زنقه زنقه , بيت بيت , مثل وطني ما لقيت
أثار عجلون @@@
بئر اليهودي" مؤشر بخل وجشع ردمه أهل عجلون خشية مطالبة إسرائيل بمدينتهم
"اشتفينا" شهدت اكتفاء صلاح الدين الأيوبي بانتصارات حققها على الصليبيين
قلعة عجلون تراقب جبل الشيخ وقلعة الكرك ونقطة ارتكاز لمسار الحمام الزاجل
كنيستا مار الياس وسيدة الجبل اثنان من خمسة مواقع معتمدة للحج المسيحي بالأردن
أجمل من جبال لبنان..!
بهذا وصف عبد الواحد عاشور مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية جبال محافظة عجلون الأردنية, المزدانة على مدار العام بأشجار باسقة خضراء لا تعرف الخريف.
فأشجار البلوط والسرو التي تغطي جبال المحافظة, تبدو مقاومة للثلوج, التي يشكل بياضها المتداخل مع خضرة الأشجار, لوحة غاية في الجمال, خاصة حين تتلألأ على سطحها أشعة الشمس.
وعلى ارتفاع يزيد عن الألف متر فوق سطح الأرض, تصمد الثلوج طوال فصل الصيف, وتلج فصل الربيع, تماما كما هي أشجار هذه المحافظة التي لا تعرف الخريف, وتشكل بساطا أخضر على مد البصر.
وهكذا, بالفعل, بدت عجلون لوفد اعلامي زارها نهاية الأسبوع الماضي بدعوة من المركز الأردني للإعلام, وهيئة تنشيط السياحة في الأردن, غير أن الأمر لا يقتصر على الغابات والأشجار, فالمدينة الأردنية العريقة هي أيضا غابة من الآثار, حيث يوجد فيها مائتي موقع أثري, من بينها موقعين اعتمدهما الفاتيكان للحج المسيحي من أصل خمسة مواقع موجودة في الأردن, فضلا عن أن عجلون تحتضن أقدم مسجد اسلامي في الأردن.
المدينة الإسلامية المحافظة, تشكل لوحة للتآخي الإسلامي المسيحي, كما تتعايش فيها مفردات الطبيعة التي تتناقض في أماكن أخرى من العالم, وفي الأساس, فإن هذه المدينة تستمد اسمها من إسم الراهب عجلون, وهو اسم سامي لراهب كان يسكن في دير يقع فوق أحد جبال بني عوف, في ذات مكان القلعة التاريخية التي بناها عز الدين أسامة, أحد قادة صلاح الدين الأيوبي.
ويحكي أهل عجلون طرفة ذات دلالة.. يقولون أنه يوجد في محافظتهم بئر ماء أطلق عليه القدماء اسم "بئر اليهودي"، وذلك لأن مياهه تتجمع من نزازات صخرية قليلة المياه, حد البخل. ولما كان اليهود اشتهروا بالبخل, فقد أسمى أهل عجلون هذا البئر النزاز بإسم "بئر اليهودي", دون أن تكون لهذه التسمية أية دلالة على أية ملكية للبئر. غير أن اليهود المعروف عنهم عشقهم للخرافة, وتطلعهم إلى ملك الغير, لم يكذبوا خبرا بعد توقيع معاهدة السلام بين الأردن واسرائيل, إذ أخذت أفواج منهم تزور هذا البئر متبركة به, مزاوجة هذه المرة البخل والجشع, وحين فطن أهل عجلون إلى ما يجري حول هذا البئر, سارعوا إلى ردمه, قبل أن يظهر في اسرائيل من يطالب بعجلون كلها, مدعيا أن أهلها شربوا من "بئر اليهودي" ردحا طويلا من الزمن، بات يتوجب معه أن يدفعوا ارضهم الآن ثمنا لما شربوا من البئر البخيل..!!
محمية عجلون
]
البساط الأخضر الذي يغطي عجلون, كان من أهم أسباب اقامة محمية عجلون الطبيعية عام 1989 فوق مساحة من الأرض مغطاة بالكامل بأشجار البلوط (السنديان) تبلغ 12 ألف دونم. ويبلغ ارتفاع أعلى نقطة في المحمية 1100 متر فوق سطح البحر, ويبلغ ارتفاع أخفض نقطة 600 متر فوق سطح البحر.
أهم ما في هذه المحمية هو حيوان الأيل الأسمر, الذي انقرض في منطقة عجلون منذ ستين عاما جراء الصيد الجائر, واطلاقه ليعيش بشكل طبيعي في اطار خطة متكاملة لصون الموائل والأنواع البرية في المحمية, التي يوجد فيها كذلك أكثر من 200 نوع من النباتات, وأكثر من 20 نوعا من النباتات الطبية, و40 نوعا من الطيور, و14 نوعا من الثدييات, و16 نوعا من الزواحف.
ومن بين نباتات المحمية خمسة أنواع من النباتات المهمة عالميا مسجلة في اتفاقية السايتس (4 أنواع من الأوركيد وبخور مريم).
ويوجد داخل المحمية مخيم سياحي مكون من 10 أكواخ يتسع لأربعين شخصا, ومطعم يقدم وجبات طعام محلية رائعة.
ويبلغ عدد زوار المحمية ثمانية آلاف زائر في العام, رغم محدودية أماكن الإقامة فيها, منهم ثلاثة آلاف زائر يستخدمون المرافق السياحية في المحمية من منامة وطعام, وخمسة آلاف زائر يقومون بزيارات تعريفية.
ومع ذلك, فإن المحمية ليست المكان الأجمل في عجلون من حيث الطبيعة الخلابة, ذلك أن كل موقع في هذه المحافظة يكون الأجمل لحظة زيارته.
هذا هو الحال لدى زيارة اشتفينا, أو منطقة عبين عبلين, أو شلالات راجب, أو وادي كفرنجة, أو شلالات زقيق.
ثلوج وشلالات
اشتفينا من أهم مناطق الجذب السياحي لما تتميز به من وجود غابات البلوط (السنديان) والأعشاب والأزهار البرية. كما أنها من أجمل المناطق التي تهطل عليها الثلوج في الأردن, وعلى ذلك فإنها, بسبب ارتفاعها منطقة جذب سياحي صيفي وشتوي. وتعود تسمية هذه المنطقة إلى إحدى معارك صلاح الدين الأيوبي, الذي بعد أن نجح في طرد قوات الفرنجة, أو الصليبيين حتى أعلى مكان في المنطقة, أمر قواته بالتوقف عن القتال قائلا "اكتفينا". أي اكتفينا بما حققناه من انتصارات. غير أن الكلمة حوّرت إلى "اشتفينا", جراء استخدام اللهجة الفلاحية الدارجة, أو جراء لكنة صلاح الدين الأيوبي, وهو كردي.
وتعتبر منطقة عبين عبلين المكان المفضل لإقامة وتخييم معظم السياح العرب, لأنها المكان الأكثر ارتفاعا في عجلون, حيث لا يعرف الناس حرارة الصيف.
ويزخر وادي كفرنجة بالمواقع الأثرية والطبيعية, إذ تكسوه الأشجار الحرجية والمثمرة تتفرع من وسط الأودية, وتحيط به طواحين المياه والخرائب الأثرية والينابيع والجسور الرومانية القديمة, وتكثر فيه اشجار الحور والجوز والرمان والعنب واللوزيات والتفاح والحمضيات, وتزرع فيه الخضروات والحبوب.
إلى ذلك, هناك شلالات راجب وزقيق.
الأولى تقع في منطقة راجب في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة, وتمتاز هذه المنطقة بكثرة الينابيع والأودية الدائمة الجريان, وتنوع الغطاء النباتي والحرجي, اضافة إلى البساتين المزروعة بأنواع مختلفة من الفاكهة والحمضيات.
وتتعدد الشلالات في هذه المنطقة, حيث تسقط المياه من ارتفاعات مختلفة, مشكلة لوحات جمالية أخاذة تجذب الزوار, وتخطف الألباب.
وتقع الثانية في الشمال الغربي, في منطقة حلاوة, التي تعتبر المصدر الأول لتغذية المحافظة بمياه الشرب, وبمعدل 80 بالمائة من حاجتها الإستهلاكية.
ومحافظة جبلية مثل عجلون تنشط فيها السياحة الترفيهية مثل تسلق الجبال والمرتفعات, واقامة المخيمات, والرحلات الإستكشافية الراجلة.
آثار اسلامية ومسيحية
إلى جانب السياحة البيئية والطبيعية في عجلون, هناك أيضا السياحة الأثرية والدينية, وهما متداخلتان, ذلك أن آثار عجلون, في معظمها, ذات بعد ديني.
في وسط مدينة عجلون تنتصب مئذنة مسجد عجلون الكبير الذي يعود تاريخه إلى العهد الأيوبي, وتم بناؤه بأمر من الملك الصالح نجم الدين أيوب صاحب مصر سنة 645 هجري/1247 ميلادي. وتم اضافة مئذنة المسجد من الحجر الأحمر في وقت لاحق.
وتذخر عجلون بعدد من المقامات التي يؤمها الزوار لأسباب سياحية ودينية متزاوجة, منها مقام البعاج, مقام عكرمة, مقام الخضر, وتقع كلها في مدينة عجلون.. ومقام علي المومني في قرية عين جنا, ومقام صخرة في قضاء صخرة, ومقام محبوب الذي يقع في عبين.
اثنان من أصل خمسة مواقع معتمدة للحج المسيحي توجد كذلك في عجلون هما آثار كنيسة مار الياس التي كانت تقع على تل يعرف باسمها في منطقة "لستب" التاريخية في الجهة الشمالية الغربية من محافظة عجلون, ويعود تاريخها إلى زمن النبي موسى عليه السلام, وقد ورد ذكرها في التوراة. ووفقا لتعليمات الفاتيكان, فإن موعد زيارتها السنوي هو 22 تموز/يوليو من كل عام.
بعض معالم الكنيسة التاريخية لا يزال باديا, حيث يوجد مكان التعميد, وبعض نقوش فسيفسائية. ويتبارك زوار هذه الكنيسة بها, وبالأشجار التي تحيط بساحتها الرئيسة, حيث غدت اثنتان من شجر البلوط, وكأنهما شجرتا قطن, ذلك أن اوراق المناديل الورقية البيضاء المعقودة حول اغصانها تتدلى منها كما القطن, اعتقادا ممن يقوم بعقد هذه المناديل أن فعلهم هذا يجلب الحظ والسعادة, ويحسن الأحوال, ويشفي من الأمراض.. الخ..
الكنيسة الأخرى هي كنيسة سيدة الجبل التي تقع في بلدة عنجرة, ويعود تاريخها إلى العام 1950, وتم اعادة تشييدها عام 1983. ووفقا لتعليمات الفاتيكان, فإنه يتوجب زيارة هذه الكنيسة في العاشر من حزيران/يونيو من كل عام
المفضلات