المظهر الخارجي والجوهر أيهما يلفت انتباهك؟!

[mody sat]

المظهر الخارجي والجوهر أيهما يلفت انتباهك؟!

قد تخدعنا المظاهر أحيانا في حكمنا على الآخرين ويكون احتمال نسبة الصواب والخطأ في تلك الأحكام متفاوتة
وغالباً ما تكون هذه الأحكام هي الأسباب التي تقربنا من فلان أو تبعدنا عنه
فحديثي اليوم عن إصدار الحكم المبدئي الذي نطلقه على الآخرين ومن خلاله نبني علاقتنا به
ففي الماضي مثلاً كانت الأحكام وان تتعلق بالظاهر إلا أنها قد تصيب في أغلب الأحيان لأنهم يعتمدون اعتماد كلي على أخلاق الشخص وتصرفاته وعلمه ورجاحة عقله أما الآن فاختلفت الموازين وأصبحنا نحكم على الشخص من خلال الأشياء الجمالية فقط
1_هل حكمت على شخص ما من ناحية مظهره ؟؟
إذا كان الجواب نعم اذكر لنا قصه وهل أصبت الهدف في حكمك عليه؟؟ أم انه مع مرور الوقت تبين عكس ذلك؟؟
وإن كنا مجبرين أحياناً في إعطاء أنفسنا الحق في تقييم الآخرين دون أن نحاول التقرب أكثر منهم... إلا أننا نجد أنفسنا إما أن نعطيهم تقييم أكثر مما يستحقون أو قد ننقص من قدرهم
مثال <عندما أجد إنسانه ملتزمة ومحتشمة في لباسها وحجابها فإنني أغبطها على التزامها وأتمنى لو أنني أحظى بشرف صداقتها لكن اكتشف بعد فتره أنها إنسانه ذات طباع حادة ومرائيه وتغتاب كثيراً> هنا فقط أعلم بأنني تسرعت في إصدار حكمي عليها
والعكس صحيح تجد إنسانه تلبس العباءة على الكتف وتلبس النقاب لكن محترمه في تعاملها مع البائع ولا ترضى بالمعاكسات التي قد تتعرض لها من الرجال بحجة أنها تلبس عباءة على الكتف أو أنها تحمل شيء من الزينة
فنحن لم نخلق حتى نحاسب هذه أو تلك على تصرفاتها فهناك من أعلم مني ومنك وأقدر على محاسبة عباده
ولا ننسى قول الله عز وجل <ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم>
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
يا واعظاً للناس عما أنت فاعله
يا من يعد عليه العمر بالنفس
أحفظ لشيبك من عيب يدنسه
إن البياض قليلالحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلها
وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغيالنجاة ولم تملك طريقتها
إن السفينة لا تجرى على اليبس
ركوبك النعش ينسيكالركوب على
ما كنت تركب من بغل ومن فرس
يوم القيامة لا مال ولا ولد
وظلمةالقبر تنسى ليلة العرس
2_هل يحق لك أيها الشاب أن تتعدى على شرف فتاه بحجة مظهرها الخارجي؟؟
ولا يمكننا أن نغفل عن جانب مهم كالانترنت وما يحصل فيه من إصدار أحكام ع الآخرين من أمور بسيطة كـ طريقة التعامل بين الأعضاء مثلاً تجد هناك فتاة منحها الله خفة الدم التي قد يفسرها البعض أنها سهلة لا مبدأ لها فتتعرض لمضايقات تكون في غنى عنها وأيضاً ترد على البعض بكلمات لطيفة مثل (يا الغلا) أو (يا عسل) فيفهمها البعض على أنها إعجاب فتبدأ عضلات الطرف الآخر تبرز ويتفنن في التقرب إليها
للمعلوميه أنا لا اتهم الشباب في هذا الجانب بل بالعكس قد تصدر تلك الحماقات من فتيات تربين على الأخلاق وللأسف
3_هل إصدار الحكم أمر سهل لدرجة أننا نحكم على الآخرين من خلال أسلوبهم أو تعاطيهم مع الغير؟؟
وأيضاً الصورة الرمزية قد تنال حظ وافر من إصدار الحكم على الآخرين فعندما نراها نحكم من خلالها على هذا الشخص ولا تغرينا ثقافته ولا أفكاره ولا مبادئه ونغفل عن جانب مهم بأن تلك الصورة وضعت تحت سيطرة الحالة النفسية لهذا الشخص بدليل أنها تتغير بين الحين والأخر
وهنا سؤال يفرض نفسه وللجنسين
4_هل أنت مِن من تغريهم الصورة ؟؟ وتحكم على الشخص من خلالها؟؟
روي عن أبي هريرة أن رسول الله(صلى الله عليه وسلم) قال:"إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم"(مسلم)
فلنجعل ذلك نصب أعيننا أينما ذهبنا وأخيراً يبقى الجوهر ليذهب المظهر الذي نبحث عنه في مهب الريح فكل شي يزول ويبقى الخُلق الحسن هو النقطة الفارقة في حكمنا على الآخرين

[محمد الصمادي]

يسلموا ايديك على هذا الموضوع الرائع اخي سعيد

[mody sat]

مرورك بمتصفحي شرف عظيم لي