الغد - صدر حديثا عن وزارة الثقافة، كتاب (دور الفضائيات العربية في تشكيل الاتجاهات السياسية لأعضاء النقابات المهنية الاردنية تجاه الحراكات الشعبية العربية: قناة الجزيرة وقناة بي بي سي العربية نموذجا) لمؤلفه الزميل الاعلامي الدكتور ماجد جبارة.
توزعت فصول الكتاب على مقدمة، واربعة فصول، تفرعت عنها عناوين متعددة تبحث في قدرة وسائل الإعلام والاتصال ودور الفضائيات العربية تحديدا بالمساهمة في تراكم الوعي من خلال ما شهده العالم العربي من تحولات سياسية حادة منذ العام 2011 وحتى العام 2014.
يدرس الفصل الأول من الكتاب الاطار النظري للإعلام ودوره في التنشئة السياسية ومفهوم وتعريف الوعي السياسي والعوامل المؤثرة فيه وصولا الى الدور السياسي للنقابات المهنية الاردنية.
ويقرأ الفصل الثاني التأثيرات السياسية والاجتماعية للقنوات الفضائية العربية مشيرا إلى دور قناة الجزيرة وقناة بي بي سي العربية في احداث الحراكات الشعبية.
ويناقش الفصل الثالث احداث ووقائع ما اصطلح على تسميته "الربيع العربي"، من ناحية مفهومه وخصائصه وابرز القطاعات الاجتماعية الفاعلة في نشاطاته، متوقفا على دوافعه في كل من: تونس ومصر وليبيا وسورية.
ويوضح الفصل الرابع منهجية الكتاب والطريقة والاجراءات التي اتبعها المؤلف في البحث في استقراء أسئلة وعينات وحدود الدراسة من خلال التوقف على اسباب مشاهدة القنوات الفضائية الاخبارية العربية ونوعية والمضامين الاخبارية التي يتم الحرص على مشاهدتها في القنوات، وبالتالي عرض النتائج ومناقشتها واستخلاص توصياتها.
يستعرض الكتاب الذي جاء ضمن منشورات جرش مدينة للثقافة الأردنية، حجم وشكل التغطية التي قامت وسائل الاعلام المختلفة بخاصة قناة الجزيرة وقناة بي بي سي العربية في فترة شهدت تحولات سياسية صعبة على العديد من المجتمعات العربية، راصدا اراء لكثير من اعضاء النقابات المهنية الاردنية ممن شاركوا بفاعليات وحراكات "الربيع العربي".
ويؤشر الكتاب على العديد من المواقف التي طرحتها تلك الفضائيات في تغطيتها لأحداث "الربيع العربي"، كاشفا عن محركات واجندات واهداف بغرض تشكيل الاتجاهات ورسم الصور الذهنية عن كل ما جرى من احداث جسام.
ويبين الكتاب لدى تحليله لمواقف ووجهات نظر اعضاء النقابات المهنية ان هناك اراء وافكار متباينة وربما تكون غير واضحة يكتنفها الغموض وهو ما قادت المتلقي من اعضاء تلك النقابات بفعل تلك البرامج والنشرات الاخبارية والندوات الحوارية الى حالات من الحيرة والقلق والتوتر والاكتئاب.
ويرى الدكتور جبارة ان قناة الجزيرة عملت على تغطية وقائع "الربيع العربي" طيلة ساعات بثها بكم وفير من الاخبار والتعليقات والتقارير والصور وهو ما جعل كثير من الناس في حالة من الخوف والارتباك، حيث يخلص المؤلف في نتيجة قراءاته لبرامج القناة انها لم تكن في موقف الحياد حيث تحوّل الكثير من المشاهدين والمتابعين عنها صوب قنوات اخرى مثل قناة بي بي سي العربية حيث جرى اعتبارها من طرف خبراء الاعلام الى جانب قناة الجزيرة انه كان لهما دور كبير في تشكيل الاتجاهات السياسية لأعضاء النقابات المهنية الاردنية باعتبارهم احد مكونات المجتمع العربي بشكل عام .
ويدعو الكتاب الى اجراء المزيد من الدراسات المسحية حول دور الفضائيات وضرورة فهم توجهاتها السياسية تجاه الحراكات في طريقة ما تبثه من وقائع، مبينا ان قراءة وتحليل نظرة اعضاء النقابات المهنية الاردنية يعبر عن حاجة اساسية وضرورية للانتقال الى حالة جديدة اكثر وعيا وتنظيما وايمانا بالدور السياسي للأردنيين.
ويؤكد الكتاب على أهمية اعادة تقييم مسيرة الفضائيات العربية وبناء تصورات موضوعية تجاه برامجها وادواتها وكيفية مواجهة العقبات والتحديات بعيدا عن الانفعالية والارتجال واسلوب التهويل والمبالغة على نحو يتسم بالمرونة والحيادية والموضوعية.
ويسد الكتاب فراغا في المكتبة العربية التي ما تزال تعاني من نقص في تناول مثل هذه الموضوعات حيث غدت تؤثر في قرارات ومصائر افراد وجماعات في قطاعات عديدة من المجتمع العربي من بينهم اعضاء النقابات المهنية الاردنية باعتبارهم محور الكتاب. - (بترا)