اكتشف علماء الفضاء ثقبا أسود يساوى حجم شمسنا 12 مليار مرة ونحو 3 آلاف مرة حجم الثقب الأسود الموجود وسط مجرة درب اللبانة.
ويعتقد العلماء أن الثقب البعيد تضخم فى وقت مبكر جدا من تاريخ الكون، نحو 900 مليون سنة بعد الانفجار الكبير، وهذا ما أذهل علماء الفلك.
وتستغرق الثقوب السوداء ملايين السنوات كى تكبر، كما تقول النظريات الحالية، وهناك حدود نظرية بشأن مدى سرعة نموها. ولذلك فإن وجود هذا الثقب العملاق الذى عُثر عليه حديثا يثير أسئلة خطيرة بشأن كيفية نشوء الثقوب السوداء.
يقل الدكتور ماكس تيجمارك عالم الكونيات فى معهد ميتشيجان للتكنولوجيا الذى لم يشارك فى الاكتشاف: «يثير اكتشاف هذا الثقف الأسود الهائل الذى حطم الأرقام القياسية السابقة سؤال محيرا لا إجابة له، وهو كيف تشكل؟ إذا كان هذا الثقب الأسود بدأ يتكون كنجم ينهار، فقد أكل ما يساوى وزنه مليارات المرات عند مولده ليصبح بهذا الثقل. فكيف نجح فى أكل هذا القدر الكبير فى وقت قليل؟».
يقع الثقب الأسود وسط سحابة مضيئة من المادة، وهى جسم فضائى معروف بالنجم الفلكى البعيد، يقع على بعد 12,8 مليار سنة ضوئية عن الأرض وضوءه أكثر من ضوء الشمس 420 تريليون مرة.
النجم الفلكى البعيد حدد موقعه فريق من الباحثين يستخدمون تليسكوب ليجيانج فى يونان بالصين أما حجم الثقب الأسود ومسافته فقد أكدتها أعمال الرصد التى تمت بالتليسكوب فى أريزونا وهاواى وتشيليز ومع أن الثقوب السوداء لا يمكن رؤيتها بشكل مباشر، فبإمكان علماء الفلك استنتاج وجودها وحجمها بناء على رصد المادة التى تسقط فيها.
يأمل الباحثون أن المزيد من رصد النجم الفلكى البعيد، باستخدام تليسكوب هابل الفضائى وتليسكوب تشاندرا بأشعة إكس، سوف يلقى الضوء على تشكيل الثقوب السوداء والمجرات فى بداية الكون.
وقال الباحث المشارك الدكتور شوبينج وأستاذ الفلك فى جامعة بيجين والمدير المشارك لمعهد كفالى للفلك والفيزياء الفلكية: «هذا النجم الفكلى البعيد فريد جدا. فهو باعتباره الفناء الأكثر لمعانا فى الكون البعيد، يشع الضوء لمساعدتنا على إجراء المزيد من الأبحاث بشأن الكون المبكر».