[SIZE="5"]تحدثت ذات يوم مع احد كبار السن من ابناء المنطقة الجنوبيه حول العرضه الجنوبيه فأشار لي أنه سمع رواية منذ زمن بعيد من احد اجداده وهو حديث السن ( آنذاك ) أنه لم يكن هناك أي لون تراثي أو فلكلوري يتم تأديته في مناسبات الأعراس والختان وكذلك الأعياد بل كانت تقام تلك المناسبات دون أن يصاحبها أي عرضات او خلافها وأن العرضه الجنوبيه اتت من منبع ( أمني ) بحت فكما روى الراوي أن أساس العرضه الجنوبيه كان مبني على أسس أمنيه تتمثل في حراسة القرى المأهولة بالسكان ( قبل الحكم السعودي ) حيث كان هناك في جميع مداخل تلك القرى حصون لإستشعتر الخطرعن بُعد لينهض عموم رجال القريه التي يكون الخطر قد اقترب منها وهذا الخطر هو ( الغزو ) وكان هناك ترتيب للرجال للقيام بعمليات الحراسة الليلية من خلال تلك الحصون المشيدة للأغراض الامنيه فكان هناك توقيت لتسيير عمليات الحراسه في تلك الحصون ففي كل وقت معين ومحدد أشخاص من افراد القريه نفسها يقومون بالعمل على الحراسة الليلية ونظراً لعدم وجود أجهزة إتصال أو إنذار فقد كانت وسيلة الإتصال والإنذار ( آلة الزير ) لإشعار رجال القريه بأن هناك خطر يداهم قريتهم ففي حال إستشعار الخطر من قبل أياً من الرجال القائمين على الحراسة الليلية في تلك الحصون يقوم مستشعر الخطر بالضرب على آلة الزير بنفس الإيقاع الحالي لإشعار رجال القريه النائمون في منازلهم بأن هناك غُزاة ففي حين سماع صوت الزير يهب جميع الرجال من بيوتهم حاملين بنادقهم ويتوجهون إلى موقع الحصن الذي يأتي منه صوت الزير حيث أنه هو الجهة الموالية للغزاة ولكي يزداد فيهم الحماس وحتى يذهب منهم النعاس يقومون بعمل حلقه ويقومون بأداء العرضه وحتى يكونوا متفقين لا متنافرين يلاحظ أن خطواتهم في اداء العرضه متوافقه ومتوافقين على أن يقومون به ليس من باب التسليه او الترفيه او احياء مناسبة عابره بل أن ما يقومون به في سبيل الحفاظ على ارواهم وارواح ذرياتهم ومن يتبعهم من انفس وكذلك ممتلكاتهم من الغزاه أي ان الهدف هو هدف عسكري وامني بحت بدليل أن خطواتهم اشبه ما تكون بالخطوات العسكريه التي يشترط في تطبيقها التطبيق السليم ان تكون متوافقه من حيث التقدم ورفع الاقدام وكذلك حرك الايدي وقد بات علينا ان نكون موقنين حق الايقان بأن العرضه الجنوبيه لم تكن مبنية على انها نوع من التسلية والترفيه بل أنها كانت نابعه من الاستعداد للمواجهات القتاليه وادلل على ذلك بما قال الشاعر الكبير / عبد الواحد بن سعود الزهراني حينا قال في احدى قصائده بوصفه للعرضه الجنوبيه : [/SIZE]
[COLOR="Red"][SIZE="6"](( رقصة أهل الموت ما هي رقصة اهل الطرب والدندنه ))
[/SIZE][/COLOR]
[IMG]http://center.jeddahbikers.com/uploads/jb13059146191.jpg[/IMG]