((( من طلب العلا سهر الليالي )))
كلنا نعرفها ونحن على مقاعد الدراسة
والكل يقولها على أمل أن يقفزوا من نوافذ هذه الليالي إلى قمم يحلمون بها ويروا أنفسهم متوجين فوقها بأكاليل النجاح والمجد . لكن مرت الليالي وكاد العمر يمر وما زالوا يسهرون ويتفوقون وأعينهم مسمرتان إلى العلا دون أن يطولوه . فالقيود تكبل أقدامهم وتشدهم إلى الأرض لينزلوا بقاماتهم وبأحلامهم وبطموحاتهم إلى الواقع . ويصغر العلا ليصبح بحجم بيت في حي بسيط وشارع مزدحم وهم لا يختلفون عن البقال أو الخباز أو سائق التكسي لكن هؤلاء أفضل منهم حالآ لأنهم يعملون .
بينما هم مسمرون في بيوتهم أمام شهادات معلقة على الجدران وطموح معلق في الهواء،هي ليست حكاية مجموعة من الطلاب محبطين، بل حكاية الباحثين عن التألق والتميز والإبداع والتفوق . هي قصة الحالمين بالوصول إلى حقائق علمية جديدة وإطلاقها بإسم دولهم . غير عابئين بطول السهر وحجم الجهد المبذول . وكلما تقدموا خطوة زاد الطموح وقل الأمل فالطموح وحده لا يكفي ولا بد من أن يستعينوا بالمال كي يحول النظريات إلى حقائق ملموسة وهو غير متاح في ظل أنظمة تضع البحوث العلمية في آخر إهتماماتها . فهذه البحوث ممتدة وموصولة مع ما يعانيه الشارع العربي من بطالة وقهر وفقر وفساد يؤدي إلى حرق الشباب لأجسادهم وإحتراق قلوب أهاليهم عليهم . حكومات وأنظمة في وطننا العربي تصرف وتنفق الملايين تحت شعارات لا تودي ولا تجيب . هناك فرص عمل كبيرة تعلي من شأن أي دولة وتؤمن مجموعة فرص عمل وتحث المجتهدين على الإبتكار وتحد من هجرة العقول إلى الخارج وتحد من هجرة اليد العاملة . فرص ألا تستحق أن تعطيها الحكومات والأنظمة ولو 1% من إنتاجها بينما تهدر الملايين هباء والشعب يحرق نفسه.
دمتم بعافية
نجيب ايوب