المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكذب وانواعه واخطاره على المجتمع



محمد الصمادي
05-03-2010, 09:39 AM
الكذب هو حل سهل يلجأ اليه الضعفاء وغيرالاذكياء‏,‏

وكثيرا ماينكشف فيلجأ الكاذب الي كذبة اخري يخفي بها الاولي‏.‏

وهكذا يدخل في حلقة مفرغة من الاكاذيب لا تنتهي‏...



والكذب دليل علي الخوف وعلي ضعف الشخصية‏,‏

اما الإنسان الصادق فهو شجاع‏,‏ يتحمل مسئولية اعماله‏


والكاذب لا يثق احد بكلامه‏,‏

حتي ان قال صدقا يشك الناس في صدقه قد يلجأ الي القسم ليثبت قوله‏,‏

فيشك الناس في اقسامه ايضا‏..‏ كلامه فقد هيبته‏.‏
فالكذب خطية مزدوجة‏,‏ تخفي وراءها في الغالب خطية اخري‏.‏

انه غطاء لخطية سابقة‏,‏ او حيلة لخطية مقبلة‏.‏

لذلك فالمرشد الروحي الذي يعالج الخطية عند الكاذبين‏,‏

عليه ان يسألهم ماهي الخطية الاخري التي دفعتهم الي الكذب‏.‏


والكذب قد يكون مباشرا أو غيرمباشر‏.‏

لذلك فإن ناقل الكذب يعتبر كاذبا‏,‏ وشريكا في الكذب ونشره‏.‏

ويدخل تحت هذا العنوان مروجو الشائعات الكاذبة‏,‏

وقد يقع في هذا الامر ايضا البسطاء الذين يصدقون كل ما يسمعونه‏,‏

ويتكلمون عنه كأنه حقيقة‏,‏ دون فحص وتأكيد‏,‏

وفي الحقيقة لا نستطيع ان نسمي هذه البساطة بمعناها الدقيق‏,‏ بل هي سذاجة‏.‏


من اجل هذا نقولها نصيحة لكل إنسان من هؤلاء‏:‏

لا تصدق كل ما يقال‏,‏ ولا تحكم بدون تحقيق‏.‏ فلم كنا نعيش في عالم مثالي‏,‏

لأمكن ان نصدق كل ما يقال‏,‏ ولكن ما دام الكذب موجودا في العالم‏,‏

فيجب علينا ان نحقق وندقق قبل ان نصدق‏.‏


فمصدر الخبر الذي يصل إلينا قد يكون جاهلا حقيقة الامر‏,‏

او علي غير معرفة وثيقة اكيدة بما يقول‏.


او قد يكون مبالغا فيما يسرده من اخبار‏,‏

أو أن مصادره التي استقي منها المعلومات غير سليمة‏,‏

او قد يكون غير خالص النية فيما يقوله‏,‏ وله أسباب شخصية تدفعه إلي طمس الحقائق‏,

‏ أو الي الدس والإيقاع بين الناس او له رغبة خاصة في إيذاء شخص معين او جماعة معينة‏,‏

وقد يكون احد المتكلمين مجرد محب للفكاهة‏,‏

يقول كلاما بقصد المزاح ليري ما مدي تأثيره‏.‏

او قد يكون محبا للإثارة‏,‏ ويفرح بان يعلن خبرا مثيرا‏.‏
ولا يصح ان يكون الانسان سماعا‏,‏ يصدق كل ما يسمعه‏,‏

او ان يكون تواقا لسماع الاتهامات الباطلة‏,‏

او ان يكون كالببغاوات التي تسمع دون ان تعقل‏.‏

والذي يسمع الكذب ويقبله‏,‏ إنما يشجع الكاذب علي الاستمرار في الكذب

يشترك فيها ثلاثة‏:‏

الكاذب‏,‏

وناقل الكذب‏.‏

وقابل الكذب‏.‏

حقا ما اكثر الاتهامات التي توجه إلي ابرياء‏,‏ وكلها كذب ودس ووقيعة‏.

‏ وللأسف تكون امثال هذه التهم احيانا محبوكة حبكا عجيبا‏,‏

حسب مهارة الشيطان في تدبير الشر‏.‏

لاحظ تطور الكلام في رحلته الي اذنيك‏,‏

ان كان نقل الكلام اي النميمة بسبب مشاكل

فإن أخف الناس ضررا من ينقلون الكلام كما هو‏,‏

كما يفعل مسجل الصوت اي الريكوردر الامين المخلص الذي لايزيد عما قيل شيئا‏.‏

ولكن غير الامناء فان ما يصل اليهم من الاخبار يضيفون عليه رأيهم الخاص

واستنتاجاتهم واغراضهم ويقدمون كل ذلك كانه كلام مباشر قد

وصل اليهم فلهذا كثير من الاخبار عندما تصل اليك‏,‏


تكون اخبارا مختلفة جدا عن الواقع‏.‏

هناك انواع اخري من الكذب‏:‏

منها من يذكر فقط انصاف الحقائق‏,‏

بان يخفي النصف الآخر من الحقيقة الذي يمكن ان يعكس المفهوم السليم‏,‏

ومن الكذب ايضا الملق والمحاباة‏.‏

اي المديح الزائد دون وجه حق ويزيد هذه الخطية بشاعة‏,‏

ان كان صاحبها بوجهين‏,‏ اي يتملق شخصا في وجهه ويذمه في غيبته‏.‏

والبعض قد يحابي اهل الموتي‏.‏

فيمدح المتوفي مديحا ليس فيه بشكل يتعب الحاضرين ويفقدهم الثقة في كلام التأبين‏.
ومن امثلة الكذب ايضا الظن السييء‏,‏ وايضا الرياء‏.‏


هناك عوامل تزيد بشاعة الكذب منها كلما كانت شخصية الكاذب كبيرة‏,‏

او كان موضع ثقة‏,‏ بحيث يصدق كلامه دون فحص‏!‏

وتزيد بشاعة الكذب ايضا كلما عظمت مكانة من تكذب عليه‏...‏

ومن امثلة الكاذبين اصحاب الرؤي الكاذبة والعرافة‏..‏
يظن البعض ان الكذب ينجي‏,‏ ويلجأون اليه لإخفاء خطية معينة‏.

‏ ونصحيتنا لهؤلاء ان يلجأوا الي طرق سليمة‏,‏

عارفين ان حيل الكذب قصيرة‏,‏ وغالبا ما ينكشف‏.‏

ونقول لهم ان الشيء الذي تخاف ان تنكشف فيه‏,‏ لا يصح ان تفعله‏.‏

ولو صمت ان تكون صادقا لاسترحت من خطايا كثيرة‏.‏

وقد يكون الكذب بسبب الإحراج او الخوف او الحاح السائل‏.‏

ونصيحتنا حينئذ ان السكوت افضل من الكذب‏.‏

لذلك اصمت‏,‏ او غير مجري الحديث‏,‏ او اعتذر عن الاجابة‏,‏

او تكلم بالصدق في الحدود التي تستطيعها‏.‏
وقد يكون الكذب بسبب الكبرياء إخفاء للجهل‏!‏

ولكن لا يضير الإنسان ان يقول احيانا لا اعرف‏.‏

وقد يكون سبب الكذب اضطرار وظيفة معينة‏,‏

مثل المحامي الذي يدافع عن مذنب‏,‏

او الطبيب الذي يخدع مريضا من جهة نوع مرضه‏..‏

ونحن نريد المحامي النزيه‏..‏ الذي لا يقبل الدفاع عن متهم إلا إذا كان واثقا من براءته‏.‏

اما ان دافع عن شخص مذنب‏.‏
فانه يشرح العوامل المحيطة التي تخفف من الذنب دون ان يكذب‏,‏

كذلك الطبيب لا يصح ان يخدع مريضه وهو علي ابواب الابدية فيفقده الفرصة للتوبة‏.‏

اما ان كانت الامراض تؤذيها الصراحة فالامر يحتاج الي لياقة وبشاشة‏,‏

والي عبارات رجاء‏,‏ والي تحذير بصورة لا تحمل اليأس‏.
ويقف امامنا سؤال هل إخفاء بعض الحقائق نوع من الكذب؟‏!‏

كلا فهناك اسرار للإنسان من حقه كتمانها‏,‏

او أسرار للآخرين ائتمنوه عليها ومن واجبه ان يحفظها مصونة‏.‏

(ياسمين)
05-03-2010, 03:18 PM
... للأسف إحنا في زمن الكذاب

اشكرك اخي

raad
06-03-2010, 12:19 PM
صح لسانك اخي محمد
مشكور