الآن أي إنسان على شيء من العلم؛ يجعل العمل الصالح ديدنه وهدفه الأول، هو يعمل عملاً يصلح للعرض على الله عز وجل

الآن المؤمنون يتفاوتون، لا في أنهم يعملون الصالحات، كلهم يعمل صالحاً، ولكنهم

يتفاوتون في تسابقهم إلى أعظم الأعمال الصالحة.

الحقيقة يقول عليه الصلاة والسلام:

(( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم يُنْتَفَعُ به، أو ولد صالح يدعو له))

[ مسلم عن أبي هريرة]

الآن بطولة المؤمن ليس أن يطعم فقيراً، ليس أن يعطي صدقة، ليس أن يرعى يتيماً، بطولة المؤمن أن يعمل عملاً يستمر بعد موته

تعد الأعمال المستمرة بعد الموت من أعظم الأعمال على الإطلاق؛ إنسان ترك كتاباً في التفسير فرضاً

انتفع منه مئات مئات مئات الألوف من الدعاة إلى الله وقد مضى على موته ألف عام، هذا عمل

ترك ولداً صالحاً يدعو له، ترك صدقة جارية، بنى مسجداً، بنى ميتماً، بنى مستشفى، بنى مدرسة شرعية، ترك عملا

فأنت اسع إلى عمل لو أن الأجل قد انتهى العمل مستمر .

الآن المؤلفات القيمة في الإسلام، مثلاً رياض الصالحين للإمام النووي؛ أليس هذا صدقة جارية؟!

لا يوجد بيت إلا و فيه رياض الصالحين، لا يوجد بلد إسلامي إلا و يوجد فيه رياض الصالحين

مغني المحتاج للإمام النووي، شرح صحيح مسلم، الإمام مسلم، الإمام البخاري، هناك علماء كبار تركوا مؤلفات ينتفع بها المسلمون

كل ساعة في أي مكان في العالم؛ هذه صدقة جارية.

ما تمكنت من أن تترك مؤلفاً علمياً، ولداً صالحاً، حينما تحرص على تربية ابنك حرصاً شديداً

تربي إيمانه، تربي خلقه، تربي عقله، تربي جسمه، تعتني به إلى أن يصبح هذا الابن رجلاً صالحاً يدعو لك من بعدك، هذا صدقة جارية.