يبدو أن إغلاق عدد من القنوات الدينية المتشددة في أعقاب ثورة 30 يونيو دفع بعض الشبكات الفضائية إلى دخول تحدٍّ جديد بإطلاق قنوات دينية ذات طبيعة مختلفة عن سابقتها التي تم إغلاقها، حيث قرر القائمون على هذه القنوات أن تكون وسطية بعيدة عن التشدد وألا تكون السياسة طرفاً في الحديث.وبدأت مجموعة قنوات "دريم" القصة مع بداية شهر رمضان الجاري بإطلاق قناة "دريم 3"، وبعدها أعلنت شبكة تلفزيون "النهار" عن إطلاق قناة دينية جديدة، وبهذا الصدد أكد إبراهيم حمودة، رئيس قناة "النهار"، في تصريحاته أن القناة ستسعى إلى إعلاء مبدأ "الدين المعاملة" ولن يكون بها أي محتوى سياسي.
وأوضح حمودة أن القناة في الوقت الحالي تبحث عن كوادر إعلامية دينية من أجل الظهور عبر شاشتها، مشدداً على أنهم سيبتعدون عن دعاة الفتنة، وسيستعينون بشخصيات وسطية لا خلاف عليها، مشيراً إلى أن هناك برنامجين يعرضان عبر تلفزيون "النهار" في الوقت الحالي، أحدهما لعمرو خالد والآخر للداعية الشاب مصطفى حسني وكلاهما بعيد عن إثارة الفتنة، موضحاً أن الحكمة في ذلك تعود إلى طبيعة الشعب المصري نفسه الوسطية التي لا تميل إلى التشدد.
كما أكد حمودة أن القناة ستنطلق تحت شعار "النهار نور"، وستسعى إلى أن تكون ذات محتوى اجتماعي متنوع، على أن تنطلق عقب عيد الفطر المقبل، مشيراً إلى أنه يأمل ألا يعترض النظام الحالي عليها، خاصة أنه في تحدٍّ مع القنوات التي روَّجت لصورة سيئة عن القنوات الدينية وتم إغلاقها قبل فترة.
ومن جهة أخرى دشنت قناة "On Tv" برامج دينية عبر شاشتها، واستعانت بعدد من الوجوه الوسطية، من بينهم الشيخ مظهر شاهين الذي لُقب ب"خطيب الثورة"، حيث يقدم برنامج "الجانب الآخر"، وكان قد تعرّض لحملة تشويه من قبل تيار الإسلام السياسي في الفترة السابقة.
ومن أهم الفروقات التي ستظهر بين القنوات الدينية الجديدة ونظيرتها التي تم إغلاقها مثل: "الحافظ"، "الناس"، و"الحكمة"، هو الابتعاد عن السياسة، حيث كانت القنوات الدينية قبل ثورة 30 يونيو تلعب دور المحرّض على مَنْ يخالفها الرأي من التيارات الأخرى، وهو ما كان ينذر بكارثة خاصة مع زجّ الدين في التحريض.