ذكرت صحيفة الـ "غارديان" البريطانية مساء الأربعاء أن التشويش الذي أصاب البث التلفزيوني خلال المباريات الكبرى لكأس العالم هذا الصيف والتي بثت عبر قناة الجزيرة الفضائية أتى من داخل الأردن.

وقالت الصحيفة التي تتبعت القضية أن التشويش مورس من جهات داخل الأردن في منطقة بالقرب من مدينة السلط وذلك على ما يبدو "رداً غاضباً من الأردن بعد انهيار اتفاق كان من شأنه أن يسمح لمشجعي كرة القدم من مشاهدة المباريات مجاناً"؛ بحسب الصحيفة.

وأغضب التشويش الملايين من المشتركين بقناة الجزيرة الرياضية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الثاني عشر من حزيران المنصرم عندما تعرضت المباراة الافتتاحية بين جنوب افريقيا والمكسيك لتشويش في الصورة والتعليق الذي بث بلغات خاطئة وهو ما وقع ما يقارب السبع مرات خلال أكبر المباريات في البطولة.

وكانت الجزيرة قد احتجت على التشويش على الأقمار الصناعية (نايل سات وعربسات) واعتبرته عملاً من أعمال "التخريب الإنتقامية" وبالرغم من أن التكهنات ذهبت للشك بأن مصدر التشويش أتى من مصر أو السعودية إلا أن القناة لم تسمي أو تصرح بإتهام أي جهة معينة خلال تحقيقاتها الخاصة.

وذكرت الـ "غارديان" أن وثائق سرية حصلت عليها حصرياُ تتبعت خمساً من حالات التشويش التي حصلت خلال البطولة لمنطقة قريبة من السلط بداخل الأردن "بالتأكيد" وهو ما أكدته فرق فنية باستخدام تكنولوجيا تحديد المواقع الجغرافية - مضيفة أن الإحداثيات للمكان الذي صدر منه التشويش كان ٣-٥ كم من 32.125 شمالاً و35.766 شرقاً.

ويقول خبراء - بحسب الـ "غارديان" انه من غير المرجح أن التشويش قد تم القيام به من دون معرفة السلطات الأردنية وذلك لأن القضية معقدة جداً ولأن التشويش ينطوي على إرسال إشارات الراديو أو التلفزيون والتي تعطل بشأنها الإشارة الأصلية لمنع الاستقبال على الأرض وهي عملية غير قانونية بموجب المعاهدات الدولية.

ورفض دبلوماسي اردني التعليق على المعلومات ، قائلا انه "لم يكن هناك ما يكفي من الوقت لدراسة التفاصيل."

وكانت قناة الجزيرة قد حصلت على الحقوق الحصرية للتلفزيون المدفوع لبث مباريات كأس العالم لجميع البلدان العربية وشمال أفريقيا وإيران. وقد تواجه القناة اجراءات قانونية نتيجة التشويش من المشتركين.

والحكومة الأردنية، على غرار معظم الحكومات العربية، - بحسب الـ "غارديان" لا تخفي كراهيتها لقناة الجزيرة .

وأضافت الصحيفة أن الملك عبد الله - المشجع المتحمس لرياضة كرة القدم - كان قد بعث مستشاراً مقرباً للتفاوض على صفقة مع قناة الجزيرة. وكان اشتكى أحد المسؤولين الأردنيين عقب انهيار الصفقة عشية أفتتاح البطولة بقوله ان "موقف شبكة الجزيرة كان مبنياً على أجندة سياسية وليس له أي علاقة بالأعمال التجارية أو أي أغراض أخرى" مضيفاً أن ما قامت به وتقوم به الجزيرة هو عقاب الشعب الأردني الذي يجرى حب الرياضة في دمائهم."

وقالت مصادر في مقر قناة الجزيرة كما ذكرت الـ "غارديان" أن الأردن كان قد طلب في وقت سابق من القناة توفير شاشات تلفزيون عملاقة في أماكن عامة تمكن الأردنيين من مشاهدة المباريات مجانا. ورفضت شبكة الجزيرة ذلك لأن دولاً عربية أخرى ستتوقع معاملة تفضيلية مماثلة.