محترفي السات الأردني - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    الصورة الرمزية roza andro
    تاريخ التسجيل : Jan 2009
    رقم العضوية: 32376
    المشاركات : 111

    افتراضي تعرض الطفل للعنف العاطفي لا يقل قسوة عن ‏العنف البدني



    العرب أونلاين- منال العابدي:يعد التماسك الأسري من أهم العوامل المكونة لشخصية الطفل والذي له تأثير مباشر فيه، ‏والأسرة

    هي المحيط المباشر الذي يعيش فيه الطفل، والذي يتأثر نموه النفسي والاجتماعي ‏حسب

    استقرار هذا العامل، ولذلك من الضروري اتباع معاملة سليمة معهم من قبل الأسرة، ‏خصوصا

    وأن الأطفال هم أساس المستقبل.

    غير أن الطفل قد يواجه اضطرابات عديدة تعيقه ‏من النمو السليم وتهدّد مستقبله خصوصا

    ظاهرة العنف الأسري التي تعد من المشاكل الراهنة ‏في حياتنا المعاصرة ويصور بعض

    الدارسين "العنف الأسري" أو "العنف المنزلي" بوصفه ‏ظاهرة اجتماعية مهمة قد تحدث في

    محيط الأسرة، مع أنه عادة ما يصور المنزل الأسري ‏‏"كملاذ آمن" يتلاءم مع ضغوط الحياة

    المعاصرة، ولكن لابد في المقابل من النظر إليه أيضا ‏على أنه قد يكون موقعا للعنف الموجه

    ضد الأطفال "‏Child Abuse‏" أو ما قد يعبر عنه في ‏بعض الأحيان بإساءة معاملة

    الأطفال "‏Child Maltreatment‏".‏



    ويشير الطبيب النفسي الأمريكي ب***ون إيجلاند

    بعد إجرائه عدة دراسات عن تربية الأطفال ‏ونمو الطفل في المراحل الأولى من عمره، إلى أن

    الآثار الناتجة عن تعرض الطفل للعنف ‏العاطفي لا تقل قسوة وتدميرًا عن العنف البدني.

    فهذا النوع من الأطفال يعاني قصورًا في ‏تطور قدراته العقلية والنفسية مع تقدمه في العمر

    أكثر من الأطفال الذين يتعرضون للعنف ‏البدني.

    ويرجع هذا إلى أن العنف العاطفي يدمر ثقة الطفل بنفسه بصفة مستمرة. وأركز هنا ‏على كونه يتم بصفة مستمرة.‏

    ويقول أحد أطباء علم النفس: "إن الطفل الذي

    يتعرض للعنف البدني يتجنب ولي أمره خوفا ‏من أن يتعرض للضرب. وكذلك الطفل الذي

    يتعرض للعنف العاطفي يفعل الأمر نفسه تفاديا ‏لشعور الإحباط الناتج عن الرفض والتجاهل والحرمان.


    إن غياب الأبوين عاطفيا يدمر نفسية ‏الطفل، حيث إن الطفل حينئذ لا يحصل على أي من

    المكافآت أو وسائل الدعم والتشجيع عن ‏حبه للاستطلاع وتقدمه في النمو وتفوقه. فلنتخيل رد

    فعل أبوين يعاملان طفلهما بشكل طبيعي ‏حين يخطو أولى خطواته.

    ستجد هذا اليوم مخلدا في ذاكرتهما ويصبح سببا لهما كي يتفاخرا ‏به أمام الناس. أما في بيت

    يسوده الغياب العاطفي، يتجاهل الأبوان مثل هذه الأشياء. فحتى إذا ‏لاحظ أحد الأبوين أو كلاهما

    إنجازًا جديدًا حققه الطفل، يكون ذلك ممزوجًا بمشاعر نفاد ‏الصبر، على الرغم من أن الطفل

    الذي يتعلم المشي لأول مرة لا يحتاج منهما سوى بعض ‏الانتباه والاهتمام.‏

    لقد تعممت ظاهرة العنف ضد الأطفال في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، فقد ‏ذكر

    تقرير رسمي بريطاني أن 200 ألف طفل يتعرضون لمخاطر الايذاء الجسدي والعنف ‏داخل منازلهم.‏

    وقال لورد ليمنج كبير المفتشين السابق للخدمات الاجتماعية في تقريره إنه يجب على الوزراء

    ‏ومجلس الوزراء ومدراء العمل الاجتماعي وموظفي الصحة وضباط الشرطة العمل بشكل ‏أكبر

    للمحافظة على سلامة هؤلاء الأطفال.

    وانتقد لورد ليمنغ فى تقريره الوزراء لفشلهم في ‏القيام بأي تحسينات كان قد نادى بها قبل ثمان

    سنوات، مشيرا إلى ان 350 الف طفل يتعاطى ‏اباؤهم المخدرات إلى جانب 1.3 طفل يعيشون

    مع آباء يشربون الكحول بإفراط.‏



    وذكرت صحيفة "ديلي تيلغراف" البريطانية أن

    55 طفل قتلوا على يد أقاربهم أو معارفهم بما ‏فيهم طفل يبلغ من العمر عشرة شهور كان

    تعرض للضرب حتى الموت في منزله بشمال ‏لندن.‏

    الأمر نفسه ينطبق على الدول العربية ففي السعودية ـ على سبيل المثال ـ أكدت دراسة ‏محلية

    تعرّض 21 بالمئة من الأطفال السعوديين للايذاء بشكل دائم، وكشفت الدراسة التي ‏أجراها

    مركز مكافحة ابحاث الجريمة بوزارة الداخلية، تفشي ظاهرة ايذاء الأطفال في ‏المجتمع

    السعودي بشكل عام، حيث اتضح ان 45 بالمئة من الحالات يتعرضون لصورة من ‏صور الايذاء

    في حياتهم اليومية، حيث يحدث الايذاء بصورة دائمة لـ21 بالمئة من الحالات، ‏في حين يحدث لـ24 بالمئة أحيانا.


    ويمثل الايذاء النفسي اكثر انواع الايذاء تفشيا بنسبة 33.6 ‏بالمئة يليه الايذاء البدني بنسبة

    25.3 بالمئة وغالبا ما يكون مصحوبا بايذاء نفسي، يليه ‏الاهمال بنسبة 23.9 بالمئة.

    واحتل الحرمان من المكافأة المادية أو المعنوية المرتبة الأولى ‏من أنواع الايذاء النفسي

    بنسبة 36 بالمئة تليها نسبة الأطفال الذين يتعرضون للتهديد بالضرب ‏‏32 بالمئة ثم السب

    بألفاظ قبيحة والتهكم بنسبة 21 بالمئة ثم ترك الطفل في المنزل وحيدا مع ‏من يخاف منه "خاصة الخادمات". ‏

    أكثر صور الايذاء البدني تفشيا هي الضرب المبرح للأطفال بنسبة 21 بالمئة، يليها تعرض

    ‏الطفل للصفع بنسبة 20 بالمئة ثم القذف بالاشياء التي في متناول اليد بنسبة 19 بالمئة ثم

    ‏الضرب بالاشياء الخطيرة بنسبة 18 بالمئة ثم تدخين السجائر والشيشة في حضور الأطفال ‏بنسبة 17 بالمئة. ‏



    ومن أبرز صور الاهمال التي احتلت المرتبة الثالثة من اشكال الايذاء التي يتعرض لها ‏الأطفال

    في السعودية، هي عدم اهتمام الوالدين بما يحدث للطفل من عقاب في المدرسة بنسبة ‏‏31 بالمئة. ‏

    هذه النتائج التي تشير إلى قساوة الوضع الذي يتعرض إليه الأطفال في العالم لا يتماشى

    ‏ومبادئ الإعلان العالمي لحقوق الطفل من ذلك ما أقرته اتفاقية حقوق الطفل رقم 260 لسنة ‏‏

    1990 في مادتها السادسة عشرة من أنه "لا يجوز أن يجري أي تعرض تعسفي أو غير

    ‏قانوني للطفل في حياته الخاصة أو أسرته أو منزله أو مراسلاته، ولا أي مساس غير قانوني ‏بشرفه أو سمعته.



    وللطفل حق في أن يحميه القانون من مثل هذا التعرض أو المساس به". ‏وما فتئت منظمة الأمم

    المتحدة تقرّ بأن الطفل ـ كي تترعرع شخصيته ترعرعاً كاملاً ‏ومتناسقاً ـ ينبغي أن ينشأ في بيئة

    عائلية في جو من السعادة والمحبة والتفاهم.‏

    ‏ وترى أنه ينبغي إعداد الطفل إعداداً كاملاً ليحيا حياة فردية في المجتمع وتربيته بروح المثل

    ‏العليا المعلنة في ميثاق الأمم المتحدة، وخصوصاً بروح السلم والكرامة والتسامح والحرية ‏والمساواة والإخاء.‏

    وتشير منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في أحد تقاريريها إلى أن الأطفال الذين ‏يعيشون في ظل العنف المنزلي لا

    يتحملون معاناة العيش في محيط يتّسم بالعنف فحسب، بل ‏قد يصبحون أيضا ضحايا للإيذاء.

    ويقدَّر أن 40 في المائة من الأطفال الذين كانوا ضحية ‏لسوء المعاملة أبلغوا أيضاً عن وجود عنف في منازلهم. ‏



    وحتى عندما لا يتعرّض الأطفال مباشرة إلى الإيذاء البدني، فإن معايشتهم للعنف المنزلي ‏يمكن

    أن تترك لديهم تأثيرات شديدة ودائمة. وتبدأ هذه التأثيرات في مرحلة مبكرة إذ تبيّن ‏الدراسات

    أن احتمالات التعرُّض للعنف المنزلي لدى الأطفال الأصغر سناً أكبر منها بين ‏الأكبر سناً، والذي

    من شأنه أن يعوق نموهم العقلي والعاطفي في مرحلة مهمة من مراحل ‏نمائهم.‏

    ويواجه الأطفال المعرضون للعنف المنزلي، في مراحل مختلفة من نموّهم، طائفة من ‏التأثيرات

    المحتملة منها ضعف الأداء المدرسي وقلة المهارات الاجتماعية والاكتئاب ‏والإحساس بالقلق

    وغير ذلك من المشاكل النفسية. كما يذكر التقرير أنهم أكثر عرضة لتعاطي ‏المخدرات والحمل في فترة المراهقة والانحراف.‏



    ويجد التقرير أيضاً أن أفضل عامل يُنبئ بمواصلة الأطفال دوامة العنف المنزلي ـ إما ‏كمرتكبين

    له أو كضحايا ـ يتوقف على ما إذا كانوا ينشأون في منزل يمارس فيه العنف. ‏وتبيّن البحوث

    أن معدلات الإيذاء أعلى بين النساء اللائي كان أزواجهن قد تعرضوا لإيذاء ‏وهم أطفال أو

    شاهدوا أمهاتهم يتعرضن للاعتداء.

    كما وجدت دراسات عديدة أن الأطفال الذين ‏ينتمون إلى أسر يمارس فيها العنف تبـدو عليهم

    دلائل سلوك أكثر عدوانية وتزيد احتمالات ‏تورطهم في الشجارات بمقدار ثلاث مرات.

    ويحث التقرير الحكومات والمجتمعات على إيلاء مزيد من الاهتمام للاحتياجات المحددة ‏للأطفال

    الذين يعيشون في أسر يمارس فيها العنف المنزلي. ويحدد أيضاً الحاجة إلى تحسين ‏رصد

    انتشار العنف المنزلي والإبلاغ عنه من أجل إلقاء الضوء على هذه القضية الخفية.‏



    وللحكومات دور حيوي في كسر دوامة العنف المنزلي وحماية ضحاياه من الأطفال، وهي

    ‏مدعوّة إلى القيام بما يلي:‏

    التوعية بأثر العنف المنزلي على الأطفال من خلال شن حملات توعية عامة وبذل جهود ‏للطعن

    في المعتقدات والعادات التي تتغاضى عن العنف. ‏

    وضع سياسات عامة وقوانين تحمي الأطفال إذ يجب على الحكومات أن تسن قوانين وسياسات

    ‏تجرِّم العنف المنزلي وتحمي جميع ضحاياه وأن تقوم بإنفاذ تلك القوانين. ‏

    تحسين الخدمات الاجتماعية التي تعالج أثر العنف في المنزل على الأطفال فالتدخلات التي ‏تدعم

    الأطفال الذين يتعرضون للعنف المنزلي تساعد على الحد من المخاطر طويلة المدى ‏بالنسبة

    لهؤلاء الأطفال ويجب تمويلها تمويلاً كافياً وتوسيع نطاقها.‏


    وأوصى المؤتمر العربي الإقليمي الثالث لحماية الطفل المنعقد مؤخرا في العاصمة السعودية

    ‏الرياض بإعداد استراتيجيات وخطط وطنية للوقاية والتصدي للعنف ضد الأطفال، مستفيدين ‏في

    ذلك من توصيات دراسة للأمين العام للأمم المتحدة بشأن العنف ضد الأطفال، على أن ‏تشمل

    نظما وآليات فاعلة، ومتعددة القطاعات للتبليغ الملزم والاستجابة والتدخل والتأهيل.‏

    ووفق التوصيات التي جاءت في الجلسة الختامية للمؤتمر العربي الإقليمي الثالث لحماية

    ‏الطفل، طالب الخبراء والمختصون بضرورة تفعيل وسن التشريعات والقوانين اللازمة لحماية

    ‏الأطفال، مع توفر آليات لضمان تطبيقها، مع أهمية تشجيع البحوث والدراسات والمسوح

    ‏الوطنية الشاملة للتعرف على أنماط العنف ضد الطفل في الدول العربية، وإيجاد نظم وآليات

    ‏وطنية لجمع البيانات والمعلومات المتعلقة بالعنف ضد الأطفال.


    وكان برنامج الأمان الأسري ‏الوطني في السعودية قد نظم المؤتمر تحت شعار "نعمل معا من

    أجل طفولة آمنة"، وأكد ‏المؤتمر على ضرورة تشجيع البحوث والدراسات والمسوح الوطنية

    الشاملة للتعرف على ‏أنماط العنف ضد الطفل في الدول العربية، وإيجاد نظم وآليات وطنية لجمع

    البيانات ‏والمعلومات المتعلقة بالعنف ضد الأطفال.‏

    وأكد المؤتمر على ضرورة حظر كافة أشكال العقاب البدني على الأطفال في كافة المؤسسات

    ‏التعليمية والاجتماعية وفي داخل الأسرة، والعمل على إيجاد بدائل تعتمد أساليب التربية

    ‏الإيجابية، منوهين بأهمية تنسيق الجهود بين كافة الجهات الحكومية وغير الحكومية،

    ‏والمنظمات العربية والإقليمية والدولية عند وضع الخطط والاستراتيجيات التي تعنى بحقوق ‏وحماية الأطفال.‏



    وأقر الخبراء والمختصون على ضرورة توفير وتعزيز الخدمات الصحية والنفسية ‏والاجتماعية

    والقانونية المطلوبة من أجل تقييم وعلاج وتأهيل الأطفال ضحايا العنف وأسرهم. ‏كما أوصوا

    بالعمل على الحد من العنف ضد الأطفال في وسائل الإعلام ووسائل الاتصال ‏الحديثة، والعمل

    على تطوير قدرات الإعلاميين للتعاطي مع قضايا العنف ضد الطفل بصورة ‏أكثر فعالية.

    كما طالبوا بدعم شبكة الإعلاميين العرب لمناهضة العنف ضد الأطفال وإيجاد ‏شبكات وطنية

    منبثقة منها. ودعا الحضور إلى العمل على دعم وتأسيس برلمانات الطفل ‏لتفعيل مشاركتهم في

    وضع السياسات والاستراتيجيات الخاصة بهم، مطالبين بدعم جهود ‏مؤسسات المجتمع المدني

    في مجال حقوق الأطفال وحمايتهم.‏



    وأكد الخبراء والمهتمون في مجال حقوق الطفل على ضرورة دعم إنشاء خطوط نجدة الطفل ‏في

    الدول العربية كآلية من آليات حماية الأطفال، كما ناشدوا دعم الشبكات العربية والإقليمية

    ‏والوطنية العاملة في مجال حماية الأطفال.‏


    أثمنى حياة سعيدة للجميع

    roza andro


  2. #2
    كبار الشخصيات
    الصورة الرمزية شريف

    تاريخ التسجيل : Feb 2009
    رقم العضوية: 33222
    المشاركات : 115
    المعدل اليومي: 0.02
    شريف غير متصل

    افتراضي


    كلام صحيح 100% مشكوووووووره عالموضوع القيم تحياتي


  3. #3
    الصورة الرمزية بنت فلسطين

    تاريخ التسجيل : May 2009
    رقم العضوية: 36345
    المشاركات : 55
    المعدل اليومي: 0.01
    بنت فلسطين غير متصل

    افتراضي




المواضيع المتشابهه

  1. تعامل الطفل مع الطفل - المقال الثالث
    بواسطة الصيدلاني راتب في المنتدى منتدى الطفل
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 16-02-2013, 02:15 PM
  2. علمتني قسوة القلب
    بواسطة mk سات في المنتدى منتدى عذب الكلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-04-2012, 03:57 PM
  3. قسوة القلوب واسبابها
    بواسطة محمد الصمادي في المنتدى مواضيع دينية عامة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 25-05-2010, 12:26 AM
  4. كيف يمكن للانسان أن يرفع من مستوى ذكائه العاطفي ؟
    بواسطة raad في المنتدى قسم المواضيع العامة
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-05-2010, 07:14 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •