المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة إلى " مدينة الصلخد " السورية...



ابو الزووز
15-04-2010, 02:22 PM
http://stashbox.org/764117/2viqcqo.gif
رحلة إلى " مدينة الصلخد " السورية









تقع مدينة صلخد على مسافة (34) كم إلى الجنوب الشرقي من السويداء ورد ذكرها في العهد القديم باسم سلخا و في الوثائق المصرية التي تعود إلى الألف الثاني قبل الميلاد كرسائل تل العمارنة بين ستين مدينة محصّنة من مدن باشان سماها الأنباط صلخد و دخلوها بعد معركة حامية الوطيس مع اليونانيين بالقرب من قرية امتان عام 88 ق.م و جعلوا منها عقدة تجارية مهمة و مستودعاً للبضائع و الأسلحة و مارسوا الزراعة و توسّعوا في حفر خزانات الماء و بناء المخافر العسكرية عام 106 للميلاد رضخت صلخد للحكم الروماني فجعلوا منها حصناً منيعاً يحمي حضارتهم من الجنوب الشرقي و يحمي بصرى الحاضرة التجارية يوم ذاك من القبائل البدوية و لذلك تكثر اللوحات الحجرية الرومانية المنقوشة التي تزدان بها جدران المدينة و من الجدير بالذكر أيضاً أن العرب الغساسنة قد سكنوها و اعتنوا بها و حافظوا عليها. شكّل عرب هذه المدينة رافداً هاماً للجيش العربي الإسلامي الذي طرد الرومان في معركة اليرموك سنة 635م لكن المدينة لم تزدهر في العصر الإسلامي مثلما ازدهرت في العهد الفاطمي منه حيث اتخذها الفاطميون موقعاً للوثوب إلى العراق و الوصول إلى الخلافة العباسية من جهة و كبح جماح القبائل البدوية من جهة أخرى، وآلت صلخد إلى حكم صلاح الدين الأيوبي عام (571هـ/1176م ) و عمّت مرحلة الرخاء و الازدهار فيها.


http://www.gamr15.org/up/upfiles/Gw860026.jpg


نقوش رومانية في صلخد


http://www.gamr15.org/up/upfiles/sfg60174.jpg


في عهد المماليك أصبح حصن صلخد في حماية الظاهر بيبرس بعد أن طرد المغول و جدد القلعة و أصلحها و رمم مسجد صلخد الكبير و أوكل إدارة هذا الحصن للقائد بلبان الأفرام (668هـ/1270م ) و هناك عديد من النقوش التي تحمل رسم الأسد و هو شعار الظاهر بيبرس و من بعده ولده السعيد بركة خان.

حين هاجر إلى صلخد سكانها الحاليون سكنوا عمائرها القديمة فغيّروها و استخدموا حجارتها في بناء البيوت الحديثة ثم احتلها الفرنسيون فجعلوا منها ثكنة عسكرية و أسهموا في القضاء على آثارها.

أهم المعالم الأثرية لمدينة صلخد:


http://www.gamr15.org/up/upfiles/M5460288.jpg


نقش يعود إلى عصر المماليك

القلعة:

بنيت على قمّة بازلتية ترتفع ألفاً و أربعمائة متراً عن سطح البحر، فأصبحت بذلك تطل و تشرف على كل ما يحيط بها من ريف المدينة فمن الغرب تشرف على أرض حوران بكاملها حتى مشارف الجولان و تقع قلعة بصرى تحت مراقبتها و إلى الجنوب و الشرق يمتد نظر المراقب منها حتى مشارف البادية و يمكن منها رصد أعلى تلال جبل العرب شمالاً.

للقلعة سوران متتاليان أحدهما دمّر و لم يبق منه سوى جزء تظهر بقاياه في الشطر الجنوبي الشرقي من القلعة و الأخر يشكل الجسم الخارجي للقلعة نفسها و قد صمم نصفه السفلي بشكل مائل نحو الداخل بهدف حماية جسد القلعة المشاد فوق كتلةٍ صخرية بازلتية أما نصفه العلوي فينتصب شاقولياً تخترقه كوى خاصة لرماة السهام على شكل مستطيلات شاقولية ( 120×10سم ) غرزت حجارة هذا الجدار في طبقة الكتلة البازلتية باستخدام بلاط كلسي خاص و نحتت بدقة متناهية مما يشير إلى فترة ازدهار مهمة شهدتها المدينة (1214-1247) في القلعة قاعات مختلفة صغيرة و كبيرة و قد اعتمدت على عدد من المصادر المائية في السلم و الحرب في مقدمتها خزّان المدينة الكبير أيام السلم و زمن الحرب و الحصار اعتمدت القلعة على خزاناتها الخاصة التي يستدل اليوم عليها في فتحاتها الموزّعة في جنبات القلعة و ضاعت معالمها بفعل الدمار بالإضافة إلى عدد من الآبار المحيطة بالقلعة و هي الآن ضمن المناطق السكنية

بنى القلعة الأنباط و جددها الأيوبيون ثمّ أتمها المماليك.





أحد ممرات القلعة الداخلية
http://www.gamr15.org/up/upfiles/5eX60431.jpg


المقبرة:

هي آبدة جنائزية تعود إلى الفترة الواقعة ما بين القرنين الثاني و الرابع للميلاد تم اكتشافها في النصف الثاني من عام 2004 و هي عبارة عن مغارة محفورة في السفح الغربي للتلة الحاملة لقلعة صلخد مساحتها 126م2 حفرها الإنسان و قسمها إلى معا** تختلف مساحاتها فيما بينها، بنيت واجهاتها من الحجر البازلتي المنحوت و زودت بباب حجري ( حلس ) تتوضع إلى يمين و يسار المدخل شواهد حجرية بازلتية هي عبارة عن مسلاّت جنائزية ذات أشكال دائرية في قمتها سبع منها رقشت عليها كلمات يونانية و ثلاث حملت نقوشاً نبطية و أخرى زينت بوجود بشرية ضاحكة.

تم اكتشاف العديد من اللقى الأثرية المهمة في هذه المقبرة منها: سرج فخارية – و صحون – جرار – أساور – خلاخيل – و أقراط ذهبية و خواتم و عقود و نقود. استخدمت المقبرة في المراحل النبطية و الرومانية و البيزنطية و قد قسمت من الداخل إلى ثمان غرف أو معا** بعضها للدفن و بعضها الآخر لتجميع الهياكل العظمية.


المئذنة:

http://www.gamr15.org/up/upfiles/2Pw60520.jpg
مئذنة جامع صلخد الكبير هي العنصر الوحيد المتبقي من الجامع، و تشهد الكتابتان المحفورتان عليها أن المئذنة و رواق المسجد بنيا من قبل عز الدين آيبك المعظمي عام 630هـ /1232-1233م و هذا يدل على وجود جامع أقدم في الموقع نفسه و سّعه عز الدين آيبك و أضاف إليه و يرجح أن البناء الأول قد تمّ في عهد فخر الدولة كمشتكين التاجي الذي حكم صلخد من عام 503هـ /1110م حتى وفاته عام 525هـ / 1131م أو في عهد خلفه عز الدين أبو منصور كمشتكين الذي حكم صلخد و بصرى حتى عام 541هـ/1146م.

للمئذنة شكل مضلّع يبلغ ارتفاعها الحالي 12م تقريباً تشبه إلى حدٍ ما المآذن المثمنة في منطقة الفرات و لا سيما مئذنة جامع مسكنة الكبير المشيّدة بالآجر لكن لمئذنة صلخد مسقطاً سداسياً و جدراناً بازلتية ذات ألوان متعددة فالأزرق في الأسفل يتلوه الأحمر ثم الأبيض و قد زودت بدرج لولبي الشكل و فتحات تهوية و زينت بأفاريز و زخارف حجرية تنسجم مع الفن المعماري الإسلامي في تلك الفترة و تحمل كتابة إسلامية تؤكد أنها بنيت عام 1232م بأمر من صاحب المدينة عز الدين أبيك و حتى اليوم لم يعثر على ملامح معمارية موازية لملامح هذه المئذنة في العالم الإسلامي.

http://i43.tinypic.com/2uj6tsp.jpg

تــحــيــاتــي
ابـــو الـــزوووووووز
انتظر الردوود

Yousef Wedyan
03-07-2010, 11:18 PM
مشكووووووووووووووور يا ابو الزووووووز