الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصداق الوعد الأمين

اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علِّمنا ما ينفعنا

وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا

اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
ثم أما بعد .

شهر التجارة بامتياز تجار نجحوا وأفلحوا جعلوا الشهر موسم لتجارة مع الله ,استغلوا شهر الرمضان لزيادة رصيدهم من الحسنات .صلوات وأذكار تصدق وزكوات,تضامن ورحمة للأرملة والمسكين ,يفطرون الصائمين ماتركوا باب من أبواب الخير إلا ساهموا فيه هؤلاء تاجروا مع من لايضيع تجارتهم .تعاملوا مع من يعطي على الحسنة عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وضعوا أمام أعينهم
عن أن أبي هريرة حدثهم أن رسول الله قال : من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
رواه مسلم
عن أبي سهيل عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال : إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين
رواه مسلم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم
اخرجه النسائي
قال الشيخ الألباني : صحيح
عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن كعب بن عجرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال : آمين فلما ارتقى الدرجة الثانية قال : آمين فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال : آمين
فلما نزل قلنا يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه قال : إن جبريل عليه الصلاة و السلام عرض لي فقال : بعدا لمن أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بعدا لمن ذكرت عنده فلم يصلي عليك قلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بعدا لمن أدرك أبواه الكبر عنده فلم يدخلاه الجنة قلت آمين
هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه
مستدرك الحاكم : صحيح
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة.)
صححه الألباني في جامع الترمذي
قال ابن رجب رحمه الله: ["بلوغُ شهر رمضان وصيامُه، نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استُشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فَرُئِي في النوم سابقا لهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاةً، وأدرك رمضان فصامه، فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعدَ مما بين السماء والأرض"] صحيح سنن ابن ماجة.
بشراكم بشراكم نعمة التجارة هي تجارة رابحة.
وفي الجهة الأخرى تجار من نوع خاص ينتظرون قدوم الشهر الفضيل ليرفعوا الأثمنة ويحتكروا السلع .نعم ما إن يبدأ الشهر الفضيل حتى تسمع أرقام فلكية في أثمنة السلع ويبدأ الكل يشتكي من هذه الظاهرة .
ألا تستحيون أيها التجار
في المستدرك عن عبد الرحمن بن شبل يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إن التجار هم الفجار). قالوا: يا رسول الله، أليس قد أحل الله البيع؟ قال: (بلى، ولكنهم يحلفون فيأثمون، ويحدثون فيكذبون)...وقال هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. انظر حديث رقم‌: 1594 في صحيح الجامع‌.
وعند الترمذي :
حدثنا أبو سلمة يحيى بن خلف حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن إسمعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده أنه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا أعناقهم وأبصارهم إليه فقال إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله وبر وصدق قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ويقال إسمعيل بن عبيد الله بن رفاعة أيضا.
في التحفة :
قَوْلُهُ : ( إِنَّ التُّجَّارَ ) بِضَمِّ الْفَوْقِيَّةِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ جَمْعُ تَاجِرٍ ( يُبْعَثُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فُجَّارًا ) جَمْعُ فَاجِرٍ مِنْ الْفُجُورِ ( إِلَّا مَنْ اِتَّقَى اللَّهَ ) بِأَنْ لَمْ يَرْتَكِبْ كَبِيرَةً وَلَا صَغِيرَةً مِنْ غِشٍّ وَخِيَانَةٍ أَيْ أَحْسَنَ إِلَى النَّاسِ , فِي تِجَارَتِهِ أَوْ قَامَ بِطَاعَةِ اللَّهِ وَعِبَادَتِهِ ( وَصَدَقَ ) أَيْ فِي يَمِينِهِ وَسَائِرِ كَلَامِهِ . قَالَ الْقَاضِي : لِمَا كَانَ مِنْ دَيْدَنِ التُّجَّارِ التَّدْلِيسُ فِي الْمُعَامَلَاتِ وَالتَّهَالُكُ عَلَى تَرْوِيجِ السِّلَعِ بِمَا تَيَسَّرَ لَهُمْ مِنْ الْأَيْمَانِ الْكَاذِبَةِ وَنَحْوِهَا حَكَمَ عَلَيْهِمْ بِالْفُجُورِ , وَاسْتَثْنَى مِنْهُمْ مَنْ اِتَّقَى الْمَحَارِمَ وَبَرَّ فِي يَمِينِهِ وَصَدَقَ فِي حَدِيثِهِ . وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الشَّارِحُونَ وَحَمَلُوا الْفُجُورَ عَلَى اللَّغْوِ وَالْحَلِفِ كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ . قَوْلُهُ : ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ) وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ وَالدَّارِمِيُّ .
رمضان شهر التضامن والتسامح في البيع والشراء والتجاوز عن الضعفاء والمساكين ,اسمع هذا الحديث المبشر بحب الله للمتسامحين في البيع والشراء: "إن الله تعالى يحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء"... . أخرجه الترمذى عن أبي هريرة‌.(‌صحيح‌) انظر حديث رقم‌: 1888 في صحيح الجامع‌...وفى رواية عند البخارى دعاء من النبى بالرحمة حيث قال:" رحم الله عبدا سمحا إذا باع سمحا إذا اشترى سمحا إذا قضى سمحا إذا اقتضى . أخرجه البخارى‌ عن جابر‌.....وفى رواية البشرة بالمغفرة حيث يقول:" غفر الله لرجل ممن كان قبلكم كان سهلا إذا باع سهلا إذا اشترى سهلا إذا اقتضى .(أخرجه أحمد) عن جابر‌....(‌صحيح‌) انظر حديث رقم‌: 4162 في صحيح الجامع‌.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .