شن الكاتب الصحفى الأردنى رائد سليمان الخشمان هجوماً حاداً على حسام حسن المدير الفنى لمنتخب بلاده عقب الهزيمة أمام أوروجواى بخماسية نظيفة فى ذهاب الدور الحاسم بتصفيات كأس العالم.

وحمل الكاتب المدرب المصرى مسئولية الهزيمة فى مقال طويل نشرته "السوسنة" الأردنية جاء نصه:"
أن تخسر أمام منتخب بحجم الأوروغواي فهذا طبيعي ومهما كانت النتيجة، ولكن أن تصل مرحلة متقدمة في المنافسة على أحدى بطاقات الصعود الى كأس العالم، فيجب عندها أن تكون في المستوى، وأن تقدّم كل ما لديك لتحصل بالنهاية إما على بطاقة الصعود أو تخرج بشرف.
للأمانة بأن جميع اللاعبين الذين لعبوا مباراة الملحق العالمي قدموا كل ما لديهم من جهد، ونقول لهم بوركتم.
وفي إعتقادي أن سبب الخسارة المهينة هو إقحام المدرب لخمسة لاعبين شبان جدد دفعة واحدة في مواجهة منتخب عملاق. هل هذا فكر مدرب محترف؟ ولماذا يضع لاعبين مثل عبدالله ذيب (كابتن منتخب الشباب في كأس العالم بكندا) وشادي أبو هشهش اللاعب صاحب الخبرة في محور الدفاع، ومحمد مصطفى قلب الدفاع.
ثم كيف يتم الزج بثلاثة لاعبين في الهجوم دفعة واحدة (أحمد هايل وثائر البواب وراكان الخالدي) أمام منتخب فيه سواريز وكافاني وغيرهم من النجوم.
وأنهى المدرب العبقري مسرحيته الهزلية بالتبديلات بعد إخراج الثلاثي (خليل عطية وعدي زهران وعدي الصيفي). وأجزم بأننا لو لعبنا بنفس التشكيلة أمام أي منتخب عربي لخسرنا.
عموماً قبل أن تكون مسؤولية المدرب، فهي مسؤولية الإتحاد الذي تعاقد معه، وهو لا يمتلك أي تاريخ تدريبي، ولا حتى شهادة تدريب متقدمة، ومؤهله الوحيد أنه قريب المرحوم محمود الجوهري بالنسب وأحد تلامذته ولاعب دولي سابق. أترون كم هي معايير ساذجة تلك التي أختير بناءً عليها منصب مدير فني لمنتخب ينافس على الصعود لكأس العالم. كنت من أشد المطالبين بتغيير المدرب عدنان حمد، ولكن البديل كان أقل تأهيلاً وخبرة وحنكة وأكثر تهوراً، وتاريخه يشهد بذلك.
الأختيار العشوائي والعاطفي للمدرب لا يعفي مسؤولي الأتحاد من مساهمتهم المباشرة بالخسارة. ولو كانوا يتحلون بروح المسؤولية لقدموا استقالاتهم، بعد أن قامروا بأحلام شعب كامل، بسوء خياراتهم وتخطيطهم وأدارتهم للكرة الأردنية.
ولكي أثبت ذلك، دعونا نستعرض فشل الأتحاد إبتداءً بتصفيات آسيا للناشئين تحت 16 سنة التي أقيمت في عمان قبل أقل من شهرين، فقد خسرنا من أفغانستان (تخيّلوا) والسعودية، وحققنا نقطة واحدة من تعادل مع سوريا وتذيلنا المجموعة على أرضنا وبين جمهورنا بعد فترة معسكرات وإعداد طويلة.
ولم نسمع بأي تحقيق أو حل للجهاز التدريبي. وبعدها بإقل من اسبوع، إستضفنا تصفيات مجموعتنا الآسيوية لمنتخبات الشباب تحت 19 سنة، وخسرنا من السعودية والإمارات واليمن وتعادلنا سلباً مع جزر المالديف وفزنا 2-1 على افغانستان. علماً بأن المعسكرات والمباريات التجريبية أستمرت لأكثر من عام كامل.
الآن وبعد إستعراض أداء الإتحاد الأردني لكرة القدم هذا العام، وهو الذي حاول ذر الرماد بالعيون، وتحويل الوصول الى مرحلة الملحق العالمي بالإنجاز الخرافي، فإنني يجب أن أذكّر بالآتي:
أننا لسنا الوحيدين الذين وصلنا لمثل هذا الإنجاز، فمنتخب البحرين وصل مرتين خلال العقد الماضي لنفس المرحلة وفشل بالصعود.

ثانياً الجهاز الفني السابق بقيادة عدنان حمد (رغم تحفظي على بعض خياراته ومبالغته باللعب بطريقة دفاعية بحته) عمل بجدّ وبمنهجية جيدة للوصول بالمنتخب الى هذه المرحلة.

ثالثاً: ساعدت خبرات اللاعبين المحترفين بالخارج في رفع المستوى الفني للفريق.

وأخيراً: لا ننكر عدم تدخل الأتحاد بالأمور الفنية للفريق وهو عامل إيجابي، ولكن كان هناك تقصير في دفع مستحقات الأندية ولاعبي المنتخب وتأخيرها دون مبرر رغم توفر الأموال.

كنت أتمنى أن أجد النعامة التي تدس رأسها بالرمال (أقصد الصحافة الرياضية) تنتقد ما وصلت اليه حال منتخبات الفئات العمرية، وهي تخسر أمام أفغانستان واليمن وتتعادل مع سوريا وجزر المالديف (وكلنا يعرف ظروف هذه البلدان الأقتصادية والسياسية). ولكن لم يجرؤ صحفي رياضي واحد على الكتابة في هذا الموضوع. (يا حيف بس) ألهذه الدرجة تنافقون على حساب الأردن، والآن تهللون وتبررون لخسارتنا أمام الأوروغواي بالخمسة وتعتبرون حضورها الى عمان إنجاز!!!
علينا أن نتحلى بالشجاعة والنقد البنّاء، وألا نخاف في الحق لومة لائم، فالصحافة الوطنية الحرة الحقيقية هي أحد الشركاء والأركان المهمة في البناء والوصول بمختلف الرياضات الى مستويات نفتخر بها.
وفي النهاية، أتمنى على الأتحاد الأردني لكرة القدم أن يتوقف عن العزف على نغمة الإنجاز غير المسبوق، فهذه اسطوانة مشروخة سأم الشعب الأردني سماعها، وأن يعلن بكل شجاعة تحمله لمسؤولية خسارة المنتخب الأخيرة، وذلك عن طريق الإقالة الفورية لمدرب المنتخب وتعيين مدرب متمكّن، يعمل على ترميم الفريق وتحضيره للمناسبات القادمة.
وكذلك بأن يتم إعادة تشكيل منتخبات الفئات العمرية وأجهزتها الفنية بالإعتماد على الكفاءات الوطنية والعمل على إعادة هيكلة مسابقاته وخصوصاً للفئات العمرية ورصد مكافآت مجزية للأندية المشاركة بها لدعمها وتمكينها من أداء رسالتها نحو الشباب والرياضة الأردنية. وإلا فليرحلوا ويتركوا المجال لمن يعمل