((( إنتصارات تحت الصفر )))
هناك إنتصارات شعوب وأفراد لا علاقة لها بالإنتصارات
لا أعني كما نعرفها كلنا ولا أعني إنتصارات مزعومة
أو موهومة أو يدعيها أحد خلاف ما حققه فعــلآ .
فهذه ليست وحدها أشكال الإنتصارات ،
فهناك نوع أخر يشبهه. تمكن طالب من الإنتصار على نفسه ونقل معدله من 25 % إلى 40 % فيفرح للصعود مع إنه بقي راسبــآ .
وهناك نوع أخر إحساس رحالة بتجوال في منطقة باردة ،
يفرح لإرتفاع درجة الحرارة من 20 تحت الصفر إلى الصفر ذاته ، مع أنه ظل في أجواء متجمدة . وهناك نوع أخر من الإنتصارات ، تغلب سجين على سجين أخر، فيحتفي الغالب بالإنتصار على المغلوب وينسى أن كليهما يقبعان خلف القضبان تحت أمرة شرطي أو شرطية . ليس نجاحآ ما يبقى المرء تحت خط الرسوب وليس دفئآ وصول الحرارة إلى الصفر ولا إنتصار في معركة كلا طرفيها أسير . في السـياسة والتجارب النضالية على سبيل المثال : القضية الفلسطينية الساطعة الآن . ما حدث في غزة إنتصار حماس على فتح وسيطرتها على القطاع المحاصر من خمس جهات ، وجاءت شهادة الإنتصار ممهورة بدماء مئات الضحايا وما زال الإنقسام يشكل أحد أهم معالم ذلك الإنتصار . وعندما لا تدقق الفصائل الفلسطينية جيدآ في واقعها ومستقبل قضيتها في ظل هذا الإنقسام ، ستواصل نفخ العضلات ويحقق كل منهما في الضفة وغزة إنتصاره لكنهما إنتصارات تحت الصفر .
دمتم بالعافية
نجيب ايوب