عمان - محمد العياصرة
فرضت قرعة الدور الثالث من التصفيات الاسيوية المؤهلة الى مونديال البرازيل (2014) اعادة لسيناريو مشابه عاشه المنتخب الوطني في العام (1994) عندما حل في المجموعة الاولى برفقة اربعة منتخبات بينها العراق والصين.
في ذلك الوقت، عاشت الكرة الاردنية اياماً حزينة منذ اعلان القرعة «الصعبة» وحتى نهاية التصفيات التي شهدت احتلال المنتخب للمركز الرابع خلف العراق والصين واليمن، ومتقدماً فقط على باكستان، حيث حقق وقتها فوزين على باكستان وثلاثة تعادلات مع اليمن (مرتين) ومع العراق في عمان، لينتهي المشوار بسرعة ومن حيث ابتدا.
وبعد (20) عاماً، بات المنتخب الوطني مطالباً بعبور مجموعة شاءت الاقدار ان تضم الصين والعراق الى جانب سنغافورة بعد قرعة وصفها البعض بـ «السهلة» في الوقت الذي اطلق عليها اكثر المتابعين بـ «المتوازنة»، ما يعني تغير الحال خلال عقدين من الزمان وانقلاب المعطيات التي حولت التنين الصيني من «مرعب» الى «فرصة»، و قلبت أسود الرافدين من «عقدة» الى «حل» للوصول الى المونديال للمرة الاولى في التاريخ، في حين يبقى المنتخب السنغافوري مبهم المعالم وبحاضر متطور يسبقه تاريخاً متواضعاً.
وفي رد فعل طبيعي على قرعة المجموعة الاولى، هللت وسائل الاعلام التابعة للمنتخبات الاربعة بنتائج القرعة معتبرة انها الاسهل بين كافة المجموعات، وكان من الطبيعي للصين ان تسعد بمواجهة الاردن والعراق وسنغافورة باعتبار تجنبها -بحسب وسائل الاعلام هناك- لفرق بحجم اوزبكستان وكوريا الشمالية والبحرين، وانسحب الحال على سنغافورة التي برر اعلامها الفرحة بهذه القرعة بعد تجنب منتخبات قوية من حجم اليابان او استراليا او السعودية والكوريتين، فيما وصف الاعلام العراقي نتائج القرعة بـ «الفرصة المناسبة» لكسر عقدة المونديال والعبور الى كأس العالم لمرة ثانية، بعد طول انتظار.
وفي عمان، كان الانطباع الاول على القرعة يشير الى ارتياح الجهاز الفني والمتتبعين لمشوار المنتخب الوطني الى جانب الجماهير السعيدة بهذه النتائج، ورغم قوة العراق والصين وحتى سنغافورة، الا ان اسباب السعادة تكمن في تجنب منتخبات تحجز باسمها مقعد الصدارة حتى قبل انطلاق التصفيات، لكن بترأس الصين للمجموعة الاولى بات الصراع على بطاقتين وليس واحدة كما كان الحال لو ان اليابان -بطل القارة- او استراليا -الوصيف- وقعوا في مجموعة النشامى، ما يعني ان ليس بالامكان افضل مما كان للمنتخب الوطني في هذه القرعة.
.. عن المنتخبات الثلاثة
يشير تاريخ الكرة الاردنية المشترك مع المنتخبات الثلاثة المتواجدة في المجموعة الاولى الى معرفة شبه كافية بواقع المنافسين عبر مواجهات مباشرة جمعت المنتخب بهم في مناسبات قريبة.
واذا كان المنتخب العراقي اكثر الفرق «مكشوفاً» للجهاز الفني للمنتخب لاسباب عدة ابرزها المباريات الودية الكثيرة التي جمعت المنتخبان مؤخراً الى جانب وجود العراقي عدنان حمد على رأس الكادر الفني للمنتخب وهو على معرفة تامة بواقع المنافس والذي كان مدرباً له في تصفيات كأس العالم الماضية.
ثاني المنافسين هو المنتخب السنغافوري، وقد تقدم الحديث عن سنغافورة على حساب الصين نظراً للمواجهة الاخيرة التي جمعت الطرفين ضمن تصفيات كأس اسيا الاخيرة والتي تبادل خلالها المنتخب ونظيره السنغافوري الفوز كلٌ في ملعبه، مع الاشارة الى ان فوز المنافس كان في عهد المدير الفني فينجادا، لكن فوز المنتخب جاء بقيادة حمد الذي بات يعرف منافسه جيداً وواجهه هنا في عمان وفاز عليه باقتدار.
اخر المنافسين واصعبهم «نظرياً» هو الصين، ونترك الحديث هنا لوسائل الاعلام الصينية التي تحدثت بخوف وحذر عن النشامى والعراق واكدت صعوبة المجموعة، لكنها اعتبرت في الوقت نفسه انها اسهل من مجموعات اخرى، كما اشارت الى تقارب المستوى بين منتخبهم والنشامى مستذكرة لاخرة المواجهات التي جمعت الفريقين في العاصمة بكين وانتهت (2/2) وكانت تحت قيادة المدير الفني عدنان حمد ايضاً.
في واقع القرعة، فان الجهاز الفني بقيادة حمد واجه المنتخبات الثلاثة خلال الفترة الاخيرة، والمفارقة المميزة ان النشامى بقيادة حمد لم يخسر امام المنتخبات الثلاثة، بل ان المنتخب في عهد حمد حقق الفوز على العراق (4/1) وتعادل (1/1) قبل ان يفوز بفارق الركلات الترجيحية، كما انه فاز على سنغافورة (2/1) في مباراة حاسمة كان المنافس يبحث عن التعادل فيها للتأهل، فيما انتهى لقاء الصيني بتعادل ايجابي وفي ارض المنافس، ما يعطي مؤشراً ايجابياً قبل الدخول في التصفيات.
وفي الحديث اكثر عن المواجهات المباشرة، فان المنتخب التقى سنغافورة اربع مرات، فاز في (3) وخسر مرة وحيدة، كما التقى الصين في سبع مناسبات دون ان يحقق الفوز في اي منها على الصعيد الودي والرسمي، فيما واجه المنتخب نظيره العراقي اكثر من (20) مرة بطابع ودي ورسمي، وتشير المباريات العشر الاخيرة الى تفوق المنتخب نسبياً باربع انتصارات مقابل اربع تعادلات وهزيمتين، وبعتبار ان المواجهة الاخيرة في الدورة الودية الرباعية انتهت بالتعادل.
مؤشرات وارقام وتاريخ يؤكد فرص المنتخب الوافرة في العبور الى الدور الرابع من التصفيات للمرة الاولى في التاريخ، وان كان المنتخب الصيني يعد اكثر المنتخبات حظوظاً في المجموعة، فان تراجع الاداء ومستوى النتائج لـ»التنين» في الاونة الاخيرة يؤكد قدرة النشامى على انتزاع بطاقة التأهل وحتى صدارة المجموعة في ظل عطاء النجوم، لتبقى الحسابات والتوقعات معلقة حتى نهاية شباط من العام القادم لاعلان تأهل المنتخب رسمياً الى الدور الاخير باذن الله.
المفضلات