يوم لا ينساه المصريون عندما التفوا في أول ستينيات القرن الماضي حول صندوق الدنيا الخشبي،وعيونهم تتطلع إلي أي أشارة أوصوت يصدر عنه،وقلوبهم ترتجف في انتظار دخول مصر إلي نادي التليفزيون العالمي، وتمر السنوات وتتعدد الدول التي أصبحت عضوا فيه،وأصبح صاحب التأثير الأعظم في كل العالم لتصدر الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها في عام 1996 باعتبارغدا 21 نوفمير يوما عالميا للتليفزيون، وهو نفس اليوم الذي عقد فيه أول منتدي عالمي للتليفزيون لمناقشة الأهمية المتزايدة للتليفزيون والتأثير المتزايد له للتليفزيون في عملية صنع القرار، وإيصال المعلومات إلي الرأي العام والتأثير فيه.
وافتتح التليفزيون المصري في تمام الساعة السابعة مساء 21 يوليو 1960 ولمدة خمس ساعات يوميا وبدأ الإرسال بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم إذاعة وقائع حفل افتتاح مجلس الأمة وخطاب الرئيس جمال عبد الناصر ونشيد »وطني الأكبر»‬ ثم نشرة الأخبار ثم الختام بالقرآن الكريم،وواصل دوره حتي أصبح ينقل كل العالم إلي البيوت،ومن هنا يمكن ان نتفهم نتائج آخر استطلاع اجرته شبكة osn الذي كشف، أن مصر الأولي في منطقة الشرق الأوسط متابعة للتليفزيون،ومشيرة إلي أن 37% من المصريين يجلسون مدة تصل إلي 5 ساعات يوميًا في مشاهدته و15% وصلوا إلي اكثر من 7 ساعات، وفي دراسة أخري لعام 2016 جاءت مصر الثالثة عالميًا بمعدل يفوق 20 ساعة اسبوعيًا بعد تايلاند والفلبين. ذكريات عديدة استرجعتها »‬الأخبار» مع الآباء والأجداد وحكايتهم مع التليفزيون،حيث يقول لنا عم احمد عبد الفتاح، احد الذين عاصروا اول بث للتليفزيون المصري، أنه كان شيئًا عجيبًا لم يعتده في البداية ثم ادمنت الجلوس امامه،رغم أنه لم يكن به قنوات كثيرة ولم يكن هناك فضائيات،و كان يعرض بعض البرامج والافلام الابيض والاسود والمسرحيات التي لازلنا نشاهدها حتي الآن دون ملل، ومازلنا نستعيد ذكرياتنا والمشادات التي تحدث مع الاباء بسبب ترك المذاكرة والتفرغ له. أما الحاجة هدي رشوان، فتتذكر جيدًا يوم حمل ابوها ذلك الجهاز ودخل به إلي المنزل وسط فرحة عارمة اجتاحت المنزل لشرائه التلفاز، وكانت الاسرة بأكملها تلتف حوله في انتظار،وتؤكد دوره الكبير في مواجهة الأزمات.
وفي هذه المناسبة تدعو د. هويدا مصطفي، عميدة المعهد الدولي للإعلام بأكاديمية الشروق، التليفزيون المصري إلي ان يقوم بتطوير ادائه ليتواكب مع الفترة الحالية التي اصبحت تتجه للاعتماد علي الانترنت ووسائل السوشيال ميديا بشكل كبير.