[SIZE=6][COLOR=darkred]فإن لم تكن تراه فإنه يراك [SIZE=5]!![/SIZE][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=green][SIZE=5]ثبت في "صحيح مسلم" أن جبريل - عليه السلام - سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإحسان؛[/SIZE][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=green]فقال له المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=green]([COLOR=darkred]أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك[/COLOR])[/COLOR][/SIZE]
[COLOR=green][SIZE=5]رواه البخاري[/SIZE][/COLOR]
[COLOR=darkgreen][SIZE=5]لما أراد أحد الصالحين أن يعلم أولاده كيف يعرفون ربهم من خلال تجاربهم وحياتهم ..[/SIZE][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]طلب منهم أن يذهب كل واحد منهم ويذبح طيرًا في مكان لا يراه فيه أحد،[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]ومضى الأبناء ينفذون أمر أبيهم إلا واحدًا رجع إليه ولم يفعل شيئًا عكس جميع إخوته الذين أدوا ما طُلب منهم ،[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]فسأله لماذا لم تفعل ما أمرتك به؟ فكانت إجابة الولد لأبيه: [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkgreen]"[COLOR=purple]كلما ذهبتُ في مكان وجدته معي[/COLOR]"،[/COLOR][/SIZE]
[COLOR=darkgreen][SIZE=5]فعرف الأب أن ابنه قد استوعب الدرس.. وهذا ما أراده العبد الصالح من قوله لولده: [/SIZE][/COLOR]
[COLOR=darkgreen][SIZE=5]قُلْ "[COLOR=purple]الله يراني.. الله يسمعني.. الله رقيب علي[/COLOR]"، [/SIZE][/COLOR][COLOR=darkgreen]
[SIZE=5]فشب الابن على مراقبة الله في حركته وسكونه.[/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]إن المراقبة شعور في القلب يظهر أثره في الجوارح من اتقاء لمحارم الله ومراعاة الله في السرائر والخلوات،[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]وخطرات القلب، ونزوع النفس إلى شهواتها فتردعها تلك المراقبة.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]يوسف الصديق- عليه السلام- ضرب المثل الأعلى للشباب في مراقبة الله تعالى؛ [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]إذْ قال لامرأة العزيز بعد أن تهيأت له:[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]" [COLOR=red]مَعَاذَ اللهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ [/COLOR]" [/COLOR][/SIZE]
[COLOR=blue][SIZE=5](يوسف: 23)[/SIZE][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=5]كلمة خرجت من فم يوسف الصديق وقت أن كانت كل الظروف مهيأة؛ [/SIZE][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=5]فهو شاب وله شهوة، وامرأة العزيز هي التي تُراوده، والأبواب مغلقة، [/SIZE][/COLOR]
[COLOR=blue][SIZE=5]وهو عبد ولكنه من عباد الله المخلصين فصرف عنه الله الفحشاء والمنكر[/SIZE][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=darkolivegreen]إن ميزان النجاح في السير إلى الله هو الوصول إلى درجة الإحسان الذي ورد في الحديث[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkolivegreen]"[COLOR=darkred]أن تعبد الله كأنك تراه[/COLOR]"[/COLOR][/SIZE]
[COLOR=darkolivegreen][SIZE=5]وهو الذي يُعرف بمقامي (المشاهدة والمراقبة)، فالمراقبة أن تستشعر أن الله يراك، والإحسان أن تعبد الله كأنه يراك، فبذلك تتحقق المراقبة في الطاعة وعدم المعصية.[/SIZE][/COLOR]
[SIZE=5][COLOR=indigo]إن إيمان العبد بأن الله يراه ويطلع على سره وعلانيته وباطنه وظاهره وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره من أعظم أسباب ترك المعاصي الظاهرة والباطنة؛[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=indigo]وإنما يسرف الإنسان على نفسه بالمعاصي والذنوب إذا غفل عن هذا الأمر ولذلك قال الله تعالى في بيان تهوك أهل النار في الذنوب والمعاصي:[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=indigo]" [COLOR=red]وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ [/COLOR][/COLOR][/SIZE]
[COLOR=indigo][SIZE=5][COLOR=indigo]وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين [/COLOR]" [/SIZE][/COLOR][COLOR=indigo]
[SIZE=5]فمن قام في قلبه أنه لا تخفى على الله خافية، راقب ربه وحاسب نفسه وتزود لمعاده، واستوى عنده السر والإعلان، [/SIZE]
[SIZE=5]ولذلك كان من وصاياه صلى الله عليه وسلم:[/SIZE]
[SIZE=5](([COLOR=darkred]اتق الله حيثما كنت[/COLOR])) [/SIZE]
[SIZE=5]أي في السر والعلانية حيث يراك الناس وحيث لا يرونك، [/SIZE]
[SIZE=5]فخشية الله تعالى في الغيب والشهادة من أعظم ما ينجي العبد في الدنيا والآخرة ،[/SIZE]
[SIZE=5]ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: [/SIZE]
[SIZE=5](([COLOR=darkred]أسألك خشيتك في الغيب والشهادة[/COLOR]))[/SIZE][/COLOR][/COLOR][/CENTER]
[COLOR=darkgreen][COLOR=indigo]
[/COLOR]
[CENTER][SIZE=5]وكان الإمام أحمد كثيراً ما ينشد قول الشاعر:[/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=sienna]إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقـل خلـوت ولكن قل عي رقيب[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=sienna]ولا تحسبن الله يغفـــل ساعة ولا أن مـا يخفـى علـيه يغيب[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5]مر عمر على راعي غنم فأراد أن يختبره فقال أعطني شاة وقل لصاحبها إن الذئب قد أكلها،[/SIZE]
[SIZE=5]فرد الراعي عليه بأن الله يراه،[/SIZE]
[SIZE=5]فبكى سيدنا عمر من ورع هذا الراعي، وذهب معه إلى سيده واشتراه واعتقه.[/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=sienna]أيها الحبيب / الحبيبة في الله :[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]نحتاج للمراقبة لكي نحرص على عمارة أوقاتنا بما ينفع.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=blue]نحتاج للمراقبة عندما يصيبنا الفتور في الدعوة إلى الله وخدمة الدين .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=olive]ما أجمل المراقبة قبل القيام بأي عمل , وسؤال النفس هل هو لله أم لغيره ؟[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=olive]ما أحلى مراقبة الله أثناء العمل وحفظ العمل أن تدخله شوائب الدنيا.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=olive]ما أجمل المراقبة عندما تنتهي من العبادة ويرى الله في قلبك الافتقار والانكسار واحتقار النفس [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkslateblue]نحتاج إلى نور المراقبة في البيت في إصلاح الأبناء وتربيتهم. [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkslateblue]وفي عدم إدخال أجهزة الفساد إلى البيت .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkslateblue]ونحتاج إلى نور المراقبة في حسن الخلق مع الزوجة والعشرة . [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkslateblue]وكذلك عند العدل في التعامل بين الزوجات لمن كان عنده زوجة ثانية .[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=darkslateblue]نحتاج للمراقبة في تطهير القلب من محبة غير الله تعالى وعدم التعلق بالصور والعشق للنساء. [/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=teal]وفي تطهير القلب من أمراض الحسد والبغضاء الذي دخل في نفوس بعض الضعفاء.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=teal]وفي عمارة القلب بالخشوع والخضوع والإخبات بين يدي الله تعالى.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=teal]وفي تصفية القلب من التعلق بالدنيا والجري وراءها , وصرف التعلق إلى الآخرة ومافيها من النعيم.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=teal]وعند القيام إلى الصلاة ومجاهدة النفس على حضور القلب وخشوع الروح.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=purple]وتلك المرأة تحتاج إلى نور المراقبة في هذه الأحوال :[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=purple]قبل أن تخرج من البيت هل لبست الحجاب الشرعي ..فالله يراها.[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=purple]عندما تخرج إلى السوق وترى الرجال ... وتنظر لهم .. هل تذكرت قوله تعالى :[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5][COLOR=purple]( [COLOR=red]يعلم خائنة الأعين[/COLOR]) ؟[/COLOR][/SIZE]
[SIZE=5]إن المسلم الصادق يشغل نفسه بمراقبة الله ويلزمها إياها في كل لحظة من لحظات الحياة ..[/SIZE]
[SIZE=5]حتى يتم لها اليقين بأن الله مطلع عليها عالم بأسرارها رقيب على أعمالها ..[/SIZE]
[SIZE=5]وبهذا تصبح نفسه مستغرقة بملاحظة الله وبجلاله وكماله،[/SIZE]
[SIZE=5]شاعرة بالأنس في ذكره والراحة في طاعته راغبة في جواره ..[/SIZE]
[SIZE=5]ومقبلة عليه ومعرضة عن سواه وهذا هو معنى :[/SIZE]
[SIZE=5]( [COLOR=darkred]أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك[/COLOR])[/SIZE][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE][/FONT]
04-11-2009, 12:44 PM
محمد ششتاوي
[color=darkgreen]مشكور اخي الله يجزيك الخير[/color]