محترفي السات الأردني - Powered by vBulletin

banner
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 19
  1. #1
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330

    افتراضي تاريخ كأس العالم






    أوروجواي 1930:

    مع بلوغه سن المائة، بات الأرجنتيني فرانسيسكو فارايو "بانشو" آخر رجل لا يزال على قيد الحياة ممن شاركوا في النهائي التاريخي لبطولة كأس العالم الأولى عام 1930 ، التي أحرزت فيها أوروجواي اللقب بالفوز على الأرجنتين 4/2 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "سنتيناريو" بالعاصمة مونتفيديو.
    وقال اللاعب السابق في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "أحب أهل أوروجواي كثيرا. أبعث لهم بتحية... عندما عدت من مونتفيديو كنت أصرخ في وجوههم من الغضب لأننا خسرنا، لكن ذلك النهائي نحن من خسرناه".
    ويروي أن زملاءه عندما عادوا إلى غرف الملابس بعد نهاية الشوط الأول بتقدم الأرجنتين 2/1 ، قال أحدهم "لو فزنا هنا، سيقتلوننا"، وكان هو من ثار ضد ذلك الموقف الانهزامي.
    ويتذكر قائلا "لم يكن أحد يريد اللعب... أما أنا فكنت أريد الموت". لكن موقفه ذلك لم يثمر شيئا حيث قلبت أوروجواي النتيجة في الشوط الثاني وفازت بالمباراة وباللقب.
    ويعيش فارايو الآن في مدينة لابلاتا عاصمة مقاطعة بوينس آيرس، حيث وضع له عدد من زملائه القدامى ميدالية تكريما ل"دون بانشو"، في إحدى صور الاحتفاء القليلة التي حصل عليها كبطل لأول مباراة نهائية في بطولات كأس العالم.
    ومع ذلك، فإن لحظات الرضا تأتي من جانب آخر. فمنذ بضعة أعوام، حضر فارايو أحد الحفلات. "وجاء فتيان في سن 14 و18 عاما إلى طاولتي ليروني. وسألتهم، لكن كيف تعرفونني؟ فأجابوني: أباؤنا حكوا لنا عن طريقة لعبك وكيف كنت تركل الكرة".
    ويضيف بتأثر "أثارني ذلك لأنه كان أمرا رائعا. يبدو كما لو كان غير حقيقي. لكن كم هي جميلة كرة القدم. السبب في ذلك أننا لعبناها بحب، وبرغبة عارمة".
    وفي شباط/فبر*** 2010 ، كان هو البطل الرئيسي في حفل التكريم الذي حمل اسم "فرانسيسكو بانشو فارايو ، قرن من المجد"، وأقامته له السلطات المحلية والكروية في الأرجنتين، على أحد المسارح الكبيرة في لابلاتا بمناسبة بلوغه عامه المائة.
    ورغم المرارة الكبيرة التي تسبب فيها عدم تتويجه بطلا للعالم في سن العشرين، فإن فارايو لا يتوقف عن تكرار أنه تعلم كيف يحب أبناء أوروجواي.
    وهو يبدي إعجابا خاصا بنجم أوروجواي السابق إنزو فرانشيسكولي، الذي كان أحد أبرز نجوم ريفر بليت، المنافس التقليدي لبوكا جونيورز، الفريق الذي عشقه الرجل العجوز إلى جوار خيمناسيا لابلاتا.
    ويقول "أتذكر فرانشيسكولي الذي أتى إلى زيارتي في منزلي. حكيت له كل ذكرياتي عن 1930 وعن حياتي... إنه سيد حقيقي. إننا هنا نعشقه كثيرا. زوجتي وابنتي عندما كانتا تسمعانه يتحدث أو تريانه في التلفاز، كانتا تخبراني أن علينا استقباله".
    ويجتهد كي يتذكر ثم يقول "كنت أعرف أناسا كثيرين، بما فيهم (مطرب التانجو) كارلوس جارديل... كنا نخرج معا في المساء لتناول القهوة... لكنني لا أتذكر أحدا، إنني الآن أنسى كل شئ".


  2. #2
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    إيطاليا 1934
    كان على إيطاليا الفوز ببطولة كأس العالم عام 1934 التي أقيمت على أرضها كي تثبت للعالم علو شأن نظامها الفاشي.
    وكانت تلك هي الرسالة التي تلقاها فيتوريو بوتسو من بينيتو موسوليني، وتمكن المدير الفني القادم من تورينو من تنفيذها عبر تطبيق نظام شبه عسكري على لاعبيه.
    وبعد البطولة بسنوات ، كشف المدرب الملقب بالأستاذ العجوز والذي وافته المنية عام 1968 “كنت أفتح خطابات اللاعبين، وكنت أحملها لهم مفتوحة دون أن يشعر أحدهم بالإهانة. كنت أقرأها لأعرف إذا ما كان لأحدهم عشيقة أو أي شاغل آخر. كانت أشياء علي أن أعرفها، من أجل مصلحة الفريق".
    وقبل انطلاق كأس العالم ، حمل بوتسو لاعبيه إلى جبال الألب كي يستعيدوا نشاطهم بعد المجهود الذي بذلوه في الدوري الإيطالي. بعد ذلك أقام لهم معسكرا في روفيتا بالقرب من فلورنسا، حيث حفظهم نظامه التكتيكي وأعدهم من أجل "الصراع".
    وكانت مميزات العزلة واضحة بالنسبة للمدير الفني. “كنا بعيدين عن الجماهير، دون أن يتمكن أحد من كتابة مقالات عن ألوان القمصان، ودون أن تظهر شكوك حول وجود خلافات داخلية مزعومة. كان هناك صوت واحد فقط : كيف يمكن لمطرقة أن تضرب مرة ثم أخرى لمدة شهر في نفس الموضع وعلى نفس المسمار. الفريق خرج من هناك متحدا كالكتلة، منصهرا، وعاقدا العزم، ولديه ذات الرغبة".
    لكن الأيام السابقة لم تخل من المشكلات. “أفضل اللاعبين في حراسة المرمى كان كارلو تشيريزولي. لكنه أصيب في مرحلة الاستعدادات بكسر في ذراعه وهو يحاول التصدي لإحدى الكرات بطريقة استعراضية. حدث ذلك أمام ناظري، لأنني كنت أستند إلى قائم المرمى الذي يتدرب عليه. وداعا كأس العالم".
    وكان عائق آخر قد وقع قبل شهور من ذلك خلال مباراة ودية أمام النمسا. ففريق "المعجزات" تغلب في تورينو على منتخب "الآزوري" ليبذر الشكوك حوله.
    ومع ذلك، أعلن بوتسو التحدي عقب اللقاء قائلا "لو جمعنا القدر بالنمسا في كأس العالم، سأدفع بنفس الفريق الذي لعب اليوم، باستثناء من غابوا الآن من الأساسيين. ولنرى حينها كيف ستختلف النتيجة".
    وجاء كأس العالم، وكان المنافس في الدور الأول فريقا في المتناول ، وهو منتخب الولايات المتحدة.
    وعلق المدير الفني الإيطالي على ذلك اللقاء بقوله "لم تكن مباراة رائعة، ولم تخلق فينا إثارة خاصة. الفريق الأمريكي كان يفتقر إلى كل شئ، ولاسيما القدرات الخططية".
    وفي دور الثمانية، كانت أسبانيا هي الخصم الأشد من جميع الجوانب ، فالمباراة كانت دموية تماما، ولم ينس بوتسو صداما وقع بين قلبي الدفاع الأسباني سيرياكو وكينكوسيس.
    وقال بوتسو "اصطدم المدافعان بقوة لدرجة أنهما تحولا إلى شبه جسد واحد، وسمع ارتطام عظامهما. كان سيرياكو يتألم وجسده ممددا على الأرض وأورسي (لاعب إيطالي) على مسافة خطوتين منه ، يشير لي وأنفاسه تتوالي بشكل متلاحق سريع ، ما معناه أنه كان يفترض به أن يكون مسحوقا بينهما".
    وانتهت المباراة بالتعادل 1/1 . وعندما أعيدت في اليوم التالي فازت إيطاليا 1/ صفر بهدف جوزيبي مياتسا أمام منتخب أسباني عانى من غياب العديد من لاعبيه.
    وفي الدور قبل النهائي استجاب القدر لبوتسو وكانت النمسا هي المنافس. ولم يف المدير الفني بوعده بالدفع بنفس الفريق الذي خسر في تورينو، لكنه فاز 1/صفر وعبر إلى المباراة النهائية حيث ينتظر الإنجاز الأكبر. تحقيق الواجب الوطني بات على بعد خطوة.
    ويضيف المدرب "لابد من الإشادة بعزم وشخصية لاعبينا، الذين تحملوا ثلاث معارك في أربعة أيام أمام أسبانيا والنمسا. كانت 300 دقيقة من اللعب الشاق، بل والعنيف، دون أن يتهاونوا سواء أمام المنافس أو أمام الإرهاق. كانوا يتمتعون بإرادة حديدية، مثل جندي جريح لا يريد الرحيل عن خط المعارك أو ترك زملائه، فيواصل القتال رغم الآلام".
    وكانت البلاد كلها، التي اهتزت ثقتها عقب الخسارة أمام النمسا، تقف الآن بكل حماس خلف "الآزوري".
    وأضاف "المباراتان أمام الأسبان أشعلتا الأجواء. لم يعد الأمر كما كان وقت الرحلة من فلورنسا إلى روما، عندما نعت بعض الظرفاء في محطة كيوزي لاعبينا بأنهم كأعمدة الإنارة القديمة، ولحسن الحظ لم يتلقوا الرد الذي كانت تستحقه حماقاتهم. فالكل أصبحوا معنا. الجميع أو الكثيرون باتوا يقولون "توقعنا ذلك". لم يعد أحد يتحدث عن فريق غير مستقر، وهش إلى حد كبير".
    العقبة الأخيرة كانت تشيكوسلوفاكيا. كل شئ كان معدا لفوز الفريق المضيف ، 50 ألف متفرج يشجعون الفريق في ملعب الح** الوطني الفاشي الذي امتلأ عن آخره. وفي المقصورة "الدوتشي" موسولويني لم يكن ينتظر أمرا آخر خلاف انتصار.
    ويصف بوتسو ذلك اليوم بقوله "لم يكن مستوى المباراة مرتفعا. الفريقان كانا شديدي التأثر لدرجة لم تساعدهما على اللعب جيدا. نفس المشكلة الدائمة. أهمية الحدث شلت السيقان. الشوط الأول لم يشهد أي شيء".
    وكان الشوط الثاني في طريق سابقه، حتى الدقيقة 78 عندما أطلق الجناح الأيسر التشيكي بوك تسديدة بعيدة المدى نحو الزاوية الأرضية اليمنى للحارس كومبي، الذي ارتمى متأخرا ولم يتمكن من إيقاف الكرة.
    ويقول بوتسو "كان لذلك الهدف الفضل في إيقاظنا، كان له فضل جرح كرامتنا". فقبل تسع دقائق على النهاية، تعادل أورسي بلعبة فردية رائعة أنهاها بتسديدة بالقدم اليسرى. وفي الدقيقة التسعين انتهت المباراة بالتعادل، لتخوض إيطاليا تمديدا آخر يقام هذه المرة عبر وقت إضافي.
    ويضيف "وقبل الوقت الإضافي لم ندخل إلى غرف الملابس. بقينا في الملعب، ولاعبونا بدوا أشبه بالجثث بعد الإثارة التي عاشوها. قلت لهم : هيا أيها الفتيان إلى الفوز، فكم من معارك خضتم".
    وفي الوقت الإضافي جاء أروع قرارات بوتسو ، حيث قال "كانت هناك ضوضاء كبيرة في الملعب، والجماهير كانت على بعد أمتار من خطوط التماس، ولم يكن أحد يسمعني. عدوت حول الملعب واقتربت من جوايتا كي أطلب منه أن يغير موقعه كل دقيقتين أو ثلاث دقائق مع شيافيو لخلخلة الخصم. وجاءت تلك المناورة بنتيجة مذهلة".
    فكان شيافيو ، على وجه التحديد ، هو من تمكن عبر تصويبة في الدقيقة 95 من تحقيق المهمة الوطنية المتمثلة في تحقيق اللقب. وانتابت الملعب حالة من الجنون ، وأصبح الفريق الإيطالي هو البطل.
    وقال "توجه اللاعبون وأعينهم محمرة من التأثر إلى استلام الكأس من يدي الدوتشي. أيام كالتي عشناها في مرحلة الإعداد في جبال الألب وفي روزيتا ومعارك كالتي خضناها في تلك البطولة لا يمكن أن تنسى. ولا يمكن لأي ممن عاشوها أن ينساها. إنها تجارب تجعل المرء


  3. #3
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    فرنسا 1938:


    قبل قليل من وفاته ، تذكر بييترو رافا آخر أعضاء الفريق المتوج بلقب كأس العالم عام 1938 كيف كانت كرة القدم في تلك الأعوام التي سبقت الحرب العالمية لعبة سياسية أكثر منها رياضية بالنسبة لإيطاليا تحت حكم موسوليني.

    وروى اللاعب السابق في مقابلة مع صحيفة "لاستامبا" قائلا "كنا في خضم فاشية كاملة، وكنا مشبعين بروح فاشية كبيرة... كان علينا اللعب من أجل الفوز. فالأعذار لم تكن تجدي. الدوتشي (موسوليني) كان واضحا ومحددا ، علينا تحقيق ذلك من أجل النظام على وجه الخصوص، بصرف النظر حتى عن مدى الاستمتاع الشخصي".

    وكان رافا ، الذي توفي نهاية عام 2006 عن عمر ناهز التسعين بعد قليل من رفع فابيو كانافارو وفرانشيسكو توتي كأس العالم في برلين للمرة الرابعة في تاريخ البلاد ، يلعب في مركز الظهير الأيسر، حيث تصفه صحف تلك الفترة بأنه كان مدافعا "صلدا وقويا".

    وعلى مدار مشواره الناجح، الذي قضى الجانب الأكبر منه مع يوفنتوس والمنتخب الإيطالي ، أحرز رافا العديد من الألقاب ، والتي تتضمن مجموعة فريدة مثل تتويجه بطلا للعالم والأولمبياد (في برلين عام 1936)، والدوري والكأس بإيطاليا. وفي بطولة كأس العالم التي استضافتها فرنسا عام 1938 لعب مباريات فريقه الأربع أساسيا.

    وبدأ رافا اللعب مع المنتخب الإيطالي في نيسان/أبريل 1937 بالفوز على المجر 2/صفر. وحجز رافا لنفسه مقعدا أساسيا لم يتخل عنه حتى قيام الحرب العالمية الثانية ، التي خدم خلالها على الجبهة الروسية لمدة ستة شهور متطوعا، بانتهاء مسيرته.

    وقبل الحرب، حظي رافا ببعض الوقت من أجل الفوز بكأس العالم، لكن الأمر لم يكن سهلا. فعلى المستوى الكروي، وصلت إيطاليا إلى فرنسا من أجل الدفاع عن لقب مثير للجدل. ففوزها على أرضها قبل أربعة أعوام أحيط بالتشكيك.

    ولكن المشكلات الأكبر كانت على المستوى السياسي. فالعالم كان يتجه نحو الحرب، وإيطاليا موسوليني، الحليف الأقرب لأدولف هتلر، لم تكن تتمتع برأي جيد لدى أغلب الدول.

    وكان موسوليني قد حقق هدفي الدعائي بالفوز "بكأس عالم تخصه"، لكنه كان يريد المزيد بعد أربعة أعوام. وكانت إحدى الدول التي تغار من إيطاليا هي فرنسا مستضيفة البطولة. ولاحظ لاعبو إيطاليا هذا الأمر على الفور.

    وقال رافا "لم يكن الفرنسيون يحبوننا كثيرا بسبب نظامنا الفاشي، ونزولنا إلى الملعب لخوض أولى مبارياتنا أمام النرويج في مارسيليا كان مصحوبا بصافرات تصم الآذان".

    ولكن عندما تركت السياسة حيزا لكرة القدم وبدأت الكرة في التحرك، أظهر منتخب "الآزوري" أنه يتفوق كثيرا، رغم أنه كان بحاجة إلى التمديد من أجل التغلب على النرويج. وكان المدرب فيتوريو بوتسو لا يزال مدربا للفريق ، كما اعتمد على نفس مجموعة اللاعبين وفي مقدمتهم جوزيبي مياتسا ، لكن الأسلوب كان مختلفا ، فقد كانوا مستعدين لإزالة أي شكوك تسبب فيها لقب عام 1934 .

    المنافس التالي كان فرنسا صاحبة الضيافة، ويتذكر المدافع الراحل تلك المباراة بقوله "كنا بمنتهى التواضع أقوى بكثير. أحرزنا الفوز بهدفين لبيولا".

    وأضاف "بعد ذلك تغلبنا على منتخب البرازيل المهاري في الدور قبل النهائي، وعلى المجر القوية في النهائي. وفي النهاية أمطرت السماء مديحا، ولم يعد هناك المزيد من الصافرات".

    في المباراة النهائية أمام المنتخب المجري ، الذي كان قادرا في ذلك الحين على تحطيم منافسيه ، كان الأمر أكثر من مجرد لقاء في كرة القدم. عمر رافا كان بالكاد 22 عاما، لكنه يؤكد أنه لم يشعر بالخوف ، وقال "على الإطلاق. رغم أن الحقيقة هي أنني ربما انتابني الخوف ولم أشعر به من شدة تركيزي في مواجهة المجريين".

    وبعد المباراة النهائية، كان من الصعب على رافا تصديق ما حدث. وقال "الأمر كان يعني لي كل شئ. إن ذلك أكبر شعور بالرضا قد يحظى به لاعب ما في حياته. لقد حظيت بذلك، وأعتقد أنه كان كثيرا".

    في ذلك الحين ، تجسد هذا الرضا في رحلة العودة المظفرة إلى الديار. "عدنا بالقطار. ففي عام 1938، لم يكن الوضع كما هو الآن حيث يتم السفر إلى كافة الأنحاء بالطائرة الخاصة للنادي أو للاتحاد. المحطة الأولى لمسارنا حملتنا إلى مدينتي تورينو، لأسباب يوضحها قربها من الحدود. ولم يكن ليستقبلنا في تورينو من هو أقل من والدي، الذي كان رئيسا للمحطة".

    وكانت هناك زيارة لا غنى عنها. وأوضح "بعد ذلك استقبلنا الدوتشي في روما بقصر فينيسيا. كافأنا موسوليني على خدماتنا المقدمة للوطن. مكافأتي كانت شهادة تقدير وثمانية آلاف ليرة. بتلك الأموال قمت بشراء سيارة جديدة من طراز توبولينو 9500. يا لها من أزمان".


  4. #4
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    البرازيل 1950:


    أحرزت أوروجواي لقب بطولة كأس العالم عام 1950 بالفوز على البرازيل 2/1 في مباراة حاسمة لا تنسى، بفضل هدفي ألسيدس جيجيا وخوان ألبرت شيافينو، لكن البطل الحقيقي كان قائد المنتخب السماوي أوبدوليو خاسينتو فاريلا.

    وكان "القائد الأسمر"، كما كان يطلق عليه زملاؤه، لاعبا في قلب خط الوسط تمكن من فرض شخصية من حديد على أصحاب الدار في ملعب "ماراكانا" الحديث -في ذلك الوقت- والضخم بمدينة ريو دي جانيرو.

    وكان التعادل كافيا لتفوز البرازيل بكأس جول ريميه، لكن فرياكا بدا كما لو كان يريد تأكيد الانتصار بالهدف الذي سجله لمنتخب "السامبا" مطلع الشوط الثاني، ليصبح فريقه في موقف أفضل.

    حينها، فاجأ أوبدوليو الجميع عندما أخذ الكرة ووضعها تحت إبطه وتوجه للاعتراض على الحكم. وحكى أوبدوليو للصحفي الأوروجواني أنطونيو بيبو في كتاب "من الروح" الذي نشر عام 2000 بعد أربعة أعوام من وفاة قائد المنتخب السابق قائلا "الحقيقة ؟ لقد رأيت الراية مرفوعة على الخط. بالطبع الرجل أنزلها على الفور، ربما كان الأمر قد وصل بهم إلى قتله".

    وأضاف "كان الملعب كله يسبني، لكنني لم أخش شيئا... لو كان الخوف قد انتابني في كل تلك المعارك على أرض الملعب، معارك مصيرها القتل أو الموت، لكنت خفت هناك حيث كانت كل الأجواء ملائمة. كنت أعرف ما علي فعله".

    وعندما أنهى نقاشه، الذي ربما كان الأطول في حياة لاعب عرف بقلة الكلام، أعاد القائد الأسمر الكرة إلى الملعب وقال لزملائه بنبرة لا تقبل المناقشة "حسنا، انتهى الأمر، الآن سنفوز على هؤلاء اليابانيين" وهو المصطلح الذي كان يطلق للإشارة إلى أي أجنبي.

    واعترف قائد منتخب أوروجواي عام 1950 بعدما كشف عن المشكلات التي تعرض لها الفريق قبل السفر إلى البرازيل "كان الأمر مصادفة. لو لعبنا 99 مباراة أخرى لخسرنا كل المباريات. هذه هي كرة القدم، أحيانا تلعب بعفوية وتلقائية وهي الأمور التي تبعد تماما عن أي عقل وأي منطق".

    وقال "كنا قريبين من عدم السفر. كان هناك قدر كبير من الحيرة. الأغلبية كانت تعتقد أننا صيد سهل ولا نتمتع بحظوظ. مع تفكيري الممعن بالأمر، لست متأكدا حتى إذا ما كان ذلك أفضل فريق كان يمكن إعداده في ذلك الوقت".

    وأضاف "كان علينا اجتياز عقبات كثيرة. وصلنا إلى المباراة النهائية بعد خوض ثلاث مباريات بالكاد، إحداها أعتقد أنه لا يجب حسابها وهي ذلك الفوز الكبير على بوليفيا التي كان منتخبها ضعيفا للغاية. فزنا بثمانية أهداف. بعد ذلك تعادلنا مع أسبانيا 2/2، وأحرزت هدفا بمنتهى الحظ، وفزنا على السويد 3/2 .

    وواصل أوبدوليو استدعاء تفاصيل الماضي "البرازيل تأهلت بتحقيق انتصارات عريضة عبر أداء طيب وممتع للجماهير. كما أعتقد أنه كان هناك استعداد مسبق لدى الجميع لتتويجها بطلة قبل خوض النهائي، فصدقني لم يكن ممكنا مقارنة ما كانوا يقدمونه بما كنا نقدمه".

    وبالعودة إلى المباراة النهائية يتذكر القائد الأسمر أنهم كانوا قد لعبوا "ضد ذلك الفريق البرازيلي في بطولة كأس ريو برانكو، في آيار/مايو، والفارق كان كبيرا. خسرنا، لكننا لم نكن نعرف أنهم يخشون مواجهتنا، خاصة بسبب القوة والأداء البدني والرقابة اللصيقة التي كان يمكننا فرضها عليهم والعفوية التي كنا نهاجم بها".

    وكان أوبدوليو فاريلا يتميز بكثرة الحديث داخل الملعب وإعطاء التوجيهات وتشجيع زملائه، ورغم أنه لم يكن باللاعب الذي يثير المشكلات ، كان لاعبا مخيفا.

    وقال فاريلا "لذا تكلمت كثيرا مع اللاعبين في غرف الملابس. ثم في الممر المؤدي إلى الملعب وقلت لهم : تحلوا بالهدوء، ولا تنظروا إلى أعلى. لا تنظروا إلى المدرجات أبدا. المباراة تلعب بالأسفل".

    وأضاف "مع التفكير أكثر في كل ذلك، أتأكد من أنها مباراة تحقق الفوز فيها بالعقل، وليس بالمهارة. ضيقنا عليهم المساحات في البداية، جعلناهم يشعرون بالضغط في الوسط وفي الخلف. وعندما كنا نستحوذ على الكرة كنا نستغل سرعة (ألسيدس) جيجيا في اليمين ومهارات خوليو (بيريز) و(عمر) ميجيز في تخطي المنافسين وهدوء (خوان ألبرتو) شافينو... وجاء الأمر في النهاية كما كنت أنتظره، مباراة متكافئة".

    بقية القصة معروف "أحسست بأننا كرمنا رجال 1924 و1928 و1930. حافظنا على التاريخ"، في إشارة إلى الذين أحرزوا ميداليتين ذهبيتين أوليمبيتين، ثم كأس العالم الأولى قبل 20 عاما في مونتفيديو.

    لاعبو أوروجواي كانوا يقيمون في ريو دي جانيرو بفندق بايساندو المتواضع، وروى القائد الأسمر أن "الفتيان خرجوا للتسلية في كوباكابانا" عقب المباراة. كلهم عداه "كنت حزينا بسبب معاناة ذلك الشعب وتلك الهزيمة التي لا يستحقها".

    وأضاف في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) عام 1993 "جلست في إحدى الحانات أتناول الجعة وأنا أتمنى ألا يتعرفوا علي، لأنني كنت أظن أنهم لو عرفوني فإنهم سيقتلونني. لكنهم تعرفوا على فورا، ولدهشتي هنأوني وعانقوني والكثيرون منهم ظلوا يشاركونني الشراب حتى الفجر".

    وظل أوبدوليو يتذكر تلك الليلة حتى وفاته عام 1996 . وظل أكثر رجل يتسبب في ألم البرازيل يكرر حتى وفاته أن “البرازيليين هم أفضل شعوب الأرض".













    سويسرا 1954
    كان فالتر فريتز هو الرجل الحاسم في الفريق الألماني الذي فاجأ الكثيرين بحصوله على لقب كأس العالم 1954 بسويسرا من خلال الفوز على المنتخب المجري المرشح الأول وأقوى فرق البطولة.
    وكان المنتخب المجري قد قطع مشوارا امتد لنحو أربعة أعوام دون هزيمة.
    وكان فالتر، الذي توفي في 17 حزيران/يونيو 2002 خلال إقامة بطولة كأس العالم في كوريا واليابان، هو القائد والعقل المفكر ل"أبطال برن"، كما أطلقت كتب تاريخ الكرة على ذلك المنتخب الذي تحول إلى رمز حقيقي لإعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب، أو "المعجزة الألمانية".
    وحكى فالتر في مذكراته "أتذكرها كما لو كانت اليوم" في إشارة إلى المباراة النهائية في برن. وأوضح "كانت الأمطار تهطل بغزارة، ويبدو أنني كنت دوما ما أقدم مباريات جيدة في تلك الظروف".
    ومنذ ذلك الوقت ، يقال "طقس فريتز-فالتر" لوصف المباريات التي تقام على ملعب موحل في أيام ممطرة.
    ويقول فالتر "أرسلنا سيب هيربرجر (المدير الفني الأسطوري)، الذي كان الصانع الحقيقي لتلك البطولة، إلى الملعب بتعليمات أن نحافظ على التعادل السلبي لأطول فترة ممكنة"، مشيرا إلى أنه رغم كونه "الذراع الممتدة للمدير الفني داخل الملعب" فإنه لم يتمكن من الحيلولة دون وقوع الأمور بالعكس ، فالماكينة المجرية مع بوشكاش وتشيبور وكوسيس "بدأت اللعب بسرعة الصاروخ وتفوقوا علينا حرفيا"، وبعد مرور ثماني دقائق كانوا قد تقدموا على الألمان 2/صفر.
    لكن مورلوك تمكن من تقليص الفارق. وقال "بدأت العصبية تصيب المجريين، وانتبهنا نحن إلى أن الخسارة لم تكن محققة".
    وأضاف "جاء التعادل 2/2 عبر هيلموت ران.. وانتابهم الخوف، بدا كما لو كان الشلل قد أصابهم. في غرف الملابس خلال الاستراحة قلت لزملائي : يمكننا صنع الملحمة وفعلناها، بالهدف الثاني لران، عندما كانت تتبقى ست دقائق فحسب على نهاية المباراة".
    لعب فالتر إجمالا 61 مباراة دولية، نصفها كقائد للفريق، وأحرز 33 هدفا.
    وفي عام 1942 ، تم استدعاؤه للخدمة كجندي في الحرب العالمية الثانية وأرسل إلى "الجبهة الشرقية"، حيث تعرض للأسر على يد القوات السوفيتية. وأعرب عن تذمره من ذلك الأمر لاحقا في مذكراته "الحرب سرقت مني أجمل سنواتي".
    وفي عام 1945 ، تمكن من الرحيل عن معسكر أسرى الحرب والعودة إلى بلاده، حيث استأنف مشواره الرياضي.
    وكان لاعبا لا غنى عنه في فريقه كايزر سلاوترن، الذي لعب له بين عامي 1937 و1959، رافضا إغراءات بالملايين من أتلتيكو مدريد وانتر ميلان.
    ويذكر قائد الألمان في مونديال 1954 ، الذي اعترف بأنه حصل بعد الفوز باللقب على 2500 مارك وطاقم استقبال من عدة كراسي وأريكة ، "في 1951 كان كايزر سلاوترن يدفع لي ما يزيد قليلا عن 300 مارك. وعلى الفور ، ظهر أتليتكو مدريد وعرض علي نصف مليون مارك ما كان يمثل ثروة مقابل عامين، مبلغ رائع. سألت زوجتي إيتاليا، وهي قررت أن نبقى".
    وبعد كأس العالم 1954 بسويسرا، عاد إلى المشاركة وهو في سن السابعة والثلاثين في مونديال 1958 بالسويد حيث لم يتمكن الفريق من الحفاظ على لقبه وسقط في الدور قبل النهائي أمام أصحاب الأرض ليحتل في النهاية المركز الرابع.
    وعلى الرغم من حضوره المميز داخل الملعب وقيامه بدور مخطط ممتاز يسيطر على مساحة كبيرة من الملعب ، اعترف فالتر بأن حالته النفسية على المستوى الشخصي كانت أمرا مختلفا.
    وقال فالتر "لأعوام كانت المباريات الدولية تصيبني بعصبية شديدة، حتى أنني كنت أمرض. كان من المعتاد أن يكون علي الذهاب إلى المرحاض، وكنت أغلق على نفسي حتى ما قبل بداية المباراة بدقائق قليلة".


  5. #5
    كبار الشخصيات
    الصورة الرمزية رائد عبيد

    تاريخ التسجيل : Mar 2009
    رقم العضوية: 33831
    المشاركات : 658
    المعدل اليومي: 0.12
    رائد عبيد غير متصل

    افتراضي


    مشكور يا غالي


  6. #6
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    السويد 1958 :




    وصلت البرازيل إلى بطولة كأس العالم 1962 في شيلي وهي المرشح الأول للقب، لكنها في المباراة الثالثة من الدور الأول أمام أسبانيا كانت قريبة من التعرض لخسارة كان من الممكن أن تتسبب في إضاعة حلم الاحتفاظ باللقب.

    وذكر نيلتون سانتوس أحد نجوم الفريق الأسطوري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لم أكن أرتكب تقريبا ضربات جزاء على الإطلاق... لكن في ذلك اليوم وأسبانيا متقدمة 1/صفر، أوقفت بضربة جزاء هجمة مرتدة لهم. وعلى الفور أبعدت الكرة ورفعت يداي. كان الحكم بعيدا واحتسب ضربة حرة. لو كانت أسبانيا قد أحرزت هدفا ثانيا لكنا خسرنا المباراة. بدأنا الفوز باللقب هناك".

    وربما لو كان ألفريدو دي ستيفانو أفضل لاعبي ذلك العصر على أرض الملعب لاختلفت الأمور. لكن المهاجم الأرجنتيني، الذي كان قد حصل على الجنسية الأسبانية في ذلك الحين، كان مصابا وتبددت فرصته في اللعب في كأس العالم مثل ركلة الجزاء تلك التي تحولت على يد الحكم لضربة حرة.

    ولكن يبقى لدي ستيفانو، الذي يضعه الجميع إلى جانب مارادونا وبيليه وبيكنباور وكرويف كعظماء كرة القدم الخمسة على مر التاريخ، عزاء يتمثل في مشاركته تلك اللحظة مع زملائه.

    وأكد الرئيس الشرفي لريال مدريد /83 عاما/ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “شاركت في إحدى بطولات كأس العالم... كنت مع اللاعبين ، يسافر 22 لاعبا مع المنتخب، أليس كذلك ؟ لم أتمكن من اللعب بسبب إصابة في العمود الفقري، وكنت أتدرب مع زملائي. لو لم أكن أحرزت الهدف في مرمى ويلز لما تمكنت أسبانيا من التأهل. كأس العالم تبدأ قبل موعدها وأنا كنت هناك. كنت لاعبا دوليا وتأهلنا إلى كأس العالم لكن ذلك ما حدث، إصابة في الظهر ولم أتمكن من المشاركة".

    وما حدث هو أن أسبانيا لم تحرز هدفا من الضربة الحرة أمام البرازيل، واعتبارا من تلك اللحظة بقي الطريق مفتوحا أمام "استعراض" جارينشا، الذي أهدى إلى أماريلدو تمريرتين رائعتين أسفرتا عن فوز الفريق 2/1 على الأسبان، ليبدأ المسيرة التي ستجعل من شيلي 1962 "كأس جارينشا".

    ويتذكر نيلتون سانتوس الذي كان أقرب أصدقاء الهداف الأسطوري حتى وفاته عام 1983 "جارينشا فعل كل شئ. كان رائعا، ومختلفا عن الجميع. عادة ما يحاول المهاجمون الإفلات من مراقبيهم، والهروب منهم. أما جارينشا فلا ، كانت تمتعه مواجهتهم، والمرور منهم. كان يلعب دائما كما لو كان في باو جراندي (مسقط رأسه)".

    وفي تلك البطولة، سعى نيلتون سانتوس إلى الاستفادة بأكبر قدر من تلك الأفضلية التي يتمتع بها جارينشا.

    وأضاف "قبل كل مباراة، كنت أؤكد له أن أحد مدافعي الفريق المنافس أكد أن بمقدوره إيقافه. وهو كان يشعر بالغضب ويسأل : من هو؟ فكنت أرد عليه : لم يذكر اسمه، لذا عليك تجنبا للشكوك المرور من الجميع. وهو ما كان يفعله".

    وكأكبر الأعضاء سنا في الفريق الذي مثل البرازيل في شيلي، لعب نيلتون سانتوس دورا كبيرا كطبيب نفسي خلال البطولة، ولاسيما بعد أن أصيب بيليه في المباراة الثانية من الدور الأول أمام تشيكوسلوفاكيا، وكان لابد من استبداله خلال بقية البطولة بالمهاجم أماريلدو.

    ومع علمه بالمسئولية الملقاة على كاهل زميله في بوتافوجو، حاول نيلتون سانتوس تهدئة أماريلدو ومنح نفسه مهمة "المراقب" للحالة المزاجية للمهاجم لتجنب وقوعه في لعبات عنيفة قد تضر بالفريق.

    يقول "أخبرته أنه ما من أحد ينتظر منه أن يفعل ما فعل بيليه، وأن عليه فقط أن يلعب كما يفعل في بوتافوجو وحاولت مراقبته عن كثب".

    ومع وصول سنه إلى السابعة والثلاثين في كأس العالم بشيلي ، كان على المسئولين والجهاز الفني للمنتخب الوطني الكفاح من أجل إقناعه بالمشاركة في البطولة.

    ويقول "لم تكن الصحافة تؤيد استدعائي، كانوا يعتقدون أنني أصبحت هرما، وأنا نفسي لم أكن أرغب في الذهاب. كنت أعتقد بأنني قد بلغت بالفعل كل ما يمكن للاعب كرة أن يحققه بعد تحقيق لقب كأس العالم في السويد".

    ولكن نيلتون سانتوس /85 عاما/ يرى أن لقب كأس العالم في شيلي كان تتويجا لمشواره، الذي انتهى بعد ذلك بعامين في 1964 .

    وبين نبرة سعيدة وأخرى مليئة بالحنين ، يؤكد اللاعب الذي اختير عام 1998 في فريق "القرن العشرين" كأفضل ظهير أيسر في التاريخ "كان هناك في البرازيل لاعبون كبار، مثل ليونيداس وزيزينيو، لم يتمكنوا قط من تحقيق لقب في كأس العالم. أنا فزت بكل شئ ، خضت 34 مباراة نهائية في 17 عاما، وحصدت كل الألقاب".
    بدأ بيليه رحلة الفوز بأول ألقاب البرازيل في كأس العالم قبل فترة طويلة من عام 1958 : كان الأمر قبل ثمانية أعوام، عندما سقط منتخب السامبا في قلب ملعبه الأسطوري "ماراكانا" أمام أوروجواي 1/2 في نهائي مونديال 1950 .

    ويتذكر "الملك" الذي لا يزال غير قادر حتى الآن على كبح دموعه عندما يتذكر الأمر "لا زلت أحتفظ حتى اليوم بالمذياع الذي تابع عبره أبي المباراة... كان يبكي أمام الجهاز الذي يعلن الهزيمة... عانقته بقوة وقلت له: لا تبكي يا أبي. في يوم من الأيام سأفوز بكأس العالم من أجلك".

    وجاءت فرصة الوفاء بالوعد أسرع مما كان منتظرا. ففي سن السابعة عشرة فحسب كان بيليه لاعبا معروفا ومحبوبا في البرازيل.

    ومع ذلك ، كان المراهق قريبا من الاستبعاد من المنتخب قبل قليل من انطلاق كأس العالم ، وذلك بعد إصابته خلال إحدى المباريات استعدادا للبطولة أمام كورينثيانز، وطلب من المدير الفني فيولا ألا يحمله إلى السويد.

    ويتذكر "كنت أتصور أنني ربما أشغل مكان لاعب قد يكون أكثر فائدة للفريق ، لكن طبيب المنتخب هيلتون جوسلينج والمعد البدني ماريو أمريكو راهنا على قدرتي على التعافي".

    وإلى جانب أعضاء الجهاز الفني، تحمل اللاعبون المخضرمون في المنتخب الوطني مثل نيلتون سانتوس وديدي مهمة دعم بيليه في السويد. ويوضح اللاعب السابق "ديدي كان بمثابة شقيق أكبر بالنسبة لي. أنا مدين له بالكثير".

    وبسبب إصابته، بدأ بيليه البطولة من على مقاعد البدلاء، مثل أغلب اللاعبين السود الذين استدعاهم فيولا، بما في ذلك الأسطورة جارينشا.

    فعقب الفشل في بطولتي 1950 و1954 ، دار تقرير داخل الاتحاد البرازيلي للرياضات يوصي بعدم ضم اللاعبين السود إلى الفريق الذي يشارك في بطولة السويد.

    وكان "الخبراء" الذين استطلع الاتحاد رأيهم يرون أن السود سيكونون أكثر اشتياقا لبلادهم، ولن يتمكنوا من السيطرة على مشاعرهم في المواقف الصعبة ولن يتأقلموا جيدا على برد أوروبا.

    وحتى اليوم ، ليس معروفا إذا ما كان لذلك التقرير تأثير ساعة تحديد التشكيل الأساسي، لكن الفريق البرازيلي الذي فاز في الافتتاح على النمسا 3/صفر لم يكن يضم سوى لاعبين اثنين من ذوي البشرة السمراء، وسرعان ما تغير التشكيل في أعقاب تعادل الفريق سلبيا أمام إنجلترا، في أول تعادل في تاريخ كأس العالم.

    حينها أضاء "النور الأحمر" محذرا، وقبل المدير الفني فيولا إجراء تعديلات على الفريق.

    وفي 15 حزيران/يونيو 1958 بدأت البرازيل مباراتها أمام منتخب الاتحاد السوفيتي القوي بجارينشا وزيتو بدلا من دينو وجويل على الترتيب، ومع الشاب، المجهول تقريبا، بيليه بدلا من مازولا. وهناك بدأ يحصد اللقب.

    بعد أربعة أيام ، سجل بيليه أول أهدافه في كأس العالم ليقود فريقه نحو الفوز على ويلز 1/صفر ويتأهل الفريق إلى الدور قبل النهائي.

    ويتذكر "الملك" الذي يبلغ الآن /69 عاما/ أنه حتى ذلك الحين لم تكن البرازيل بين المرشحين للفوز بكأس العالم في السويد، التي كان المرشحون للفوز بها الفرنسيون بقيادة جوست فونتين.

    ولا يزال فونتين حتى الآن أكثر اللاعبين إحرازا للأهداف في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم برصيد 13 هدفا سجلها في ملاعب السويد.

    فضلا عن ذلك، فإن تاريخ كأس العالم -سواء قبل السويد أو بعدها- قد خلق أسطورة أن البطولات التي تقام في أوروبا تفوز بها منتخبات القارة العجوز، التي يتوائم أسلوب لعبها بصورة أكبر مع الملاعب المحلية.

    ويقول بيليه "كان المرشحون الأقوى هم بالطبع الأوروبيون ، ولكن ذلك الفريق البرازيلي كان يضم بعضا من أفضل اللاعبين على مر العصور مثل جيلمار ودجالما سانتوس وأورلاندو وبيليني ونيلتون سانتوس وزيتو وديدي وجارينشا وفافا وزاجالو وأنا".

    كما يتذكر "الملك" أنه في ذلك الحين لم تكن فكرة "التجسس" المتاحة حاليا تسمح للمديرين الفنيين بتحديد الخطة التي سيخوضون بها كل مباراة بشكل مسبق تبعا لطريقة أداء الفريق المنافس.

    ويرى بيليه، أنه عندما وصلت البرازيل إلى ملعب سالونا في ستوكهولم لخوض المباراة النهائية أمام أصحاب الأرض، كان اللاعبون والمدرب فيولا يجهلون نقاط القوة والضعف في صفوف المنافس.

    ويؤكد "أكثر المعلومات التي كان يمكن التوصل إليه حول المنافسين، هي إذا ما كانوا يلعبون أكثر بصورة دفاعية أو هجومية. لم تكن هناك تسجيلات فيديو أو بث بالقمر الصناعي أو دراسات إحصائية. كان لدينا فقط مهارة ديدي وجارينشا ونيلتون وسانتوس وبيليه. وتلك المهارات كانت كافية لكي نحصد أول لقب في كأس العالم".


  7. #7
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    تشيلي 1962:

    وصلت البرازيل إلى بطولة كأس العالم 1962 في شيلي وهي المرشح الأول للقب، لكنها في المباراة الثالثة من الدور الأول أمام أسبانيا كانت قريبة من التعرض لخسارة كان من الممكن أن تتسبب في إضاعة حلم الاحتفاظ باللقب.

    وذكر نيلتون سانتوس أحد نجوم الفريق الأسطوري في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "لم أكن أرتكب تقريبا ضربات جزاء على الإطلاق... لكن في ذلك اليوم وأسبانيا متقدمة 1/صفر، أوقفت بضربة جزاء هجمة مرتدة لهم. وعلى الفور أبعدت الكرة ورفعت يداي. كان الحكم بعيدا واحتسب ضربة حرة. لو كانت أسبانيا قد أحرزت هدفا ثانيا لكنا خسرنا المباراة. بدأنا الفوز باللقب هناك".

    وربما لو كان ألفريدو دي ستيفانو أفضل لاعبي ذلك العصر على أرض الملعب لاختلفت الأمور. لكن المهاجم الأرجنتيني، الذي كان قد حصل على الجنسية الأسبانية في ذلك الحين، كان مصابا وتبددت فرصته في اللعب في كأس العالم مثل ركلة الجزاء تلك التي تحولت على يد الحكم لضربة حرة.

    ولكن يبقى لدي ستيفانو، الذي يضعه الجميع إلى جانب مارادونا وبيليه وبيكنباور وكرويف كعظماء كرة القدم الخمسة على مر التاريخ، عزاء يتمثل في مشاركته تلك اللحظة مع زملائه.

    وأكد الرئيس الشرفي لريال مدريد /83 عاما/ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) “شاركت في إحدى بطولات كأس العالم... كنت مع اللاعبين ، يسافر 22 لاعبا مع المنتخب، أليس كذلك ؟ لم أتمكن من اللعب بسبب إصابة في العمود الفقري، وكنت أتدرب مع زملائي. لو لم أكن أحرزت الهدف في مرمى ويلز لما تمكنت أسبانيا من التأهل. كأس العالم تبدأ قبل موعدها وأنا كنت هناك. كنت لاعبا دوليا وتأهلنا إلى كأس العالم لكن ذلك ما حدث، إصابة في الظهر ولم أتمكن من المشاركة".

    وما حدث هو أن أسبانيا لم تحرز هدفا من الضربة الحرة أمام البرازيل، واعتبارا من تلك اللحظة بقي الطريق مفتوحا أمام "استعراض" جارينشا، الذي أهدى إلى أماريلدو تمريرتين رائعتين أسفرتا عن فوز الفريق 2/1 على الأسبان، ليبدأ المسيرة التي ستجعل من شيلي 1962 "كأس جارينشا".

    ويتذكر نيلتون سانتوس الذي كان أقرب أصدقاء الهداف الأسطوري حتى وفاته عام 1983 "جارينشا فعل كل شئ. كان رائعا، ومختلفا عن الجميع. عادة ما يحاول المهاجمون الإفلات من مراقبيهم، والهروب منهم. أما جارينشا فلا ، كانت تمتعه مواجهتهم، والمرور منهم. كان يلعب دائما كما لو كان في باو جراندي (مسقط رأسه)".

    وفي تلك البطولة، سعى نيلتون سانتوس إلى الاستفادة بأكبر قدر من تلك الأفضلية التي يتمتع بها جارينشا.

    وأضاف "قبل كل مباراة، كنت أؤكد له أن أحد مدافعي الفريق المنافس أكد أن بمقدوره إيقافه. وهو كان يشعر بالغضب ويسأل : من هو؟ فكنت أرد عليه : لم يذكر اسمه، لذا عليك تجنبا للشكوك المرور من الجميع. وهو ما كان يفعله".

    وكأكبر الأعضاء سنا في الفريق الذي مثل البرازيل في شيلي، لعب نيلتون سانتوس دورا كبيرا كطبيب نفسي خلال البطولة، ولاسيما بعد أن أصيب بيليه في المباراة الثانية من الدور الأول أمام تشيكوسلوفاكيا، وكان لابد من استبداله خلال بقية البطولة بالمهاجم أماريلدو.

    ومع علمه بالمسئولية الملقاة على كاهل زميله في بوتافوجو، حاول نيلتون سانتوس تهدئة أماريلدو ومنح نفسه مهمة "المراقب" للحالة المزاجية للمهاجم لتجنب وقوعه في لعبات عنيفة قد تضر بالفريق.

    يقول "أخبرته أنه ما من أحد ينتظر منه أن يفعل ما فعل بيليه، وأن عليه فقط أن يلعب كما يفعل في بوتافوجو وحاولت مراقبته عن كثب".

    ومع وصول سنه إلى السابعة والثلاثين في كأس العالم بشيلي ، كان على المسئولين والجهاز الفني للمنتخب الوطني الكفاح من أجل إقناعه بالمشاركة في البطولة.

    ويقول "لم تكن الصحافة تؤيد استدعائي، كانوا يعتقدون أنني أصبحت هرما، وأنا نفسي لم أكن أرغب في الذهاب. كنت أعتقد بأنني قد بلغت بالفعل كل ما يمكن للاعب كرة أن يحققه بعد تحقيق لقب كأس العالم في السويد".

    ولكن نيلتون سانتوس /85 عاما/ يرى أن لقب كأس العالم في شيلي كان تتويجا لمشواره، الذي انتهى بعد ذلك بعامين في 1964 .

    وبين نبرة سعيدة وأخرى مليئة بالحنين ، يؤكد اللاعب الذي اختير عام 1998 في فريق "القرن العشرين" كأفضل ظهير أيسر في التاريخ "كان هناك في البرازيل لاعبون كبار، مثل ليونيداس وزيزينيو، لم يتمكنوا قط من تحقيق لقب في كأس العالم. أنا فزت بكل شئ ، خضت 34 مباراة نهائية في 17 عاما، وحصدت كل الألقاب".


  8. #8
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    إنجلترا 1966


    تألق إيزيبيو مع البرتغال وقدم بيكنباور نفسه مع ألمانيا وقاد بوبي تشارلتون الفريق المضيف. لكن بطولة كأس العالم 1966 بإنجلترا تركت للذكرى مشاركة ناجحة لكوريا الشمالية وهدفا بين الأكثر إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم.

    وأحرز المهاجم الإنجليزي جيفري هورست ، الذي كان لا يزال لاعبا جديدا بالفريق ، ثلاثة أهداف (هاتريك) في فوز فريقه على ألمانيا 4/2 في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب "ويمبلي" الشهير.

    ولكن هدفه الثاني ، وهو الثالث لإنجلترا في الوقت الإضافي ، كان السبب في مرارة أكبر للألمان عندما أخطأ حامل الراية السوفييتي توفيق باكراموف الكرة وظن أنها تخطت المرمى بعد أن اصطدمت بباطن العارضة.

    ويتساءل مهاجم ويستهام السابق في كتابه "1966 وكل ذلك" قائلا "هل كانت هدفا ؟ هل عبرت الكرة خط المرمى ؟ لقد طاردني هذان السؤالان طيلة الجانب الأكبر من حياتي... لا أعرف الإجابة ولا أعتقد أنني سأعرفها يوما".

    وأضاف في إشارة إلى الحكم السويسري وحامل الراية السوفيتي اللذين حجزا مكانا منذ ذلك الحين في التاريخ بسبب الواقعة "بعد أن استمعت إلى المبررات لمدة عقود، وبالنظر إلى إعادة الكرة مئات المرات في التلفزيون، علي أن أقر بأن الكرة تبدو كما لو كانت لم تتجاوز خط المرمى... لكن حتى يثبت أحدهم العكس، أنا سعيد لأنني ساندت هير (جوتفريد) وتوفيق باكراموف".

    ودائما ما تولد قصص البطولات الكبرى من رحم خيوط واهية أو مصادفات مجتمعة ، فاللحظة الأهم في عمر إنجلترا جاءت على يد مدير فني لم يكن يمثل الاختيار الأول للمنصب وبخطط تم إعدادها بعد أن كانت البطولة قد انطلقت بالفعل ومهاجم بدأ كأس العالم من على مقاعد البدلاء.

    ورغم أن إنجلترا كانت تملك منتخبا قادرا على المنافسة ومن الصعب إلحاق الهزيمة به وكان أحد المرشحين للقب ، فإنه كان ينظر لها على أنها فريق "فعال لكن لا يتمتع بالإلهام". ففرق مثل الأرجنتين والبرازيل بقيادة بيليه وألمانيا بقيادة أوفي سيلر والبرتغال بقيادة إيزيبيو كانت تبدو متمتعة بقدر أكبر من المهارة.

    كما أن إيطاليا بطلة العالم مرتين كانت مرشحا قويا للقب، لذا لم يكن أحد يضع في حساباته باك دو إك.

    وهذا اللاعب الكوري الشمالي السابق يعمل الآن كعامل طباعة متقاعد ، يرتدي نظارة تحت شعر أبيض ، لكنه لا يزال يتذكر بتأثر سنواته كلاعب كرة لاسيما لحظة مجده الكبيرة عندما أطلق عليه لقب "طبيب الأسنان".

    ففي عام 1966، واجه هو وزملاؤه بمنتخب كوريا الشمالية منتخب إيطاليا المرعب أمام 28 ألف متفرج في ميدلسبره. وقبل أن يشير الحكم بانطلاق اللقاء كان الكوريون يرتعدون تقريبا.

    فأمام ناظريهم كان هناك نجوم من نوعية جياني ريفيرا وساندرو ماتسولا، وكلهم لاعبون معروفون وأثرياء. ويعترف باك أنه وزملاءه كانوا يشعرون "بشئ من الخوف" تجاه ما قد يحدث خلال اللقاء.

    ولكن تلك المخاوف أصبحت بلا أساس، والهدف الذي سجله الجناح الأيمن باك صنع الفوز 1/صفر، الذي دخل التاريخ كواحدة من أكبر المفاجآت التي تحققت في مباراة لكرة القدم.

    وأثنت الصحف البريطانية على الفوز الذي حققه الكوريون الشماليون ووصفته بأنه "حكاية من الخيال".

    وأكدت إحدى الصحف أنه "الكارثة الأكبر على إيطاليا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية". وتقدمت كوريا الشمالية إلى الدور الثاني، فيما كان على الإيطاليين حزم الحقائب.

    وأكد باك مؤخرا "في ذلك الحين، كانت إيطاليا هي الفريق الأفضل في العالم. أبطال العالم مرتين... لذا فإن الذكرى لن تمحى أبدا".

    وأطلقت إيطاليا كلها على جلادها اسم "طبيب الأسنان"، لأنها لم تكن تتخيل أن يتسبب لها أحد بكل ذلك القدر من الألم.

    وبدا أن الحكاية الخيالية في طريقها إلى فصل جديد عندما تقدم الكوريون الشماليون في ليفربول 3/صفر خلال أقل من 23 دقيقة على منتخب البرتغال في دور الثمانية.

    ولكن الحلم تحول إلى كابوس بعدما انتفض البرتغاليون بقيادة إيزيبيو، الذي أحرز أربعة أهداف، ليحول تأخر الفريق إلى فوز عريض 5/3 .

    ويقول باك في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) في بيونج يانج "كان أمرا محزنا... لو كنا نظمنا صفوفنا بطريقة أفضل لتمكنا من التأهل".

    ولم يتأهل اللاعبون المجهولون لدولة النظام الستاليني بزعامة كيم إيل سونج إلى كأس العالم سوى بعد 13 عاما من نهاية الحرب الكورية القاسية، التي كانت قد قسمت شبه الجزيرة إلى شطرين.

    ومع ذلك ، ومنذ ذلك الحين تنازل الكوؤريون الشماليون عن دور البطولة لجيرانهم الجنوبيين، بل إنهم لم يشاركوا في كأس العالم حتى جاءت إليهم الفرصة مجددا وتأهلوا لمونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

    وأزيل ملعب "أيرسوم بارك" القديم في ميدلسبره من أجل بناء حي سكاني، عندما انتقل نادي المدينة لملعبه الجديد "ريفرسايد". لكن وسط الأبنية الجديدة، تم ترك أثر في الموضع الذي حمل باك إلى الشهرة على وجه التحديد.




  9. #9
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    المكسيك 1970



    لن يسع "الملك" بيليه أبدا نسيان بطولة كأس العالم عام 1970. فهناك ، فضلا عن قيادته المنتخب البرازيلي نحو الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد، أصبح اللاعب الوحيد على وجه الأرض الذي فاز ببطولة كأس العالم لكرة القدم ثلاث مرات.

    ورغم أنه كان محاطا بدعم الجماهير المكسيكية ، يتذكر بيليه أنه عاش لحظات من القلق خلال تلك البطولة، أدت في النهاية إلى دخوله في وصلة نحيب قبل انطلاق المباراة النهائية التاريخية أمام إيطاليا.

    وبحسب "الملك"، تضافرت العديد من العوامل في تلك اللحظة لتؤدي إلى تلك الحالة، من بينها ثقل الضغوط السياسية التي كان يعانيها اللاعبون من قبل حكام الديكاتاتورية العسكرية التي كانت تحكم البلاد، والذين كانوا يرون اللقب العالمي الثالث عاملا مساعدا لتدعيم مكانتهم في السلطة.

    وكشف اللاعب السابق /69 عاما/ "في خضم كل المشكلات السياسية في البرازيل كان من الضروري تحقيق الفوز، في ظل رسائل من الرئيس (الجنرال إيميليو جاراستازو ميديسي) وأشخاص آخرين...”.

    إلى جانب ذلك، كان بيليه يفكر في ذلك الحين باعتزال اللعب، وكان يعرف أنها المرة الأخيرة التي يخوض فيها كأس العالم.

    وانتبه بيليه إلى حالة القلق التي كانت تعتريه قبل دقائق من المباراة النهائية ، وقال "خرجنا من المعسكر مباشرة إلى استاد الأزتيك. كنا في طريقنا إلى غرف الملابس عندما انتبهنا إلى صيحات الجماهير في المدرجات. وعلى الفور انخرطت في البكاء ولم يسعني التوقف".

    وبعد نحو ساعتين من ذلك ، كان المنتخب البرازيلي يحتفل بثالث ألقابه في كأس العالم ، الذي ضمن له الاحتفاظ بكأس جول ريميه إلى الأبد ، بعد أربعة عقود من تناقلها بين الأيدي، كما توج بيليه إلى الأبد بلقب "ملك كرة القدم"، وهو اللقب الذي كانت الصحافة الفرنسية قد منحته إياه عام 1961 .

    ويرى النجم السابق أن المكسيك 1970 كانت كذلك مسرحا لمباراته التي لا تنسى، رغم أنها وللغرابة كانت واحدة من المباريات القليلة التي لم يسجل فيها أي أهداف ، عندما فازت البرازيل على إنجلترا 1/صفر.

    فرغم أنها كانت في الدور الأول للبطولة ، يعتبر بيليه تلك المباراة التي أقيمت بمدينة جوادالاخارا بمثابة تأكيد لتوقعات الصحافة التي أطلقت عليها حينها "النهائي المبكر للبطولة"، بعد أن جمعت الإنجليز أبطال 1966 والبرازيليين أبطال 1958 و1962 .

    وقال بيليه "في الأسبوع الذي سبق المباراة، كنت قلقا، رغم أنني لم أكن أظهر"، معترفا بأنه كان يشعر بالإثارة أمام فرصة مواجهة الإنجليز للمرة الأولى في إحدى بطولات كأس العالم "كان لدي أسباب للرغبة في تحقيق الفوز".

    ولا يزال بيليه يتذكر الجو المتوتر الذي خيم على الشوط الأول من اللقاء، الذي وصفه بأنه كان "مباراة شطرنج"، حيث تجنب الفريقان المخاطرة بالهجوم وعمدا إلى دراسة بعضهما البعض.

    وكاد النجم البرازيلي يفتتح التسجيل بعد مرور عشر دقائق من بداية الشوط الأول، بضربة رأس قوية من مسافة قريبة تمكن الحارس بانكس من تغيير اتجاهها. ويقول بيليه عن تلك اللعبة "بالنسبة لي كان أفضل تصد للكرة في تاريخ كأس العالم".

    لكن "الملك" لم يستسلم لليأس رغم الرقابة اللصيقة المفروضة عليه، حيث تمكن من تمرير الكرة التي جاء منها هدف الفوز البرازيلي الذي أحرزه جيرزينيو ومنح الفريق الثقة المطلوبة لمواصلة طريقه نحو نيل اللقب.

    ويرى بيليه أن الفوز على الإنجليز كان مهما أيضا لأنه جنب البرازيل احتلال المركز الثاني في المجموعة، وهو ما كان سيجبر الفريق على الرحيل عن جماهير جوادالاخارا التي كانت تشجعه بجنون، وخوض مباراة الدور الثاني في ليون، حيث كان سيصطدم بالمنتخب الألماني المخيف.

    وقال "بعد ذلك الفوز، واجهنا (في الدور الثاني) بيرو، بينما لعبوا هم (إنجلترا) أمام ألمانيا وخسروا 2/3 ".

    ووصل بيليه إلى المكسيك وهو القائد الرئيسي للمنتخب البرازيلي، إلى جانب لاعب الوسط جيرسون والظهير إيفيرالدو، وتحت قيادة المدير الفني ماريو زاجالو الذي كان قد خلف في المنصب جواو سالدانيا، المعلق الرياضي البرازيلي الشهير الذي كان قد ترك المنصب بعد تورطه في أزمات عديدة.

    ورغم أن سالدانيا ذكر أنه قد يستبعده من بعثة الفريق بسبب قصر نظره، أكد بيليه أن ذلك التهديد لم يكن سوى "مزحة"، وأن سبب رحيل المدرب كان التناول الواسع للأمر من جانب الصحافة المحلية.

    وأكد "كنت أعاني بالفعل من قصر نظر خفيف. سالدانيا ذكر الأمر على سبيل المزاح، وكان سيبقى كذلك لولا أنه وصل إلى عناوين الصحف في جميع أنحاء البلاد. وعندما حدث ذلك، كان سالدانيا قد بات شبه مقال".


  10. #10
    موقوف

    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    رقم العضوية: 173
    المشاركات : 11,330
    المعدل اليومي: 1.67
    marj غير متصل

    افتراضي


    ألمانيا 1974




    لم يتضح قط ما حدث في معسكر منتخب جمهورية ألمانيا الاتحادية في مالينتي عقب الخسارة المذلة صفر/1 أمام الأشقاء في الشرق، لكن المؤكد أن القائد فرانز بيكنباور عزل منذ تلك اللحظة المدير الفني هيلموت شوين من قيادة الفريق.

    وقال بيكنباور عقب الهزيمة أمام جمهورية ألمانيا الديمقراطية "لعبنا حتى ذلك الوقت بطريقة هجومية تماما لأن منافسينا كانوا ضعفاء والجميع كان يريد منا الهجوم" قبل أن يحذر "اعتبارا من الآن سيتغير هذا الأمر، لأن جميع المباريات ستكون صعبة".

    بعد أسبوعين من ذلك، كان "القيصر" يرفع كأس العالم في ميونيخ، داخل الملعب الذي كان دوما منزله، عقب الفوز 2/1 على هولندا.

    وتمتع بيكنباور قائد ب***ن ميونيخ بالسلطة لتغيير أسلوب لعب المنتخب لأنه ببساطة كان القائد الأهم في تاريخ ألمانيا.

    المثير للسخرية أن مبتدع طريقة الظهير الحر المهاجم، الذي ضغط للعب هذا الدور أمام رفض شوين في البداية عام 1971 ، كان هو من دعا في ذلك الحين إلى التزام الحذر.

    فبعد الهزيمة الشهيرة، غير شوين -أو بيكنباور- التشكيل للمرحلة التالية وكان النجاح فوريا. فالألمان تأهلوا إلى المباراة النهائية أمام هولندا بقيادة يوهان كرويف، بالفوز على يوغوسلافيا 2/صفر وعلى السويد 4/2 وعلى بولندا 1/صفر بشق الأنفس على أرض أغرقتها الأمطار.

    وكان لدى الهولنديين الفريق الأفضل في البطولة وقدموا عروضا رائعة باتباعهم مبدأ "الكرة الشاملة". وتقدم يوهان نيسكينز للمنتخب الهولندي الملقب بإسم "الطاحونة البرتقالية" في الدقيقة الأولى، بفضل ضربة الجزاء الشهيرة التي احتسبت قبل حتى أن يتمكن الألمان من لمس الكرة.

    ومع ذلك، تمكن بول برايتنر من معادلة النتيجة، وسجل جيرارد مولر قبل الاستراحة مباشرة الهدف الذي قلب النتيجة ومنح اللقب العالمي للألمان.

    وجاء النجاح في أفضل مرحلة من مشوار بيكنباور بعد أشهر قليلة من تحقيق لقب في بطولة الدوري مع ب***ن ميونيخ والأول بين ثلاثة ألقاب متتالية للنادي البافاري في أوروبا بين عامي 1974 و1976 .

    وكتب الصحفي الشهير كير رادنيدج ذات مرة في مجلة "وورلد سوكر" قائلا "إنه (بيكنباور) كان من يتحكم في عرائس الماريونيت، يبقى في الخلف ويحرك الخيوط التي كانت تجعل ألمانيا الغربية وب***ن ميونيخ يحققان كبرى الألقاب".

    وكان المنتخب الألماني في عام 1974 ، الذي كان يلعب فيه خمسة من زملاء بيكنباور في ب***ن ميونيخ، أكثر إقناعا من نظيره الذي كان يلعب قبلها بعامين وحقق لقب كأس الأمم الأوروبية بصورة غير منتظرة، بعد أن فاز في المباراة النهائية على إنجلترا 3/1 في لندن، في أول مرة يتمكن فيها الألمان من إلحاق الهزيمة بمخترعي الكرة في عقر دارهم.

    واعترف بيكنباور بأن البطولة أمام جماهيرهم كانت شديدة الصعوبة. وأكد "المرء دائما ما يكون تحت ضغط في كأس العالم، لكن القلق يتضاعف إذا ما كانت البطولة على أرضنا والجميع ينتظر من صاحب الأرض حصد اللقب".

    وأضاف "كما أنه ليس أمرا رائعا لعب كأس العالم على أرضك، لأنك تكون دائما مركز الاهتمام. لا يمكنك الذهاب إلى مكان دون أن يتبعك أحدهم".

    وأكد اللقب الألماني الثاني، بعد عام 1954 ، مكانة بيكنباور كأحد أفضل لاعبي الكرة على مر التاريخ. ومع ذلك، فإن القيصر تحول إلى أسطورة حية في بلاده عندما تمكن أيضا من الفوز ببطولة كأس العالم كمدير فني عام 1990 في إيطاليا.

    كما كان بيكنباور قبل أربعة أعوام هو رئيس اللجنة المنظمة لثاني بطولة لكأس العالم تقام في ألمانيا.

    وفي 1974 ، عندما كان في التاسعة والعشرين من عمره ، كان قد مر على بيكنباور بالفعل تسعة أعوام في المنتخب شارك خلالها في بطولتين لكأس العالم عامي 1966 في إنجلترا و1970 في المكسيك عندما حل المنتخب الألماني ثالثا.

    ورغم أنه واصل اللعب حتى عام 1984 ، كانت آخر مشاركة له في كأس العالم في البطولة التي استضافتها بلاده.


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تاريخ اكتشاف البترول في العالم
    بواسطة muaath7 في المنتدى منتدى العلوم والتكنولوجيا
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-06-2015, 05:39 PM
  2. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 24-04-2014, 09:42 PM
  3. أجمل امرأه في العالم بحسب العالم ..
    بواسطة محمد المخارزه في المنتدى منتدى عالم حواء
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-04-2012, 05:22 PM
  4. أعظم خمس أخطاء في تاريخ العالم
    بواسطة محمد صوافطة الطوباسي في المنتدى قسم المواضيع العامة
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 15-06-2011, 12:34 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •