يـحــن فــؤادي لـلــشــبــيــبــةِ والــصــــبا
فـما زلـتُ رغـمَ الشـيـبِ أذكرُ زيـنـبـا


ولا انـطـفــأَ الـــوجــدُ الـــذي زادَ وهـجُــه
ولا لـهــبُ الأشـــواق مـــن حـبـها خـبـــا


وأذكــــرُ أيــامًــا سـقـى الله ذكــــرَهــا
فـقـد كـان عـهــدًا لـلـمـسـراتِ مـلـعبا


فــإن كــانَ قـلـبـي بـالـوصــال مـنـعـمًـا
فـقـد صـارَ بـعـدَ الـهـجـر قـلـبًا مـعـذبًا


غــــزال أســيــلُ الــخـــد أحـــورُ فـــاتـــنٌ
فـمـن نـظــرةٍ أردى ومـن بـسـمـةٍ سبـى


بـروحـي أفــدي فــاتــرَ الـطـرفِ مـائـسًـا
وأفــدي بـنــانًا بـالـغـــوالـي مـخـضَّـبــا


فـمـا غـابَ عـن عـيـنـي طيفُكِ لـحظةً
ولـم أرَ مـن سـحـر بـعـيـنـيـكِ مـهـربـا


ولِــم يُـسلِــنـي إلا اشــتـيـاقـي لــمــاجــدٍ
أحـب مـن الـمسك الـعـتيـق وأطـيـبـا


لــمـقـدمـــهِ غــنـى الـــفـــؤادُ فــأطـــربـا
فــأهــلاً وسهــلاً بال‍ــحبـيبِ ومــرحــبـا


فــإن ودعـتْ هــامـبــورغ خــيـرَ رجــالـنـا
فقد حضنت دُورُ الحميمةِ كوكبا


وفــألُـــك أفــــراحٌ وأُنــــسٌ وبــــهـــجـــةٌ
فمــا زلــتَ أحلى في الفــؤادِ وأعــذبـــا


فـــتًـى زانــــه حـــلــــمٌ وعـــلــــمٌ وعـــــزةٌ
فــأخــلاقُــه تــمــلي عليَّ لأكــتــبــا


ويــنــهــشُـــه ريــــبُ الــزمـــان بـــنــابِـــــه
فــمــــا كــان خــــوارًا ولا مــتــهــيــبًـا


يظل الكريمُ الشهمُ في النفس حاضرًا
ولـــو بــعـــدت أســفــــاره وتـــغـــربــــا


وأن كـريـمَ الــنـفــسِ يـخـفي صـفـاتِـه
فـتظـهـرُ مثلَ الشمسِ إن شــاءَ أو أبــى


تـرى الـمـرءَ يـسـعى لـلـسـلامـةِ جـهــدَه
وكـانَ قــضـــاء اللهِ لــلــعـبـدِ أقــربا


تـــحــمــــلَ أعـــبــــاءَ الــزمـــانِ وغـــــدرَه
فـما غـابَ عن سـاحِ الـمـعالي ولا نــبـا


ومــا غــابَ مــن هـــذا أبــوه عــن الـــعـــلا
ولا زل عـن دربِ الــكــرامِ ولا كـبـا


عـلي بـن مـحـمـود بـن دغـلـوب فـخـرنـا
نـبـاهـي بـه الأشـيـاخ شـرقًا ومـغــربًا


ويــعــرفُ أعــيــانُ الــقــبــائــلِ فــضـلَــه
فــإن لـــه كـــفًــا نــديًــا ومــعــشــبًــا


ومــن وهبَ الــمـعــروفَ ســــرًا وجــهـــرةً
غــدا في نـفـــوسِ الـعـالـمـينَ مـحـبـبـا


فـبـالـبـذلِ والإحـسـانِ والـعـزم ِوالـتقى
تـبــوأَ مـن أعـلى الـمـقـامـاتِ مـنـصـبـا


وإن لــــه جــــاهًــا ووجــــهًــا وهــيــــبــةً
وإن لــه بــيتًا مــن الــجــودِ مــخــصــبا


سـأقـطـف مـن روض الـقـوافي ويـنـعِـهــا
فـأعصــرَ من تـلـكَ الـورودِ لـتـشـربـا


نســجــتَ مــن الــعـلـيــاءِ ثــوبًـا مـطــرزًا
كسـوتَ به الأعـمـامَ و الـخـالَ والأبـا


فـلـولا كَ يـا زيــنَ الـشـيــوخِ وتـاجَـهـم
لأقــفـــرَ وا ديــنــا وجـــفَّ وأجــدَبـــا


إليك اعـتـذاري يــا أبــا الفـضـل إنـني
غدوتُ بتقصيري عن الـمدحِ مُذنِبَـا
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ


أبو أسامة زيد الأنصاري