"الاقتصادية" من الرياض
تساءل عدد من الكتاب والمثقفين عن ما قدمته الفضائيات العربية والتي بلغ عددها 700 قناة لتثقيف مشاهديها وتعزيز قيمهم، حيث أكد الكاتب محمد الماضي أن هذه الاهتمامات تحتل آخر درجة في سلم اهتمامات القنوات الفضائية العربية، وبأن ما يقدم في هذا السياق غير مثير للانتباه. وأشار الماضي خلال مشاركته في ندوة "الثقافة والفضائيات" ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، إلى أن الفضائيات لا تلقي بالا للتحديات التي تواجه الثقافة العربية، لافتا إلى أن بعض الفضائيات أشعلت جذوة الخلاف بين أبناء االوطن والمذهب الواحد، وأشاعت روح التطرف وقيم التعصب والصراع الفكري على حساب ثقافة الحوار. من جهته تساءل الكاتب اللبناني أحمد الزين في ندوة أمس "الثقافة والفضائيات" عن غياب ثقافة العقل والمعرفة من الفضائيات العربية بشكل عام، فيما استغرب انتشار ثقافة الاستهلاك على حساب ثقافة العقل، مرجعا السبب إلى ضرورة المغامرة المالية من المنتجين وصانعي الإعلام، لإنشاء ما هو جاد فضائيا ومفيد للعقل العربي. وأكد الزين أهمية المؤسسة الفضائية الثقافية ودورها في استثمار العقل العربي وما يفرض من تحديات. وانتهى الزين إلى ما تنتظره الأجيال الجديدة التي تقرأ في أكثر من كتاب. فيما استعرضت المذيعة الكاتبة مريم الغامدي تأثير التقنية والفضائيات المفتوحة على مصراعيها، في حساب ثقافة العلم والمعرفة، المؤثرة في مستقبل الأجيال ونظرتهم المبهورة بالموضة. وأشارت الغامدي إلى سلبيات الفضائيات، وعدم اهتمام مذيعيها بإتقان اللغة العربية، وعدم مراعاة ذائقة المشاهد العربي وإخضاعه لخصوصية اللهجة التي يتكلم بها المذيع. وفي ندوة أخرى بعنوان "المسرح السعودي في المملكة الواقع والمستقبل"، طالب نايف البقمي مدير ملتقى النص السعودي بتوفير كرسي للابتعاث لدراسة المسرح وتفعيل دور جمعية المسرحيين السعوديين، ووجود قاعات للعرض المسرحي متوافرة في كل منطقة. واعتبر البقمي خلال ورقته في الندوة أن أزمة الكتاب ناتجة عن قلة الجدوى المادية والإعلامية، مشيرا إلى أن أزمة المسرح في الكتاب وليست في النصوص. كما انتقد البقمي أداء ممثلي المسرح الحالي من بداية النص، إلى العقدة ثم النهاية، معتبرا أن هذا النوع غير المسرحي أحدث تخلفا واضحا لدى الجمهور في فهم الفنون وأتلف الذائقة الفنية. فيما اعتبر فهد ردة الحارثي عضو لجنة الفنون المسرحية في جمعية الثقافة والفنون خلال حديثه في ندوة "فنون الثقافة التقليدية في المملكة"، أن النجاحات التي تحققت لمسرح الجمعية عبارة عن اجتهادات شخصية قام بها أشخاص، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المشاركات الخارجية تركت بصمتها الكبيرة في تطور المسرح السعودي، واستطاعت أن تعوض غياب المعاهد المسرحية السعودية.

ونوه الحارثي باهتمام وزارة التربية والتعليم بالمسرح، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأندية الأدبية تلعب دورا مهما في حركة المسرح السعودي، إلا أنها توقفت عند عدد بسيط من الأعمال المسرحية.

وعلى الصعيد ذاته اعتبر محمد العثيم المشرف على ورشة التدريب المسرحي في الرياض خلال ورقته عن "الطقس المسرحي بؤرة المسرحانية" أن من يستطيعون تبني الطقس المسرحي لا يزالون في مشكلة لمزيد من فهم الطقوس وفعلها في النفس الإنسانية. وأشار إلى بقاء الطقوس لفهم المسرح بأكمله. وقال العثيم إن ما نعرضه ليس بالضرورة مسرحا، معللا ذلك بعرض كثير من الأعمال المدهشة بكونها عرضا جسديا لا يرقى للروح التي بدأ فيها عالم المسرح واستنطاقها بتلبس الجسد، مشيرا إلى أن الطقس المسرحي لم يحظ بما يستحق من نظر رغم أنه هو الماهية في العمل المسرحي وما يبعده عن كثير من أشكال الدراما