانيا لكنا خسرنا المباراة. بدأنا الفوز باللقب هناك".

وربما لو كان ألفريدو دي ستيفانو أفضل لاعبي ذلك العصر على أرض الملعب لاختلفت الأمور. لكن المهاجم الأرجنتيني، الذي كان قد حصل على الجنسية الأسبانية في ذلك الحين، كان مصابا وتبددت فرصته في اللعب في كأس العالم مثل ركلة الجزاء تلك التي تحولت على يد الحكم لضربة حرة.

ولكن يبقى لدي ستيفانو، الذي يضعه الجميع إلى جانب مارادونا وبيليه وبيكنباور وكرويف كعظماء كرة القدم الخمسة على مر التاريخ، عزاء يتمثل في مشاركته تلك اللحظة مع زملائه.

وأكد الرئيس الشرفي لريال مدريد /83 عاما/ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “شاركت في إحدى بطولات كأس العالم... كنت مع اللاعبين ، يسافر 22 لاعبا مع المنتخب، أليس كذلك ؟ لم أتمكن من اللعب بسبب إصابة في العمود الفقري، وكنت أتدرب مع زملائي. لو لم أكن أحرزت الهدف في مرمى ويلز لما تمكنت أسبانيا من التأهل. كأس العالم تبدأ قبل موعدها وأنا كنت هناك. كنت لاعبا دوليا وتأهلنا إلى كأس العالم لكن ذلك ما حدث، إصابة في الظهر ولم أتمكن من المشاركة".

وما حدث هو أن أسبانيا لم تحرز هدفا من الضربة الحرة أمام البرازيل، واعتبارا من تلك اللحظة بقي الطريق مفتوحا أمام "استعراض" جارينشا، الذي أهدى إلى أماريلدو تمريرتين رائعتين أسفرتا عن فوز الفريق 2/1 على الأسبان، ليبدأ المسيرة التي ستجعل من شيلي 1962 "كأس جارينشا".

ويتذكر نيلتون سانتوس الذي كان أقرب أصدقاء الهداف الأسطوري حتى وفاته عام 1983 "جارينشا فعل كل شئ. كان رائعا، ومختلفا عن الجميع. عادة ما يحاول المهاجمون الإفلات من مراقبيهم، والهروب منهم. أما جارينشا فلا ، كانت تمتعه مواجهتهم، والمرور منهم. كان يلعب دائما كما لو كان في باو جراندي (مسقط رأسه)".

وفي تلك البطولة، سعى نيلتون سانتوس إلى الاستفادة بأكبر قدر من تلك الأفضلية التي يتمتع بها جارينشا.

وأضاف "قبل كل مباراة، كنت أؤكد له أن أحد مدافعي الفريق المنافس أكد أن بمقدوره إيقافه. وهو كان يشعر بالغضب ويسأل : من هو؟ فكنت أرد عليه : لم يذكر اسمه، لذا عليك تجنبا للشكوك المرور من الجميع. وهو ما كان يفعله".

وكأكبر الأعضاء سنا في الفريق الذي مثل البرازيل في شيلي، لعب نيلتون سانتوس دورا كبيرا كطبيب نفسي خلال البطولة، ولاسيما بعد أن أصيب بيليه في المباراة الثانية من الدور الأول أمام تشيكوسلوفاكيا، وكان لابد من استبداله خلال بقية البطولة بالمهاجم أماريلدو.

ومع علمه بالمسئولية الملقاة على كاهل زميله في بوتافوجو، حاول نيلتون سانتوس تهدئة أماريلدو ومنح نفسه مهمة "المراقب" للحالة المزاجية للمهاجم لتجنب وقوعه في لعبات عنيفة قد تضر بالفريق.

يقول "أخبرته أنه ما من أحد ينتظر منه أن يفعل ما فعل بيليه، وأن عليه فقط أن يلعب كما يفعل في بوتافوجو وحاولت مراقبته عن كثب".

ومع وصول سنه إلى السابعة والثلاثين في كأس العالم بشيلي ، كان على المسئولين والجهاز الفني للمنتخب الوطني الكفاح من أجل إقناعه بالمشاركة في البطولة.

ويقول "لم تكن الصحافة تؤيد استدعائي، كانوا يعتقدون أنني أصبحت هرما، وأنا نفسي لم أكن أرغب في الذهاب. كنت أعتقد بأنني قد بلغت بالفعل كل ما يمكن للاعب كرة أن يحققه بعد تحقيق لقب كأس العالم في السويد".

ولكن نيلتون سانتوس /85 عاما/ يرى أن لقب كأس العالم في شيلي كان تتويجا لمشواره، الذي انتهى بعد ذلك بعامين في 1964 .

وبين نبرة سعيدة وأخرى مليئة بالحنين ، يؤكد اللاعب الذي اختير عام 1998 في فريق "القرن العشرين" كأفضل ظهير أيسر في التاريخ "كان هناك في البرازيل لاعبون كبار، مثل ليونيداس وزيزينيو، لم يتمكنوا قط من تحقيق لقب في كأس العالم. أنا فزت بكل شئ ، خضت 34 مباراة نهائية في 17 عاما، وحصدت كل الألقاب".
بدأ بيليه رحلة الفوز بأول ألقاب البرازيل في كأس العالم قبل فترة طويلة من عام 1958 : كان الأمر قبل ثمانية أعوام، عندما سقط منتخب السامبا في قلب ملعبه الأسطوري "ماراكانا" أمام أوروجواي 1/2 في نهائي مونديال 1950 .

ويتذكر "الملك" الذي لا يزال غير قادر حتى الآن على كبح دموعه عندما يتذكر الأمر "لا زلت أحتفظ حتى اليوم بالمذياع الذي تابع عبره أبي المباراة... كان يبكي أمام الجهاز الذي يعلن الهزيمة... عانقته بقوة وقلت له: لا تبكي يا أبي. في يوم من الأيام سأفوز بكأس العالم من أجلك".

وجاءت فرصة الوفاء بالوعد أسرع مما كان منتظرا. ففي سن السابعة عشرة فحسب كان بيليه لاعبا معروفا ومحبوبا في البرازيل.

ومع ذلك ، كان المراهق قريبا من الاستبعاد من المنتخب قبل قليل من انطلاق كأس العالم ، وذلك بعد إصابته خلال إحدى المباريات استعدادا للبطولة أمام كورينثيانز، وطلب من المدير الفني فيولا ألا يحمله إلى السويد.

ويتذكر "كنت أتصور أنني ربما أشغل مكان لاعب قد يكون أكثر فائدة للفريق ، لكن طبيب المنتخب هيلتون جوسلينج والمعد البدني ماريو أمريكو راهنا على قدرتي على التعافي".

وإلى جانب أعضاء الجهاز الفني، تحمل اللاعبون المخضرمون في المنتخب الوطني مثل نيلتون سانتوس وديدي مهمة دعم بيليه في السويد. ويوضح اللاعب السابق "ديدي كان بمثابة شقيق أكبر بالنسبة لي. أنا مدين له بالكثير".

وبسبب إصابته، بدأ بيليه البطولة من على مقاعد البدلاء، مثل أغلب اللاعبين السود الذين استدعاهم فيولا، بما في ذلك الأسطورة جارينشا.

فعقب الفشل في بطولتي 1950 و1954 ، دار تقرير داخل الاتحاد البرازيلي للرياضات يوصي بعدم ضم اللاعبين السود إلى الفريق الذي يشارك في بطولة السويد.

وكان "الخبراء" الذين استطلع الاتحاد رأيهم يرون أن السود سيكونون أكثر اشتياقا لبلادهم، ولن يتمكنوا من السيطرة على مشاعرهم في المواقف الصعبة ولن يتأقلموا جيدا على برد أوروبا.

وحتى اليوم ، ليس معروفا إذا ما كان لذلك التقرير تأثير ساعة تحديد التشكيل الأساسي، لكن الفريق البرازيلي الذي فاز في الافتتاح على النمسا 3/صفر لم يكن يضم سوى لاعبين اثنين من ذوي البشرة السمراء، وسرعان ما تغير التشكيل في أعقاب تعادل الفريق سلبيا أمام إنجلترا، في أول تعادل في تاريخ كأس العالم.

حينها أضاء "النور الأحمر" محذرا، وقبل المدير الفني فيولا إجراء تعديلات على الفريق.

وفي 15 حزيران/يونيو 1958 بدأت البرازيل مباراتها أمام منتخب الاتحاد السوفيتي القوي بجارينشا وزيتو بدلا من دينو وجويل على الترتيب، ومع الشاب، المجهول تقريبا، بيليه بدلا من مازولا. وهناك بدأ يحصد اللقب.

بعد أربعة أيام ، سجل بيليه أول أهدافه في كأس العالم ليقود فريقه نحو الفوز على ويلز 1/صفر ويتأهل الفريق إلى الدور قبل النهائي.

ويتذكر "الملك" الذي يبلغ الآن /69 عاما/ أنه حتى ذلك الحين لم تكن البرازيل بين المرشحين للفوز بكأس العالم في السويد، التي كان المرشحون للفوز بها الفرنسيون بقيادة جوست فونتين.

ولا يزال فونتين حتى الآن أكثر اللاعبين إحرازا للأهداف في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم برصيد 13 هدفا سجلها في ملاعب السويد.

فضلا عن ذلك، فإن تاريخ كأس العالم -سواء قبل السويد أو بعدها- قد خلق أسطورة أن البطولات التي تقام في أوروبا تفوز بها منتخبات القارة العجوز، التي يتوائم أسلوب لعبها بصورة أكبر مع الملاعب المحلية.

ويقول بيليه "كان المرشحون الأقوى هم بالطبع الأوروبيون ، ولكن ذلك الفريق البرازيلي كان يضم بعضا من أفضل اللاعبين على مر العصور مثل جيلمار ودجالما سانتوس وأورلاندو وبيليني ونيلتون سانتوس وزيتو وديدي وجارينشا وفافا وزاجالو وأنا".

كما يتذكر "الملك" أنه في ذلك الحين لم تكن فكرة "التجسس" المتاحة حاليا تسمح للمديرين الفنيين بتحديد الخطة التي سيخوضون بها كل مباراة بشكل مسبق تبعا لطريقة أداء الفريق المنافس.

ويرى بيليه، أنه عندما وصلت البرازيل إلى ملعب سالونا في ستوكهولم لخوض المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض، كان اللاعبون والمدرب فيولا يجهلون نقاط القوة والضعف في صفوف المنافس.

ويؤكد "أكثر المعلومات التي كان يمكن التوصل إليه حول المنافسين، هي إذا ما كانوا يلعبون أكثر بصورة دفاعية أو هجومية. لم تكن هناك تسجيلات فيديو أو بث بالقمر الصناعي أو دراسات إحصائية. كان لدينا فقط مهارة ديدي وجارينشا ونيلتون وسانتوس وبيليه. وتلك المهارات كانت كافية لكي نحصد أول لقب في كأس العالم".

marj
13-05-2010, 10:11 AM
تشيلي 1962:

وصلت البرازيل إلى بطولة كأس العالم 1962 في شيلي وهي المرشح الأول للقب، لكنها في المباراة الثالثة من الدور الأول أمام أسبانيا كانت قريبة من التعرض لخسارة كان من الممكن أن تتسبب في إضاعة حلم الاحتفاظ باللقب.

وذكر نيلتون سانتوس أحد نجوم الفريق الأسطوري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لم أكن أرتكب تقريبا ضربات جزاء على الإطلاق... لكن في ذلك اليوم وأسبانيا متقدمة 1/صفر، أوقفت بضربة جزاء هجمة مرتدة لهم. وعلى الفور أبعدت الكرة ورفعت يداي. كان الحكم بعيدا واحتسب ضربة حرة. لو كانت أسبانيا قد أحرزت هدفا ثانيا لكنا خسرنا المباراة. بدأنا الفوز باللقب هناك".

وربما لو كان ألفريدو دي ستيفانو أفضل لاعبي ذلك العصر على أرض الملعب لاختلفت الأمور. لكن المهاجم الأرجنتيني، الذي كان قد حصل على الجنسية الأسبانية في ذلك الحين، كان مصابا وتبددت فرصته في اللعب في كأس العالم مثل ركلة الجزاء تلك التي تحولت على يد الحكم لضربة حرة.

ولكن يبقى لدي ستيفانو، الذي يضعه الجميع إلى جانب مارادونا وبيليه وبيكنباور وكرويف كعظماء كرة القدم الخمسة على مر التاريخ، عزاء يتمثل في مشاركته تلك اللحظة مع زملائه.

وأكد الرئيس الشرفي لريال مدريد /83 عاما/ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “شاركت في إحدى بطولات كأس العالم... كنت مع اللاعبين ، يسافر 22 لاعبا مع المنتخب، أليس كذلك ؟ لم أتمكن من اللعب بسبب إصابة في العمود الفقري، وكنت أتدرب مع زملائي. لو لم أكن أحرزت الهدف في مرمى ويلز لما تمكنت أسبانيا من التأهل. كأس العالم تبدأ قبل موعدها وأنا كنت هناك. كنت لاعبا دوليا وتأهلنا إلى كأس العالم لكن ذلك ما حدث، إصابة في الظهر ولم أتمكن من المشاركة".

وما حدث هو أن أسبانيا لم تحرز هدفا من الضربة الحرة أمام البرازيل، واعتبارا من تلك اللحظة بقي الطريق مفتوحا أمام "استعراض" جارينشا، الذي أهدى إلى أماريلدو تمريرتين رائعتين أسفرتا عن فوز الفريق 2/1 على الأسبان، ليبدأ المسيرة التي ستجعل من شيلي 1962 "كأس جارينشا".

ويتذكر نيلتون سانتوس الذي كان أقرب أصدقاء الهداف الأسطوري حتى وفاته عام 1983 "جارينشا فعل كل شئ. كان رائعا، ومختلفا عن الجميع. عادة ما يحاول المهاجمون الإفلات من مراقبيهم، والهروب منهم. أما جارينشا فلا ، كانت تمتعه مواجهتهم، والمرور منهم. كان يلعب دائما كما لو كان في باو جراندي (مسقط رأسه)".

وفي تلك البطولة، سعى نيلتون سانتوس إلى الاستفادة بأكبر قدر من تلك الأفضلية التي يتمتع بها جارينشا.

وأضاف "قبل كل مباراة، كنت أؤكد له أن أحد مدافعي الفريق المنافس أكد أن بمقدوره إيقافه. وهو كان يشعر بالغضب ويسأل : من هو؟ فكنت أرد عليه : لم يذكر اسمه، لذا عليك تجنبا للشكوك المرور من الجميع. وهو ما كان يفعله".

وكأكبر الأعضاء سنا في الفريق الذي مثل البرازيل في شيلي، لعب نيلتون سانتوس دورا كبيرا كطبيب نفسي خلال البطولة، ولاسيما بعد أن أصيب بيليه في المباراة الثانية من الدور الأول أمام تشيكوسلوفاكيا، وكان لابد من استبداله خلال بقية البطولة بالمهاجم أماريلدو.

ومع علمه بالمسئولية الملقاة على كاهل زميله في بوتافوجو، حاول نيلتون سانتوس تهدئة أماريلدو ومنح نفسه مهمة "المراقب" للحالة المزاجية للمهاجم لتجنب وقوعه في لعبات عنيفة قد تضر بالفريق.

يقول "أخبرته أنه ما من أحد ينتظر منه أن يفعل ما فعل بيليه، وأن عليه فقط أن يلعب كما يفعل في بوتافوجو وحاولت مراقبته عن كثب".

ومع وصول سنه إلى السابعة والثلاثين في كأس العالم بشيلي ، كان على المسئولين والجهاز الفني للمنتخب الوطني الكفاح من أجل إقناعه بالمشاركة في البطولة.

ويقول "لم تكن الصحافة تؤيد استدعائي، كانوا يعتقدون أنني أصبحت هرما، وأنا نفسي لم أكن أرغب في الذهاب. كنت أعتقد بأنني قد بلغت بالفعل كل ما يمكن للاعب كرة أن يحققه بعد تحقيق لقب كأس العالم في السويد".

ولكن نيلتون سانتوس /85 عاما/ يرى أن لقب كأس العالم في شيلي كان تتويجا لمشواره، الذي انتهى بعد ذلك بعامين في 1964 .

وبين نبرة سعيدة وأخرى مليئة بالحنين ، يؤكد اللاعب الذي اختير عام 1998 في فريق "القرن العشرين" كأفضل ظهير أيسر في التاريخ "كان هناك في البرازيل لاعبون كبار، مثل ليونيداس وزيزينيو، لم يتمكنوا قط من تحقيق لقب في كأس العالم. أنا فزت بكل شئ ، خضت 34 مباراة نهائية في 17 عاما، وحصدت كل الألقاب".

marj
13-05-2010, 10:13 AM
إنجلترا 1966


تألق إيزيبيو مع البرتغال وقدم بيكنباور نفسه مع ألمانيا وقاد بوبي تشارلتون الفريق المضيف. لكن بطولة كأس العالم 1966 بإنجلترا تركت للذكرى مشاركة ناجحة لكوريا الشمالية وهدفا بين الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم.

وأحرز المهاجم الإنجليزي جيفري هورست ، الذي كان لا يزال لاعبا جديدا بالفريق ، ثلاثة أهداف (هاتريك) في فوز فريقه على ألمانيا 4/2 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "ويمبلي" الشهير.

ولكن هدفه الثاني ، وهو الثالث لإنجلترا في الوقت الإضافي ، كان السبب في مرارة أكبر للألمان عندما أخطأ حامل الراية السوفييتي توفيق باكراموف الكرة وظن أنها تخطت المرمى بعد أن اصطدمت بباطن العارضة.

ويتساءل مهاجم ويستهام السابق في كتابه "1966 وكل ذلك" قائلا "هل كانت هدفا ؟ هل عبرت الكرة خط المرمى ؟ لقد طاردني هذان السؤالان طيلة الجانب الأكبر من حياتي... لا أعرف الإجابة ولا أعتقد أنني سأعرفها يوما".

وأضاف في إشارة إلى الحكم السويسري وحامل الراية السوفيتي اللذين حجزا مكانا منذ ذلك الحين في التاريخ بسبب الواقعة "بعد أن استمعت إلى المبررات لمدة عقود، وبالنظر إلى إعادة الكرة مئات المرات في التلفزيون، علي أن أقر بأن الكرة تبدو كما لو كانت لم تتجاوز خط المرمى... لكن حتى يثبت أحدهم العكس، أنا سعيد لأنني ساندت هير (جوتفريد) وتوفيق باكراموف".

ودائما ما تولد قصص البطولات الكبرى من رحم خيوط واهية أو مصادفات مجتمعة ، فاللحظة الأهم في عمر إنجلترا جاءت على يد مدير فني لم يكن يمثل الاختيار الأول للمنصب وبخطط تم إعدادها بعد أن كانت البطولة قد انطلقت بالفعل ومهاجم بدأ كأس العالم من على مقاعد البدلاء.

ورغم أن إنجلترا كانت تملك منتخبا قادرا على المنافسة ومن الصعب إلحاق الهزيمة به وكان أحد المرشحين للقب ، فإنه كان ينظر لها على أنها فريق "فعال لكن لا يتمتع بالإلهام". ففرق مثل الأرجنتين والبرازيل بقيادة بيليه وألمانيا بقيادة أوفي سيلر والبرتغال بقيادة إيزيبيو كانت تبدو متمتعة بقدر أكبر من المهارة.

كما أن إيطاليا بطلة العالم مرتين كانت مرشحا قويا للقب، لذا لم يكن أحد يضع في حساباته باك دو إك.

وهذا اللاعب الكوري الشمالي السابق يعمل الآن كعامل طباعة متقاعد ، يرتدي نظارة تحت شعر أبيض ، لكنه لا يزال يتذكر بتأثر سنواته كلاعب كرة لاسيما لحظة مجده الكبيرة عندما أطلق عليه لقب "طبيب الأسنان".

ففي عام 1966، واجه هو وزملاؤه بمنتخب كوريا الشمالية منتخب إيطاليا المرعب أمام 28 ألف متفرج في ميدلسبره. وقبل أن يشير الحكم بانطلاق اللقاء كان الكوريون يرتعدون تقريبا.

فأمام ناظريهم كان هناك نجوم من نوعية جياني ريفيرا وساندرو ماتسولا، وكلهم لاعبون معروفون وأثرياء. ويعترف باك أنه وزملاءه كانوا يشعرون "بشئ من الخوف" تجاه ما قد يحدث خلال اللقاء.

ولكن تلك المخاوف أصبحت بلا أساس، والهدف الذي سجله الجناح الأيمن باك صنع الفوز 1/صفر، الذي دخل التاريخ كواحدة من أكبر المفاجآت التي تحققت في مباراة لكرة القدم.

وأثنت الصحف البريطانية على الفوز الذي حققه الكوريون الشماليون ووصفته بأنه "حكاية من الخيال".

وأكدت إحدى الصحف أنه "الكارثة الأكبر على إيطاليا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية". وتقدمت كوريا الشمالية إلى الدور الثاني، فيما كان على الإيطاليين حزم الحقائب.

وأكد باك مؤخرا "في ذلك الحين، كانت إيطاليا هي الفريق الأفضل في العالم. أبطال العالم مرتين... لذا فإن الذكرى لن تمحى أبدا".

وأطلقت إيطاليا كلها على جلادها اسم "طبيب الأسنان"، لأنها لم تكن تتخيل أن يتسبب لها أحد بكل ذلك القدر من الألم.

وبدا أن الحكاية الخيالية في طريقها إلى فصل جديد عندما تقدم الكوريون الشماليون في ليفربول 3/صفر خلال أقل من 23 دقيقة على منتخب البرتغال في دور الثمانية.

ولكن الحلم تحول إلى كابوس بعدما انتفض البرتغاليون بقيادة إيزيبيو، الذي أحرز أربعة أهداف، ليحول تأخر الفريق إلى فوز عريض 5/3 .

ويقول باك في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في بيونج يانج "كان أمرا محزنا... لو كنا نظمنا صفوفنا بطريقة أفضل لتمكنا من التأهل".

ولم يتأهل اللاعبون المجهولون لدولة النظام الستاليني بزعامة كيم إيل سونج إلى كأس العالم سوى بعد 13 عاما من نهاية الحرب الكورية القاسية، التي كانت قد قسمت شبه الجزيرة إلى شطرين.

ومع ذلك ، ومنذ ذلك الحين تنازل الكوؤريون الشماليون عن دور البطولة لجيرانهم الجنوبيين، بل إنهم لم يشاركوا في كأس العالم حتى جاءت إليهم الفرصة مجددا وتأهلوا لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

وأزيل ملعب "أيرسوم بارك" القديم في ميدلسبره من أجل بناء حي سكاني، عندما انتقل نادي المدينة لملعبه الجديد "ريفرسايد". لكن وسط الأبنية الجديدة، تم ترك أثر في الموضع الذي حمل باك إلى الشهرة على وجه التحديد.


http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 66-2.jpg

marj
13-05-2010, 10:14 AM
المكسيك 1970

http://www.kooora.com/default.aspx?wc=i|0|67038

لن يسع "الملك" بيليه أبدا نسيان بطولة كأس العالم عام 1970. فهناك ، فضلا عن قيادته المنتخب البرازيلي نحو الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد، أصبح اللاعب الوحيد على وجه الأرض الذي فاز ببطولة كأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات.

ورغم أنه كان محاطا بدعم الجماهير المكسيكية ، يتذكر بيليه أنه عاش لحظات من القلق خلال تلك البطولة، أدت في النهاية إلى دخوله في وصلة نحيب قبل انطلاق المباراة النهائية التاريخية أمام إيطاليا.

وبحسب "الملك"، تضافرت العديد من العوامل في تلك اللحظة لتؤدي إلى تلك الحالة، من بينها ثقل الضغوط السياسية التي كان يعانيها اللاعبون من قبل حكام الديكاتاتورية العسكرية التي كانت تحكم البلاد، والذين كانوا يرون اللقب العالمي الثالث عاملا مساعدا لتدعيم مكانتهم في السلطة.

وكشف اللاعب السابق /69 عاما/ "في خضم كل المشكلات السياسية في البرازيل كان من الضروري تحقيق الفوز، في ظل رسائل من الرئيس (الجنرال إيميليو جاراستازو ميديسي) وأشخاص آخرين...”.

إلى جانب ذلك، كان بيليه يفكر في ذلك الحين باعتزال اللعب، وكان يعرف أنها المرة الأخيرة التي يخوض فيها كأس العالم.

وانتبه بيليه إلى حالة القلق التي كانت تعتريه قبل دقائق من المباراة النهائية ، وقال "خرجنا من المعسكر مباشرة إلى استاد الأزتيك. كنا في طريقنا إلى غرف الملابس عندما انتبهنا إلى صيحات الجماهير في المدرجات. وعلى الفور انخرطت في البكاء ولم يسعني التوقف".

وبعد نحو ساعتين من ذلك ، كان المنتخب البرازيلي يحتفل بثالث ألقابه في كأس العالم ، الذي ضمن له الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد ، بعد أربعة عقود من تناقلها بين الأيدي، كما توج بيليه إلى الأبد بلقب "ملك كرة القدم"، وهو اللقب الذي كانت الصحافة الفرنسية قد منحته إياه عام 1961 .

ويرى النجم السابق أن المكسيك 1970 كانت كذلك مسرحا لمباراته التي لا تنسى، رغم أنها وللغرابة كانت واحدة من المباريات القليلة التي لم يسجل فيها أي أهداف ، عندما فازت البرازيل على إنجلترا 1/صفر.

فرغم أنها كانت في الدور الأول للبطولة ، يعتبر بيليه تلك المباراة التي أقيمت بمدينة جوادالاخارا بمثابة تأكيد لتوقعات الصحافة التي أطلقت عليها حينها "النهائي المبكر للبطولة"، بعد أن جمعت الإنجليز أبطال 1966 والبرازيليين أبطال 1958 و1962 .

وقال بيليه "في الأسبوع الذي سبق المباراة، كنت قلقا، رغم أنني لم أكن أظهر"، معترفا بأنه كان يشعر بالإثارة أمام فرصة مواجهة الإنجليز للمرة الأولى في إحدى بطولات كأس العالم "كان لدي أسباب للرغبة في تحقيق الفوز".

ولا يزال بيليه يتذكر الجو المتوتر الذي خيم على الشوط الأول من اللقاء، الذي وصفه بأنه كان "مباراة شطرنج"، حيث تجنب الفريقان المخاطرة بالهجوم وعمدا إلى دراسة بعضهما البعض.

وكاد النجم البرازيلي يفتتح التسجيل بعد مرور عشر دقائق من بداية الشوط الأول، بضربة رأس قوية من مسافة قريبة تمكن الحارس بانكس من تغيير اتجاهها. ويقول بيليه عن تلك اللعبة "بالنسبة لي كان أفضل تصد للكرة في تاريخ كأس العالم".

لكن "الملك" لم يستسلم لليأس رغم الرقابة اللصيقة المفروضة عليه، حيث تمكن من تمرير الكرة التي جاء منها هدف الفوز البرازيلي الذي أحرزه جيرزينيو ومنح الفريق الثقة المطلوبة لمواصلة طريقه نحو نيل اللقب.

ويرى بيليه أن الفوز على الإنجليز كان مهما أيضا لأنه جنب البرازيل احتلال المركز الثاني في المجموعة، وهو ما كان سيجبر الفريق على الرحيل عن جماهير جوادالاخارا التي كانت تشجعه بجنون، وخوض مباراة الدور الثاني في ليون، حيث كان سيصطدم بالمنتخب الألماني المخيف.

وقال "بعد ذلك الفوز، واجهنا (في الدور الثاني) بيرو، بينما لعبوا هم (إنجلترا) أمام ألمانيا وخسروا 2/3 ".

ووصل بيليه إلى المكسيك وهو القائد الرئيسي للمنتخب البرازيلي، إلى جانب لاعب الوسط جيرسون والظهير إيفيرالدو، وتحت قيادة المدير الفني ماريو زاجالو الذي كان قد خلف في المنصب جواو سالدانيا، المعلق الرياضي البرازيلي الشهير الذي كان قد ترك المنصب بعد تورطه في أزمات عديدة.

ورغم أن سالدانيا ذكر أنه قد يستبعده من بعثة الفريق بسبب قصر نظره، أكد بيليه أن ذلك التهديد لم يكن سوى "مزحة"، وأن سبب رحيل المدرب كان التناول الواسع للأمر من جانب الصحافة المحلية.

وأكد "كنت أعاني بالفعل من قصر نظر خفيف. سالدانيا ذكر الأمر على سبيل المزاح، وكان سيبقى كذلك لولا أنه وصل إلى عناوين الصحف في جميع أنحاء البلاد. وعندما حدث ذلك، كان سالدانيا قد بات شبه مقال".

marj
13-05-2010, 10:15 AM
ألمانيا 1974


http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 74.jpg

لم يتضح قط ما حدث في معسكر منتخب جمهورية ألمانيا الاتحادية في مالينتي عقب الخسارة المذلة صفر/1 أمام الأشقاء في الشرق، لكن المؤكد أن القائد فرانز بيكنباور عزل منذ تلك اللحظة المدير الفني هيلموت شوين من قيادة الفريق.

وقال بيكنباور عقب الهزيمة أمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية "لعبنا حتى ذلك الوقت بطريقة هجومية تماما لأن منافسينا كانوا ضعفاء والجميع كان يريد منا الهجوم" قبل أن يحذر "اعتبارا من الآن سيتغير هذا الأمر، لأن جميع المباريات ستكون صعبة".

بعد أسبوعين من ذلك، كان "القيصر" يرفع كأس العالم في ميونيخ، داخل الملعب الذي كان دوما منزله، عقب الفوز 2/1 على هولندا.

وتمتع بيكنباور قائد ب***ن ميونيخ بالسلطة لتغيير أسلوب لعب المنتخب لأنه ببساطة كان القائد الأهم في تاريخ ألمانيا.

المثير للسخرية أن مبتدع طريقة الظهير الحر المهاجم، الذي ضغط للعب هذا الدور أمام رفض شوين في البداية عام 1971 ، كان هو من دعا في ذلك الحين إلى التزام الحذر.

فبعد الهزيمة الشهيرة، غير شوين -أو بيكنباور- التشكيل للمرحلة التالية وكان النجاح فوريا. فالألمان تأهلوا إلى المباراة النهائية أمام هولندا بقيادة يوهان كرويف، بالفوز على يوغوسلافيا 2/صفر وعلى السويد 4/2 وعلى بولندا 1/صفر بشق الأنفس على أرض أغرقتها الأمطار.

وكان لدى الهولنديين الفريق الأفضل في البطولة وقدموا عروضا رائعة باتباعهم مبدأ "الكرة الشاملة". وتقدم يوهان نيسكينز للمنتخب الهولندي الملقب بإسم "الطاحونة البرتقالية" في الدقيقة الأولى، بفضل ضربة الجزاء الشهيرة التي احتسبت قبل حتى أن يتمكن الألمان من لمس الكرة.

ومع ذلك، تمكن بول برايتنر من معادلة النتيجة، وسجل جيرارد مولر قبل الاستراحة مباشرة الهدف الذي قلب النتيجة ومنح اللقب العالمي للألمان.

وجاء النجاح في أفضل مرحلة من مشوار بيكنباور بعد أشهر قليلة من تحقيق لقب في بطولة الدوري مع ب***ن ميونيخ والأول بين ثلاثة ألقاب متتالية للنادي البافاري في أوروبا بين عامي 1974 و1976 .

وكتب الصحفي الشهير كير رادنيدج ذات مرة في مجلة "وورلد سوكر" قائلا "إنه (بيكنباور) كان من يتحكم في عرائس الماريونيت، يبقى في الخلف ويحرك الخيوط التي كانت تجعل ألمانيا الغربية وب***ن ميونيخ يحققان كبرى الألقاب".

وكان المنتخب الألماني في عام 1974 ، الذي كان يلعب فيه خمسة من زملاء بيكنباور في ب***ن ميونيخ، أكثر إقناعا من نظيره الذي كان يلعب قبلها بعامين وحقق لقب كأس الأمم الأوروبية بصورة غير منتظرة، بعد أن فاز في المباراة النهائية على إنجلترا 3/1 في لندن، في أول مرة يتمكن فيها الألمان من إلحاق الهزيمة بمخترعي الكرة في عقر دارهم.

واعترف بيكنباور بأن البطولة أمام جماهيرهم كانت شديدة الصعوبة. وأكد "المرء دائما ما يكون تحت ضغط في كأس العالم، لكن القلق يتضاعف إذا ما كانت البطولة على أرضنا والجميع ينتظر من صاحب الأرض حصد اللقب".

وأضاف "كما أنه ليس أمرا رائعا لعب كأس العالم على أرضك، لأنك تكون دائما مركز الاهتمام. لا يمكنك الذهاب إلى مكان دون أن يتبعك أحدهم".

وأكد اللقب الألماني الثاني، بعد عام 1954 ، مكانة بيكنباور كأحد أفضل لاعبي الكرة على مر التاريخ. ومع ذلك، فإن القيصر تحول إلى أسطورة حية في بلاده عندما تمكن أيضا من الفوز ببطولة كأس العالم كمدير فني عام 1990 في إيطاليا.

كما كان بيكنباور قبل أربعة أعوام هو رئيس اللجنة المنظمة لثاني بطولة لكأس العالم تقام في ألمانيا.

وفي 1974 ، عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره ، كان قد مر على بيكنباور بالفعل تسعة أعوام في المنتخب شارك خلالها في بطولتين لكأس العالم عامي 1966 في إنجلترا و1970 في المكسيك عندما حل المنتخب الألماني ثالثا.

ورغم أنه واصل اللعب حتى عام 1984 ، كانت آخر مشاركة له في كأس العالم في البطولة التي استضافتها بلاده.

marj
13-05-2010, 10:18 AM
الأرجنتين 1978 :


http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 78.jpg

دوما كانت هناك تعليقات، وسيبقى الأمر كذلك، وكلما تم الحديث عن كأس العالم في الأرجنتين سيتم الحديث عن العسكريين، وعن مباراة بيرو ، ودوما هي نفس الموضوعات. لكن الحقيقة هي أن الفريق كان قويا للغاية".

هكذا أكد ماريو ألبرتو كيمبس الذي كان دون شك هو الرمز الأرجنتيني في كأس العالم التي أحرزها فريقه على أرضه عام 1978 تحت قيادة المدير الفني سيزار لويس مينوتي، لكن بعد مرور 32 عاما لا تزال البطولة تحمل ذكرى الديكتاتورية العسكرية.

واعترف المهاجم الملقب بالماتادور بأن اللاعبين كانوا "معزولين تماما" في مقر معسكرهم، وأنهم لذلك كانوا بعيدين عما كانت تفعله الحكومة العسكرية خلال حقبة الديكتاتورية، التي تركت رصيدا مؤسفا من المفقودين يتراوح بين 15 و30 ألف شخص.

ولا يزال المهاجم الأرجنتيني /55 عاما/، هداف تلك البطولة برصيد ستة أهداف، مقتنعا بأن اللقب الأرجنتيني الأول في بطولات كأس العالم جاء عن استحقاق، وثمرة "عطش البطولات" لدى أصحاب الأرض.

ورغم ذلك تبقى الشكوك محيطة بفوز الأرجنتين على بيرو 6/صفر في الدور الثاني ، فأصحاب الأرض والبرازيليون وصلوا إلى المباراة الأخيرة وهم متعادلون في رصيد النقاط، ولكن البرازيليين كانوا يتقدمون بفارق هدف. وكان منتخب السامبا قد لعب قبل ساعات من مباراة الأرجنتين وفاز على بولندا 3/1 .

وأصبح على الفريق المضيف بعد أن علم بنتيجة منافسه المباشر، الفوز 4/ صفر، لكنهم اجتاحوا المنتخب البيروفي بنصف دستة أهداف، في مباراة رأى فيها كثيرون "خيانة لكرة القدم".

ولم يتم إثبات شئ قط، لكن التكهنات ظلت مفتوحة حتى أنه تم الحديث عن رشاوي ونفوذ سياسي على أعلى مستوى.

وقال تيوفيلو كوبياس نجم بيرو السابق في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “كرة القدم مكسب وخسارة، وعندما يفوز فريق بكرامة عليه أن يتعلم الخسارة بنفس الطريقة".

وشدد كوبياس ، أفضل لاعب في تاريخ بيرو ، على أنه "ما من أحد كان ينتظر تلك النتيجة، ولا حتى نحن. إنها أشياء تحدث في كرة القدم، لكنني لن أقبل أبدا أن يقال عنا أننا تخاذلنا. كنت هناك... لم تكن هناك أي ضغوط من الحكومة البيروفية على الإطلاق".

وفازت الأرجنتين على هولندا في المباراة النهائية 3/1 بعد لقاء رائع انتهى بوقت إضافي. وبعد خسارتهم نهائي مونديال 1974 أمام ألمانيا، تأهل الهولنديون إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي رغم غياب يوهان كرويف، النجم الأول للفريق، الذي سبق باعتزاله كي لا يسافر إلى الأرجنتين.

وقال يوهان ريب ، أحد أهم لاعبي المنتخب الهولندي خلال البطولة ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "لم يكن الناس في هولندا يريدون لنا الذهاب ، لكنها كانت بطولة لكأس العالم وكان علينا خوضها. وأكرر، كنا في مواجهة ديكتاتورية فيديلا".

وأضاف "بعد أن خسرنا في النهائي لم نمد أيدينا إلى فيديلا، فقد كان ديكتاتورا، ولا يروق لنا".

وأكد المهاجم الذي أحرز ثلاثة أهداف خلال الكأس "الناس في الأرجنتين كانت ودودة، بالتأكيد تغيروا قبل المباراة النهائية. كنا نشعر بشئ من الخوف قبل تلك المباراة، حتى أننا فكرنا في أنه ربما كان من الأفضل ألا نفوز".

وأضاف "الخوف كان من الناس والحكومة. بالفعل لم يكن يسعنا الفوز. على أرض الملعب أيضا شعرنا به، فالحكم لم يكن عادلا تماما. كان ذلك يلاحظ في أشياء صغيرة، لكنني أعتقد أنه أيضا شعر بأن علينا ألا نفوز".

ومع ذلك، فإن التاريخ كان من الممكن أن يتغير لو كانت تسديدة روبي رنسنبرينك في الدقيقة الأخيرة من المباراة قد هزت الشباك بدلا من أن تصطدم بالعارضة.

marj
13-05-2010, 10:19 AM
أسبانيا 1982 :

http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 82.jpg


ستة أهداف أحرزها في المباريات الثلاث الأخيرة لبطولة كأس العالم عام 1982 في أسبانيا، قاد باولو روسي المنتخب الإيطالي نحو ثالث ألقابه في كأس العالم، وفاز بجائزة هداف البطولة وتحول إلى أسطورة في كرة القدم الإيطالية.

وبعد نحو ربع قرن من تلك الأمسية الساحرة من شهر تموز/يوليو على ملعب "سانتياجو برنابيو" معقل ريال مدريد، أصبح روسي /53 عاما/ رجل أعمال نشيط يعيش "خارج كرة القدم تماما"، ولم يحاول قط "فعل شئ داخل تلك الأجواء" منذ اعتزاله اللعب عام 1987 .

ويؤكد أنه يستمتع بتذكر أمسيات مجده في أسبانيا، رغم أن لحظته الأهم بالتأكيد كانت عندما رفع بيديه الكأس الذهبية.

وقال روسي ، فيما يتذكر عن مراسم تسليم الميداليات عقب الفوز على ألمانيا في المباراة النهائية 3/1 ، "في البداية كان من الصعب علي استيعاب كل ذلك. لا تستوعب على الفور أنك فزت بكأس العالم رغم السعادة الغامرة. إنه أمر تهضمه شيئا فشيئا، عندما تعود إلى بيتك".

وهناك لحظات أخرى في ثاني بطولة من ثلاث بطولات لكأس العالم يشارك فيها لا تزال حاضرة في ذهنه.

ويقول روسي المهاجم صغير الحجم ضعيف البنية والقادر رغم ذلك على العدو بسرعة كبيرة والتسديد من أي موضع "حسنا، لا أتذكر كل شئ، ربما فقط أفضل الأشياء، التي تبقى في الذاكرة بسعادة وتدفن داخل المخ، ولاسيما الأهداف".

وقال روسي "أعتقد أن مباراة البرازيل صنعت تاريخا. بترتيب الأهداف وبكيفية سير المباراة والإثارة. أعتقد أن المباراة أمام البرازيل كانت غير معقولة".

وجاءت البداية الإيطالية في البطولة في الدور الأول غير مشجعة، لكن الفريق وفق أوضاعه في المجموعة التي لعب فيها بدور الثمانية، حيث كان عليه أن يواجه منتخبي البرازيل والأرجنتين المرعبين.

ويعتقد روسي أن إيطاليا أظهرت تحسنا مفاجئا في الإصرار والمقاومة والتركيز.

وقال روسي "أحيانا تكون المعنويات كافية. أن تستوعب فجأة أنك كالآخرين. الثقة... هناك أمور كثيرة، لا يكون ذلك أمرا واحدا فقط. هناك العديد من العوامل المرتبطة".

ويضيف "تنتبه إلى أن هناك أمرا ما يحدث، بالتأكيد تنتبه. أتذكر على سبيل المثال أن أول مباراة في المرحلة النهائية أمام الأرجنتين (فازت إيطاليا 2/1) كانت حاسمة لاستعادة الثقة لأننا بعدها فطنا إلى أننا نتمتع بالإمكانيات وحينها استعدنا الثقة التي ربما كنا نفتقدها في البداية".

وتتضمن ذكريات روسي كذلك الفترة التي قضاها في أسبانيا والطعام الذي عادة ما يرافق إيطاليا في الخارج.

ويتذكر "كنا قريبين من جميع الملاعب. كانت أحوالنا جيدة علي الاعتراف بذلك. الاتحاد (الإيطالي لكرة القدم) تولى مسئولية أن يرافقنا دوما طباخ معه أطعمتنا المعتادة. طباخنا كان يدعى لورنزو وكان عبقريا".

وعندما سئل عن أطرف اللحظات التي مرت عليه في أسبانيا ، قال إنها التي ربما يراها الكثيرون الأكثر درامية للفريق.

ويوضح وهو يضحك "إنها اللحظة التي أهدر فيها أنطونيو (كابريني) ضربة جزاء في المباراة النهائية. أتذكر أننا عندما ذهبنا إلى غرف الملابس بين الشوطين ، كان شاردا تماما ولا يستطيع تقبل فكرة أنه أهدر تلك الكرة. أعتقد أن أحدنا صفعه على وجهه كي يستفيق وحاولنا فعل كل ما هو ممكن كي ينسى. أذكره بذلك من آن لآخر عندما أراه".

كما يتذكر روسي شيئا يتعلق بالفريق الذي لعب معه، ويعتبره مفتاحا لأي انتصارات رياضية.

ويقول بنظرة شاردة متذكرا إنجازات عمرها أكثر من عقدين "أكثر ما أتذكر من تلك البطولة الترابط الكبير، والمجموعة الرائعة وصداقتنا العظيمة. هذا هو ما يهم بحق، فهو الأمر الجوهري".

marj
13-05-2010, 10:20 AM
المكسيك 1986


توجت بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك دييجو أرماندو مارادونا أسطورة جديدة لكرة القدم، فهو ذلك العاشق للكرة الذي ظهر لشغل المكان الذي تركه بيليه شاغرا قبل 16 عاما، ليقود الأرجنتين نحو المجد بلقب عالمي ثان.\

http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 86.jpg

ويتذكر مارادونا "كانت اللحظة الأروع في حياتي" ، فيما يشاهد صورا تتابع ، تعكس هدفيه في مرمى إنجلترا -"يد الرب" والتحفة الفنية- والتمريرة السحرية التي ساعدت خورخي بوروتشاجا على حسم المباراة النهائية أمام ألمانيا والاحتفال على ملعب "الأزتيك" بكأس العالم لكرة القدم.

ويوضح مارادونا المدير الفني الحالي للمنتخب الأرجنتيني في كتابه "أنا الدييجو" قائلا "لم أكن وحدي، كان هناك فريق. الأرجنتين لم تتوج بطلة بسببي فقط. أنا ساهمت، وآخرون ساعدوني، وحققنا الفوز جميعا (...)، أنا ممتن لاختيارهم لي كأفضل لاعب في كأس العالم، لكنني فزت مع الأرجنتين ولم أفز وحدي".

ومع ذلك فإن الثقل الفردي الذي مثله مارادونا في ذلك الفريق الذي كان يقوده كارلوس بيلاردو ، ليس فقط بسبب أهدافه الخمسة التي أحرزها في البطولة ، تفوق ربما حتى على أي سابقة تاريخية تتعلق بتأثير لاعب واحد فقط على فريق ما.

ويؤكد الأسباني إيميليو بوتراجينيو، الذي لا يزال يعتقد بأن منتخب بلاده هو الذي كان يفترض أن يخوض مباراة الدور قبل النهائي في تلك البطولة أمام راقصي التانجو، خلال مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لا أود أن أقلل من قدر باقي لاعبي منتخبهم، لكنني لا أتذكر لاعبا أدى دورا حاسما في فوز فريق في إحدى البطولات كما فعل مارادونا في المكسيك".

وقال لاعب ريال مدريد السابق الذي خسر فريقه بضربات الترجيح في دور الثمانية "الفوز على الأرجنتين كان سيصبح مهمة صعبة لأن مارادونا في ذلك الوقت كان يلعب بمستوى مختلف".

ويضيف "لكننا في المواجهات كنا نعاني دوما من مشكلات وسوء حظ. في 1986 لعبنا أمام بلجيكا وخرجنا في مباراة كنا نستحق فيها الفوز".

ولكن مارادونا كان حاسما كما أن هدفيه أمام بلجيكا منحا فريقه تذكرة العبور إلى المباراة النهائية.

ووصل مارادونا إلى كأس العالم في أوج تألقه الكروي وكان في الخامسة والعشرين من عمره.

ورغم ذلك كان معشوقا بالفعل في نابولي الإيطالي. ومع ذلك فإن أغلب المتابعين كانوا يتوقعون أن يكون "الملك" الجديد هو الفرنسي ميشيل بلاتيني أو البرازيلي زيكو.

وحتى ذلك الحين كانت بطولات كأس العالم بالنسبة لمارادونا ذكرى مريرة ، ففي الأرجنتين 1978 استبعد من الفريق في اللحظات الأخيرة، وفي أسبانيا 1982 كان عليه أن يتقبل الخروج من الدور الثاني، بل وحصوله على البطاقة الحمراء في المباراة الأخيرة أمام البرازيل. أما في المكسيك 1986 فكل شئ تغير بالفعل.

قبل ذلك بثلاثة أعوام، كان بيلاردو قد أكد أن مارادونا هو الوحيد الذي يضمن موقعا في تشكيل الفريق وأنه القائد.

وقال مارادونا "كنت أريد أن أكون القائد، الزعيم، واللاعب الأول لدى بيلاردو، كان ذلك ما حلمت به دوما ، أن أمثل جميع اللاعبين الأرجنتينيين، جميعهم".

وأكدت الأرجنتين حظوظها للقب بالفوز على إنجلترا 2/1 في دور الثمانية، في مباراة كان بها العديد من العوامل غير الكروية.

كما اعترف مارادونا "رغم أننا كنا نقول إن الكرة ليس لها علاقة بحرب فوكلاند، فإننا كنا نعرف أن هناك ثمانية أرجنتينيين توفوا هناك. إنهم قتلوهم كالعصافير... وكان ذلك بمثابة ثأر (...) بشكل أو بآخر كنا نعتبر لاعبي إنجلترا مسئولين عما حدث. أعرف أن ذلك ربما يكون مبالغة، لكن الأمر كان أقوى منا".

ومن وجهة نظره، صنع "الدييجو" العدالة بهدفين وصفاه بالشقاوة والسحر. ويتذكر الهدف الذي أحرزه بقبضته اليسرى كي يلحق بقامة الحارس بيتر شيلتون ويهز الشباك بخدعة رائعة، لم تلتقطها حتى الكاميرات من الوهلة الأولى "الهدف الأول عرفته وقتها بأنه "يد الرب"... أي يد للرب ؟ لقد كانت يد دييجو وكان ذلك أيضا بمثابة سرقة حافظة نقود الإنجليز".

واعترف لاحقا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لا لم يكن ما فعلته صائبا"، مستدركا "لكن يد الرب أحرزت الهدف، لأن الرب أراد ذلك ولأن الحكم لم يرها".

بعد ذلك سيأتي ما هو أفضل، عمله الأروع، عندما انطلق من نصف ملعبه كشعاع لا يمكن إيقافه خلال عشر ثوان بالكاد، وراوغ نحو نصف الفريق قبل أن يمنح الكرة اللمسة الأخيرة.

وقال مارادونا "حتى اليوم لا أزال أشعر بأنني لم أحرز ذلك الهدف. بحق، يبدو للمرء أنه لا يمكن إحراز هدف بتلك الطريقة، تتخيل أنك ستحلم به لكنك لن تتمكن من تسجيله. والآن بات هدفا أسطوريا".

marj
13-05-2010, 10:21 AM
إيطاليا 1990

http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 90.jpg

كان النهائي يتكرر واللاعبون لديهم رغبة في الثأر. ألمانيا والأرجنتين عادتا إلى المواجهة في نهائي كأس العالم ، والمسرح هذه المرة كان الملعب الأولمبي بروما في الثامن من حزيران/يونيو عام 1990 .

وقبل أربعة أعوام من ذلك، على ملعب الأزتيك بالعاصمة المكسيكية، رفعت الأرجنتين بفضل دييجو مارادونا في أفضل لحظاته الكروية كأس العالم للمرة الثانية بعد مباراة مثيرة انتهت بنتيجة 3/2 وجعلت الدم يغلي في عروق المنتخب الألماني بقيادة المدير الفني القدير فرانز بيكنباور.

وفي روما، كان كل شئ بانتظار تكرار الموقعة حيث عادت المواجهات الثنائية بين مارادونا ولوثر ماتيوس وبين أوسكار روجيري ورودي فولر وبين المديرين الفنيين فرانز بيكنباور وكارلوس بيلاردو.

ولكن التاريخ كما هو معروف لم يتكرر. فهذه المرة فازت ألمانيا ولم يكن للمباراة علاقة بالمهارة التي قدمها الأبطال قبل أربعة أعوام. فكانت مملة وسيئة، وحسمت بضربة جزاء مشكوك بصحتها قبل النهاية بخمس دقائق فقط.

ويعترف رودي فولر الذي كان حاضرا في كل من المباراتين بأن النهائي "لم يكن جذابا" أو على مستوى التوقعات.

ويتذكر فولر في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لم يكن نهائيا جيدا، لكن الحقيقة ، أننا لم نكن السبب في ذلك. فقد تأهل الأرجنتينيون إلى المباراة النهائية بصورة غير متوقعة بعض الشئ، حيث قدموا كرة متواضعة كما فعلوا طيلة البطولة، كانوا يحاولون اللعب قدر استطاعتهم، حيث لعبوا على التعادل وإنهاء المباراة بضربات الجزاء".

ويعتبر فولر ، الذي لا يتفوق أحد على حصيلته التهديفية في ألمانيا التي تبلغ 27 هدفا في 90 مباراة دولية سوى جيرد مولر ، أنه لا يمكن نسيان المباراتين أمام الأرجنتين.

وقال فولر "الأقرب لي هو النهائي الثاني لأنه رغم أن الأول كان أفضل وأحرزت خلاله هدفا، فإننا في روما كنا أفضل كما أننا أحرزنا اللقب".

وأضاف "في مونديال 1986 ، أعترف بأن الأرجنتينيين كانوا أفضل فريق في البطولة، وبفارق كبير عن الآخرين. فازوا عن استحقاق، فقد كان لديهم مارادونا، اللاعب الأفضل لكنه ليس الأوحد، فكان هناك العديد من اللاعبين الجيدين وكذلك كان لديهم دفاع صلد أفضل بكثير من عام 1990 ".

ويعتبر فولر، الذي قاد منتخب بلاده كمدير فني نحو المركز الثاني في بطولة كأس العالم عام 2002 بكوريا واليابان، أن اللقب العالمي الثالث الذي حققته ألمانيا عام 1990 كان "عادلا ومستحقا".

ويرى اللاعب ، الذي وزع مسيرته الرياضية بين ألمانيا وإيطاليا حيث لعب لروما وفرنسا وفاز بدوري أبطال أوروبا مع مارسيليا الفرنسي ، أن السبب في ذلك بسيط للغاية.

وقال فولر "كنا الأفضل ، ليس فقط في المباراة النهائية بل عبر البطولة كلها، بفريق مترابط للغاية وواثق في إمكاناته، حيث ظهر فارق الخبرة وتأثير بيكنباور".

لكنه يعترف بأن المهارة لم تكن كل شئ ، حيث قال "تمتعنا بالحظ. فكل شئ كان من الممكن أن يذهب سدى في دور الستة عشر".

ويقول فولر عن تلك المباراة المليئة بالتكافؤ والتي لن تنسى له "كان من سيحرز الهدف الأول هو من سيفوز باللقاء ولحسن الحظ لم يتمكن الهولنديون من ذلك رغم كل الفرص التي لاحت لهم. كنا نحن من فعل (فوز 2/1) لكن تلك المباراة كانت الأصعب في البطولة وبدلا من أن نتوج أبطالا كان من الممكن أن نعود أدراجنا ونحن نحمل خيبة الخروج من دور الستة عشر.

كما أن تلك المباراة شهدت تتويج فولر بطلا لها بشكل غير مستحق، بعد أن كان ضحية لما يعتبره حتى اليوم "ظلما بينا". فحتى ذلك اليوم كان يعتقد أنها ستكون بطولته. كان قد أحرز ثلاثة أهداف ليتصدر إلى جانب مواطنه ماتيوس والإيطالي سكيلاتشي ترتيب هدافي البطولة حتى ذلك الحين.

ولكن الإحباط أتى أمام هولندا. حيث بصق الهولندي فرانك ريكارد في وجهه عدة مرات وبعد المواجهة التي وقعت بينهما، سأم الحكم الأرجنتيني خوان كارلوس لوستاو الوضع وأشهر البطاقة الحمراء في وجهيهما في الدقيقة 21 .

وقال "كان ظلما بينا، المساواة في العقاب بين المجرم والضحية. اعتقدت أنني قد فقدت البطولة"، لكنه أوقف مباراة وعاد في الدور قبل النهائي.



--------------------------------------------------------------------------------

marj
13-05-2010, 10:23 AM
الولايات المتحدة 1994



كان الحر لا يحتمل وانتقادات الصحافة عنيفة لدرجة دفعت اللاعبين إلى عدم قراءة الصحف ، لكن الشك لم يساور المهاجم بيبيتو قط في أن البرازيل ستنهي صيامها عن البطولة لمدة 24 عاما وستحصد لقبها العالمي الرابع في بطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) ، قال اللاعب الذي صنع "ثنائيا شيطانيا" مع روماريو في المنتخب البرازيلي، إن ذلك اليقين واتاه في الرابع من تموز/يوليو عندما أحرز هدف الفوز الوحيد في المباراة أمام الولايات المتحدة ليسكت جماهير البلد المضيف، التي توافدت على الملعب بالآلاف وهي تحمل الأعلام.

ويقول "كان شيئا من الله. تلك المباراة كانت بمثابة تأكيد. كنا نلعب بعشرة لاعبين (ليوناردو كان قد طرد)، ووافق ذلك الاحتفال بيوم الاستقلال، وكان الملعب ممتلئا بجماهير منافسة، كانت الأجواء كلها مليئة بالوطنية، والكرة لا تريد دخول المرمى. وعندما أحرزت الهدف جثوت على ركبتي واحتضنت جورجينيو وقلت له: أخي لقد فزنا بالكأس".

أما الذكرى الثانية التي لا تزال عالقة بذهن بيبيتو فهي أقل بهجة. ألا وهي الحر الشديد للصيف الأمريكي، الذي يعرفه اللاعب بصفة وحيدة "لا يحتمل، لا يحتمل".

ويتذكر اللاعب الذي عانى أيضا خلال تلك البطولة من الابتعاد عن أسرته في الوقت الذي كانت زوجته دينيس تضع طفلهما الثالث ماتيوس "كان من المرعب اللعب في ذلك الحر، خاصة عندما تلعب المباريات في الثانية عشرة ظهرا".

وولد ماتيوس في السابع من تموز/يوليو وتسبب في الاحتفال الذي تحول إلى اللقطة الرمز لهذه البطولة. فبعد يومين من قدومه إلى الدنيا، وبعد الهدف الثاني في فوز البرازيل على هولندا 3/2 في دور الثمانية، عدا بيبيتو تجاه نصف الملعب وتوسط روماريو ومازينيو وبدأ يهدهد طفله المتخيل بين ذراعيه.

ويقول "أفضل ما في الأمر أن كل شئ حدث بصورة عفوية. فبعد الهدف فكرت في زوجتي وفي ابني. حينها قررت أن أبعث إليهما برسالة، والقيام بهدهدته أمام الكاميرات. على الفور جاء روماريو ومازينيو وقاما بالأمر نفسه. شعرت بالدهشة، لم أكن أفهم شيئا... ولم يفهم أحد شيئا، حتى أوضحت أنا الأمر في المؤتمر الصحفي".

ويرى بيبيتو إن تلك الحركة عكست كذلك ترابط لاعبي الفريق الذين يقودهم المدير الفني كارلوس ألبرتو باريرا، الذين سيطر عليهم "هوس" الفوز بكأس العالم والرد بذلك على الانتقادات العنيفة من جانب الصحافة البرازيلية.

وقال بيبيتو /46 عاما/ "أغلقنا الباب على أنفسنا. لم نكن نقرأ الصحف. حتى أننا كنا نكتسب قوة من الانتقادات. كنا جميعا نعتقد أننا سنرد بالانتصارات وباللقب".

ووفقا للاعب، في ذلك التوقيت كان المنتخب البرازيلي قادرا على الفوز على أي منافس، بما في ذلك الأرجنتين القوية التي انتهى بها الأمر بالخروج مبكرا بعد أن خسرت نجمها دييجو مارادونا لتعاطي المنشطات.

ويؤكد "كنا أقوياء على المستويين البدني والذهني حتى أننا كنا قادرين على الفوز على أي فريق. كنا قد واجهنا الأرجنتين في كوبا أمريكا عام 1989 وفي أعوام 1990 و1992 و1993... أنا لم أخسر قط أمام الأرجنتين".

ومع ذلك فإن الاتحاد بين اللاعبين لم يكن كاملا مع ضيق الكثيرين منهم بالأسلوب الانفرادي والعدواني الذي كان يتبعه قائد الفريق دونجا.

ويقول "دونجا كان صعبا للغاية. الناس كانت تشعر بالضيق من دونجا لأنه كان يواجه الشكوى بتحريك الذراعين، فحينها كان الأمر يبدو لمن ينظرون من بعيد أن هناك مشكلات بيننا وبين الجماهير.. كان اللاعبون يشعرون بالاستياء".

ويقول بيبيتو إن العلاقة مع روماريو في المقابل كانت "مثالية"، مؤكدا أن المهاجم الشهير لم يطلب قط التمتع بمزايا خاصة وأنه، رغم ما عرف عن ضيقه من التدريبات البدنية، شارك "على طريقته" في الإعداد المكثف الذي خضع له الفريق قبل البطولة.

ويؤكد المهاجم "علاقتي جيدة للغاية مع روماريو، لم تكن بيننا مشكلات قط، فقط لدينا أسلوب حياة مختلف. فهو يحب الخروج ليلا، أما أنا فأفضل البقاء في المنزل".

ويرفض بيبيتو الشهير بتدينه تسمية "الثنائي الشيطاني" التي أطلقتها الصحافة العالمية على الثنائي الذي جمعه بروماريو "شيطاني لا، فأنا لا أحب أن يتحدثوا عن الشيطان... تفاهمنا كان ممتازا، لكنه كان هبة من الله".

كما يستنكر بيبيتو الانتقادات التي وجهت إلى المباراة النهائية بين البرازيل وإيطاليا، التي دخلت التاريخ لكونها أول مباراة في نهائي كأس العالم تحسم بضربات الترجيح، بعد تعادل الفريقين سلبيا طيلة الوقتين الأصلي والإضافي. فاللاعب يرى أن في تلك المباراة "كانت البرازيل وحدها في الملعب".

ويقول "إيطاليا دخلت الملعب من أجل التعادل وحسم اللقاء بضربات الجزاء، التي كانت السبيل الوحيد لديهم للتغلب علينا... فاز الفريق الذي لعب بشكل أفضل، الذي بحث عن الفوز وإحراز الأهداف طيلة الوقت"، رافضا ما يقال عن أن البرازيل اختارت "اللعب القبيح" لتحقيق لقبها العالمي الرابع.

وقال بحدة "أعتقد أن الأمر الأهم هو أننا دخلنا التاريخ. فالجميع يقولون إن المنتخب (البرازيلي) في 1982 كان رائعا. لكن، هل فاز؟ لا لم يفز بشئ. لم يتأهل لأكثر من دور الثمانية. من هم الذين دخلوا التاريخ؟ نحن، أبطال العالم. هذا ما لم يتمكن أحد من إنكاره".

http://www.kooora.com/default.aspx?wc=i|0|67031

marj
13-05-2010, 10:28 AM
فرنسا 1998 :

ذكريات بطولة كأس العالم عام 1998 في فرنسا هي الأروع لدى زين الدين زيدان ، الذي لا يزال يدرك حتى اليوم أن حلم تتويج فرنسا بطلة كان من الممكن أن ينهار في دور الستة عشر أمام باراجواي.

ويؤكد اللاعب في كل مرة يسئل فيها عن ملحمة مونديال 1998 "كأس العالم تمثل المرحلة الأهم في مشواري الرياضي، وبالطبع أفضل مكافئة يمكن الحصول عليها. فالفوز بكأس العالم يمثل حلما لأي لاعب. وتسجيل هدفين في المباراة النهائية يمثل أفضل ذكرى في مسيرتي كلاعب كرة".

ولدى زيدان /37 عاما/ تفسير واضح للنجاح الذي حققه منتخب بلاده في كأس العالم التي استضافها "ميزتنا الرئيسية كانت بكل تأكيد الأجواء الطيبة التي كانت موجودة بيننا. لم يكن يراودنا الشعور بأننا نلعب مباريات في كأس العالم. الأجواء كانت جيدة لدرجة جعلتنا نشعر بأننا في إجازة".

ووصل زيدان إلى كأس العالم كلاعب أساسي بالنسبة لإيميه جاكيه ، الذي يصفه بأنه "مدير فني يبث الإحساس بأنه مسيطر على كل شئ، يمنح الأمان لمن حوله" ، بعد أن كان قد احتل موقعا في تشكيل يوفنتوس. وبدأت فرنسا مشوارها في البطولة أمام جنوب أفريقيا حيث هزمتها 3/ صفر في الشوط الثاني. وهو ما يعود الفضل الأول فيه إلى أداء كريستوف دوجاري، أفضل صديق لزيزو داخل عالم الكرة.

كما احتاجت فرنسا إلى نصف الساعة لدخول أجواء المباراة أمام السعودية، حتى أحرز هنري الهدف الأول وانتهت المباراة بنتيجة 4/صفر، لكن مع نبأ سيئ حيث تعرض زيدان للطرد بعد أن دهس بقدمه اللاعب فؤاد أنور "دون قصد" كما أكد اللاعب الفرنسي ، لكن اللعبة لم تترك أدنى شك لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي أوقف اللاعب مباراتين.

وبعد ثمانية أعوام، في ألمانيا، تعرض زيدان للطرد مجددا ، ولكن في ذلك الحين لم يكن من سبيل آخر. فنطحته الشهيرة للإيطالي ماركو ماتيراتسي تركت فريقه بعشرة لاعبين ودون قائد اعتبارا من الدقيقة 110 من المباراة التي خسرتها فرنسا في النهاية بضربات الترجيح.

وفي 1998 ، كانت فرنسا قد عانت أيضا دون زيدان. أولا أمام الدنمارك، رغم الفوز 2/1 ، لكن المباراة الأصعب كانت أمام باراجواي، وفاز أصحاب الأرض في الوقت الإضافي، بهدف ذهبي سجله لوران بلان.

ويقول زيدان "تلك المباراة كانت الأصعب في البطولة، لكنها أيضا التي نبهتنا إلى قدرتنا على الفوز باللقب".

وسقطت إيطاليا في دور الثمانية بعد إثارة أيضا بركلات الترجيح عقب التعادل السلبي، وجاء الدور على كرواتيا في قبل النهائي.

وقال زيدان "كان الوقت قد حان لوضع نهاية لتاريخ محبط لفرنسا في هذه المرحلة من البطولة. المنتخب الفرنسي العظيم الذي ضم جيريس وتيجانا وبلاتيني لم يكن قد عبر لأكثر من ذلك في الثمانينيات. كان في مصلحتنا مرور وقت طويل على مشاركاتنا في بطولات دوري عالمية، وهي تجربة مفيدة للغاية".

ويتذكر زيدان فيما يتعلق بلقاء كرواتيا أنه "كان من تلك النوعية التي لا يجب الخسارة فيها".

ويقول متذكرا فوز فريقه 2/1 "الوصول إلى تلك المرحلة والفشل رغم هذا الاقتراب من نهائي كأس العالم كان يبدو لنا أمرا غير إنساني. لحسن الحظ كان ليليان تورام من أنقذنا بأداء عبقري".

وفيما يتعلق بالنهائي، فإن زيزو وزملاءه للغرابة كانوا يفضلون البرازيل. وقال زيدان "لو كانت هولندا قد فازت لباتت مشكلة، لأننا كنا متأهبين لنهائي حلم أمام البرازيل. كانت الإثارة مكتملة، دخلنا إلى المباراة دون تردد".

ولهذا السبب جاء هدفا زيدان المبكرين بسرعة، فيما يرى صاحبهما أن هناك سبب واضح لذلك حيث قال "خلال الإعداد للمباراة، أكد إيميه جاكيه على أن البرازيليين لا يقومون برقابة جيدة في الكرات الثابتة أو الضربات الركنية".

وكان لهذا الانتصار تبعات لزيدان في الموسم التالي. وقال "لفترة، لم تكن لدي رغبة في اللعب. كل ما كنت أريده كان تذوق الفوز، والراحة. أعترف بأن موسمي مع يوفنتوس كان ضعيفا".

ويرى اللاعب الفرنسي أن الفوز كان بمثابة هدية رائعة إلى البلد كله "في النهاية ساورنا الشعور بصنع شئ رائع يتخطى حدود الكرة. الجميع انضموا إلى نفس القضية. لم يعد هناك فرنسيون أو سود أو عرب. بعيدا عن الانتصار، جمع نجاحنا بلدا كاملا في احتفالية واحدة".

http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f19 98.jpg

marj
13-05-2010, 10:29 AM
كوريا واليابان 2002

منح الاستعداد المسبق الكثير لرونالدو وأخذ منه الكثير أيضا. منحه أولا قدرات بدنية مدهشة ومهارة بالكرة يحسد عليها وعين ثاقبة لحل أي منافسة مع حراس المنافسين، لكنه بعد ذلك أرسل إليه سلسلة من الكوارث التي أجبرته على العيش في الجانب المرير ليس فقط فيما يتعلق بكرة القدم، لكن أيضا في الحياة بشكل عام.

لذا كان فوزه ببطولة كأس العالم في كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 انتصارا شخصيا في المقام الأول.

وأكد المهاجم /33 عاما/ الذي ينهي مشواره مع الكرة حاليا في صفوف كورينثيانز البرازيلي "لم يمض الأمر على هذا النحو ولا في أجمل أحلامي. كان حلما رائعا عشته. سعادتي كانت غامرة. استوعبت كل ما حدث بشكل بطئ للغاية".

وعاش رونالدو شهرا من الأحلام في كوريا الجنوبية واليابان. فلم يكتف مع زملائه بحصد اللقب ، بل أيضا توج هدافا للبطولة برصيد ثمانية أهداف ، جاء من بينها هدفان في المباراة النهائية أمام ألمانيا.

وأصبح أول لاعب يتمكن من إحراز كل هذا العدد من الأهداف في بطولة واحدة منذ بطولة 1970 عندما أحرز الألماني جيرد مولر عشرة أهداف.

كما حل الهداف البرازيلي ثانيا في التصويت، الذي تم قبل المباراة النهائية، لاختيار أفضل لاعب في البطولة خلف الحارس الألماني أوليفر كان، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أقر العدالة نهاية العام بمنحه ثالث جائزة له كأفضل لاعب في العالم، وإن كانت الأولى بعد إصاباته ومتاعبه البدنية.

وقال رونالدو "انتصاري الأكبر كان العودة إلى كرة القدم وإلى إحراز الأهداف. الانتصار جاء تتويجا لمجموعة رائعة صنعناها، لكنه كان تتويجا كذلك لكفاحي من أجل التعافي. أعتقد أننا حتى لو كنا خسرنا أمام ألمانيا، لكنت أحرزت كذلك انتصاري الشخصي".

وكانت حياة رونالدو قد تغيرت في مباراة نهائية أخرى، في فرنسا عام 1998 . فقبل الليلة المنتظرة على ملعب "ستاد دو فرانس" كان كل شئ يؤكد على أمجاد رونالدو ، فهو بطل العالم في الولايات المتحدة عام 1994 (رغم أنه لم يشارك ولو لدقيقة واحدة)، وأفضل لاعب في العالم عامي 1996 و1997، وصاحب الكرة الذهبية عام 1997 فضلا عن جوائز أخرى عديدة.

ولكن خلال الليلة قبل المباراة الكبيرة أمام فرنسا، تعرض رونالدو لحالة من الاضطراب العصبي لم يتم توضيح طبيعتها قط تسببت في عدم تقديمه أي شئ في المباراة النهائية وخسر منتخب بلاده صفر/3 .

واعتبارا من ذلك اليوم بدأ ضوء النجم البرازيلي يخفت، حتى تعرض في تشرين ثان/نوفمبر عام 1999 خلال مشاركته مع فريقه انتر ميلان لقطع جزئي في أربطة الركبة اليمنى. وبعد ستة شهور من ذلك، تحولت عودته المظفرة إلى ظلام تام من خلال الإصابة بقطع كامل في نفس المكان.

تلت ذلك 17 شهرا من العلاج الطويل وحده. وعندما جاءت بطولة كأس العالم عام 2002 ، كان رونالدو قد لعب 16 مباراة فقط مع فريقه طيلة الموسم، وخلال الموسم السابق لم يكن قد لعب شيئا.

وانتقل رونالدو من مكانة في السماء إلى أخرى تحت الأرض. لذا فإن سعادته بعد المباراة النهائية في يوكوهاما كانت لا توصف.

وتحولت فرنسا 1998 حينها إلى مجرد ذكرى. وقال رونالدو "لم أكن أرغب في تذكر ذلك، حاولت عدم التفكير في مونديال 1998 بفرنسا. كانت قد مرت أربعة أعوام، واختلفت القصة".

ولكن الإصابات كانت أمرا لا ينسى ، فكل مرة كان ينظر فيها إلى ركبته كان يرى الغرز الكبيرة.

وقال رونالدو "انتهى الكابوس. عدت إلى العدو وإلى إحراز الأهداف. لن أتحدث بالتفصيل عن عامين من المعاناة، بل عن سعادتي بالوجود في الملعب. مع الفوز أو الخسارة (في المباراة النهائية) انتصاري الأكبر كان العودة إلى اللعب".

وأداؤه في البطولة كان رائعا، لذلك كان هو القائد لمنتخب برازيلي مفعم بالنجوم مثل ريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس وكاكا ودينلسون وكافو... بقصة شعره الغريبة (حليق الرأس تماما إلا من قليل من الشعر في مقدمة رأسه)، التي طلب منه نجله أن يحلقها بمجرد عودته إلى البلاد، سطر رونالدو بلعبه نموذجا لما يجب أن يكون عليه المهاجم المتميز.

في الدور الأول ، سجل رونالدو في مرمى تركيا (ليفوز 2/1) والصين ليحقق الفوز 4/صفر وهدفين في مرمى كوستاريكا (ليفوز 5/2) وفي دور الستة عشر سجل من جديد في مرمى بلجيكا (2/ صفر).

وفشل في هز الشباك فقط في مباراة إنجلترا بدور الثمانية (2/1) والتي حالت دون أن يعادل الرقم القياسي لمواطنه جيرزينيو الذي أصبح في بطولة كأس العالم 1970 اللاعب الوحيد الذي يحرز هدفا على الأقل في جميع المباريات التي يشارك فيها في إحدى بطولات كأس العالم.

وقال "لم أكن أفكر في تحطيم أي رقم. فقط كنت أريد تسجيل الأهداف كي نفوز بالمباريات. الأمر الرئيسي في ذهني كان تحقيق الرقم القياسي بالفوز بكأس العالم للمرة الخامسة".

وكأعظم لاعبي التاريخ، استدعى رونالدو كل سحره في اللحظات الحاسمة. في الدور قبل النهائي سجل هدف الفوز على تركيا (1/صفر)، في لعبة رائعة حيث راوغ عددا من اللاعبين في مساحة صغيرة جدا قبل أن يطلق تسديدة لا تصد.

ويقول رونالدو "كان هدفا على طريقة روماريو. إنه أستاذ في تلك التصويبات. لم أحظ بدروس خاصة معه، لكنه صديق عزيز. بالنسبة لي أقول إنه كان هدفا مهما جدا، بل إنني قد أقول أيضا إنه هدف جميل".

وباتت المكافأة النهائية في متناوله ، لم يعد يتبقى سوى المباراة النهائية. وهناك رد على طريقة الكبار بهدفين في شباك العملاق أوليفر كان، الرجل الذي كاد قد حمل وحده تقريبا ألمانيا إلى النهائي.

وتوجت البرازيل بطلة وتم تسوية جميع الحسابات. وعن ذلك يروي "لن أقول إننا سددنا دينا. ولكننا نزعنا حملا عن كاهلنا. كنا نتحدث مع زملائنا الذين شاركوا في 1998 عن أننا لا يمكننا أن نعيش ما عشناه في ذلك النهائي. ولكن القدر كان قد كتب علينا الانتظار حتى 2002".


http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f20 02.jpg

marj
13-05-2010, 10:30 AM
ألمانيا 2006

سيبقى اسم ماركو ماتيراتسي مرتبطا إلى الأبد باسم زين الدين زيدان ، فآخر مشهد في المسيرة المظفرة للاعب الفرنسي كان نطحة عنيفة في صدر الإيطالي، ومتى ؟ في الوقت الإضافي لنهائي كأس العالم في ألمانيا عام 2006 . ومنذ ذلك الحين وقصة العداوة بينهما اكتسبت سمات الأسطورة.

وبعد نحو أربعة أيام من تلك الليلة من تموز/يوليو في برلين، لا زيدان يريد الاعتذار ولا ماتيراتسي يبدو أن الأمر يهمه كثيرا.

وأثيرت العديد من الروايات حول ما حدث بين اللاعبين في تلك الثواني العشر ، بعضها كوميدية والأخرى جادة ، ولكن حتى بعد عشرات المقابلات لم تتضح الواقعة بصورة كاملة.

العالم كله يعرف المشهد. شاشات التلفاز بثته مرات لا حصر لها، لكن بالنسبة لمن لا يعرف، يمكن لموقع "يوتيوب" بثه من جميع الزوايا.

الدقيقة 110 من المباراة، زيدان وماتيراتسي يتبادلان الكلام فيما يتواصل اللعب في جانب آخر من الملعب، وفجأة يتوقف الفرنسي، يعود إلى الخلف ويطرح الإيطالي أرضا بنطحة من رأسه إلى صدر ماتيراتسي.

ولم ير الحكم الواقعة، لكن مساعديه حذروه، ليقوم بإخراج بطاقة حمراء مباشرة إلى قائد المنتخب الملقب بالديوك. بذلك، تنتهي مسيرة البطل الأكبر للقب الفرنسي الذي تحقق عام 1998.

كان زيدان قد أعلن أنه سيعتزل عقب كأس العالم في ألمانيا، ولم يعد من حينها إلى ممارسة كرة المحترفين. منذ اللقاء الذي انتهى بالتعادل 1/1 قبل أن تحمل إيطاليا الكأس بالفوز 5/3 بضربات الترجيح.

وقال زيدان /37 عاما/ في مقابلة مؤخرا مع صحيفة "الباييس" الأسبانية "أطلب الصفح من كرة القدم، من الجماهير، من الفريق... بعد المباراة دخلت إلى غرف الملابس وقلت : سامحوني. ذلك لا يغير شيئا. لكنني أعتذر للكل".

وأضاف "لكنني لا أستطيع الاعتذار له (ماتيراتسي). أبدا، مطلقا... سيكون ذلك شائنا لي... أفضل الموت".

وبطابع حاد ونظرة وحشية وابتسامة قاسية، يتعايش ماتيراتسي بصورة جيدة إلى حد بعيد مع شهرته كقاتل، وهو ليس بالرجل الذي قد يطلب اعتذارا لشرفه الملوث ، فقد رد على موقعه الشخصي "لا تعليق" بجوار صورة مركبة كتب عليها ساخرا بالفرنسية "شكرا جزيلا، سيدي"، للقطة التي ذاعت ذيوعا كبيرا لزيدان وهو يولي الملعب ظهره مطرودا وإلى جواره كأس العالم التي لن يكتب له لمسها.

ولكن ، ما الذي قاله ماتيراتسي لزيدان ليرد على هذا النحو؟. "زيدان، ماذا يحدث؟ لم تخسر بعد ومع ذلك سقط شعرك؟" لو كان الإيطالي قد قال ذلك، ربما كان الفرنسي قد ضحك.

ولكن تلك لم تكن سوى واحدة من 249 جملة ساخرة أوردها المدافع في كتابه الذي حمل عنوان "ما الشئ الذي قلته بالفعل لزيدان؟".

ويتعامل ماتيراتسي مع الأمر بسخرية ، ويمنح عوائد الكتاب إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" ، لكنه يعرف أنه في هذه الحكاية، كما في كل مثيلاتها التي تورط فيها، ينتهي به الأمر بلعب دور الشرير. وبعد تحقيق تضمن استجوابا، انتهى الأمر بالإيطالي بالإيقاف مباراتين، أقل مباراة من زيدان الذي لم يكن عليه قط الخضوع للعقوبة.

وبعد شهور، قدم المدافع الإيطالي روايته حول ما حدث. أوضح ماتيراتسي أن المواجهة جاءت بعد أن جذب زيدان من القميص. فقال له الفرنسي "إذا كنت تريد القميص، سأعطيك إياه بعد المباراة"، وهو ما رد عليه الإيطالي بقوله: "أفضل شقيقتك".

وقال لاعب انتر ميلان /36 عاما/ "في ملاعب الكرة تقال العديد من الأشياء الخطيرة"، قبل أن يعترف بعدها بفترة أنه وضع بعد كلمة "شقيقتك" لفظة "العاهرة". ولكن زيدان أكد أن الإيطالي طال والدته في سبابه.

وكشف نجم ريال مدريد السابق "ليس عذرا، لكن والدتي كانت مريضة. كانت في المستشفى. ذلك لم تكن الجماهير تعرفه. لكنها كانت في حالة حرجة"، وتابع "سبوا والدتي في أكثر من مناسبة ولم أرد قط، لكن هناك..." وصمت. وهناك صنعت واحدة من أشهر قصص العداوة في تاريخ كأس العالم.


http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010%2fhistory%2f20 06.jpg

marj
13-05-2010, 10:33 AM
كأس العالم تصل إلى أفريقيا أخيرا بعد ثمانية عقود حافلة بالأحداث المثيرة http://img.kooora.com/i.aspx?i=wc2010logo.gif


عندما تستضيف جنوب أفريقيا نهائيات كأس العالم في شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو المقبلين ستكون المرة الأولى التي تقام فيها نهائيات البطولة بالقارة الأفريقية لتصبح كأس العالم ، بحق ، بطولة للعالم كله.

وتفوقت جنوب أفريقيا على كل من المغرب ومصر في طلبها لاستضافة نهائيات البطولة للمرة الأولى بالقارة السمراء ليصبح اتحاد منطقة أوقيانوسية هو الاتحاد القاري الوحيد الذي لم يحظ باستضافة النهائيات.

ولم يكن مؤسسو البطولة يدركون لدى طرح فكرة إقامة كأس العالم قبل عشرات السنين أن اللعبة ستشهد هذا التطور الهائل وأن البطولة ستصبح واحدة ضمن أبرز البطولات الرياضية على مستوى العالم بل إنها الأبرز في عالم كرة القدم.

وبدأ الحديث عن فكرة إقامة بطولة كأس العالم بعد فترة قصيرة للغاية من تأسيس الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في عام 1904 .

ولكن السياسات الرياضية تسببت في تحويل الفكرة إلى حقيقة لأكثر من عقدين من الزمان بعدما طرحها الفرنسيان جول ريميه وهنري ديلوني.

ورغم ذلك ، جاء نجاح مسابقة كرة القدم في دورات الألعاب الأولمبية وخاصة في عامي 1924 و1928 ليدفع بالفكرة إلى حيز التنفيذ حيث أمر ريميه رئيس الفيفا في ذلك الوقت بتشكيل لجنة دراسة برئاسة ديلوني سكرتير عام الفيفا.

وخلال دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الهولندية أمستردام 1928 ، أعلن ديلوني عن إقامة كأس العالم للمرة الأولى في عام 1930 .

ووقع اختيار الفيفا على أوروجواي لاستضافة البطولة بعد فوز منتخبها بلقب مسابقة كرة القدم في دورتي الألعاب الأولمبيتين 1924 و1928 وتزامن البطولة مع احتفال أوروجواي بالعيد المئوي لاستقلالها.

ولكن هذا الاختيار لم يسلم من الجدل حيث رفضت كل من إيطاليا وهولندا وأسبانيا والسويد المشاركة في هذه البطولة بعدما رفض الفيفا منح حق استضافة البطولة لأي منها.

وتعللت هذه الدول الأوروبية الأربع بأن الرحلة من أوروبا بالباخرة عبر المحيط الأطلسي تستغرق ثلاثة أسابيع مما يمثل إرهاقا شديدا على اللاعبين ويعوقهم عن ارتباطاتهم المحلية.

كما أعلنت أربع دول أوروبية أخرى ، وهي النمسا وتشيكوسلوفاكيا وألمانيا وسويسرا ، انسحابها بينما غابت الاتحادات البريطانية بسبب خلافها مع الفيفا بشأن هذه البطولة خوفا من تقليص هيمنة الاتحادات البريطانية صاحبة الريادة في عالم اللعبة.

ولم تبدأ مشاركة المنتخبات البريطانية في بطولة كأس العالم إلا من خلال بطولة 1950 . ورغم ذلك ، نالت البطولة الأولى التي شارك فيها 13 منتخبا اهتماما هائلا. وأقيمت المباراة النهائية على استاد "سينتيناريو" في مونتيفيديو عاصمة أوروجواي وأمام حشد من الجماهير بلغ 93 ألف مشجع.

وتزامنت المباراة النهائية في 17 تموز/يوليو 1930 مع احتفال أوروجواي بمرور 100 عام على يوم استقلالها. وفاز منتخب أوروجواي في النهائي على نظيره الأرجنتيني 4/2 في مواجهة مكررة نهائي مسابقة كرة القدم بأولمبياد 1928 . ومنذ ذلك الحين ، لم تتوقف بطولات كأس العالم إلا بسبب الحرب العالمية الثانية.

واستضافت إيطاليا البطولة الثانية في عام 1934 ولكنها ، على عكس بطولة 1930 ، أقيمت بنظام خروج المهزوم بعد أن شارك فيها 16 منتخبا.

ومع وصول البطولة إلى دورها الثاني ، انحصرت المنافسة بين المنتخبات الأوروبية حيث خرجت منتخبات باقي الاتحادات القارية. وتحولت البطولة إلى وسيلة للدعاية لانتصار الزعيم الإيطالي الفاشي بينيتو موسوليني. وأحرز المنتخب الإيطالي ، صاحب الأرض ، لقب البطولة بالفوز في النهائي على نظيره التشيكوسلوفاكي 2/1 بعد وقت إضافي في العاصمة روما.

وألقت الفوضى السياسية في أوروبا وبوادر الحرب الوشيكة بظلالها على البطولة الثالثة التي استضافتها فرنسا عام 1938 .

واحتلت ألمانيا بقيادة الزعيم النازي أدولف هتلر جارتها النمسا قبل بداية فعاليات البطولة ليشارك المنتخب الألماني في البطولة بصفته منتخب ألمانيا "العظمى".

وشارك في هذه البطولة 15 منتخبا منها ثلاثة منتخبات فقط من خارج القارة الأوروبية بعدما رفضت الأرجنتين المشاركة في البطولة بعد منح حق الاستضافة لفرنسا رغم مطالب الأرجنتين باستضافتها. وأقيمت البطولة بنظام خروج المهزوم أيضا ونجح المنتخب الإيطالي في الحفاظ على اللقب بقيادة نفس المدير الفني فيتوريو بوتزو الذي قاد الفريق للقب البطولة عام 1934 . وفاز المنتخب الإيطالي في المباراة النهائية 4/2 على نظيره المجري.

وتسببت الحرب العالمية الثانية في إلغاء بطولتي كأس العالم 1942 و1946 ولكنها استؤنفت بعد 12 عاما.

واستضافت البرازيل البطولة الرابعة عام 1950 . واتسمت هذه البطولة بالفوضى نظرا لكثرة الانسحابات قبل بداية البطولة بالإضافة إلى سفر بعض الفرق لنحو ألف ميل داخل البرازيل لخوض مبارياتهم في الدور الأول (دور المجموعات).

وشارك في هذه البطولة 13 منتخبا وزعت على أربع مجموعات حيث ضمت اثنتان منهما أربعة منتخبات وضمت الثالثة ثلاثة منتخبات بينما ضمت المجموعة الأخرى منتخبين فحسب.

والأكثر من ذلك أن البطولة افتقدت لإقامة مباراة نهائية فعلية. ولحسن الحظ بالنسبة للمنظمين (البرازيل) أن المباراة الختامية في هذه البطولة كانت حاسمة على لقب البطولة فاعتبرها مؤرخو اللعبة بمثابة مباراة نهائية للبطولة. وكان المنتخب البرازيلي بحاجة إلى نقطة التعادل في هذه المباراة للتتويج بلقب البطولة. ولكن أصحاب الأرض ، الذين خاضوا المباراة أمام عدد قياسي عالمي من المشجعين بلغ 199 ألف و854 مشجعا على استاد "ماراكانا" الذي أقيم قبل البطولة بفترة قصيرة ، مني بالهزيمة 1/2 أمام منتخب أوروجواي ليعود كأس البطولة الذي أطلق عليه اسم "جول ريميه" إلى أحضان أوروجواي.

وبزغ المنتخب المجري كإحدى القوى الكروية الكبيرة في بداية الخمسينيات ليصبح ضمن المرشحين قوة لإحراز لقب مونديال 1954 بسويسرا.

وضم الفريق آنذاك مجموعة من اللاعبين البارزين مثل فيرنك بوشكاش وساندور كوكسيتش وناندور هيديكوتي وحافظ الفريق على سجله خاليا من الهزائم على مدار 28 مباراة متتالية كان منها الفوز على المنتخب الإنجليزي 6/3 في عام 1953 ثم 7/1 في العام التالي.

وبلغ المنتخب المجري المباراة النهائية للبطولة في العاصمة السويسرية برن ولكنه تأثر بإصابة بوشكاش فخسر 2/3 أمام منتخب ألمانيا الغربية رغم تقدم المنتخب المجري بهدفين نظيفين في أول ثماني دقائق من المباراة ورغم فوزه الساحق على المنتخب الألماني 8/3 في دور سابق بنفس البطولة.

واشتهرت هذه المباراة بأنها "معجزة برن" حيث نجح المنتخب الألماني ، بقيادة مديره الفني فريتز والتر ونجميه هيلموت ران الذي سجل هدفين للفريق وتوني توريك حارس المرمى الذي تصدى للهجمات المجرية الواحدة تلو الأخرى ، في تحقيق الفوز الثمين على المنتخب المجري المرشح الأقوى للفوز باللقب.

وطغى الطابع البرازيلي على مونديال 1958 خاصة في ظل وجود الموهبة الشابة المتألقة إديسون أرانتس دو ناسيمينتو (بيليه).

كما كانت أول بطولة تبث مبارياتها تلفزيونيا (بطولة 1954 شهدت تغطية تلفزيونية محدودة).

وشهد مونديال 1958 المولد الفعلي لأسطورة كرة القدم البرازيلي حيث خاض أربع مباريات مع منتخب بلاده سجل فيها ستة أهداف وساهم في فوز الفريق بلقب البطولة.

كما ضم المنتخب البرازيلي خلال هذه البطولة عددا كبيرا من النجوم مثل جارينشيا وديدي وفافا ونيلسون سانتوس.

وسجل بيليه ثلاثة أهداف (هاتريك) في الدور قبل النهائي ليقود الفريق إلى الفوز 5/2 على نظيره الفرنسي ثم سجل بيليه هدفين آخرين في المباراة النهائية ليقود راقصي السامبا البرازيلية إلى الفوز 5/2 أيضا على المنتخب السويدي في العاصمة السويدية ستوكهولم.

كما اشتهرت هذه البطولة بتألق المهاجم الفرنسي جوست فونتين الذي سجل 13 هدفا في ست مباريات ليظل حتى الآن صاحب الرقم القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم.

وبعد إقامة البطولة في أوروبا لمرتين متتاليتين ، عاد المونديال إلى قارة أمريكا الجنوبية في عام 1962 حيث أقيمت البطولة في شيلي.

وشهدت هذه البطولة نصرا آخر للمنتخب البرازيلي حيث تغلب على نظيره التشيكوسلوفاكي 3/1 في المباراة النهائية بالعاصمة سانتياجو ولكنه افتقد في هذه المرة لجهود نجمه بيليه الذي خرج مصابا في الفخذ خلال المباراة الأولى للفريق في البطولة والتي التقى فيها نظيره التشيكوسلوفاكي أيضا ضمن منافسات المجموعة الثانية بالدور الأول للبطولة.

واتسمت البطولة بالطابع البدني بشكل عام كما شهدت "معركة سانتياجو" خلال المباراة بين منتخبي إيطاليا وشيلي والتي طرد خلالها لاعبان من المنتخب الإيطالي كما خرج اللاعبون في حراسة الشرطة بعد سلسلة من المشاجرات بين لاعبي الفريقين.

وسيظل مونديال 1966 بإنجلترا مشهورا بالهدف المثير للجدل الذي سجله جيوف هيرست للمنتخب الإنجليزي في المباراة النهائية التي تغلب فيها الفريق صاحب الأرض على منتخب ألمانيا الغربية باستاد "ويمبلي" .

وسجل هيرست الهدف بتسديدة قفزت بين العارضة والأرض ومنحت التقدم للمنتخب الإنجليزي 3/2 .

وسجل هيرست ثلاثة أهداف (هاتريك) في هذه المباراة ولكن الفريق الإنجليزي ضم أيضا واحدا من أبرز نجوم بطولات كأس العالم وهو بوبي تشارلتون.

وبرز أيضا ضمن النجوم المتألقين في هذه البطولة اللاعب البرتغالي إيزيبيو الذي توج هدافا للبطولة ولاعب كوريا الشمالية باك دوو إك الذي سطر تاريخا لنفسه خاصة بعدما سجل هدف الفوز المفاجئ 1/صفر لمنتخب بلاده على نظيره الإيطالي.

وكانت البطولة بمثابة خيبة أمل للمنتخب البرازيلي الذي فشل في الدفاع عن لقبه كما أكد بيليه أن لن يشارك في بطولات كأس العالم بعد ذلك بسبب الخشونة الزائدة التي وجدها من لاعبي الفرق المنافسة.

ولكن بيليه لم يحافظ على كلمته ، والأكثر من ذلك أنه قدم أفضل عروض له خلال مونديال 1970 والذي ظهر فيه الفريق بأفضل مستوى له كما اعتبرت البطولة بشكل عام كأفضل بطولة في تاريخ كؤوس العالم.

ونجح المنتخب البرازيلي بقيادة بيليه ومعه كوكبة من النجوم الآخرين مثل جيرزينيو وتوستاو وجيرسون وريفيلينو في تحويل المباراة النهائية إلى مهرجان بالفوز على المنتخب الإيطالي 4/1 ليحرز بيليه ورفاقه اللقب الثالث للبرازيل في بطولات كأس العالم ويحتفظ المنتخب البرازيلي بكأس البطولة "كأس جول ريميه".

وإذا كان مونديال 1970 قد شهد مولد كرة القدم الحديثة فإن مونديال 1974 بألمانيا الغربية كان استمرار وتطورا لسابقه.

وواصل الأوروبيون هيمنتهم مجددا على البطولة التي أقيم دورها الثاني بنظام المجموعات أيضا وليس بنظام خروج المهزوم.

ونجح منتخب ألمانيا الغربية في التغلب على هزيمته المفاجئة في الدور الأول أمام منتخب منافسه السياسي ، ألمانيا الشرقية ، ليصل إلى نهائي البطولة الذي التقى فيه المنتخب الهولندي بقيادة نجمه المتألق يوهان كرويف.

وحقق المنتخب الهولندي طفرة هائلة في عالم اللعبة خلال هذه البطولة من خلال أسلوب "كرة القدم الشاملة" والذي حصل فيه اللاعبون على حرية أكبر في تغيير مواقعهم ومراكزهم داخل الملعب خلال المباراة.

ولكن الفوز في المباراة النهائية كان من نصيب أصحاب الأرض بعدما فرض منتخب ألمانيا الغربية هيمنته على مجريات اللعب في الشوط الأول من المباراة النهائية وحقق الفوز 2/1 على نظيره الهولندي الذي كان الأفضل في الشوط الثاني.

وامتزجت السياسة بالرياضة مجددا قبل بطولة كأس العالم الحادية عشر والتي استضافتها الأرجنتين عام 1978 .

وظهرت بعض التهديدات بالمقاطعة بسبب النظام الحكم الشمولي للجنرال فيديلا في الأرجنتين وانتهاكاته لحقوق الإنسان.

ورفض كرويف للوهلة الأولى السفر إلى الأرجنتين بسبب هذا الوضع السياسي وبعد تلقيه تهديدات بالقتل في حالة السفر للأرجنتين.

ونجح أصحاب الأرض مجددا في إحراز اللقب حيث حظي المنتخب الأرجنتيني بمساندة هائلة من المشجعين كما نال دفعة قوية بسبب أهداف ماريو كيمبس.

ووصل المنتخب الهولندي للمباراة النهائية مجددا ولكنه خسر أيضا أمام نظيره الأرجنتيني 1/3 بعد التمديد لوقت إضافي.

وتوج المنتخب الإيطالي بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخه عندما استضافت أسبانيا النهائيات عام 1982 حيث شهدت هذه البطولة زيادة عدد الفرق المشاركة في النهائيات إلى 24 منتخبا.

وعبر المنتخب الإيطالي الدور الأول (دور المجموعات) بصعوبة بالغة وبفارق الأهداف ولكنه نجح في التغلب على منتخبات الأرجنتين والبرازيل وبولندا في طريقه إلى لنهائي الذي تغلب فيه على منتخب ألمانيا الغربية 3/1 .

وفي عام 1986 ، نالت المكسيك حق استضافة المونديال مجددا. وشهدت هذه البطولة تألقا غير عادي لأسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا الذي قاد منتخب بلاده للفوز باللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد التغلب على ألمانيا الغربية 3/2 في المباراة النهائية.

وكانت مباراة الأرجنتين مع المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية كفيلة للتعريف الكامل بالأسطورة والظاهرة مارادونا حيث سجل هدفه الشهير الذي عرف فيما بعد من خلاله بلقب "يد الرب" حيث سجل هدفا مثيرا للجدل بقبضة يده قبل دقائق من تسجيل هدف آخر ما زال حتى الآن من أفضل الأهداف في تاريخ كأس العالم وكرة القدم بشكل عام.

ورغم ذلك ، كان مارادونا والمنتخب الأرجنتيني هو الطرف الخاسر في المباراة النهائية للبطولة التالية التي استضافتها إيطاليا عام 1990 حيث سقط الفريق في المباراة النهائية بالعاصمة روما أمام منتخب ألمانيا الغربية بهدف نظيف سجله أندرياس بريمه من ضربة جزاء ليتوج الألمان باللقب الثالث في تاريخهم.

وكانت هذه المباراة نهاية لبطولة افتقدت لكرة القدم الجميلة خاصة في مباراتي الدور قبل النهائي واللتين حسمتهما ركلات الترجيح.

وعرفت كرة القدم العالمية طريقها إلى الولايات المتحدة عندما استضافت الولايات المتحدة فعاليات مونديال 1994 والذي شهد تطورا في المستوى عما كان في مونديال 1990 وذلك باستثناء المباراة النهائية التي التقى فيها المنتخبان البرازيلي والإيطالي وحسمها نجوم السامبا البرازيلية بركلات الترجيح بعد التعادل السلبي الذي استمر على مدار 120 دقيقة هي زمن الوقتين الأصلي والإضافي.

وبالنسبة لمارادونا ، كان مونديال 1994 بالولايات المتحدة نهاية له مع كرة القدم حيث كشفت الاختبارات عن تعاطيه المنشطات ليستبعد من فعاليات البطولة.

كما أسفرت هذه البطولة عن مأساة أخرى حيث قتل اللاعب الكولومبي أندريس إسكوبار بعد أيام من عودته إلى بلاده بسبب الهدف الذي سجله عن طريق الخطأ في مرمى فريقه خلال المباراة أمام المنتخب الأمريكي.

وتوج المنتخب الفرنسي بلقب بطولة كأس العالم السادسة عشر التي استضافتها بلاده عام 1998 والتي شهدت زيادة عدد الفرق المشاركة في النهائيات إلى 32 منتخبا.

وسجل أسطورة كرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان صانع ألعاب الفريق هدفين برأسه في المباراة النهائية بالعاصمة باريس والتي فاز فيها الفريق 3/صفر على نظيره البرازيلي.

ولكن أحدا لم يستطع إيقاف المنتخب البرازيلي في البطولة التالية التي أقيمت بالتنظيم المشترك بين كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 .

وكان المهاجم البرازيلي الشهير رونالدو ، الذي مني بخيبة أمل كبيرة في نهائي مونديال 1998 ،هو النجم الأول لمونديال 2002 حيث سجل لفريقه ثمانية أهداف في هذه البطولة كان من بينها هدفا المباراة النهائية التي تغلب فيها البرازيليين 2/صفر على المنتخب الألماني في استاد مدينة "يوكوهاما".

واتسمت هذه البطولة بالخروج المخيب للآمال للعديد من المنتخبات التي كانت مرشحة بقوة لإحراز اللقب ومنها المنتخب الفرنسي الذي خاض البطولة للدفاع عن لقبه ولكنه خرج صفر اليدين من الدور الأول (دور المجموعات) .

وعادت البطولة إلى أحضان ألمانيا من خلال مونديال 2006 ولكن المنتخب الألماني لم ينجح في إحراز لقب البطولة على ملعبه مثلما حدث في مونديال 1974 وسقط في الدور قبل النهائي لمونديال 2006 ليكتفي بالمركز الثالث.

وأطاح المنتخب الإيطالي بنظيره الألماني بعد وقت إضافي في مباراتهما بالدور قبل النهائي ثم انتزع المنتخب الإيطالي لقب البطولة اثر فوزه على نظيره الفرنسي بضربات الترجيح في المباراة النهائية بعد تعادلهما 1/1 في الوقتين الأصلي والإضافي.

وبالنسبة لزيدان الذي قاد بهدفيه الفريق الفرنسي للفوز بنهائي مونديال 1998 ، كانت المباراة النهائية لمونديال 2006 بالعاصمة الألمانية برلين نهاية مخزية لمسيرته الكروية الرائعة حيث طرد اللاعب قبل نهاية الوقت الإضافي للمباراة بعدما نطح برأسه اللاعب الإيطالي ماركو ماتيراتسي في صدره.

وكان هذا اللقب هو الأول لإيطاليا منذ 24 عاما والرابع في تاريخ مشاركاته ببطولات كأس العالم ليكون أنجح المنتخبات في تاريخ البطولة بعد المنتخب البرازيلي المتوج باللقب خمس مرات.