هل سبق وأن شعرت بالتوتر من قبل؟ يا له من سؤال سخيف، فمن منّا لم يشعر بالإجهاد والتوتر الذي يرهق الذهن، ويقلل من قدرة المرء على التفكير السليم؟ فالحياة المتسارعة التي نعيشها أصبحت مترافقة مع التوتر والضغوطات المختلفة.
وتتعدد أسباب توتر الذهن، فسواء كنت تعاني من مدير كثير الأوامر والطلبات، أو من ضغوطات الامتحانات الجامعية، أو من حمل جبال من الديون فوق ظهرك، أو حتى من حدوث عطل مفاجئ لجهاز كمبيوترك، الذي أدى لحذف جميع ملفاتك المهمة بدون أن تتمكن من نقلها لمكان آمن. جميع ما سبق، وغيره الكثير، يعد من الأمور التي من شأنها منع عقلك من التفكير الهادئ الذي تحتاج له.
من خلال ما سبق نجد بأن تعدد أسباب التوتر التي يتعرض لها الجميع تشير إلى عدم القدرة على تجنّبها وإنما يجب، حسبما ذكر موقع dumblittleman، محاولة التقليل من حدة التوتر بحيث يستمر العقل بالعمل والتفكير بهدوء قدر الإمكان.
ولتقليل من درجة حدة التوتر التي يعاني منها الذهن، يمكن اتباع الوسائل الآتية:
- خذ نفسا عميقا عدة مرات: لا تحاول تجاهل هذه النصيحة بسبب بساطتها، فالجلوس وحدك لفترة من الوقت وأخذ نفس عميق ببطء عدة مرات يمكن أن يزيل التشتت عن ذهنك، ويعيد له قدراته التي تحتاجها للتخلص من السبب الذي أشعرك بالتوتر. كما يمكنك تخصيص وقت يومي للجلوس وحدك لأخذ نفس عميق عدة مرات، ومراقبة هذه الأنفاس كيف تدخل وتخرج ببطء، هذه العملية هي جزء من التأمل الذي يمارسه الكثيرون، ويرون بأنه يساعد في تخفيف مشاعر التوتر التي تغلف أذهانهم.
- اسأل نفسك ما إذا كان سبب توترك سيستمر تأثيره بعد عام من الآن: عندما تتعرض لموقف يسبب لك التوتر الشديد، فإنه من الصعب أن تفكر ما إذا كان سيؤثر عليك لفترة طويلة أم لا، لكن عليك أن تعلم بأن بعض التوترات الصغيرة كفقدان ملف واحد من جهاز الكمبيوتر أو تلقي مكالمة غاضبة من أحد عملاء الشركة التي تعمل بها، يمكن أن تمثل لك مشكلة ضخمة وذلك بناء على الكيفية التي اعتاد ذهنك مواجهة المشاكل التي تعترضه. هناك الكثير من المشاكل البسيطة التي لا يستمر تأثيرها أكثر من بضعة أيام أو أسابيع، فما بالك بعام كامل؟ لذا يجب عليك أن تذكر نفسك بأن مثل هذه الأمور لا يجب أن تشتت ذهنك للحد الذي يفقدك القدرة على التفكير السليم.
- تقبل مساعدة الآخرين: يتسبب تراكم الأعمال التي تحتاج لإنجازها بالوقت المحدد، الكثير من التوتر الذهني وربما يكون هذا هو الوقت المناسب لقبول المساعدة من الآخرين. يجب أن تعلم بأنه لا يمكن لأحد أن ينجز كل شيء بمفرده، بل سيحتاج للمساعدة بين الحين والآخر. يعتقد البعض أن طلب المساعدة يجعلهم يظهرون بموقف ضعف، لكن الواقع عكسي تماما فطلب المساعدة إلى جانب كونه أمرا مقبولا جدا فهو أيضا بمثابة منح الفرصة للشخص الذي يساعد على تطوير قدراته أيضا، أي أن الفائدة متبادلة لو تم التفكير بها بشكل صحيح.
- عزز من سيطرتك على الوقت: يعد الوقت من أهم الأمور في حياتنا، وفي حال كنت من الأشخاص الذين يمضون حياتهم بمسابقة الوقت، لإنجاز ما هو مطلوب منهم فإن هذا سيضعك في بيئة مناسبة للتوتر. تتعدد الأسباب التي تؤدي لهذا الوضع فمنها تأجيل إنجاز المهام أو عدم تحديد الأولويات، لذا عليك التركيز على تحسين مهاراتك في التعامل مع الوقت بشكل يجعلك تحافظ على صفاء ذهنك وقدرتك على التركيز السليم في أولوياتك.
المفضلات