"أنا لا أريد أية "هدايا"، ولكن للحظة أصبح لدي هذا الانطباع بأنهم لن يمنحونا أية ركلة جزاء حتى لو قُتل أحدنا.. نحن نتدرب مثل الحيوانات للعب موسم استثنائي، ونطالب فقط بمعاملة عادلة وبالمساواة مع الجميع".
بهذا التصريح, عبّر مدرب نادي يوفنتوس أنطونيو كونتي عن غضبه لعدم احتساب ركلة جزاء مستحقة ليوفنتوس في لقاء بارما يوم 15 شباط/فبراير, بعدما قام مدافع بارما فابيانو سانتاكروتشي بركل آندريا بيرلو على ركبته من الخلف داخل منطقة الجزاء والأهم, أمام ناظري باولو سيلفيو ماتزوليني, حكم اللقاء.
والجدير بالذكر أنها كانت الركلة الثانية التي يتم تجاهلها من الحكم ليوفنتوس خلال اللقاء. الأولى كانت لمصلحة جياكيريني بعد تمريرة ممتازة من بيرلو, قبل أن يقوم بيابياني بإعاقة جياكيريني داخل منطقة الجزاء.
يبدو أن لعنة الكالتشوبولي تطارد يوفنتوس حتى بعد مرور ما يقارب الست سنوات على وقوعها. لعدة أسباب, أهمّها:
- أن هذه ليست المباراة الأولى التي لا يتم فيها احتساب ركلة جزاء مستحقة ليوفنتوس, بل حدث هذا الأمر في أكثر مناسبة ومنذ مدة قصيرة, ففي المباراة التي سبقت مباراة بارما تحديداً, في لقاء يوفنتوس أمام سيينا, قام الحكم أيضاً بتجاهل ركلة جزاء مستحقة لليوفي بعدما قام فيرغاسولا بصد الكرة بيده داخل منطقة الجزاء وأيضاً أمام ناظري الحكم.
- أن يوفنتوس هو أقل الأندية حصولاً على ركلات الجزاء هذا الموسم, فمقابل 8 ركلات جزاء لمنافسه على صدارة الدوري نادي ميلان, احتسب ليوفنتوس ركلة جزاء واحدة فقط ولم يسمح له حتى بالاستمتاع بها. ففي لقاء يوفنتوس تشيزينا, المباراة الوحيدة التي تم احتساب ركلة جزاء فيها ليوفنتوس, والتي تسببت بطرد الحارس, قام بتنفيذ الركلة أرتورو فيدال قبل أن يتم اتهامه بالتواطؤ مع المدافع الذي قام باللعب مكان حارس المرمى. وتعتبر ركلة جزاء واحدة فقط في 23 مباراة نسبة قليلة جداً, خاصة لفريق "يلعب 75% من زمن المباراة في منطقة جزاء الخصم" كما جاء على لسان أنطونيو كونتي بعد مباراة بارما مساء أمس.
هو ليس تلميح لتواطؤ الحكام مع أندية أخرى, حتى لو أن جماهير يوفنتوس وبعض المصادر الصحفية تتهم الحكام بتقديم "الهدايا" في كل مباراة للميلان, وتشكك بمعظم ركلات الجزاء التي منحت لهم, لكن هو تساؤل, بل هو السؤال الذي يطرح نفسه هنا, إن كان هناك مشكلة في التحكيم في إيطاليا بشكل عام, لماذا لا يحصل هذا الأمر في مبارايات يوفنتوس؟ وما السبب؟ هل هو خوف الحكام من احتساب ركلات الجزاء أو اي خطأ يصب في مصلحة يوفنتوس؟ خاصة وأنه في لقاء بارما, كان هناك ركلة جزاء واضحة للاعب بارما و"إبن يوفنتوس" سيباستيان جوفينكو لم يتم احتسابها! إذاً هي مشكلة "وجود" اليوفنتوس على أرضية الميدان!
على الرغم من تأثير هذه الأمور على يوفنتوس سلبياً وبشكلٍ كبير, فهو بهذا التعادل "غير العادل", لم يتمكن من استعادة الصدارة من مطارده الأول نادي ميلان "العنيد", لكن يجب على يوفنتوس أن لا يعلّق خسارته للنقاط في كل مباراة على التحكيم, ويجب عليه ألا يتوقف عندها, وهذا بالفعل ما جاء على لسان بيرلو بعد المباراة أمام بارما, بيرلو الذي بالمناسبة يقدم مستوىً رائعاً مع السيدة العجوز منذ قدومه من نادي ميلان هذا الموسم, في الصفقة "الأنجح" هذا الموسم بكل المقاييس ليوفنتوس, والذي قال بعد اللقاء " كانت ركلة جزاء واضحة, لقد قمت بحماية الكرة, وشعرت بالركلة من الخلف. أعتقد أنها كانت ركلة جزاء واضحة، ولكن دعونا نمضي قدماً", وأكمل " صحيح أنه كان لدينا ركلة جزاء واحدة فقط في 22 مباراة, على الرغم من وجود حوادث مريبة أخرى. ونحن لا نريد الهدايا لكن عندما تكون هناك عقوبة، حتى لو كان ذلك في الدقيقة 90، يجب أن تُمنح لنا. نحن لا نشعر كضحايا، ولكن هذه هي اللحظات التي يمكن أن تساعد في مثل هذه اللقاءات المتقاربة"
بالفعل, يجب على يوفنتوس عدم انتظار الهدايا أو التعويل عليها في حال أراد الحصول على لقبه "الثلاثون" وتعليق النجمة "الثالثة" بحسب جماهير اليوفي. لكن, إلى متى سيبقى هذا حال التحكيم في إيطاليا؟ مهما كانت الأسباب وراء أي قرار. لا يوجد أي مبرّر لتشويه صورة واحد من أجمل وأقوى الدوريات منافسة في العالم على الإطلاق.