[size=5]طرحت الأعداد الكبيرة للقنوات الفضائية التى ظهرت خلال العشر سنوات الماضية، أسئلة كثيرة أمام أغلب الناس فى مصر، أهمها هل من السهل إنشاء قناة فضائية دون النظر لمحتواها البرامجى؟ وهل إنشاء الأفراد للقنوات يدخل فى إطار تجارى واستثمار للأموال أم أن هناك أمورا أخرى، وبعيدا عن نيات أصحاب القنوات وتوجهاتهم وأهدافهم من الاستثمار فى الإعلام لابد أن نعرف أولا كيف يمكن إنشاء قناة فضائية؟ والإجابة فى السطور التالية.
إنشاء قناة فضائية أمرا ليس سهلا وفى نفس الوقت ليس مستحيلا، حيث يتوقف الأمر على شرط أساسى وهو وجود رأس المال، خصوصا أن التكلفة التقديرية لإنشاء القناة الفضائية يتراوح بين 5 ملايين جنيه و400 مليون جنيه عند الانطلاق، وذلك حسب نوع وتخصص القناة وإمكاناتها البشرية من مذيعين مشهورين ومعدين ومخرجين وفنيين محترفين، بالإضافة إلى مساحة الاستديو وشبكة المراسلين داخل وخارج مصر عند الإقدام على إنشاء قناة فضائية يجب أولا تحديد تخصصها، هل هى قناة عامة أم قناة متخصصة، فإذا كانت قناة متخصصة فى عرض الأفلام أو المسلسلات فإن تكلفتها تكون قليلة جدا، حيث لا تتكلف سوى إيجار التردد سواء من شركة النايل سات أو من أى قمر صناعى عربى أو أجنبى يكون سعره أقل بكثير من القمر من المصرى، وشراء حقوق عرض الأفلام التى غالبا ما تكون قديمة واستئجار مقر لبث هذه الأعمال من خلاله عن طريق بعض أجهزة السيرفر، أيضا عدد العاملين فيها والمسئولين عن إدارتها لا يتجاوزون عدد أصابع اليد من الممكن أن يكون تأسيس قناة من هذ ه النوعية لا يحتاج لأكثر من 5 ملايين جنيه عند الانطلاق، أما فيما يخص إنشاء القنوات العامة فالأمر هنا مختلف، فهناك قنوات صغيرة ومتوسطة وأخرى كبيرة على غرار قنوات السى بى سى والحياة والنهار ودريم، وكل واحدة منها تحتاج لميزانيات ضخمة حتى تخرج بالصورة التى يراها المشاهد عليها حاليا.
و مساحة الاستديو الخاص بالقناة بمدينة الإنتاج الإعلامى والمذيعون الذين سيتم التعاقد معهم والمسلسلات والبرامج الحصرية المصرية والتركية التى سيتم شراؤها لعرضها على شاشة القناة هى أهم البنود الواجب توافرها فى ميزانية أى قناة جديدة محترمة تبحث عن أن تكون موجودة بين القنوات الكبيرة الحالية، وحتى تستطيع أن تصل للمشاهدين بسرعة، وذلك بتكلفة لا تقل عن 400 مليون جنيه فى العام الأول مقسمة على النحو التالى من 80 إلى 120 مليون جنيه، قيمة التعاقدات مع المذيعين واستئجار تردد على النايل سات بطاقة بث كبيرة أو ما يطلق عليها «hd» واستديوهين مساحة الواحد لا تقل عن 700 متر، ويكون مجهزا بالكامل من كاميرات وغرفة كنترول وغيرها من الأجهزة الحديثة من وسائل الاتصال ووحدات الإرسال والاستقبال، ومن 200 إلى 300 مليون جنيه تكلفة شراء عدد من البرامج والمسلسلات الكبيرة المصرية والتركية للعرض حصريا على شاشة القناة، بالإضافة إلى عمل دعاية للقناة وبرامجها فى الشوارع والميادين « outdoors» وبعض الصحف والمجلات الكبيرة، وقال: فى العام الثانى من إنشاء القناة تنخفض أو تزيد نفقات القناة حسب المكانة التى وصلت إليها عند المشاهدين، وعلى الأرجح تحقق أى قناة انتشارا واسعا بين الناس بعد عامها الأول فى حال تنفيذها للبنود الأساسية السالفة الذكر، وبالتالى تقل نفقاتها ولكنها فى الوقت نفسه لا تحقق أى أرباح، حيث تبدأ القنوات الكبيرة تحقيق أرباح بعد عامها الثالث، وهذا ما هو متعارف عليه فى سوق القنوات الفضائية، ولكنها ليست قاعدة يستند عليها، فهناك قنوات تنفق مئات الملايين كل عام ولا تحقق أى عائد، وفى المقابل قنوات تنفق أموالا متوسطة وتحقق أرباحا كبيرة، وهاتان الحالتان تتوقفان على القائمين على إدارة القناة من إعداد وإخراج وتسويق، فكلما كانوا على درجة عالية من المهنية والاحترافية زادت فرصة نجاح القناة إعلاميا وإعلانيا، وأضاف: فيما يخص القنوات الصغيرة والمتوسطة فتتراوح تكلفتها ما بين 15 إلى 25 مليون جنيه فى العام وتعتمد هذه القنوات فى استمرارها على إعلانات التلى شوب.
وقد أكد مصدر مسئول بشركة النايل سات، أن إيجار التردد على القمر المصرى «نايل سات» ما بين 200 ألف دولار و300 ألف دولار سنوياً، بما يعادل مليونا ونصف المليون جنيه إلى مليونى جنيه سنوياً، وذلك حسب طبيعة القناة. فإذا كانت قناة رياضية أى تنتقل فيها الكاميرا سريعا فتحتاج طاقة بث أكبر، وهنا تصل القيمة للحد الأعلى. أما إذا كانت قناة تبث مواد مسجلة فلن تحتاج أكثر من طاقة البث العادية، وأضاف: يبلغ عدد القنوات الموجودة على النايل سات نحو 750 قناة متنوعة.[/size]