قبل أن يغادرنا أولادنا !
عندما نقول للصغير: سـوف تكبر يوما فإننا نقصد أنه سيكبر في يوم من أيام المستقبل البعيد جداً ولا نعني اليوم ،،
والحقيقة أن هذا اليوم يأتي أبكر مما نتوقع ؛ خاصة في عالم نُزعت منه البركة وأصبحت أيامه متتابعة .
تقول أم سافر ولدها وبقيت وحيدة :
بعد رحيل ولدي شاهدت طفلين يتشاجران في متجر ووالدتهما تصرخ فيهما ،،
فأدركت مدى سطحية الشجار بين الأخوة ؛ وكدت أندفع إلى تلك المرأة الغريبة لأقول لها: تمتعي بهذه المرحلة من حياتك فهي لن تدوم !
ثم خشيت أن تعتقد أني مجنونة !
وتصف أم أخرى وضعها بعد رحيل أولادها: أما المنزل فبدا مهجوراً بلا أولاد ؛ فالألعاب مخبوءة في القبو والسكون يلف الغرف ،،
لقد غابت الحيوية الصبيانية التي ملأتها فيما مضى !
لكن هذين الشابين الطويلي القامة ليسا هما اللذين أفتقدهما،،
بل إني أفتقد الصبيين الصغيرين العزيزين المقيمين فقط في ألبوم الصور وفي الذاكرة .
إن أولادنا ضيوف في بيوتنا، وإنهم راحلون يوماً، ومغادرون إلى غير رجعة، وقد يعود بعضهم إلينا، وقد يسكن بجوارنا، وقد يكثر من زيارتنا، ولكنه سيأتينا مشغول الفكر أو مستعجل الانصراف ، وستنتفي حاجته إلينا !
فاجعلوا علاقتكم بأولادكم قوية ومتينة،، وأكرموا وفادتهم ليحملوا أجمل الذكريات وأعظم الامتنان للبيت الذي حضنهم .
إن الأولاد هم زينة الحياة الدنيا، وقد نادى زكريا ربه أن لا يذره فرداً،
وكان النبي عليه السلام على كثرة أعبائه لا يبخل على أحفاده بوقته فيلاعبهم ويراقبهم ويوجههم فيسر بهم ويسرون به .
فاغتنموا فرصة وجودهم، ولا تنصرفوا عنهم إلى العمل أو أي صارف آخر، بل تمتعوا بهم ومتعوهم بكم ولن تندموا أبداً على تقوية الأواصر الأسرية ،
مقاله تستحق التأمل 