الثرثرة الفارغة
مجموعة من المراهقين والمراهقات وصبية وصبابة في تويتر والفيس بوك ، لا يعرفون معنى الذي يكتبونه ولا يدركون خطورة تداعياته . يعتقدون أنهم في مجالــس للثرثرة في غرفة صغيرة يبعثرون فيها ما شاؤوا
من القول الغث والثمين . وهم في الواقع وفي الحقيقة مكشوفون على بوابة العالم المفتوح يقرؤهم كل من على الأرض . الحيرة فيما ترى وتقرأ .
نماذج بشرية في جمهورية مفتوحة على مصراعيها للتحليق غير أنهم بجناح واحد . بعضهم يقعون فريسة جهل مطبق يتعاملون به مع الأخر .
يعتقدون أنهم بألسنتهم يصنعون المعجزة وهم في الحقيقة فارغون ويكشفون عن شخصيات ضعيفة غير مثقفة ولا تعرف للحوار معنى أو مبنى تقف على أرضيته بشكل صلب ومفهوم . مجموعة من المغردين غردوا بصبيانية وعن عدم وعي وجهل الكثير من تقنيات الحوار وفنه وإسلوبه مع الطرف الأخر . يحملون في نفوسهم الحقد والكراهية على وطن أو على صديق في مواقع التواصل الإجتماعي ، هذه المواقع هي البيئة الخصبة لهم لرمي مهملات النفوس المريضة فيها . ولو أدركوا قيمة هذه المواقع الثقافية لتنحوا جانبآ وتركوها للذين يعرفون قيمة التواصل الإنساني النبيل الذي يعني في أصله التبادل المعرفي والثقافي . وليس بث السموم والدسائس والأمراض النفسية المزمنة . هذه المواقع يبث فيها من سموم ، فنحن في مرحلة تحتاج إلى مزيد من الوعي في التعاطي مع الحدث . وهذه المرحلة لا تحتمل سفاهات البعض وحماقاتهم التي ليس لها دلائل على أرض الواقع . كل الذي يحمل فكرآ مريضآ يريد أن يعممه ويضع له ميثاقآ عامآ وإن ذهبت إلى محاورته ستكتشف سطحية تفكيره وضحالة معلوماته لتوقن فيما بعد أنه مجرد طائر صغير يحاول الطيران بجناح واحد نصفه مكسور . ان الذين يجوبون هذا العالم وهم مبرقعون تارة ومزيفون تارة اخرى
أمثلة لنماذج بشرية أهدافها تسير نحو إتجاهات خطرة ما لم يتم التصدي لها بحزم . ليدركون وليعودون إلى رشدهم قليلآ ليدركوا أن التقنية التي أخترعت من أجل التقدم والتطور ليس أداة لبث الأحقاد والتطاول على الغير أيا كان هذا الغير وطنآ أم بشرآ .
دمتم بالعوافي
نجيب ايوب