حلب تقر استبدال اللواقط الفضائية بلاقط مركزي
الداخل إلى مدينة حلب من جهة الغرب على الطريق القادم من العاصمة دمشق يلفت انتباهه العدد الهائل من الصحون اللاقطة التي تغطي أسطح وواجهات المباني في حلب لدرجة أن المدينة تكاد تبدو كمرآة عن الشروق أو الغروب، ويندر أن تخلو البيوت من «الدشات» التي باتت وسيلة الاتصال الرئيسة مع العالم الخارجي.
وتفعل الصحون اللاقطة فعلها في تشويه مظهر المدينة العام وصورة مبانيها بيضاء اللون بتوضعها في شكل عشوائي على شرفات المنازل ونوافذها عدا أسطح المباني بأعداد غفيرة وأشكال غير موحدة تحتل كامل مساحتها بطريقة غير معهودة في باقي المدن السورية.
ويسترعي المشهد زوار المدينة من غير السوريين الذين يألفون مثل هذه الطريقة في تبني وسائط الاتصال مع الأقمار الاصطناعية: «على الرغم من أن مدينة غازي عنتاب تشبه حلب إلى حد كبير إلا أن الصحون اللاقطة على مبانيها غير ملحوظة كما هي الحال في حلب وهو أمر غير مريح للناظر والسائح الذي يجول في المدينة»، وفق قول أحد السياح الأتراك لـ«الوطن». وللخروج من الواقع الذي لا يدعو إلى السرور أقر مجلس مدينة حلب مشروع القرار القاضي باستبدال اللواقط الفضائية الفردية بلاقط تلفزيوني مركزي يطيح بالصحون اللاقطة التي لن يغدو لها قيمة، ويقتضي الأمر إلزام شاغلي الأبنية المكونة من ثلاثة طوابق أو أكثر بالاستبدال مع إلزام أصحاب رخص البناء الجديدة ومنها الأبنية قيد التنفيذ بتركيب لاقط تلفزيوني مركزي للبناء يغني عن اللواقط المتعددة على أن يحدد المكتب التنفيذي لمجلس المدينة المدة الزمنية لتطبيق القرار وآلية تنفيذه والمناطق التي سيشملها. والحال أن حلب وغيرها من مدن مراكز المحافظات تأخرت عن تطبيق قرار وزارة الإدارة المحلية بهذا الخصوص الذي صدر مطلع العام الفائت، وينص القرار على إزالة الصحون اللاقطة من أسطح المباني واستبدالها بلاقط مركزي يخدم جميع الوحدات الإدارية في البناء من دون تحديد مصير تلك الصحون. وسبقت مدينة دمشق غيرها من المدن السورية إلى تطبيق القرار بشكل غير ملحوظ بالتزامن مع بعض مدن في ريف المحافظة مثل مشروع دمر اتخذت مجالسها قرارات مشابهة بما يخص الأبنية القائمة أما التي قيد الترخيص فيجب أن تضم وثائقه دراسة فنية خاصة بتركيب لاقط فضائي مركزي.
ولا بد أن يسرع مجلس مدينة حلب بتوجيه إنذارات إلى سكان الأبنية الطابقية للإسراع بتنفيذ مضمون القرار وفق مهلة معينة قبل إزالة اللواقط الفردية والصحون اللاقطة قبل استبدالها بأخرى مركزية لأن المشكلة متفاقمة في حلب وستستغرق وقتاً طويلاً للتخلص منها في حال لم يتمرد السكان على مضمون القرار...